قصة المسلسل البدوي الشهير ساري العبدالله

               

      قصة المسلسل البدوي الشهير ساري العبدالله

     

ساري العبدالله هو شاعر كبير وفارس و عاشق ينتمي لعائلة كريمة وتنتمي هالعائلة الى قبيلة كبيرة بين العربان ،كان يجيه الضيوف والزوار من كل عرب حتى يستمعون الى شعره الجميل و الى نغمات ربابته الساحرة والتي لم تنساها الآذان انذاك
وكان شعرهـ يتغزل في فتاة جميلة تسمى [ ريمة ] لم ينطق اسمها في اشعاره وانما اوضح ذلك من خلال وصفها فقط ،، وساري كان يعشقها بجنون ،، ومن ذلك الجنون مقابلتها عند الغدير رغــم أن البدو يمانعون مجئ الرجال الى الغدير في وقت تواجد النساء ،،والمخاطرة من أجلها وراح اذكر المخاطرة من خلال الأسطر القادمة

في يوم من الأيام حصل خلاف بين ابن عم ساري واخو ريمة [ صايل ] بسبب أن إبن عم ساري قتل مهرة صايل بعد أن حصلت مشادة بالكلام
ومن ذلك تزاعل أبو صايل ( ابو ريمة ) مع أبو ساري ،، ومن هـنـــا تعقد مجئ ساري وابوه لخطبة ريمة ،، ودام الخلاف لسنين وريمة كانت ترفض كل من يأتي ليخطبها والسبب حبها لساري ،، وكذلك ساري رفض الزواج رغم إصرار والدته ووالده ،، وظل يتغزل في ريمة بأبياته وقصائده وكان يتردد على ريمة كل فترة بالليل يتعلل معها بكل عذرية واحترام وأدب وفي يوم من الأيام اكتشف شخص يكره ساري بأن ساري يقابل ريمة وقال لأبوها ،، وطبعاً ابوها ابعدها عن البيت بحيث ارسلها مع امها واخوها صايل حتى يحصدون الشعير وبذلك انقطعت اللقاءات بينها وبين معشوقها سآري أعطى ساري سر عشق ريمة لأمه حتى يقل ضغطها عليه وحتى مايزعلها ويكدرها وكلمها أكثر من مرة حتى تقنع ابوه يتصالح مع ابو ريمة ورفض بالأولى والثانية ولكن الثالثة ذهب ابو ساري لأبو ريمة بجاههة كبيرة يطلب الصلح ولكن أبو ريمة رفض الصلح ،، رغم أن ابو ساري كان مستعد يعوض صايل بمهرة أفضل من مهرته

مرض ساري وكان اسير الفراش واستدعى الأمر الى أن يدعي ابو ساري الحكماء من كل العربان حتى يدورون عن دواء لساري ولكن النتيجة مافي دواء
لأن المرض هو [ الجدري ] ،، وقال ساري لامه وابوه دواي ريمة ،، واللي خلّا ابو ساري يضغط على نفسه ويروح للمرة الأخيرة عند ابو صايل [ ابو ريمة ]

جا ابو ساري لبيت ابو صايل وحدث حوار بين الإثنين بحيث إن ابو صايل يتسائل عن سبب قدوم ابو ساري وابو ساري يقول انا جيتك وكلي أمل بأن تلبي طلبي ،، طبعاً ابو صايل مانسى الخبز والملح مع ابو ساري ورحب فيه ،، وماشرب أبو ساري فنجال القهوة حتى يلبي ابو صايل طلبه وهو الصلح ،، قبل ابو صايل الصلح ،، وطلب ابو ساري ريمة لساري ويتزوجها بعد ان يشفى من الجدري ووافق ابو صايل ،،بشر ابو ساري ولدهـ ولكن قضاء الله وقدره جعل حالة ساري كل يوم تستاء اكثر وتدخل اعداء ساري من القبيلة واللي يعدّون على اصابع اليد الواحدة بالموضوع بحيث طلبوا من شيخ العشيرة ان يهجروا الديرة حتى ماينعدون بالجدري من ساري

الشيخ ابو دحام وافق لأنهم ادخلوا براسه إن المرض ماله دواء ابداً ،، وكلم ابو ساري اللي رفض الهجرة معهم وقال إن هو وام ساري راح يبقون مع وحيدهم ويضحون بحياتهم لأجله يعيشون سوا او يموتون سوا ،، ولكن الشيخ كان يؤمن بالقضاء والقدر وكان عاقل واتفق مع الرجال بأخذ ابو ساري وام ساري غصب حتى لاينعدون بالمرض ،، وفي نفس الوقت كانت ريمة تبكي ولبست الأسود حتى عرفت العشيرة قصة العشق التي بينها وبين الشاعر ساري العبدالله

الشيخ ترك عند ساري موية ولحم حتى إن شفي يلحقهم لديرتهم الجديدة وكانت هي [ حمص ] استغل الأعداء هذه اللحظات واخذوا ربابة ساري وملابسة ،، وكانوا بياخذون الكلب ( شيـــر )وهذا الكلب صديق ساري بحيث كان يحرسه و حتى ساري كان يطعمه لحم ومثل مانقول يدللـه ،، ولكن الكلب رفض يغادر معاهم وبقى عند ساري ،، وهذي الاحداث كلها جرت وساري في غيبوبة من شدة المرض ،،قام ساري من الغيبوبة واكتشف هجرة وابوه وامه والعشيرة كلها ،، وازدادت حالته سوء ،،ومع ذلك كان يقول الشعر وينطق شعر من ابرز انواع الشعر الشعبي وهو ( العتابة ) وقال :

هلك شالو على مكحول ياشير
وخلولك عضام الحيد ياشير
ولون تبكي بكل الدهر ياشير
هلك شالو على حمص وحماه

وفي ليلة ظلما هجمت السباع على خيمة ساري ودافع شير عنه بكل وفاء ولكن بالأخير
مات مما جعل ساري وحيداً بالخيمة وفي خطر ،، ولكن انجاه الله وابعدت السباع عن
الخيمة ،، وظل ساري يبكي على شير صديقه الوفي ،،وفي أثناء رحيل قبيلة ساري الى حمص وحماة ،، مات ابو ساري قهرعلى ولده ونهب اولاد اخوه ماله وحلاله وماتركوا لحرمته [ ام ساري ]الا بيت الشعر اللي تسكن بوه !!

وفي يوم من الأيام مرر من جانب خيمة ساري حرمة رحالة بين العربان تصنع النعال ( اكرمكم الله ) و تبيع الملابس والثياب ،، ومعها عدد من الرجال ،، وشافت خيمة ساري وارسلت رجل ،، رجع خايف ويقول خلونا نمشي ،، سألته وجاوب بأن الرجال مريض بالجدري وممكن يعديهم ،،ولكنها اصرت انها تعطيه دواء فإذا شفي تأخذه معها واذا لم يشفى فهي سوت اللي عليها ،، وطلبت اثنين من رجالها يروحون معها ولكنهم رفضوا خايفين من العدوى ،، وذهبت لوحدها وداوت ساري وبعد ايام تحسنت حالته بشكل كبير ،، وتكلم معها وعلمها بأنه الشاعر ساري العبدالله وعرفته ولكنه طلبها بـ حفظ اسمه حتى لايكون العتب على قبيلته التي تركته والمرض في بدايته ،، ووضعت له اسم نشمي
وقبل بالإسم وشفي من مرض [ الجدري ] ،،بعد شفاءه رحل معاهم وكانت الحرمه ماتشغله في صناعة النعال او بيع الملابس ،، لأنه شاعر كـ ساري لاتليق به هذه الأعمال ولكنه يوعي بأن ساري الآن غير عن ساري السابق وطلب من الرجال تعليمه صناعة النعال ولكن الحرمه رفضت ،، مما جعل الرجال يغارون من ساري العبدالله ،، ولماذا هو مدلل وهم اقدم منه ؟

رحلوا الى قبيلة كبيرة ،، وكان ساري يقول الشعر فيها وعلى كل بيت شعر ياخذ ناقة وكان هذا عمله ،، وكان يذكر ريمة في قصايده ،، وفي يوم من الأيام اقام شيخ هذه القبيلة سباق خيل وطلب ساري فرس الشيخ ليدخل السباق وقبل الشيخ وفاز ساري بالسباق وكانت عينه تدمع وهو على ظهر الفرس ،، بعد قدوم ساري والشيخ للخيمة سأله الشيخ عن الدموع وهو على ظهر الخيل وعن ريمة في قصائدة ،، وأصر الشيخ
بأن يقول ساري كل شئ ،، ساري ما رد الشيخ وقال له كل القصة وأنه ساري العبدالله ،، وفرح الشيخ بأن ساري معه وطلب منه البقاء في القبيلة ولكن ساري يعرف طبيعة عمله مع الحرمة التي كان يناديها [ يمه ] ،، وطلب الشيخ بالرحيل ،، والشيخ قبل وهو متردد بسبب حبه لساري وقبل ان يرحل ساري من القبيلة قال الشيخ ابي استسميك ياساري بكنية يعني اناديك يا أبو فلان ،، وقال ساري أنا ابو شير وقال الشيخ ليش هالإسم بالذات ،، قال ساري هذا اسم صاحب وفي لي مات وهذا قليل فيه ،،في أثناء رحيل ساري والحرمه ورجالهم الى قبيلة أخرى طلب الرجال من الحرمة مالهم بسبب انها تفرق ساري عنهم ،، وهي بكل رحابة صدر اعطتهم مالهم وكانت تقول بترجعون لانهم اتبعوا رجل حاقد اسمه ذياب ،، وبعد مارحلوا الرجال أخذ ساري هذه الحرمة العجوز الى قبيلة واشتغل هناك قهوجي بسبب أن المال اخذوه الرجال ولم يبقى الا القليل للحرمة وساري ،، وفي اثناء مايصب ساري القهوة لضيوف شيخ تلك القبيلة قال الشيخ للضيوف بيت من قصيدة لساري العبدالله وقال الضيوف النصابين بأنهم مايعرفون ساري ولكن قصيده حلو
وبيروحون لديرته ويسمعون قصيدة ،، ولكن بالحقيقة هم يعرفون ساري وطلب الشيخ من شاعرهم قصيدة وقال احدى قصائد ساري ،، ومن حق ساري أن يدافع عن حقوق قصايده وقال للضيف انت كذاب والقصيدة لساري العبدالله دون ان يوضح بأنه ساري وطرده الشيخ ووصفه بأوصاف قبيحة مثل [ منقط الوجه >> من اثار الجدري ] وكذلك [ السقيطة ] ،، ولكن ساري قال بيت شعر قاسي اثر فيهم جميعاً وذهب الى بيته عند الحرمة العجوز وفي اثناء رحيلهم عن هذه القبيلة رجع الرجال اللي رحلوا مع ذياب ومعاهم المال وقالوا للعجوز نبي نرجع معاك مثل اول واحسن ووافقت ،، وتعاهدوا على عدم الفراق من جديد ،، وصاروا يحبون ساري مثل اخوهم ولكنهم مايعرفون انه ساري العبدالله ،، وفي نفس ذلك الوقت حصلت صدفة ماتنسى في تاريخ حياة البادية وهي رحيل ام ساري عن قبيلة ساري ،، وهي عمياء ماتشوف ،، ووصلت الى خيمة ساري الواقعة في الديرة السابقة للقبيلة ،، وماتت على فراش ساري ،، وكانت هذي صدفة بحيث ان الطريق طويل وام ساري عمياء ولكن مع ذلك قلبها كان عين وذاكرة قوية وساري وربعه وهم في طريقهم لقوا قبيلة ساري في منطقتها الجديدة ( حمص ) ودخل ساري والحرمة الى القبيلة والتقى ساري بولد عمه ،، ولكن ولد عمه ماعرفه لان ساري في وجهه نقط من اثار الجدري وكذلك شعر كثيف مما اخفى ملامح وجه ساري المعروف لدى قبيلته ،، سال ساري عن امه وابوه والجواب كان صدمة لساري بحيث انهم توفوا ،، وكذلك سأل عن ريمة ولكن صدفة ثانية وهي زواج ريمة في نفس اليوم من ولد الشيخ ابو دحام [ دحام ] وريمة تزوجته بسبب أنها مجبورة حتى ماتبقى باقي حياتها تندب في حظها وتبكي وتجوح وكذلك دحام كان ولد عاقل زي أبوه تماماً وابوه اشار عليه بأن يتزوج
ريمة وقال دحام ان ريمة تعشق ساري ،، لكن ابوه قال له مع الايام تنسى وراح تحبك وتصونك ،، انتظر ساري زفة العريس والعروسة الى داخل البرزة [ وهي خيمة للعرسان فقط ] ،، والتقى ساري بريمة ودحام وكانت نظرات عيونه على ريمة والكلام موجه لدحام ،، دحام سأله من انت ياوجه الخير قال انا عابر سبيل جيت ابارك لك بالزواج ،، وقال ساري هذا الكلام حتى لايخرب على ريمة ليلة زواجها ،،ودخل دحام وريمة للبرزة دون أن يعرف احدهما أنه ساري العبدالله ،، وأخذ ساري ربابته من خيمة ولد عمه ورحل
وبكذا تنتهي حياة ساري الحقيقية وعاش باقي حياته رحال بين العربان يقول القصيد ويطلب الرزق ،، وكذا هي نهاية العشق غالباً الموت او العذاب ،، ونادراً ماتكوون نهاية العشق سعادة وفرح وسرور في النهاية ،، القصة طويلة ولكنها شيقة ورائعة وماهي الا قصة واحدة من قصص العشق العربي واختصرتها لكم قدر الإمكان وقدر قوة التلخيص
احب اذكر بأن القصة كتبتها استناداً على عدة مراجع وهي مواقع كثيرة بالشبكة العنكبوتية وكتب قصص العشق العربي وكذلك مسلسل [ ساري ] الذي انتج في السبعينات وتم تصويره في دبي وفيه قصة الشاعر الفارس ساري العبدالله


 المصدر:

http://www.startimes.com/?t=12316435

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

911 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع