مصر كما رأيتها اليوم / الحلقة الأولى

                

مصر كما رأيتها اليوم /مشاهدات يرويها جلال چرمگا /الحلقة الأولى

     

                     
المقدمة

ما ان اعلن كابتن الطائرة دخولنا الأجواء المصرية ، حتى شعرت بغصة لكثرة عشقي لهذه البلاد ، ولأيام الزمن الجميل (كما يقول المصريون)، تمنيت لو كنت في ذلك الزمن زمن ام كلثوم وعبدالوهاب وفريد وحليم ، زمن عمالقة الصحافة العربية مصطفى امين وشقيقه على امين واحسان عبدالقدوس . زمن ادباء خالدون امثال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم .

    

نجوم سينما امثال فاتن حمامة ورشدي ابظة وشكري سرحان . حتى نجوم كرة القدم خطروا في بالي من امثال صالح سليم وغيره . استغرقت الرحلة من زيورخ السويسرية الى القاهرة مايزيد على الثلاث ساعات ، طيلة تلك الساعات كنت أفكر قائلا "
ياترى هل القاهرة ستكون كما رسمتها في مخيلتي؟، أو من خلال الصور وألافلام السينمائية التي شاهدتها على مدى عقود؟، زمن افلام الأسود والأبيض حتى الى المسلسلات الرمضانية الأخيرة؟؟".

           

من شدة تفكيري وحبي لأم الدنيا ، وقبل زيارتي هذه تناهى ليّ بأني أتجول في شارع محمد علي والتقيت بفنانين وفنانات كبار واستمتعت بأغانيهم والحانهم وتلذذت بأحتساء الشاي الأخضر في مقهى الفيشاوي الشهير بخان الخليلي. وقهوتهم في المقاهي المنتشرة بشكل لاتضاهيها مدينة في العالم !!.
حثثت الخطى الى الجيزة ، وهناك متعت نظري بأحدى عجائب الدنيا السبع (الأهرامات المنتشره هناك) بصحبة كبار فناني مصر في المقدمة الفنان الكبير شكري سرحان وبطلات أفلامه..

      
ذهبت بصحبة المشاهير الى سيدنا الحسين والسيدة زينب. واخترقت شوارع وأزقة جسدها الكبير نجيب محفوظ في رواياته الخالدة (الثلاثية وزقاق المدق وخان الحليلي). وجلست مع سي السيد وهدى سلطان ونادية لطفي ومها صبري وبقية الأبطال.
نعم قبل سفرتي هذه كنت احلم بمصر، واصدق احلامي كمن يصدق كذبة جميلة تدخل الى قلبه الفرحة. فكنت كما لو تسنى ليّ زيارة ام الدنيا اكثر من مرة.

      

في المطار:
الشعب المصري هو الشعب الوحيد الذي يستخدم مفردات الادب بشكل ملفت للنظر.
المعاملة في المطار جيدة. يستقبلونك بكل أدب وأحترام. حاملو الجنسية الأوربية يمنحوهم (التأشيرة) الفيزا فورا مقابل 25 دولار ولمدة شهر قابلة للتجديد.
المسافة من المطار الى القاهرة أكثر من 40 دقيقة بأمكان أن تؤجر تاكسيا أو بواسطة وسائل أخرى. الملفت للنظر هي شبكة الكباري المعلقة التي واجهتني من المطار شطر القاهرة. الزحام الشديد وعوادم السيارات الهائلة التي صبغت بكربونها المخيف الكباري والعمارات. حتى تذكرت يوما ان كاتبا اوروبيا قال عن نيويورك بأنها غابة من الحديد والأسمنت. وهذا ماتناهى لمخيلتي وانا اشاهد كميات الحديد والأسمنت الذي يشكل عمود تشييد هذه الكباري لمدينة القاهرة. فقلت حقا هي غابة من الحديد والأسمنت. ِ

  

كلهم جدعان!!!:
المصريون يعشقون بلدهم ويفتخرون بالأنتماء اليها . يحبون النيل وألأهرامات وكل الأدباء والشعراء والفنانين حتى الراقصات عندهم لهن منزلة محبة.

         

نفوس جمهورية مصر العربية يقارب التسعين ملايين نسمة، وهذه الأحصائية الدقيقة مدونة على اعلى بناية تابعة لوزارة التخطيط كما في الصورة التي التقطتها بنفسي.
المصريون لاينامون في الليل(هذا ماقاله لي صحفي فرنسي التقيته في نفس الفندق) وأنا اشاطره الرأي ، فعلا ترى حركة السير والمقاهي والمطاعم والمحال مفتوحة طوال الليل ، لذلك تراهم يتأخرون بعض الشىء في افتتاح محالهم صباحا.

          

أسعار الفواكه والخضر والأسماك واللحوم والدجاج رخيصة جدا بالنسبة لغير المصري.
أسواقهم عامرة بكل أنواع الفواكه والخضر.

  

في ضيافة الفنان الكبير / يوسف بك وهبي!!

من الصدف الجميلة والتي فاجأتني، ان الفندق الذي نزلت فيه كان في الأصل قصر الفنان الكبير / يوسف وهبي، ولكنهم أزالوه وأقاموا مكانه هذا الفندق(فندق أمارانت ـ اربع نجوم)، وحسب ما سمعت من موظفي ادارة الفندق أن مكتبة الفنان الكبير كانت موجودة الى وقت قريب ، ألا ان أحفاده نقلوها الى بيوتهم كحق من حقوقهم.
المصريون يعتزون بهذا المكان وبفنانهم الكبير / يوسف وهبي وقد سمعت الكثيرمن الحكايات عن قصره، حيث دخله كبار الباشاوات والوزراء والأمراء وقد مثلت فيه الفنانة الكبيرة ليلى مراد وهي تمتطي حصانا في المزارع المحيطة بالقصر ، وتغني اعنيتها الشهيرة ( اتمختري ياخيل) ، في فيلمها الشهير (غزل البنات) .

 

زيارة الأهرامات في الجيزة:

زيارة الأهرامات كانت من اولى أولوياتي ، فبعد استراحة في اليوم الأول لوصولي قررت أن يكون برنامجي الأول التوجه الى منطقة الأهرامات.

      

سألت مرافقي الشاب الرائع(احمد الزهران) الذي كان سائق السيارة المكيفة والحديثة حيث يدرس السياحة بمرحلتها الأولى ويساعد والده في العطلة الصيفية.
سألته عن المدة والمسافة الى هناك..اخبرني كلها دقائق وسنصل كون الأهرامات في منطقة الجيزة وفتدقنا في نفس المحافظة.

  

الأهرامات تقع وسط حي شعبي وأزقة ضيقة ولكن بعد أن تجتازها ترى المساحات الشاسعة حيث تمثال (أبو الهول) وبقية الأهرامات.

          

أنا خواجة!!

عند شباك التذاكر وبعد أجراءات التفتيش أخبرني المسؤول بأن أدفع ثمانين جنيها(10 دولارات) ثمن الدخول وللشاب الذي يرافقني عشر جنيهات.
سألته عن السبب قال يا أفندم لكونكم خواجه!! لابد أن تدفع أكثر من المصري!!.
ضحكت مع نفسي (تبين أنا خواجة دون أن أعلم).
هم ينظرون الى جوازات السفر كل من يحمل جوازا أوروبيا فهو خواجة بن خواجة!!!.

  

الحوذي / ابو سارة:

بسبب شدة الحرارة لابد أن تؤجر (عربانة) بحصان واحد لتجتاز المسافة الى الفوق، حيث الأهرامات.
الحوذي الذي كان يقود العربة يدعى (ابو سارة) في العقد الرابع من عمره لايقرأ ولا يكتب ولكنه مرشدا سياحيا من الدرجة الأولى ، ويتكلم لغات اجنبية مختلفة دون ان يكتبها. يتحدث بثقة عالية عن تأريخ الأهرامات ولعتة الفراعنة وتاريخ الأنشاء وحياة الملوك.الخ من التفاصيل.
رحلتنا طالت أكثر من ساعة وكادت أن تطول أكثر لولا أشعة الشمس في آب اللهاب الذي يدق البسمار في الباب.
كانت رحلة جميلة وحلم تحقق ليّ انتظرته منذ سنوات فألف الحمدلله.

  

شوارع المدينة:

الشوارع مزدحمة بشكل غير طبيعي ،الشوارع نفسها واعداد السيارات في ازدياد ولعل السبب الرئيسي في هذه المعضلة هي ان اغلبية السيارات من النوع القديم ..

 

فمثلا من الطبيعي ان ترى سيارات الفيات واللادا والفولغس واغن وكلها مضت عليها عقود من الزمن في شوارع القاهرة.
النقطة الأخرى عدم الألتزام الا ماندر بالأشارات الضوئية و من المخاطرة حين يريد الشخص عبور الشارع الى الجهة الأخرى بسبب كثرة السيارات والسرعة الجنونية.
أما شرطة المرور فتواجدهم يكاد لايذكر إلا بعض الدراجات النارية يقودها ضباط وشباب يتواجدون في تقاطعات الشوارع.

  

أما وجود (التوكتك) في الشوارع فهي الأخرى معضلة كبيرة في عرقلة السير وكثرة الحوادث المرورية.
الشىء الملفت للجميع كثرة الشحاذين في الشوارع حيث يتواجدون في كل مكان واعدادهم بالعشرات في كل الشوارع والأسواق.

  

الصيدليات وخدمة (الدلفري) في توصيل الأدوية الى المنازل

من الأمور الأيجابية ان الصيدليات تفتح ابوابها لساعات متأخرة من الليل، وهنالك الصيدليات الخافرة الى الصباح . فبأمكان المواطن الأتصال وطلب الدواء بالتفلون حيث يجد طلبه قد وصله بالسرعة دون أضافة أجور على اسعار الدواء.
شخصيا احتجت الى حبوب مغص معوي خلال ربع ساعة كانت الحبوب في متناول يدي .
بالمناسبة هذه الخدمة مجانية تدفع ثمن الدواء فقط لاغير.

        

بعض اللقطات المتفرقة...

 

  

 

 

            

  

    

  لقطة فنية وكأني أحمل صخرة كبيرة التقطها الأخ / المرشد السياحي ابو سارة

للأطلاع على بقية الحلقات:

https://algardenia.com/2015-09-17-21-42-52/19365-2015-10-05-19-21-09.html

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

863 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع