العملية العسكرية الأستباقية التي أجهضت أحتلال مدينة السليمانية

   

                        

        

      

العملية العسكرية الأستباقية التي أجهضت أحتلال مدينة السليمانية..

 

وصف طبوغرافية المنطقة
المنطقة المحصورة بين غرب طريق ( السليمانية – جوارته) وشرق طريق (السليمانية – دوكان )  شمال مدينة السليمانية / العوارض الجبلية التي في هذه المنطقة  تشكل صندوق محكم الأغلاق -  العوارض هي :

     

سلسلة جبل بيرمگرون من الخلف( من جهة شدلة)..الصورة التقطها/ جلال چرمگا في الصيف.. لاحظوا الثلوج.

أولا- سلسلة جبل بيره مگرون الذي يبلغ  أرتفاعه 2625 متر ويعتبر الأعلى في المنطقة ،يمتد على شكل خط مائل يبدأ من شمال مدينة السليمانية بعدة كيلومترات متجها نحو الشمال الغربي حتى طريق السليمانية – دوكان
يوجد طريق ترابي بين سلسلة جبل  بيره مگرون  وبين سلسلة  جبل أزمر يصلح  لمسير العجلات..

         
ثانيا- سلسلة  جبل أزمر أقل أرتفاعا  من سلسلة جبل بيره مكرون التي تبدأ من مدينة عربت شرق السليمانية بما يقارب 20 كيلومتر متجهة بأتجاه الشمال الغربي حتى طريق (السليمانية – دوكان) وتشكل خط موازي لسلسلة  جبل بيره مكرون لاتوجد  فتحة  في سلسلة جبل أزمر عدا فتحة طريق (السليمانية – جوارته ) / القسم الشرقي لمدينة  السليمانية  يقع  على السفح  الغربي لسلسلة  جبل  أزمر  /  يوجد طريق معبد  يبدأ  من مدينة  عربت  يسير شرق سلسلة  جبل  أزمر حتى  قرية   ( شريستن – ستيك ) حيث يلتقي بطريق السليمانية جوارته.
ثالثا - توجد سلسلة جبلية ثالثة غير مسماة في الخرائط أعلى أرتفاعا من سلسلة جبل أزمر غير متصلة تفصل بين أجزائها  قطوع  حادة  تشكل وديان ضيقة جدا  تكون مجرى  للمياه في  موسم الأمطارهذه السلسلة طبيعتها  وعرة جدا وعدم وجود طرق فيها  لغرض تسلقها تبدأ من طريق السليمانية  المتجه  الى ماوت المتفرع  من طريق  السليمانية جوارته  تتجه  بأتجاه  الشمال الغربي حتى حوض دوكان وتكون موازية لسلسة جبل أزمر
يوجد طريق معبد يسير بمحاذاة الحافة الشمالية لهذه السلسلة وعلى يمينه  يسير مجرى نهر الزاب حتى مدينة كاني ماسي بعدها يكون الطريق ترابي حتى حوض مالومة ويستمر الى دوكان

           


الموقف العام
أولا.بعد معركة الفاو 1986 التي تمكن العدو الإيراني فيها أحتلال أرض عراقية هي مدينة الفاو في غفلة من الزمن أخذ يفكر بأحتلال مناطق ومدن أخرى بمساعدة دولية خارجية وقوى داخلية لكي يساوم عليها مستقبلا لذلك أستغل أنشغال قطعات الجيش العراقي في الدفاع عن أراضي العراق في القاطع الجنوبي قام بأحتلال مناطق واسعة في قاطع السليمانية بدأ من مدينة بنجوين ومدينة باسنه ومدينة ماوت وحاول أحتلال مدينة جوارته لكن محاولته باءت بالفشل على يد جند العراق أبطال الجيش العراقي الباسل وأستمر بأحتلال عوارض جبلية جديدة مهمة مثل عارضة كرده رش* وعارضة أحمد رومي وأجزاء من عارضة جبل مجداخ في حوض مدينة ماوت
ثانيا.في مطلع عام 1987 شن العدو الايراني هجوم على منطقة مخفر الشلامجة ومدينة الدعيجي ومثلث  شلهة  الأغوات و ناحية عتبة جنوب شرق االبصرة  و تمكن من أحتلالها  بعد أن أخفقت مديرية الأستخبارات العسكرية العامة  في تحديد أتجاه محاور هجوم العدو الأيراني ودارت معارك طاحنة في منطقة نهر جاسم مع العدو الأيراني قدم الجيش العراقي الباسل تضحيات بشرية كبيرة وخسائر جسيمة في المعدات إلا أن أستقر الموقف على خط الدفاع في منطقة نهر جاسم..         

   


الموقف الخاص
أولا.كان تشكيل الأيوبي قد أشترك في هذه المعركة في أيامها الأولى وتكبد خسائر بشرية كبيرة وبعد صدور أمر الأنسحاب الى قيادة الفرقة 11 التي كان التشيكل يعمل بأمرتها أنسحب التشكيل الى المنطقة الخلفية لغرض أعادة التنظيم ثم أعيد الى موضعه الدفاعي في (منطقة الدويب )على شط العرب وبعد فترة قصيرة تم سد نقص الأشخاص والأسلحة والعجلات ثم صدر له أمر بالحركة الى قاطع  الفيلق الثالث لغرض التدريب وعسكر في (منطقة الحوطة) في الجهة الشرقية لشط العرب شمال جسر خالد وأستمر بالتدريب التعبوي لمدة تقارب 10 أشهر وقد خصص له واجب تحرير منطقة مخفر زيد شرق البصرة ضمن خطط الفيلق الثالث المستقبلية وأجرى تدريب متواصل وممارسات نهارية وليلية على أرض مشابهة لمنطقة الواجب وكان في أنذار دائم ينتظر ساعة الصفر لغرض تنفيذ الواجب
ثانيا.كنت متمتع بأجازة دورية في وقت متأخرمن ليلة 24/25 شباط 1988 رن جرس التلفون أحد ضباط ركن مقر الفيلق الثالث تحدث معي قال لوائك تحرك الى القاطع الشمالي التحق فورا أستفسرت منه على أي طريق يتنقل قال طريق بعقوبة  أتصلت بأمر فصيل الحماية أمرته بتبليغ سائق عجلتي بالحضور صباح يوم 25 شباط 1988
في زمن الحرب تم فتح طريق يربط طريق بغداد – كوت  بطريق بغداد - بعقوبة من منطقة بسماية  لغرض مرور الأرتال العسكرية  القادمة من والى كركوك وديالى لتجنب  مرور القطعات  بمدينة  بغداد  تجنبا  للأزدحام  وأختصارا  للوقت و المسافة...

ركبت عجلتي وتحركت الى بعقوبة حال الوصول الى السيطرة العسكرية على الطريق المشار اليه أنفا أستفسرت منهم عن مرور اللواء أخبرونا بعدم الوصول أتجهنا الى بسماية  أستفسرنا من السيطرة العسكرية كان الجواب بعدم الوصول أستنتجت بان أخبار ضابط الركن بوقت حركة اللواء غير دقيق عدت الى بغداد بعد الظهر غادرت ثانية الى بعقوبة بعد خروجنا من مركز مدينة بعقوبة شاهدت عجلة متوقفة يمين الطريق تعود لوحدات اللواء أخبرونا بمرور مقدمة اللواء قبل ساعة أوعزت بزيادة سرعة العجلة وصلنا المنصورية / جلولاء / كلار لم أشاهد رتل عسكري وأنما عجلات تسير منفردة  على الطريق

       

وصلت بمقدمة الرتل قبل نفق دربندخان سألت أمر الفوج الأقدم وكيل أمر اللواء ومقدم اللواء عن أسباب عدم أنتظام حركة الرتل كانت الأجابة الأوامرتقضي بعدم التوقف على الطريق!!

لم أقبل منهم هذا العذر مسير الأرتال العسكرية يجب أعطاء وقفة لمدة 15 دقيقة كل ساعتين مسير لكي تتجمع العجلات المتأخره عملت وقفة بعد الخروج من نفق دربندخان من الجهة الشمالية بمسافة لمدة ساعة كاملة التحقت عجلات الوحدات المتأخره برتل وحداتها ثم أوعزت بالحركة لغاية وصولنا الى تقاطع طريق دربندخان -  السليمانية مع طريق السليمانية – سيد صادق أوعزت بتوقف الرتل في هذا المكان  وذهبت الى مقر الفرقة 27 في عربت للأتصال بالفيلق حال وصولي مقر الفرقة أتصلت بأحد ضباط ركن مقرالفيلق قال لي تلتحق بمقر الفرقة الرابعة في جوارته مع الفرقة 39 وتسلك طريق عربت - جوارته..

قلت له هل الطريق أمين لأن الوقت أصبح ليل قال الطريق أمين عدت الى عربت التقيت بأمري الوحدات لبضع دقائق شرحت لهم بشكل مختصر الطريق الذي سنسلكه الى جوارته وسألت أمري الوحدات هل معكم عتاد لمواجهة أي طارئ قالوا كلا كانت الأوامر تقضي بتسليم العتاد عند مرور القطعات من بغداد أو بالقرب منها ماذا يفعل التشكيل اذا تعرض الرتل الى كمين ولايوجد لدى القطعات عتاد كيف سيدافع الجندي عن نفسه؟؟؟.

توكلنا على الله وتحركنا على طريق عربت جوارته كان الطريق مرابى من قبل أفواج الدفاع الوطني وصلنا الى نقطة تقاطع الطريق مع طريق السليمانية - جوارته أوعزت الى الوحدات بإلأيواء هذه الليلة في هذا المكان وطلبت من مقدم اللواء التأكد من موقف الوحدات  تحركت أنا الى مقر الفرقة 39 في جوارته لغرض مقابلة  قائد الفرقة الرابعة..
عندما وصلت قالوا يجب الذهاب الى مقر الفيلق عدت أدراجي الى مقر الفيلق قارب الوقت الساعة العاشرة ليلا التقيت بقائد الفرقة الشهيد اللواء الركن عصمت صابر عمر وجدته يتحدث في مؤتمر  لأمري التشكيلات الذين وصلوا الى السليمانية  قبلي / أعاد  لي شرح الموقف ومعلومات الأستخبارات والمهمة ( الواجب ) بعد الانتهاء أخبرته  مايلي :
أولا. وحدات اللواء تحتاج وقت يومين على أقل تقدير لتكامل وصول الوحدات الفرعية التي تأخرت بسبب عطلات العجلات خلال التنقل من البصرة الى السليمانية
ثانيا .أستلام الأعتدة من المخازن يتطلب وقت لايقل عن يومين
ثالثا.عند أطلاعي على الخرائط وجدت أن الخطة وضعت من الخريطة  من  دون أستطلاع  تفصيلي  للمنطقة  خاصة واجب  لواء المشاة  التاسع عشر من قبل هيئة ركن مقر الفيلق..

قلت لقائد الفرقة هذا الطريق نيسمي في منطقة جبلية ذات طبيعة معقدة لايستوعب فصيل مشاة كيف يستوعب لواء مشاة والمفروض القيام بالأستطلاع من قبل القائد وأمري التشكيلات  قبل وضع الخطط  قلت له أهداف لواء المشاة التاسع عشر  يجب التخلل  اليها من خلال أهداف  لواء  مغاوير الفيلق الرابع قال يجب أن تبدأ العملية غدا 26 شباط 1988
للتاريخ لم تكن هيئة ركن مقر الفيلق موفقة في وضع الخطط ولم يجري مناقشتها مع أمري التشكيلات المكلفين بالواجب
حدثت نفسي هذه خطبة القائد العربي طارق أبن زياد لجنوده عندما فتح الأندلس حيث قال لهم العدو أمامكم والبحر خلفكم

           

معلومات مديرية الأستخبارات العسكرية العامة
أولا.يتواجد هيز( لواء ) من عناصر بيشمركة الأتحاد الوطني الكردستاني مع عناصر من مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي مع ضباط رصد من الجيش الأيراني مع عناصر أستخبارات من الحرس الثوري الأيراني في المنطقة المحصورة بين طريق السليمانية – ماوت وطريق السليمانية – دوكان  المنطقة التي تم وصفها أعلاه التي تعتبر معقل للبيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني ولم يسبق للجيش العراقي الدخول فيها.
ثانيا .وجود جهد هندسي أيراني يقوم بفتح طريق في حوض قرية جوقماغ  شمال سلسلة جبل أزمر و أن نسبة الأنجاز في هذا الطريق تقدر 80%.
ثالثا.قام العدو الأيراني بتكديس ذخيرة في حوض مالومة تكفي لتموين عدة تشكيلات في المراحل الأولى من المعركة.
رابعا.في نية العدو الأيراني شن هجوم من أكثر من أتجاه وخصوصا حوض ماوت – مالومة يستهدف أحتلال مدينة السليمانية بمساعدة بيشمركة الأتحاد الوطني الكردستاني المتواجد في هذه المنطقة .
خامسا.اذا مانجح الهجوم يقوم العدو الأيراني بتطويق قطعات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع جوارته وقاطع بنجوين من الخلف .

               
 
تفاصيل الخطة
أولا.يقوم لواء مغاوير الفيلق الرابع بتطهير سلسلة جبل أزمر بدأ من طريق السليمانية – ماوت ويتقدم بأتجاه الشمال الغربي بتزامن مع بقية الأرتال.
ثانيا.يقوم لواء المشاة التاسع عشر بتطهير العوارض التعبوية المتواجدة  بين سلسلة جبل أزمر وبين السلسلة الثالثة المتقطعة التي تم وصفها أعلاه بتزامن مع بقية الأرتال .
ثالثا.يقوم لواء المشاة 605 بتطهير السلسلة المتقطعة بالتزامن مع بقية الأرتال
رابعا.تكون التشكيلات أعلاه بأمرة قيادة فرقة المشاة الرابعة لأدارة المعركة .
خامسا.خصص الفيلق فوج من لواء القوات الخاصة 65 الى قيادة الفرقة الرابعة و وضعته الفرقة بأمرة لواء المشاة التاسع عشر لحين أكمال وحداته أستلام الأعتدة  من مجموعة مخازن الأعتدة .

  


سير الأحداث
بعد أستلام الأوامر عدت الى اللواء وقد قاربت الساعة الثانية عشر ليلا وبدأت الأحوال الجوية تتغير حيث بدأ الثلج بالسقوط ألتقيت بأمري الأفواج  وشرحت لهم الخطة بعدها أنصرفوا الى وحداتهم وقضى منتسبي اللواء الليلة جالسين في العجلات منهكين من التنقل ويقضين من شدة البرد حتى الصباح وبدأت أشاهد علامات التذمر على وجوه الأمرين والضباط والجنود من الحالة التي هم فيها...
في صباح 26 شباط 1988 تحركت وحدات اللواء الى منطقة الأجتماع على مشارف مدينة  كاني ماسي  وتحرك  مقر اللواء الى منطقة  قرب قرية  (  باليكه ) حيث قمت بأستطلاع سريع وطابقت الخريطة مع الأرض كانت الأهداف عدة رواقم تم تخصيص أرقام لها ضمن الخطة كان الفيلق قد خصص سرية مشاة الى كل راقم أنتخبت أحد الربايا لا أتذكر أسم الوحدة التي تشغلها لتكون  مقر للواء لأدارة المعركة وصل فوج القوات الخاصة الذي وضع بأمرة اللواء الى المكان بعد الساعة العاشرة صباح يوم 26 شباط 1988 تم أيجاز أمر الفوج وأمر السرية وباشرت السرية بالحركة بحدود الساعة الثانية عشرة كانت طبيعة الأرض تتكون من سلسلتين يجب تسلقهما قبل تسلق الراقم وهذا يتطلب جهد كبير ووقت طويل بحدود الساعة  الرابعة  عصرا أحتلت السرية الراقم  بدون قتال  الوقت شتاءأ والمنطقة جبلية يصعب بها الدلالة ليلا أوعزت الى أمر الفوج يوعز الى أمر السرية  بأتخاذ تدابير الدفاع الى جميع الجهات تحسبا لأي طارئ وأن لم يوجد عدو في المكان
هنا حصل تناقض والشمس أوشكت على الغروب أستلمت أمرمن الفرقة  بايعاز الى الفوج  بالحركة الى نفس الراقم  تسلق  الراقم أستغرق  أربع ساعات في ضوء النهار كم من الوقت ليلا يحتاج الفوج للوصول الى الراقم لماذا لم يصدر هذا الأمر بعد بدأ حركة السرية بساعة؟؟؟

    

أنا أعرف أسلوب قتال البيشمركه من تجربتي السابقة يسمحون لخصمهم من قطعات الجيش بأحتلال الهدف بدون قتال لكي تطمأن القوة ويغلبهم الخمول ثم الرقود الى النوم بعد جهد التسلق ثم ينقضون على خصمهم بهجوم مفاجئ من أتجاه غير متوقع في جنح الظلام وهذا ماحصل لقوة الراقم بعد الضياء الأخير تم قصف الراقم بشدة بالهاونات الثقيلة  تكبدت القوة خسائر كبيرة نتيجة القصف بعد ذلك تعرضت لهجوم بأعداد كبيرة من البيشمركه صمدت القوة لوقت قصير بعدها تمكن البيشمركه من أحتلال الراقم فقد الفوج السيطرة على السرية وأنا فقدت السيطرة على الفوج  لأنه تحرك بأتجاه السرية وحل الظلام وأنعدمت الرؤيا بيننا الخطط التي توضع من الخريطة والأوامر المرتجلة والمفروضة وعدم الأخذ برأي أمر التشكيل تؤدي الى نتائج وخيمة ومؤلمة يتحمل وزرها لاحقا أمر التشكيل
قضينا الليل في العراء في جو بارد جدا حيث الأرض يكسوها الثلج ونحن على أتصال دائم بين الفوج والفرقة حتى حلول الصباح في صباح يوم 27 شباط 1988 أستلمت أمر بوجوب أحتلال الراقم  بتشكيل الايوبي..
أخذت أكلم نفسي ماذا أصاب القائد وهيئة ركنه ماذا سيحدث  للتشكيل هل يريدون تدمير التشكيل في الأجتماع الأول مع القائد أخبرته لايمكن التقدم على هذا الطريق النيسمي لماذا لايستطلعون الأرض بأعينهم ويتخذون القرار الصائب ؟؟؟؟؟
طلبت حضور أمري الوحدات شرحت لهم الموقف وأسلوب التقدم لأحتلال الهدف بدورهم أمري الوحدات شرحوا الموقف وأسلوب التقدم وباشرت الوحدات بالتقدم كنت على يقين سوف تحل كارثة بشرية للتشكيل بعد مسير تسلق لمدة أكثر من ثلاث ساعات أتجاه الراقم في ضوء النهار فتحت نار القناصة على الفوج الثالث في جهة اليمين أصيب وكيل أمر الفوج بطلق ناري في ذراعه الأيسر بدأ القصف بالمدفعية الثقيلة على الوحدات تكبدت خسائر بشرية جسيمة وأصبح أستحالة التقدم أخبرت الفرقة بالموقف الجواب الأستمرار بالتقدم حاول الفوج الاول الكائن على جهة اليسار التقدم جوبه بنار شديدة أضافة الى القصف المدفعي الوحدات أصبحت في موقف حرج جدا حل الظلام الأرض مكسوة بالثلج البرد قارص الجندي بالعراء صعوبة أخلاء الجرحى والأدامة جهود سنة في التدريب ضاعت هباء تمنيت الموت لماذا هذا الأصرار على القرار الخطأ  لو الأرض تنطق لتقول أستحالة التقدم الحرب كر وفر منذ الأزل في الساعة العاشرة صباح يوم 28 شباط 1988 كلمني رئيس أركان الفرقة بالجهاز اللاسلكي
 قال نريد منك رسالة تتكون من ثلاث كلمات فقط مضمونها (تم – أحتلال – الهدف ) فهمت مضمون الرسالة ( الأستشهاد في المعركة  أو تنفيذ حكم الأعدام في الخلف ) أوعزت الى حمايتي  بالتهيأ للحركة الى أقصى الأمام مع حضائر الصولة الأمامية وبدئنا بالمسير نحو الأمام أتصل  قائد الفرقة الشهيد اللواء الركن عصمت صابر عمر قال أنا توجهت نحوكم قلت له أنا نفذت مضمون رسالتكم وتحركت نحو الأمام قال أجل الحركة قلت له تحتاج وقت أكثر من أربع ساعات للوصول الى مكاني قال أنتظرني / في هذا الوقت المدفعية الثقيلة تقصف المنطقة بأستمرار الجو برد قارص وصل قائد الفرقة الى مكاني بالساعة الرابعة عصرا منهك من التعب بالرغم من كونه رجل قوات خاصة (نظر الى ضابط الركن الذي يسير خلفه وقال له  جنيتم عليِ ) أنا تلقفت هذه الجملة التي قالها بسرعة ( قلت له سيدي هيئة ركنك جنت عليك بالصعود الى هنا  المكان أمن هؤلاء الجنود الذين في العراء تحت نيران القناصة  و القصف المدفعي منذ يومين بدون أدامة من جنى عليهم؟؟؟ )
بعد أن شاهد كيف يسيطرالراقم على الوادى الذي فيه القطعات وشاهد حالة الجنود المؤلمة أتخذ قرار بدون الرجوع الى الفيلق وأصدر أمر لي بسحب اللواء الى الخلف في هذا الوقت الظروف الجوية تغيرت وبدأ الثلج بالسقوط  قلت له سيدي نتريث قليلا لحين حلول الظلام أصدرت أمرا الى الوحدات بالأنسحاب بعد الضياء الأخير عند حلول الظلام
 
ماهي الأعمال بعد الانسحاب
أولا.يوم 1 أذار 1988 أستمرأخلاء الجرحى وسد نقص العتاد من قبل الوحدات
ثانيا.يوم 2أذار1988 صدر أمر بأستطلاع سلسلة جبلية جديدة غير التي أشتبكت فيها سرية القوات الخاصة والتشكيل مع العدو وهي سلسلة جبل زيلوان
ثالثا.قمنا باستطلاع هذه السلسلة قائد الفرقة وأنا ثم أنا وأمري الأفواج لكن المعضلة التي واجهتنا التقدم اليها عبرسلسلة جبل مجداخ

 


طبوغرافية جبل مجداخ
سلسلة جبل مجداخ تتكون من ثلاث شاخات تبدأ من أتجاه الشرق وتلتقي جميعها في القمة التي  يبلغ أرتفاعها 2127 متر يبلغ طول الشاخة أكثر من كيلومترين الشاخة الشمالية المواجهة لجبل أحمد رومي بينها وبين جبل أحمد رومي وادي عميق وواسع ممسوكة بقطعات من الفرقة 44 يفصل بين الشاخة الوسطية وبين الشاخة الشمالية من الأسفل وادي ضيق جدا يشكل مجرى لمياه الأمطار ذو تيارشديد القوة لايسمح بمرور أكثر من عجلة بعد أجتياز المضيق الذي يبلغ طوله 200 متر يتسع الوادي ويسمح لمرور العجلات نحو
الأعلى يفصل بين الشاخة الوسطية والشاخة الثالثة الجنوبية وادي عميق وواسع ممسوك بقطعات مراقبة من الفرقة 44 يفصل بين الشاخة الجنوبية و بين سلسلة جبل زيلوان وادي عميق وواسع سفوح سلسلة جبل زيلوان تتكون من قطع حاد يصعب تسلقه بسهولة

  

سير الأحداث
أولا.تنقلت الأفواج بالعجلات يوم 4 أذار1988 صباحا الى منطقة الأجتماع في منطقة وسطية في الوادي الكائن بين الشاخة الشمالية والشاخة الوسطى لجبل مجداخ
ثانيا.بدأت الوحدات بالحركة بعد الضياء الأخير بساعة بالتسلق الى أعلى قمة الشاخة الوسطية الوقت المستغرق ساعة  ثم النزول الى أسفل الوادي بين الشاخة الوسطية والشاخة الجنوبية الوقت المستغرق ساعة ثم التسلق الى أعلى قمة الشاخة الجنوبية الوقت المستغرق أربعة ساعات ثم النزول الى أسفل الوادي الوقت المستغرق ساعة ثم التسلق الى أعلى سلسلة جبل زيلوان الوقت المستغرق 4 ساعات مجموع الوقت المستغرق  نزول  ساعتين وتسلق 9 ساعات مجموع  الوقت المستغرق 11 ساعة الأرض مكسوة بالثلج والوقت ليلا كانت معانات الجندي كبيرة جدا
ثالثا.تخصيص الأهداف الفوج الأول في اليمين - الفوج الثاني في الوسط -  الفوج الثالث في اليسار- أتجاه نسبة الميل من اليسار الى اليمين بزاوية 45 درجة - أرتفاع السلسلة 1900 م
رابعا. كان التقرب الى الأهداف صامت
خامسا. قبل الضياء الأول يوم  5 أذار 1988 تمكن الفوج الأول والفوج الثاني أحتلال أهدافهما بدون قتال الفوج الثالث في اليسار جوبه بنار شديدة  من منطقة السنون الصخرية أستمرت المجابه حتى الساعة الثالثة بعد الظهر لم يوفق الفوج بأحتلال أهدافه في هذا الوقت تغيرت الأحوال الجوية حيث تلبدت السماء بالغيوم وأنخفضت درجة الحرارة دون الصفر وبدأ تساقط الثلج بغزارة الجندي في العراء بذل جهد كبير في التسلق حتى الوصول الى الهدف أستمرت درجة الحرار بالأنخفاض الى دون 20 درجة مئوي ،الرؤيا أنعدمت بين مقر اللواء والأفواج بسبب غزارة تساقط الثلج بدأ سيل المعلومات من الوحدات بحصول عضة برد ثم تفاقمت الأعداد خاصة بين منتسبي الفوج الأول والثاني الى أكثر من 50 أصابة في كل فوج ثم حدثت وفاة أكثر من جندي في الفوج الأول نتيجة عضة البرد أخبرت الفرقة بأستحالة بقاء الوحدات في العراء وسوف تحدث كارثة أذا مابقت الوحدات في أماكنها وبعد جدل طويل بين مقر الفرقة والفيلق حصلت موافقة الفيلق على أنسحاب اللواء الى الخلف خلال عملية الأنسحاب سقط عدد من الجنود من أعلى السلسلة  الى الأسفل  لشدة أصابتهم  نتيجة عضة  البرد بذلت الوحدات جهود  مضنية  لأخلاء المصابين أستمرت حتى صباح  يوم  6 أذار1988 كما بذلت جهود مضنية في منطقة الأجتماع الخلفية لمعالجة حالات عضة البرد/ خلال الأنسحاب أمر الفوج الثاني و جنود حمايته فقد الأتجاه الصحيح بسبب كثافة تساقط الثلج وسلك طريق خطأ وأتجه نحو العدو بقيت أنا واقفا في العراء لمدة تزيد على أربع ساعات تحت تساقط الثلج أتحدث في الجهاز اللأسلكي من أجل توجيه أمر الفوج وأرشاده الى الطريق الصواب وضع حمايتي تحت قدمي ( جولة مشعولة ) لا أشعر بالحرارة من شدة البرد لكن أشم رائحة الكاوجك حيث أبدل قدم رجل اليمين  بقدم رجل اليسار طيلة هذا الوقت الى أن تم أنقاذهم من الأسر المحقق
تقيمي للعملية التي شرحتها أنفا قرارغيرصحيح من قبل الفيلق أستنزف طاقات الجندي البدنية  وتضحيات بشرية لامبرر لها وأبتعد كثيرا عن الهدف المقرر للواء.

    


أستمرت الأحوال الجوية بالتردي لمدة 72 ساعة متواصلة تساقط ثلوج على المرتفعات وأمطار غزيرة في المناطق المنخفضة أدت الى أرتفاع مناسيب المياه في حوض نهرالزاب الى مستوى لم يبلغه سابقا نتج  عنه قلع جسر ماوت الكونكريتي و جرف معدات تجسير ومعدات هندسية وعجلات وتجهيزات وغرق عدد من الجنود لعدم التمكن من أنقاذهم وانقطعت طرق المواصلات تماما حيث بقت الوحدات العسكرية في القاطع بدون طعام ووقود وعتاد لمدة ثلاثة أيام متواصلة أضافة الى أنخفاض درجة الحرارة كانت معانات الجندي كبيرة جدا وحالة التذمر واضحة للعيان
يوم 12 أذار 1988 تحسنت الأحوال الجوية وأنقشعت الغيوم وأشرقت الشمس صدر أمر من مقر الفرقة بالعودة الى تنفيذ نفس الأهداف الأولى لكن من خلال التخلل عبرأهداف لواء مغاوير الفيلق الرابع المحور الصحيح  لتنفيذ  الواجب  الذي أشرت اليه في البداية أنفا تم  نقل الفوج  الأول بالطائرات السمتية  الى منطقة الأجتماع وبقية الأفواج تنقلت بالعجلات بالرغم من الصعوبة التي واجهتها خلال التنقل لرداءة الطرق بسبب الأمطار وفور وصول مقر اللواء الى منطقة الأجتماع أوعزت الى الفوج الأول بالتقدم لأحتلال الرواقم المؤشرة على الخريطة رقم 2 ورقم 3 ورقم 4 على التوالي تسلق الفوج من منطقة الرقبة في جبل أزمرالمواجهة الى السفوح الشرقية لجبل بيره مكرون الأقرب الى مدينة السليمانية  لم  يواجه الفوج الأول أي صعوبة في أحتلال أهدافه / أنفتح مقر اللواء في منطقة الرقبة على سلسلة جبل أزمر شاهدت جهد هندسي مبذول لفتح طريق في هذا الحوض وصولا الى منطقة الرقبة من الجهة الشمالية لسفح جبل أزمر هذه المشاهدة  كانت أول تأكيد على صحة معلومات مديرية الأستخبارات العسكرية العامة التي ذكرتها أنفا
يوم 13 أذار أوعزت الى الفوج الثاني  بمواصلة التقدم لأحتلال الرواقم الرقم 5 والرقم 6 والرقم 7 والرقم 8 أنتقل مقر اللواء الجوال قفزة تعبوية على جبل أزمر لغرض تأمين السيطرة لأدارة المعركة  لم يلاقي الفوج صعوبة بأحتلال الرواقم لكن بعد الظهر تعرض الفوج لهجوم مقابل معادي على الراقم رقم 8 أعطت السرية  الماسكة  للراقم خسائر بشرية وتراجعت قليلا الى الخلف وأستمرالأشتباك بين الطرفين بنيران الأسلحة المتوسطة و الهاونات طيلة الليل قبل ظهر يوم 14 أذار تم تعزيز اللواء بفوج دفاع وطني وشن الفوجين هجوم على الراقم رقم 8 وتمكنا من أحتلالة عصر يوم 14 أذار
انتقل مقر اللواء الجوال الى الأسفل خلف الفوج الثاني على الطريق كانت المسافة بين منطقة الأجتماع  التي تتواجد فيها القدمة الأدارية والوحدات الأمامية تبلغ أكثر من 5 كيلومترات ولايوجد طريق للعجلات لأجتياز سلسلة جبل أزمر لذلك كانت الأدامة تتم بواسطة الحيوانات الجبلية ( البغال ) وجنود المشاة
الشجاعة هي التغلب على الخوف أذا ما أهتز القلب خوفا لأجزاء من الثانية فقد الأنسان السيطرة على نفسة والحياة هي أغلى مافي الوجود يحدث في أي موقف يتعرض فيه الأنسان الى الخطر يتردد نتيجة الخوف وهذا شيئ طبيعي
بعد الظهر أتصل المسؤل السياسي للفرقة قال أرسل ضابط  أستخبارات اللواء والمسؤل الحزبي الى منطقة الرقبة قلت له لماذا قال لتنفيذ أمر القيادة قلت له خير أنشاء الله قال يوجد متسربين من اللواء قلت له كم عددهم قال أكثر من 30 جندي قلت له ومن يقول هؤلاء متسربين قال أنا سألتهم  قلت له كلا هؤلاء أنا أرسلتهم لجلب العتاد والأرزاق من الخلف قال أنا سألتهم قلت له طبعا خوفا منك هكذا أجابوا على سؤلك وبعد جدل رفضت مايدعي أخيرا أقتنع على مضض وقلت له أرسلهم ألى الأمام  صحبة ضابط
كان يروم أعدام أكثر من 30 جندي واللواء في القتال لم يخسر 10 جنود هكذا يتصرف بحياة ومستقبل ثلاثين عائلة عراقية وهو لم يقترب من خط التماس ولو لمرة واحدة / ذكرت هذه الحادثة شهادة لله والتاريخ ولم يبقى من العمر إلا ماقدر الله
ليلة 13 / 14  أذار 1988 شن العدو الأيراني الهجوم المرتقب  على قطعات الفيلق الأول بمحورين المحور الأول في قاطع حوض سفرة وكلالة على قطعات الفرق 44 المتواجدة  في  جبل مجداخ  الذي يعتبر خط الدفاع الأول التي تم تعزيزها سابقا بقطعات من وحدات المشاة والمدفعية  ومع ذلك  تمكن  العدو من أحتلال موضع  فوج مشاة  في الشاخة  الشمالية من  قمة جبل مجداخ وأستطاع  من أسر أعداد  كبيرة من جنود الفوج الماسك  للموضع  الدفاعي أما المحور الثاني الهجوم على قطعات الفيلق الأول في قاطع حلبجة الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر جنوب المحور الأول سوف نخصص له مقالة خاصة مستقبلا أنشاء الله
صباح يوم 15 أذار 1988 واصل الفوج الثالث التقدم بحذر لأن المنطقة مشجرة وتمكن أحتلال الرواقم الرقم 9 والرقم 10 والرقم 11 أصبح التقدم يسير سويا مع أفواج لواء مغاوير الفيلق الرابع على سلسلة جبل أزمر لكن الفوج الثالث كان يتعرض الى نيران رشاشات متوسطة وقنص من جبل أزمر كانت القطعات تتوقف عن التقدم ليلا وتواصل التقدم نهارا

          

يوم 16 أذار 1988 باشر الجهد الهندسي المدني المخصص للفيلق بالعمل لفتح طريق من الجهة الجنوبية  لسفح  جبل أزمر في منطقة الرقبة  لتأمين الأتصال بالطريق المفتوح من الجهة الثانية من قبل الجهد الهندسي المعادي
ليلة 16 / 17 أذار 1988 تلبدت السماء بالغيوم الساعة العاشرة ليلا طلبت الفرقة مواصلة التقدم لأنجاز أحتلال الرواقم الأخيرة من الواجب التقدم ليلا محفوف بالمخاطر والمنطقة مشجرة والسماء بدأت بالمطر ومعلومات مديرية الأستخبارات العسكرية تحذر من تلغيم الطرق أوعزت الى الفوج الأول بمواصلة التقدم صعوبة الدلالة ليلا والضباط أغلبهم أحداث لايتقنون أستخدام الخريطة كانت مهمة الدلالة عسيرة تقع على عاتقي بدأ التقدم ببطأ وحذر شديدين كانت الأهداف الأخير هي حوض قرية جوقماغ سرية هندسة الصولة للواء تكشف الطريق بكاشفات الألغام شبر شبر تجنبا لوقوع أي خسائرمع حلول الضياء الأول تجلت الرؤيا أصبحت القرية واضحة أصدرت تعليمات مشددة للغاية بالجهاز اللاسلكي عن كيفية التعامل مع المدنيين إن وجدوا طلبت الأبتعاد عن حافات القرية ومراقبتها بواسطة النواظير الشخصية لم يشاهد أي حركة في القرية  كانت القرية ترتبط بطريق نيسمي أشبه بمضيق مع قرية مالومة بعد شروق الشمس تحسنت الأحوال الجوية وبدء فحص وتفتيش المنطقة المشجرة المحيطة بالقرية خلال التفتيش وجدوا أكداس كبيرة من الأعتدة الثقيلة خاصة للهاون الثقيل  4,2 من العقدة أمريكي الصنع  وصواريخ مقاومة الدبابات نوع مالوتكا وقاذف صواريخ مقاومة الطائرات نوع سترلا سام 7 مع أكداس من الأعتدة المتوسطة والأعتدة الخفيفة  وأكداس من مواد الأعاشة الجافة تم أحصائها لا حقا بالحاسوب الشخصي وجدتها تكفي لفرقة مشاة!!
هذه الأكداس تؤكد صحة معلومات مديرية الأستخبارات العسكرية العامة التي ذكرتها أنفا
أكمل الفوج الأول أحتلال الرواقم المحيطة بالقرية بالساعة العاشرة صباح يوم 17 أذار 1988 كما أتذكر كان يوم جمعة  أوعزت الى الفوج الثالث بالأندفاع الى أقصى الأمام لتأمين المنطقة من جهة الشمال الغربي قبل الظهر وصل قائد الفرقة الشهيد اللواء الركن عصمت صابر عمر بالطائرة السمتية  الى المكان أثنى على جهود اللواء التي بذلت خلال هذه الفترة الزمنية بعد فترة وجيزة من أقلاع الطائرة السمتية لقائد الفرقة تعرض مقر اللواء الى قصف بالمدفعية الثقيلة وأستمر بصورة متقطعة حال أكمال الفوج الثالث أحتلال أهدافة أخبرني أمر الفوج بوجود معدات هندسية ثقيلة متنوعة أوعزت الى أمر سرية هندسة الصولة بالذهاب لفحص صلاحيتها للعمل أخبرني أمر السرية بوجود بلدوزر ثقيل نوع كتربلر وشفل عدد أثنان وقاشطة عدد أثنين من نفس النوع صالحة للعمل..
بعد أن شاهدت الدلائل أيقنت أن القيادة العامة للقوات المسلحة كانت على حق عند الأيعاز بحركة القطعات من المنطقة الجنوبية الى المنطقة الشمالية لغرض الدفاع عن مدينة السليمانية..

معلومة  للقارئ الكريم لو لم تنفذ هذه العملية العسكرية وتمكن العدو الأيراني من تنفيذ مخططه الخبيث لحدثت كارثة للجيش العراقي وأخرى لمدينة السليمانية للأسباب التالية:
أولا. لاتوجد قطعات عسكرية في هذه المنطقة تمنع تقدم العدو الأيراني
ثانيا. كان بأمكان العدو الأيراني التقدم وأحتلال مدينة السليمانية بأقل من 48 ساعة
ثالثا. كان بأمكان العدو الأيراني تطويق القطعات العسكرية المدافعة في جوارتة وماوت وبنجوين التي كان تعدادها 3 فرق مشاة وقطع خطوط أنسحابها وأسرها بالكامل
رابعا. لو حدث ذلك لا سامح الله لا أحد يعرف ماذا سيحدث لمدينة السليمانية ولا أحد يعرف متى  سيخرج الأيرانيين منها!


تميزت هذه العملية بما يأتي
أولا.قاتل الجندي العراقي في منطقة ذات طبيعة جبلية بالغة التعقيد وأحوال جوية قاسية جدا
ثانيا.قاتل الجندي العراقي على أكثر من جبهه ليس ضد العدو الأيراني فقط بل البيشمركة ومفارز الأعدام
ثالثا. تحمل الجندي والضابط وأمر الوحدة وأمر التشكيل ضغوط نفسية تفوق طاقة البشر
رابعا.أثبت الجندي العراقي بأن قدرته على التحمل أفضل من أي جندي في جيوش العالم
خامسا.أستمرت العملية 21 يوما واصل الجندي فيها العمل الليل بالنهار يفترش الأرض المكسوة بالثلج  ويلتحف السماء الملبدة بالغيوم بدرجة حرارة تحت الصفر بدون طعام لأيام سوى صمونة أبو خليل المتحجرة والشاي الأسود المعمول بالكتلي الأسود المحروق بالحطب
سادسا.عندوضع الخطط العسكرية بدون أستطلاع مفصل من قبل القادة والأمرين المعنيين بالتنفيذ لمنطقة العمليات يكون أستحالة تنفيذها ويكون مصيرها الفشل
سابعا.أعطى الجيش العراقي الباسل تضحيات جسيمة دفاعا عن أرض العراق ضد العدو الأيراني لكي تبقى مدينة السليمانية نجمة تتلألأ في سماء العراق
اللواء فوزي البرزنجي
7 أب 2013  

     

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

941 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع