مرآة الماضي الحلقة الثامنة

                                                  

                          د.طلعت الخضيري

             

                مرآه ألماضي ألحلقه الثامنة

                

                  ألخديوي محمد علي

سيره حياته

ولد في مدينه قوله ألتابعه لمحافظه مقدونيا أيام ألحكم ألعثماني ، وتقع في شمال أليونان ، لأسره ألبانيه ، كان أبوه رئيس ألحرس ألمنوط بحراسه ألطريق في بلده ، وكان  هوألولد ألوحيد ألذي عاش لأبيه ،وقد توفى والده وهو صغير ألسن ،  وتوفت والدته بعد ذلك بمده  قصيره  فصار يتيم ألأبوين ، فكفله حاكم قوله وصديق والده ألذي أدرجه في سلك ألجنديه ، ثم زوجه من إمرأه اغنيه ، وعندما قررت ألدوله ألعثمانيه  إرسال جيش إلى مصر  لتنتزعها من أيدي ألفرنسيين بعد غزو نابوليون لها ، كان هونائب رئيس ألكتيبه ألألبانيه ،  وهي مؤلفه من ثلثماءه جندي ، أما قائد  ألكتيبه فهو إبن حاكم  قوله ..
عندما وصلت ألكتيبه ميناء أبوقير في مصر سنه 1801 ،قرر قائدها ألعوده إلى بلده ،  فأصبح محمد علي قائدا للكتيبه ، ووفقا لكثير من معاصريه  لم يكن يجيد إلا اللغه ألألبانيه بالرغم أنه كان  يتكلم  أللغه ألتركيه حسب مقدرته.

ألحاله في مصر
لقد أنتهت حمله نابوليون سنه 1801 ،وغادر آخر جندي فرنسي منها ، وكما  ذكرنا سابقا  لقد أبلى قواد ألمماليك  وأتباعهم بلاء حسنا في تصديهم لجيوش نابوليون ، ،وأحكموا سلطتهم على ألبلد بعد ذلك  ولكنهم إنقسموا فيما بينهم إلى مجموعتان ، إحداهما تساند ألدوله ألعثمانيه بقياده إبراهيم بك ألكبير ،  والأخرى تساند بريطانيا بقياده  محمد  بك ألألفي ،  ولم يمض وقت طويل حتى  انسحب  ألإنجليز من مصر بموجب معاهده  أميان ،فأفضى ذلك إلى فتره من ألفوضى بين ألعثمانيون ألذين أرادو أن تكون لهم ألسلطه ألفعليه  على مصر ،  وبين ألمماليك  ألذين كانت  لهم ألسلطه ألفعليه على مصر ، ولم يتقبلوا سلب سلطتهم على ألبلاد من قبل ألحكومه ألعثمانيه في إسطمبول.
أدى  ذلك ألوضع إلى  صراع دموي بين ألطرفين ،  وتكاثرت ألمؤامرات والإغتيالات  راح ضحيتها أكثر من والي عثماني على مصر, خلال تلك ألفتره إستخدم محمد  علي قواته ألألبانيه للوقيعه  بين ألطرفين ، كذلك أظهر ألتودد  إلى كبار رجالات مصر وعلمائها ، ومجالستهم وألصلاه  خلفهم ، وأظهر ألعطف والرعايه لمتاعب ألشعب ألمصري ، مما أكسبه ود ألمصريين.
ولايه محمد علي على مصر
في شهر مارس سنه1804تم تعيين والي عثمان جديد على مصرإسمه (أحمد  خورشيد  باشا) ألذي  استشعر بخطوره محمد علي وفرقته ألألبانيه ،  فطلب إليه ألتوجه نحو ألصعيد لقتال ألمماليك ، وأرسل إلى إسطمبول  طالبا أن تمده بجيش من( ألدلاه)  ،  وما أن وصل هذا ألجيش إلى مصر حتى عاث بالبلاد فسادا ،  مستوليا على  ألأموال والأمتعه ومعتديا على ألأعراض ، مما أثار  تذمر ألشعب  ألذي طالب ألوالي جمح تلك ألقوات  ففشل في ذلك ، مما أشعل ثوره ألشعب ألتي أدت إلى عزل ألوالي ، واختار  زعماء ألشعب بقياده  
عمر مكرم(نقيب ألأشراف)  محمد علي  ليجلس محله واليا على مصر  وذلك  في 9أيلول(يوليو)1805 ، وكالعاده وعندما يشعر ألسلطان ألعثماني بعدم ألمقدره  ، إضطر إلى قبول ألأمر ألواقع ،   فأصدر ألسلطان  سليم ألثالث ألفرمان بعزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي بديلا عنه لولايه مصر.
فتره خدمه ألسلطنه ألعثمانيه
هاجم ألمماليك وبرئاسه زعيمهم محمد بك  ألألفي  ، ألذي كان  مواليا  للأنجليز ،  ألقاهره بعد تولي محمد علي  منصبه بثلاثه أشهر  فاستطاع  محمد  علي ردهم وهربهم إلى صعيد مصر، ثم أرسل  نحوهم في ألصعيد  في سنه 1806 ألفرقه  ألألبانيه ولكن قوات ألمماليك أعداء محمد  علي  هزمتها ، ثم احتل ألمماليك مناطق قرب ألمنيا وتوقف زحفهم  بعدذلك.
عزل  محمد علي
صدر فرمان ألسلطان ألعثماني بعزل  محمد  علي  من  ولايه مصر وتوليته ولايه سيلانيك في شمال أليونان ، وأظهر محمد علي إمتثاله للأمرواستعداده للرحيل  إلا  أنه  تحجج  بأن ألجند  يرفضون رحيله قبل سداد ألرواتب ألمتأخره. ، وفي ألوقت   نفسه  لجأ  إلى عمر  مكرم نقيب ألأشراف  ليشفع له عند ألسلطان  لإيقاف ألفرمان ، فأرسل  علماء مصروأشرافها  رساله للسلطان يلتمسون إبقاء محمد علي  واليا على مصر فوافق ألسلطان على  أن  يرسل  محمد  علي غرامه سنويه إلى ألإستانه ويرسل  إبنه إبراهيم رهينه في ألعاصمه ألعثمانيه حتى يتم دفع ألغرامه.
عوده  ألحرب مع ألمماليك
هاجم  ألمماليك من جديد  مدينه دمنهوربقياده محمد بك ألألفي ، ألذي كان متحالفا مع ألأنجليز ، فهاجمه محمد علي ولكنه فشل للمره ألثانيه وانسحب  جيشه ،  وحدثت ألمفاجئه بوفاه ألألفي فقرر محمد علي مهاجمه ألمماليك في عقر دارهم أي في ألصعيد واستطاع أن يهزمهم في أسيوط .ويجليهم عنها ،واتخذ منها مقرا لجيشه ولكنه فوجىء بقيام ألحمله ألبريطانيه على  مصر.
حمله فريزر ألإنجليزيه
في  إطار ألحرب  ألإنجليزيه ألعثمانيه وجهت  إنجلترا  حمله تتألف من5000جندي  ،  بقياده ألفريق أول فريزر ،  لاحتلال ألإسكندريه فدخلوها في 21 مارس 1807 ، ودارت حروب طاحنه عندما تصدى لهم محمد علي  وانتهت في عقد صلح  ، نص على وقف    القتال  ،  وإطلاق سراح ألأسرى ألأنجليز ،  على أن تغادرألقوات ألإنجليزيه مصر وترحل إلى صقليا ، وتم ذلك في 25 سبتمر من تلك ألسنه.
ألتخلص من ألزعامه ألشعبيه
بعد  أن كان  نقيب ألأشراف عمرمكرم ساندا إلى محمد علي، وكان قائدا للزعامه  ألشعبيه، إرتأى محمد علي تفتيت تلك ألقوه ، وعندما فرض  محمد علي سنه 1809 ضرائب جديده هاج ألناس ولجأو إلى عمرمكرم  ألذي وقف معهم ،ولكن ألخديوي وبالتعاون مع بعض ألمشايخ ألمنشقين  عن نقيب ألأشراف ، والذي أغراهم محمد علي بالمال ، فتم إقاله عمر مكرم ونفيه إلى دمياط ،  وبذلك  تخلص من ألزعامه ألشعبيه.
مذبحه  ألقلعه
بالرغم  يأن محمد علي إستطاع  هزيمه ألمماليك وإبعادهم إلى جنوب ألصعيد ، إلا  أنه  ظل متوجسا  من  خطورتهم. لذا إلتجأ إلى ستراتيجيه بديله ،  وهي  ألتضاهر بالمصالحه ،  واستمالتهم بإغداء ألمال والإستقطاعات عليهم ، حتى يستدرجهم  للعوده إلى القاهره ، واستجاب ألجانب ألأكبر من ألمماليك لدعوته.، أما بعضهم فلم يأمن تلك ألدعوى وبقى  في ألصعيد.
حدد محمد علي  يوم 1 آذار(مارس) سنه1811  إحتفالا في ألقلعه ، بمناسبه إلباس إبنه(طوسون)خلعه قياده ألجيش ألذي سيذهب لحرب ألوهابيين في ألجزيره ألعربيه ، وأرسل يدعو ألعلماء والأعيان والمماليك لحضور ألحفل.
لبى ألمماليك ألدعوه ،  وما أن إنتهى ألإحتفال حتى دعاهم محمد علي  إلى ألسيرفي موكب إبنه  ، وتم ألترتيب  لجعل مكانهم في وسط ألركب ، وما أن وصل ألمماليك إلى طريق صخري  منحدر ، يؤدي إلى باب ألعرب  ألمقرر أن تخرج منه ألحمله ، حتى أغلق ألباب ، فتكدست خيولهم بفعل ألإنحدار، ثم فوجئوا  بسيل من ألرصاص
إنطلق من  خلف ألصخور  على جانبي ألطريق ومن خلفهم يستهدفهم ،وراح ضحيه تلك ألمذبحه  ، ألتي سميت  بمذبحه ألقلعه كل من حضر من ألمماليك ، وعددهم 470 مملوك ، ونجى شخص واحد منهم يدعى (أمين بيك)  ألذي  استطاع أن يقفز من  فوق سور ألقلعه.راكبا حصانه.
تلى تلك ألمذبحه مهاجمه ألجنود بيوت ألمماليك ، والإجهاز على من بقى  منهم ، وسلب ونهب بيوتهم ، وتوقف ذلك   بنزول محمد علي  وأولاده وإيقاف تلك ألأعمال ،  ويقدر من قتلوا في تلك ألحوادث  بألف مملوك.
ألحرب ألوهابيه ألعثمانيه
ظهر عجز ألدوله  ألعثمانيه  في أوائل ألقرن ألتاسع  عشر, وظهرت ألدعوه ألوهابيه في نجد ، إحتضنها ألأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن ، وتجاوزتها إلى المناطق والدول ألمجاوره.، فكلف محمد علي إخماد تلك ألحركه، وأرسل  إبنه طوسون على رأس جيش للقضاء على تلك ألحركه.
وبعد معارك متعدده فشل ذلك ألجيش في هدفه  وأصاب ألجنود ألإعياء والمرض  بسبب ألظروف ألقاسيه في الصحراء،فاستنجد طوسون بوالده ،  ألذي سارنحوه يقود جيشه .وغادر مصر في 26 آب سنه  1812 فخاض معارك متعدده توفى  خلالها خصمه  زعيم ألوهابيون سنه1814 ، واضطر بعد ذلك محمد علي للرجوع إلى مصر لإخماد حركه  قامت ضده  .  أرسل حمله  عسكريه أخرى  سنه 1816 بقياده إبنه إبراهيم ألذي استطاع إنهاء تلك ألحرب بمعاهده صلح  ،  كان  بموجبها أن يسافر ألأمير ألوهابي  سعود إلى الإستانه ، ويسلم ما بحوزته من  التحف والمجوهرات  والكوكب ألدري ألذي كان جيشه قد حصل عليها عندما استولى على ألمدينه ألمنوره ، وهكذا إنتهت ألحرب وعاد إبراهيم باشا إلى مصر.
ضم ألسودان
إنطلقت ألحمله في مراكب نيليه تضم4000 جندي  ، في 20 تموز(يوليو) سنه  1820 ، وانتهت بعد معارك متعدده  إلى ضم ألسودان إلى  مصر.
حرب ألموره
كانت  أليونان حتى أوائل ألقرن ألتاسع عشر جزء  من ألسلطنه ألعثمانيه ،بدأت بها ألحركات ألثوريه للإستقلال منذ سنه 1820 تسىاندها من ألخارج ألدول ألأوربيه ،  ومنها فرنسا وبريطانيا وروسيا.
استنجد ألسلطان محمود ألثاني بمساعده محمد علي له ، فتوجه محمد  علي  وجيشه بسفنه يحارب في بلاد أرضها وعره ، ومسالكها صعبه ، وشارك في تلك ألحرب ولكنه اضطر إلى ألرجوع إلى مصر في 7  أيلول(سبتمبر) سنه 1828بعد أن خسر معظم أسطوله في معركه ميناء نافارين وترك  أمرها للسلطان ألعثماني.
ألحمله على ألشام
كان محمد علي يطمح أن تمتد سلطته إلى معظم ألدول ألعربيه ، فتقرب إلى الأمير بشير في بلاد ألشام ، ثم زحف وحاصر مدينه عكا برا وبحرا من قبل إبنه إبراهيم باشا سنه 1831 ، وتعاون معه أولاد ألأمير بشير  لفتح صور وصيدا وبيروت وجبيل ، وتصدى له ألجيش ألعثماني  بقياده عثمان باشا والي حلب ،  بمعركه قرب  حمص ، أنتصربها ألجيش ألمصري ، واستولى على دمشق ، وأعلن ألباب ألعالي( ألسلطان) أن محمد علي وولده إبراهيم خائنان  ، وأرسل  جيش آخر خسر أيضا ألمعركه  قرب حمص،  ثم توجه إبراهيم باشا بجيشه داخل أراضي  ألأناضول ووصل إلى مدينه قونيه بعد أن سيطر على حلب. وانتصر ألجيش  ألمصري سنه 1832 في تلك ألمعركه وأسر  ألقائد ألعثماني  ألصدر ألأعظم  محمد رشيد فصارألطريق مفتوحا للوصول إلى الإستانه(أسطمبول).واستنجد ألسلطان ألعثماني بالدول ألأوربيه ، ولم تستجب له منها سوى روسيا  ، فأرسلت سنه 1833 أسطولا للدفاع عن ألعاصمه ألعثمانيه ،.فهال ألأمرعلى بريطانيا وفرنسا فبدأتا ألتفاوض مع ألسلطان ومحمد علي  ، وتم توقيع  أتفاقيه (كوتاهيه) سنه1833 تنازل ألباب ألعالي  بموجبها عن كامل بلاد ألشام  وتشمل سوريا ولبنان وفلسطين وأظنه ، وأقر إلى محمد علي   أيضا ولايه مصر وجزيره كريت أليونانيه  ، .ولم تدم ألإتفاقيه  لمده طويله  ، فقد دفع ألسلطان جيشا  في حزيران سنه 1939 بقياده حافظ باشا لمهاجمه أبراهيم باشا إبن محمد علي ألمتحصن في حلب  ، مني بها ألجيش ألعثماني بالهزيمه.
وتوفى ألسلطان محمود ألثاني قبل أن يصله ألخبر،.وخلفه ألسلطان  عبد ألمجيد ألأول  ألذي سارع بإجراء ألمفاوضات مع محمد علي ، وتدخلت ألدول ألأوربيه بالمفاوضات وناورت بريطانيا بإسطولها أمام مدينه ألأسكندريه  ،  وأخيرا تم عقد اتفاق منح ألسلطان ألعثماني بموجبه  ولايه محمد علي  على مصرفقط ، له ولورثته من بعده ، وتخلى محمد علي عن مطالبته بولايه  بلاد ألشام.وخسرأيضا ولايه جزيره كريت أليونانيه.
بناء ألدوله
صادف حكم محمد علي ماسبقه من  حكم ألحمله ألفرنسيه بقياده نابوليون ، والتي رافقها  ألعلماء ألذين أستطاعوا  فك رموز ألكتابه ألهروغلوفيه ألفرعونيه  وما تلاها من إكتشافات أثريه مهمه ، لقد تأثر  محمد علي بالحضاره ألأوربيه  ، وأراد أن يماثلها في نهضه بلده ،  فحدث وقوى جيشه  ، وبنى إسطول حربي ، وأدخل التعليم ألعسكري ألحديث ، واهتم بالصناعات ألعسكريه كذلك بالتعليم وأرسل ألبعثات ألعلميه  إلى الخارج ، وأسس المدارس ألإبتدائيه  والمدارس ألعليا ، وطور البلاد إقتصاديا  ،فأسس  المصانع ، واهتم  بتطوير ألزراعه ، وطور التجاره  بإنشاء إسطول تجاري  وإصلاح ميناء ألأسكندريه  ، وساعد على تأمين وصول البضائع  من ألهند إلى أوربا عن طريق مصر ، فنشطت ألتجاره وصادرات مصر إلى ألخارج نشاطا عظيما ،ولم  يكن حكمه دكتاتوريا ،  فأسس( ألديوان ألعالي)ومقره ألقلعه يرأسه  نائب الوالي ، وحسن النظام ألمالي ، واهتم بعمران ألمدن ، ومن المآخذ عليه أنه قد كان بعهده نضام  طبقي للمجتمع  . وتسامح في الأمور ألدينيه ، فقرب  أليه ألمسيحيين أسوه بالمسلمين واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته.
سنواته ألأخيره
في سنينه ألأخيره أصيب محمد علي بجنون ألإرتياب ،وأصبح تدريجيا مشوش ألفكر ، ويعاني صعوبه في  ألتذكر( أعراض مرض ألزايمر)نتيجه لتقدم ألسن ، ومن ألمصائب ألتي أصابته هو مرض إبنه ألأكبر إبراهيم باشا بمرض ألسل ، فزاد ذالك من همومه وحزنه ، فأرسله إلى أيطاليا للعلاج ، وقد عبر عن خوالج  نفسه عندما قابل ألسلطان ألعثماني في زيارته للإستانه سنه 1846 حين عبر له   عن خوفه  من ضياع إنجازاته من بعده بسبب  عدم  كفائه  أحفاده لتحمل مسؤوليه ألبلاد والعباد فقال(ولدي عجوزا عليلا ، وعباس متراخ  كسول ، من  عساه يحكم  مصر ألآن سوى ألأولاد ،  وكيف لهؤلاء أن يحفضوها؟) وعند عودته إلى مصر إزدادت عليه ألشيخوخه  وبحلول سنه 1848 كان قد أصيب بالخرف ألتام ، وأصبح توليه عرش ألدوله  مستحيلا  ،  فعزله أبناؤه وتولى إبراهيم  باشا(إبنه ألأكبر)إداره ألدوله ، ولم يطل حكمه سوى سته أشهر،  فتوفى في نفس ألسنه أي  1848 فخلفه إبن أخيه طوسون (عباس حلمي) ووافت ألمنيه محمد علي بعد بضعه أشهر فتوفى في  2 أب(أغسطس) 1849م في  قصر التين في الإسكندريه ونقل جثمانه إلى ألقاهر فدفن  في ألجامع ألذي  كان قد بناه في ألقلعه ، وكان تشيع جثمانه متواضعا ويعتقد أنه كان متعمدا من حفيده ألخديوي ألجديد عباس حلمي بسبب الضغينه ألتي كانت لديه ضد جده.
إن  تعلق  وتبجيل  جميع طبقات ألمجتمع ألمصري  كان أعظم شأنا وأكثر شرفا  من تشيع ألجنازه ألغير لائق به ، ويتحدث الأهالي  من  كبار ألسن  ممن يتذكر ألفوضى  والظلم ألذي غرقت به ألبلاد  قبل وصول محمد علي إلى الحكم ،وأن طبقات  ألشعب من ترك وعرب  لا تتردد في ألقول أن مصر ألمزدهره ألمتحضره ماتت بموت محمد علي.
كتب ألقنصل ألبريطاني في ألقاهره وقد شارك في تشييع ألجنازه( كان ألحضور في ألجنازه هزيلا جدا، يسود إنطباع عام مفاده أن عباس باشا  هو ألجدير باللوم ، فقد قلل من شأن جده  ،وذكراه أللامعه ، ولم يحترم ذكراه حق الإحترام ، وكيف لايكون ذلك وقد  سمح أن  يقام مأتم هذا ألرجل  على هذا ألشكل ألبائس ، وأهمل العنايه به أشد ألإهمال.لا يمكننا ولا يمكن لأحد  أن ينكر ،أن محمد  علي،على الرغم  من كل أخطائه  كان  رجلا عظيم ألشأن).
ألمرجع : ألموسوعه ألحره

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1320 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع