
العربية.نت – رانيا لوقا:على مشارف العام 2026، نشهد تغييراً في مفهوم الحفاظ على شباب البشرة لأطول فترة ممكنة، إذ لم تعد العناية التجميلية تشكل صراعاً مع الزمن يقوم على شد وإخفاء الخطوط والتجاعيد، بل تحولت إلى خطوات تحافظ على صحة الجلد وتساعده كي يبدو بأفضل حالاته دائماً. فقد حان الوقت للتخلي عن هذه العادات التجميلية "البريئة" التي تسرع شيخوخة البشرة.
والهدف من هذا التبدل في النهج هو تمتع البشرة بالقوة والحيوية لتحافظ على جمالها في كل مراحل الحياة، فالعناية بها لم تعد مرتبطة بإصلاح عيوبها ولكن بدعمها كي تبدو بأفضل حالاتها.
إلا أن بعض العادات الراسخة في الأذهان ممكن أن تعيق تحقيق هذا الهدف، كونها أخطاء خفيّة تلحق الضرر بالبشرة. تعرّفوا على أبرزها:
1- الإفراط باستخدام البودرة
يشكل السعي للحصول على بشرة مثالية دافعاً للإفراط باستخدام بودرة الوجه، بهدف إخفاء لمعان البشرة وتثبيت كريم الأساس. ولكن هذه الخطوة تؤثّر سلباً على ملمس البشرة وتجعل المسام الواسعة والخطوط الدقيقة تبدو أكثر عمقاً، كما أن الإفراط باستخدام البودرة يزيد من جفاف البشرة ويضعف حاجزها الواقي.
ولذلك ينصح الخبراء في هذا المجال بالتركيز على ترطيب البشرة جيداً باستخدام مصل أو جل مائي ثم استخدام كريم أساس تكون صيغته خفيفة، ووضع طبقة رقيقة جداً من البودرة فقط عند الضرورة القصوى.
2- عدم استعمال الواقي الشمسي في الأماكن المغلقة
يشكل الاعتقاد بأن زجاج النوافذ يحمي من أشعة الشمس خطاً شائعاً جداً. إذ إن الأشعة فوق البنفسجية من فئة A قادرة على اختراق النوافذ، وهي مسؤولة عن معظم التصبغات والخطوط الدقيقة التي تظهر على البشرة، مما يجعلها تسرع بشكل ملحوظ في شيخوخة الجلد الضوئية وفرط التصبغ.
ولذلك ينصح بتوفير الحماية الدائمة للبشرة حتى في حال عدم الخروج من المنزل. ويوصي الخبراء بضرورة استعمال الواقي الشمسي يومياً والتعامل معه كمستحضر حماية من الضوء، فهو يشكل درعاً يومياً أساسياً للحفاظ على صحة البشرة.
3- تحديد ملامح الوجه بشكل حاد
اكتسب المظهر المنحوت للوجه شعبية كبيرة بفضل فلاتر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذا النوع من الماكياج قاسٍ جداً على طبيعة البشرة. إذ يتسبب بتراكم التركيبات الثقيلة في ثنايا الجلد وقد يؤدي إلى تهيج البشرة، وظهور البقع الداكنة بالإضافة إلى إبراز الهالات التي تشبه تجاويف البشرة الناتجة عن التقدم بالعمر.
أضف إلى أن طبقات كريم الأساس والكونسيلر السميكة تتراكم في الخطوط الدقيقة، مما يجعل هذه الأخيرة أكثر وضوحاً. ولذلك ينصح الخبراء بالاعتدال في استعمال مستحضرات "الكونتورنغ" ذات الصيغ الرقيقة على البشرة مع الحرص على تنظيف الوجه جيداً قبل الخلود للنوم بهدف عدم إثقال البشرة والسماح لها بأن تتنفس بشكل جيد.
4- إهمال العناية بحاجز البشرة
إن الإفراط باستعمال التقشير بالأحماض أو الحبيبات الكاشطة بهدف تجديد البشرة يعرض هذه الأخيرة للأذى. إذ يتسبب بإجهاد حاجزها الحامي، ويشكل أحد أسرع الطرق للتحسس المزمن، والشيخوخة المبكرة، وفقدان الحيوية، والتأثر بالأضرار البيئية. وقد يبدو اعتماد المكونات الفعالة القاسية في روتين العناية اليومية بالبشرة خياراً رائعاً في البداية، ولكن استخدام المواد الكيميائية القاسية بشكل خاطئ يضعف طبقة الحماية الطبيعية للبشرة بشكل تدريجي.
ولذلك ينصح أطباء الجلد بتجنب الإفراط باستعمال المستحضرات المقشرة والاهتمام بحاجز البشرة عبر استعمال مستحضرات عناية غنية بمكونات مثل الببتيدات، والغلسرين، والبانثينول، والسيراميدات. وهم يشددون على أنه عندما يكون حاجز البشرة صحياً ورطباً ينعكس الضوء بشكل طبيعي عليه مما يمنحكم الإشراق الطبيعي الذي تبحثون عنه.
5- اعتماد الحلول السريعة الكارثية
يتزايد الإقبال على الحلول السريعة والقصيرة الأمد في مجال العناية بالبشرة، وهذا ما يفسر انتشار العلاجات المؤقتة التي تخفي التجاعيد بدلاً من معالجة أسبابها. ولذلك يتحدث أطباء الجلد دائماً عن أهمية الوقاية بدلاً من مجرد إخفاء التجاعيد وأهمية الانتقال من مفهوم "مكافحة الشيخوخة" إلى مفهوم "الاهتمام بصحة البشرة".
وهم يوصون في هذا المجال بالتركيز على الاستمرارية بدلاً من العلاجات المكثفة، وباستبدال التنقل بين العلاجات الرائجة بالالتزام بروتين طويل الأمد قائم على مكونات فعالة مثل الريتينويدات، والفيتامين C، والببتيدات. فمع مرور الوقت، يعمل هذا النهج على تغذية البشرة من الداخل مما يمنحها ملمساً أكثر نعومة ويعزز مرونتها كما يضفي عليها إطلالة طبيعيّة مشرقة دون الحاجة إلى حلول سريعة.

1211 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع