كلوديا كاردينالي: لم أقع يوماً في فخ الرجال

   

إيلاف/يوسف يلدا/ سيدني: تتحدّث بطلة فيلم "ليوبارد"، ملهمة السينما الأوروبية، في لقاءٍ أجرته معها صحيفة إسبانية مؤخراً، عن حياتها ومشوارها الفني، سواء يوم رفضت فيه مارلون براندو أو من حيث علاقتها بكبار المخرجين.

في المرة الأولى التي طرقت كلوديا كاردينالي باب السينما كانت بالصدفة. وكان ذلك في عام 1957، عندما فازت في تونس، موطنها الأصلي، في مسابقة ملكة الجمال التي أقيمت في السفارة الإيطالية. وكانت تضمنت الجائزة رحلة إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. هناك، إستطاعت أن تلفت إنتباه صناعة السينما من خلال مؤهلاتها الجسدية المثيرة وثقتها العالية بالنفس.
وعندما إنتقلت كاردينالي إلى روما برفقة أسرتها، لم تكن تتكلّم الإيطالية، لكن من حينها، بدأ كبار السينمائيين أمثال، فيديريكو فلليني، ولوتشيانو فيسكونتي، وسيرجيو ليوني الركوع أمام سحر جمالها وجاذبية مفاتنها. وفي سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، حضرت مهرجان سان سيباستيان السينمائي لتقديم فيلم "الفنان والموديل" للمخرج الإسباني فيرناندو ترويبا.
في لقاءٍ حديث أجرته معها صحيفة "إيه بي سي" الإسباينة، تناولت كلوديا كاردينالي، التي قيل عنها أنها أهم إختراع إيطالي بعد السباغيتي، مشوارها في السينما، وتجاربها العاطفية، وطموحاتها مذ كانت طفلة صغيرة.

  
 
هنا، ننقل أبرز ما جاء في هذا اللقاء:
­ماذا كان موقف عائلتك حين بدأت العمل كممثلة؟
عندما جاء المخرج الفرنسي الكبير جاك باراتييه ليصطحبني معه، كنت حينها طالبة في المدرسة. قالوا عني أنني لا أفقه شيئاً، ولا أعرف كيف أتكلّم. لكنني ذهبت لتصوير فيلم "جحا" في الصحراء مع عمر الشريف. ومن بين أفلامي الأولى أيضاً "الفتاة وحقيبة السفر". عندما إنتهيت من عملية تصوير الفيلم، قدّم لي المخرج هدية، كانت عبارة عن لوحة فنية تعود إلى القرن السابع عشر.
 
وهل تلقيت نصيحة من أفراد عائلتك؟
بلى، بأن أكون قوية جداً من الداخل، وأن لا أخسر هويتي. وقالوا عني أنني أتصرّف كصبي، لأنني كنت في شجارٍ دائم مع بقية الأطفال. أن جميع المشاهد في أفلامي كنت أنفذها بصحبة المؤثرات الخاصة، جميعها على الإطلاق.
 
ـ تقول الكتب التي تناولت سيرتك الذاتية أنه لم يكن لديك تصوراً واضحاً عن العمل في مجال التمثيل...
رغم أنني كنت أرفض ذلك دائماً، لكنني بقيت ممثلة. كنت كما هو حال الرجال، لأنك عندما تقول لهم... أن لا، يصرّون أكثر على ملاحقتك. ذات الشئ يقال عن المخرجين، فهم يعرضون عليك أدواراً أكثر، كلما رفضت.

ـ كيف واجهت ملاحقة الرجال لك؟
لم أقع أبداً في فخ الرجال. فقد رفضت حتى مارلون براندو. لم أخلط قط بين حياتي الخاصة وحياتي المهنية. وعندما كنت بدأت العمل في الولايات المتحدة طرق باب غرفتي في الفندق، محاولاً بشتى الطرق إغوائي، لكنه حينما رأي أنني لا أحرّك ساكناً، غادر المكان، غير أنه قبل أن يغلق الباب، قال لي أنني إنسانة عنيدة.

   
 
ـ هل كان براندو الأكثر وسامة من بين الممثلين الذين تعرفت عليهم؟
لقد إلتقيت بالعديد من الرجال الوسيمين، لكن مارلون براندو كان مختلفاً. وألن ديلون كان رائعاً! وغالباً ما كان يقول أننا خلقنا لنكمل بعضنا.

ـ ولا يمكن أن ننسى بيرت لانكستر...
رائع. ورقصة الفالس تلك في "ليوبارد"، لا يمكن أن أنساها. عندما أخبروني أنه سيؤدي دور الأمير، لم أصدّق ذلك. كنت أعرف بيرت لانكستر كأحد رعاة البقر، ولم أكن أعرف كيف سيكون "الأمير الكاوبوي" ذاك. لقد كان مدهشاً.
 
ـ كيف تواجهين التحوّل الذي يطرأ على جمالك مع مرور الوقت؟
أؤمن أن الجمال يزول مع مرور الزمن، ولم أخضع أبداً لعمليات التجميل. علينا أن نتكيّف مع الواقع. لست مستعدة لإضاعة لحظة من حياتي.
لم تكن كلوديا كاردينالي مصدر إلهام المخرجين الأروبيين الأكثر شهرة فقط، بل وافقت على الظهور في أفلام أضخم شركات الإنتاج السينمائية في هوليوود، مثل "كان ذات مرة في الغرب" 1968، و"المحترفون" 1966، و"عالم السيرك" 1964، الذي تقاسمت البطولة فيه مع ريتا هيوارت وجون واين.
 كانت كاردينالي متزوجة من المنتج فرانكو كريستالدي ما بين الأعوام 1966 و1975. وعقب طلاقها إرتبطت بعلاقة مع المخرج باسكال سكوتوري. لديها إبن يدعى "باتريك"، من كريستالدي، وإبنة إسمها "كلوديا"، ثمرة زواجها من سكوتوري.


   


ـ ما هي حصيلة تجربتك الفنية مع كبار أساطير السينما؟
عملت مع فيسكونتي، وفلليني، وماستورياني، وبقية كبار المخرجين السينمائيين، كانوا فعلاً أساتذة تعلمت منهم الكثير. لكن، كانوا لا يشبهون بعضهم البعض، إذ يبدو العمل مع فيسكونتي، كما لو كنت تشتغل في المسرح، حيث كل شئ قد تمّ التخطيط له، من قبل أن تبدأ عملية التصوير. وأما أثناء العمل برفقة فلليني، فلم يكن هناك ما يسمى بالحوار، بل عملية إرتجال لا غير. وقد أسعدني جداً أن تكون أن أرتبط بعلاقة خاصة مع فيسكونتي، فقد أنجزت معه أربعة أفلام، وكانت آخر مرة رافقته فيها لمشاهدة عمل مارلين ديتريش الأخير في لندن.

ـ هل كنت مرنة خلال تعاملك مع المخرجين؟
كلا، الأمر لا يتعلق بطبيعة التعامل، لأن الأهم بالنسبة للممثل قدرته على تقمّص الشخصية أمام الكاميرا، ومن ثمّ التحوّل إلى الإنسان الآخر. أن تكون ما يطلبه المخرج منك أن تكون. لقد لعبت أدواراً بدأت من سن أل 35 عاماً، وإنتهت في أل 85. دور المخرج مهم جداً بالنسبة لي، وهو قائد البلاتوه. وأترك للمخرج أن يقرر، لا أنا.

ـ دعينا نتحدث عن منافسيك على الشاشة الكبيرة، على سبيل المثال، صوفيا لورين...
هي بدأت قبلي في هذا المجال. كنت إلتقيت، قبل فترة، صوفيا في باريس، وأخذتها بين أحضاني، وأن علاقتي معها جيدة. أما منافستي التقليدية فقد كانت بريجيت باردوت، كما في "اسطورة الملك فرنك"، الفيلم الذي تمت عملية تصويره في إسبانيا.
 
ـ يقول روشيفورت الذي ينوي إعتزال السينما... لكنك لا زلت مستمرة!
هناك في إنتظاري أربعة مشاريع سينمائية. أنا أحب العمل، ويعجبني السفر كثيراً. ومنذ الصغر كنت أرغب في أن أستكشف الأماكن، وأن أقوم بالسفر حول العالم، وقد حققت ذلك، لأنني صوّرت في أمريكا الجنوبية، وروسيا...

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع