تراث العراق في صور....
محمود الملحم / موطني- قام والد الفلفلي بإدارة المكتبة التي يملكها الآن، ويتوقع بأن يقوم أولاده باستلام إدارتها بعد أن يتقاعد.
تعتبر مكتبة الفلفلي في سوق السراي في وسط بغداد من أعرق المكتبات في العاصمة. وتتميز عن غيرها من المكتبات بعرض لمجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة النادرة في مقدمة المكتبة.
أسسها المرحوم حسين الفلفلي في العام 1930 ويديرها الآن ولده أكرم، الذي قال لموطني أن أولاده سيستلمونها من بعده "لأنها جزء من تراث عريق وأيضا جزء من سيرة عائلتي".
التقى موطني بأكرم الفلفلي في مكتبته، وكان معه هذا الحوار للاطلاع على أهمية الصور الفوتوغرافية في الحفاظ على تاريخ العراق.
موطني: كيف تمكنت من جمع هذه الكمية الكبيرة من الصور التاريخية والنادرة؟
أكرم الفلفلي: طرق جمعها مختلفة وتعود إلى بداية تأسيس المكتبة. وقد جمعتها من الكتب والمجلات وصور شخصية وملفات لأرشيف وكتب المكتبات التي قمنا بشرائها من المواطنين الذين باعوا مكتباتهم.
بعض الأشخاص يجلبون لي صور قديمة تشجيعا لي لمواصلة عرض هذا التراث الثري، منها صور لشخصيات عراقية بعضها بارزة وشخصيات أخرى، ومنها لعرض أزياء قديمة كان يرتديها الرجال.
كما وأعتمد أيضا على الإنترنت في بعض الصور التي لا أمتلكها، وذلك من أجل إثراء الأرشيف.
موطني: من هم الزبائن الذين يقتنون هذه الصور؟
الفلفلي: أغلبهم من الشباب، بالإضافة إلى الصحفيين الذين يستخدمون الصور في مواضيعهم الصحفية، وأصحاب البحوث والدراسات. فالمكتبة أرشفت الصور لهدف واحد، وهو إعادة التاريخ وإعادة مجد بغداد وتاريخها منذ العام 1900.
بالإضافة إلى أن الآباء يقبلون يوم الجمعة مع أولادهم الصغار ويقفون أمام الصور ويشرحون لأولادهم عنها "أنظروا هذه ساحة التحرير قبل 30 سنة. كانت ساحة حافظ القاضي قبل 60 سنة، وشارع الرشيد قبل 100 سنة"،
وهذا الملك فيصل والملك غازي، والشخصيات السياسية التي يقرأون عنها في الكتب الدراسية. وهي طريقة مهمة لتعريف الأجيال التي لم تشهد الحقبات التاريخية الماضية.
موطني: ما هي أقدم صورة في مجموعتك؟
الفلفلي: صورة تعود إلى العام 1900، وهي لجسر الخشب الذي كان يربط بين رصافة بغداد وكرخها وحل محله فيما بعد جسر الشهداء الذي ما زال قائماً حتى اليوم.
موطني: هل من مواقف طريفة حول مجموعتك أو أي من الصور التي تملك؟
الفلفي: دائما ما أسمع تعليقات طريفة على صور معينة من المواطنين، لكنها ليست تعليقات سلبية. ومن المفارقات أن طفلا كان مارا برفقة والده من أمام المكتبة وراح يجهش بالبكاء حين رفض والده تنفيذ طلبه المتمثل بشراء صور بدلا من القرطاسية التي كان والده ينوي شراءها له من المكتبات المجاورة.
وكان طلبه بالتحديد شراء صور لعبد الكريم قاسم والملوك. وحين رأيت إلحاحه ورغبته الشديدة أهديته مجموعة من تلك الصور.
993 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع