إبراهيم فاضل الناصري
نضح الاوراق بذكرى تأسيس تلفزيون العراق
في الثاني من شهر مايس/ ايار، تمر علينا بإشراق ملؤه الفخار، ذكرى تأسيس تلفزيون بلدنا العريق العراق. هذه المناسبة الخالدة والاثيرة في تاريخ الوسط الثقافي العراقي عامة، والوسط الفني العراقي خاصة، والتي تحمل مع طلتها البهية العبقة الزكية، ألواناً واشكال من الذكريات الخالدة وصورا من الحنين النكه بالاعتزاز.
فلقد افتتحت محطة تلفزيون بغداد بشكل رسمي في اليوم الذي وافق لــ عيد ميلاد ملك العراق، الملك فيصل الثاني اي في يوم 2 مارس 1956 ولقد قام الملك بإزاحة الستار عن مدخل هذه المحطة الرائدة في الشرق الاوسط كله، يرافقه نوري السعيد رئيس الوزراء وجميل المدفعي رئيس مجلس الاعيان وعبد الوهاب مرجان رئيس مجلس النواب، وفخري الفخري امين العاصمة ورؤساء الوزارات السابقة ورؤساء الهيئات الدبلوماسية العربية والاجنبية والصحافيون. وقام خليـل ابراهيـم مديـر التوجيه والاذاعة آنذاك بإلقاء كلمة الافتتاح التي هنأ فيها الملك والشعب وذكر، أن كادراً عراقياً يديرها يتألف؛ من ثلاثة مهندسين، يساعدهم أحد عشر طالباً من مدرسة الصنائع، وهؤلاء قد تدربوا على تشغيل المحطة في لندن، وطلب دعم جلالة الملك المادي لتطويرها وتشغيلها. وبعد ان تفقد جلالة الملك فيصل هذه المحطة، القى كلمة تبريك قصيرة اشار فيها الى أهمية هذا المنجز الثقافي في تاريخ العراق الحديث.
لقد بدأ البث في هذا التلفزيون الرائد في المنطقة العربية لساعتين في اليوم، تقدم خلالها العديد من الأغاني، وبعض التمثيليات وبشكل مباشر (غير مسجلة)، حتى بدأ البث بالتطور والزيادة فيما لحق من الزمن، وقد كانت الصحف اليومية تتولى نشر برمجة التلفزيون بشكل يومي بالإضافة الى اذاعته عبر محطة راديو بغداد.
وكانت طاقة البث التلفزيوني عند افتتاح هذه المحطة ½ كيلو واط، ولقد تم تطويرها فيما لحق من الزمن الى (5) كيلو واط، ولم تكن الاجهزة والمعدات حديثة النشأة الى حد كبير وفيها (9) قنوات، جهزت شركة (باي) الحكومة العراقية بسيارة بث تلفزيوني خارجي مع لاقطة التلفزيون الهوائية، ونصبت عدداً من اجهزة التلفزيون في بعض محلات بغداد المهمة، لكي تيسر للمواطنين مشاهدة البرامج.
ولقد بلغ عدد اجهزة التلفزيون التي تـم بيعهــا الى المواطنين في بغداد عنـد الافتتـاح (120) جهـازاً ومصدرها بريطانيا، واستعانت الحكومة العراقية بأحد الخبراء الاميركيين في حينها، وهو (فانس هلك) ليقوم بتنظيم البرامج. وبدأ اول إرسال لتلفزيون العراق في مايس/ ايار عام 1956. واقتصر البث في بداية الأمر على بغداد ثم ما فتيء في لسنوت اللاحقة ن امتد الى المدن المحيطة شيئا فشيئا
فطوبى لتلفزيون العراق، الذي نحتفي في هذه الأيام، بإرهاصات ولادته وقيامه فنارا ثقافيا في الشرق الأوسط، مستذكرين في ذلك بفخر ومباهاة وفخار ريادته في هذا الفضاء الفني، ومحتفين في ذكرى تأسيسه الرائدة والعابقة بالذكريات الجميلة العذبة.
709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع