"عوسي الاعظمي بطل متعدد المواهب أثرى الرياضة بامكانياته المتواضعة، لا ينساه التأريخ"

        

"عوسي الاعظمي بطل متعدد المواهب أثرى الرياضة بامكانياته المتواضعة، لا ينساه التأريخ"

      

  

       

كما هو معلوم ومتيقن ان مواقع التواصل الالكتروني والاجتماعي واليوتيوب اكتسبت تواجدها وشهرتها في العالم نتيجة دورها  في نشر ونقل الاحداث والمواضيع والمقالات والصور المشوقة، في توجهات واطلالات متنوعة، يرغب القارىء والمشاهد في تتبع ما تنشرها او تصورها برغبة عامرة، فاستطاعت التأثير على الرأي العام برمته، وبالرغم من الأيجابيات المختلفة الا هناك مجموعات كثيرة من الاشخاص او المنتديات تستخدم الشبكة لغايات مشوشه ومزاجية املاً بالتطلع والشهرة.
كما ان الكثير يعلم ان في حياة الإنسان صور فوتوغرافية ترتبط بالشخص طوال حياته رغم أنها لا تعبر بأي حال من الأحوال عن حالته النفسية والمادية  التي كان يعيشها وقت التقاط هذه الصور، فالصورة الفوتوغرافية مثلاً تحمل دلالاتها ومشاعرها وأجواءها الخاصة ما يعكس الحالة المزاجية لذلك الشخص وما يتخفى وراء الصورة، تلك مقدمة اردت من خلالها ان يتبادر إلى ذهن القارئ وهو يتفحص عنوان ومحتوى وفائدة هذه المقالة، ولماذا البحث في هذه الشخصية دون غيرها، ولماذا اعطيتها اهمية منفردة؟ـ وببساطة كان سبب ذلك،

     

هي حالة قد قرأت عنها حديثاً عند مشاهدتي مقالة "اشهر بائع للعمبة في الاعظمية"، وهي تبرز صورة منتقاة، انتقيت في هيئة محددة تدل على البؤس والفقر والحزن لصاحبها عوسي الاعظمي، وهي بعيدة عن الموضوعية والواقعية قد تكون لحالة في زمن معين، ولهذا ملكني شعور حزين لما رأيت وقرأت، لا المقالة ولا الصورة تعكس ابدا واقع شخصية عوسي المميزة والفريدة واوصافها، صحيح انه مارس بيع العمبة لفترة ما، الأ إنها لا تقارن بسلسلة حياته العصامية والرياضية المتعددة المواهب، ومن شاهد الصورة  وقرأ محتوى المقالة اخذه العجب والتسأؤل عن مغزاها!، انبرى من كانت لهم معرفة بتلك الشخصية من انتقاد ماكتب، وجاءت الرغبة ان اكتب عن هذه الشخصية، وبكل موضوعية وتجرد نقل حقيقة هذا الشخص العصامي والرياضي الذي سبق زمانه، والذي يمتاز بروح الدعابة الاريحية، ومما ساعدني بذلك لقائي مع اثنين من رواد وقادة الحركة الرياضية في العراق الدكتور أمير اسماعيل"اموري" والدكتور عبد القادر زينل"كابتن" اللذان عاصرا وعاشرا عوسي، وكان ذلك اثناء مشاركتهم اعمال المؤتمر العلمي الدولي الخامس لرعاية وتأهيل المعاقين والذي انعقد في الشارقة في كانون الاول2016، واستأنست بمعلوماتهم القيمة وحصلت على ما يفيد لأكمال ما أصبوا اليه.

                               

هذه الشخصية بالرغم من كونه مختلف عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي، فهو من النماذج الأنسانية  شكلت ظاهرة اجتماعية رياضية، تحظى باحترام المجتمع، كما يلاحظ أن مثله قلما  تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظاهرة، سنتناول بمقالتنا وبكل تجرد نقل حقيقة هذا الشخص العصامي المرح وصاحب مقولة ابن الاخ وابن الاخت وابن العم.
تعتبر المصارعة واحدة من أقدم الرياضيات التي عرفها الإنسان البدائي، ويرجع منشؤها بالتأكيد إلى كونها وسيلة ضرورية لحماية الإنسان من الأعداء والحيوانات المفترسة، ومن المحتمل أن تكون المصارعة هي أقدم رياضة عرفها الإنسان الحجري أو رجل الكهف بعد الجري الذي كان يستخدمه في مطاردة الحيوانات للحاق بها واصطيادها لتامين طعامه وشرابه.

   
نشأت المصارعة عند الإنسان البدائى نتيجة تفكيره المستمر في أن يصبح الأقوى والأكثر مهارة في طرح منافسه أرضا وخطف الطعام منه والجري بأقصى سرعة، وبالطبع حاول المنافس الأخر التفكير في تنفيذ مهارة أو حركة مضادة أكثر خدعه ليتغلب بها على منافسه،
وهكذا ظهر الشكل البدائي للمصارعة وهو عبارة عن قتال باليدين مع استخدام الرجلين وحركات الدفع ووسائل العنف والوحشية لإخضاع العدو وإلحاق الأذى به وقتله، ولذلك نستطيع القول أن المصارعة لم تكن بالمفهوم الحالي للرياضة عند الإنسان البدائي، ولكنها وظفت لتحقيق مبدأ حب البقاء أو الاستمرار .
وعندما تجمع الإنسان لأول مرة في صورة مجموعات حول موارد المياه والطعام والثروة، فاخذ على عاتقه التفكير في تطوير (فن القتال باليد)، في المعارك التي كانت تنشا بين المجموعات بسبب الصراع على الموارد الحيوية، وكانت المعارك تعتمد إلى حد كبير على نتائج الصراعات الفردية ولذلك استمرت المصارعة تتسم بالعنف والوحشية لكونها ترتبط بالحروب التي كانت تنشا بين المجموعات .
وعندما توفرت للإنسان عوامل تكوين الحضارة كالموارد الاقتصادية والجغرافية والجيولوجية والثقافية، وعرف مهنة الزراعة تكونت الحضارات الأولى في التاريخ القديم في كل من مصر ، وبابل ، والهند ، والصين ، كما قام الإنسان بتصنيع الأسلحة كالعربات الحربية والسيوف والسهام والدروع والحراب والقلاع لاستخدامها في الحروب بديلا عن المصارعة، السومريون احبوا الالعاب الرياضية ومنها المصارعة وركوب الخيل والسباحة ورمي السهام ....، تركت لنا قصة ملحمة جلجامش وانكيدو وهي اقدم ملحمة في تاريخ جميع الحضارات لاهميتها في تمجيد الابطال من الاقوياء المصارعين الذين يكابدون المتاعب وينتصروا عليها وهي لها ارتباط مباشر في المصارعة.
وهناك اثار عديدة تم العثور عليها تبرهن برهاناً واضحاً على ان قدماء العراقين قد مارسوا المصارعة وتطوروا فيها حيث وجد عام 1936 م في منطقة "خفاجي" في محافظة ديالى اذ عثر الدكتور سيدروس من اساتذة جامعة بنسلفانياعلى تمثال برونزي يمثل مصارعان يحمل كل منهما جرة فوق راسه وهما في حالة الصراع وهذا التمثال هو الان شعار للاتحاد العراقي المركزي للمصارعة.
 قام الإنسان بتطوير المصارعة من رياضة حربية عنيفة إلى رياضة فنية تقام لها المباريات في الاحتفالات والأعياد والمناسبات الدينية، ووسيلة جيدة لاكتساب القوة واللياقة البدنية والشجاعة .
ولد جاسم محمد الاعظمي عام ١٩١٣ في منطقة الاعظمية، واغلب اهل الاعظمية وانا منهم لا نعرف اسمه جاسم وانما عوسي ماعدا اهله ومن تربى معهم، عمل منذ طفولته مع والده " الحطاب"، كان امياً وبسيطاً في تعليمه، فالحياة وما فيها من نعم ومشاق كانت هي مدرسته، امتلك قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية، اطلقت عليه جدته لقب"عوسي"، وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته، مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو.
    

الزورخانة هي حفرة عميقة مدورة في الارض يجري فيها اللاعبون مختلف الحركات برفع اشكال متنوعة من قطع الحديد، وتجري حركات اللاعبين فيها متزامنة مع ايقاعات خاصة من ضارب على الطبل الكبير، وكذلك قراءة المقامات العراقية  ذات الطبقات العالية مثل مقام الحلاوي والناري والمحمودي والجهاركاه والشرقي مع مراعاة الوحدة الايقاعية من مؤدي الضرب على الطبل، حتى ان الشاعر الكبير ملا عبود الكرخي ذكرها في احدى قصائده، كان المصارع البغدادي في اماكن الزورخانة يومئذ منزله خاصة في نفوس اهالي بغداد اذ كانوا ينظرون اليه نظرة اكبار وتقدير، تتم هذه الممارسة  بشعائر صوفية، ولهذا فممارسة الزورخانة كانت في اغلب محلات بغداد كالكاظمية التي توجد فيها اكثر بيوت الزورخانة، وفي محلة الفضل، ومحلة الدهانة  ومحلة الميدان ومحلة الصالحية في الكرخ، ومحلة الشيوخ في الاعظمية ومحلة القشلة وقرب جامع المصلوب، اما ابرز ابطال ورجالات المصارعة انذاك فهم :

                     

"الحاج عباس الديك ومهدي زنو والحاج حسن نصيف وصبري الخطاط ونايل الصباغ وصادق الصندوق وعباس صندقجي وحسن بن اسطة بريسم و حيدر عنجر وعوسي الاعظمي وغني القرغولي وحساني وظاهر مسعود وتوفيق الكركوكلي وصبري الجنابي وحميد عبد علي واسماعيل ابراهيم الدوري وموسى ابو طبرة وناجي زين الدين المصرف وزكي كاظم ومحمود الخشالي
هناك جفر رملية تنتشر على الضفاف الرملية لنهر دجلة في منطقة السفينة  اختار منها عوسي واحدة للتدرب على المصارعة وهيأها لهذا الغرض، وهي بطول6.14 متر، وبعرض 5.14 متر تملأ بمزيج من الرمل والتراب وتجري التمارين حولها، اما الصراع فيكون داخل الجفرة، وسميت بعدها جفرة عوسي، هذه الجفرة والجفر الاخرى في محلة السفينة، كانت النواة التي اثمرت بجيل من المصارعين الذين رفعوا اسم العراق عربياً ودولياً وهم"رحومي جاسم واموري اسماعيل وخلدون عبدي ومهدي وحيد وقاسم السيد وكريم رشيد" كريم الاسود" وحسن عبد الوهاب..."
فاز عوسي على المصارع الهندي علي محمد علي عام ١٩٣٨ من افراد الجيش البريطاني في نزال اقيم على ساحة الكشافة بحضور الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق الذي اكرم عوسي بمبلغ ٢٠ ديناراً تقديراً لذلك واعجابا بمهارته.
تضاءل دور الزورخانات اثناء الحرب العالمية الثانية، ادرك قبل هذا التضاءل وفي نهاية الثلاثينات عوسي بفطنته البسيطه  انها متجهة الى الزوال، حينها ازداد تركيز قابلياته التخصصية في المصارعة الحرة وكمال الاجسام والسباحة وركوب الدراجات والجمناستك، وبدأ التطلع الى الاحتكاك الخارجي ،

        

افتتح النادي الاولمبي عام 1937 في عهد "الملك غازي" عند ساحة عنتر، تم تعيين عوسي و مجيد ليلو مدربَيْن في النادي براتب شهري قدره (6 دنانير)، وكان رئيس النادي رئيس الوزراء الاسبق الاستاذ حكمت سليمان الذي كان من الداعمين للرياضة في العراق ومشجعاً لهم، فقد اكرم عوسي والأخرين مرات عديدة من ماله الخاص، وكذلك فعل الاستاذ خليل كنه والاستاذ ناظم الطبقجلي الذين اصبحوا مدراء للنادي الاولمبي.

                 

بدأ يدرب الجيل الصاعد الجديد اموري اسماعيل ورحومي جاسم وكريم رشيد وكرمان علي، وهم وزملائهم سطعوا اروع الانتصارات الرياضية ورفعوا اسم العراق عالياُ عربياُ ودولياً وسيخلدهم التأريخ لثمرة ما صتعوه من مجد ورفعة.

             

وفي سن الخامسة والثلاثين من عمره بدأ يزاول فعاليات الكشافة، وقام بالتجول والسفر الى سوريا ولبنان وتركيا وبلغاريا ونازل في المصارعة بطل سوريا، وبطل لبنان "زكريا شهاب" وفاز عليه بالمصارعة الحرة وخسر امامه بالمصارعة الرومانية، وفاز على بطل تركيا "محمد اغلو" كما صارع بطلا في بلغاريا.
في عام 1952 قام عوسي الأعظمي برحلة اخرى الى الأقطار العربية ومنها مصر، وإلتقى بالمصارع المصري "إبراهيم مصطفى" في النادي الأهلي و تعرّف فيه على أشهر المصارعين المصريين وتدرب معم كما نازل عدد منهم، قابل الرئيس "محمد نجيب"، و أمر بأن تكون الأقامة على حساب الحكومة المصرية وتنظيم جولات سياحية له في مدن مصر التأريخية، واحتفت به الاوساط المصرية بكونه احد ابطال العراق بالمصارعة والزورخانة.
بدأ نجمه بالصعود واخذ يطبع صوره ويوزعها على المعجبين، وبدأت الصحف تنشر اخباره وعن تنوع قابلياته الرياضية.

            

قام بتنظيم أول بطولة في السباحة و على حسابه الخاص ، حيث أعلنت في الصحف ، عن تنظيم بطولة للسباحة تبدأ من منطقة (الراشدية) و ساعده بذلك امانة العاصمة  والصحفي "عبد الرزاق نعمان" المحرر في (جريدة الزمان)، و شارك فيها سباحون عديدون منهم "علاء الدين النواب" من (الكرخ)، و "ناجي كيفية" من (الاعظمية)، و "جبار علي" من (الفضل) و سباحون من مناطق مختلفة من بغداد، وهناك طرفة في ذلك السباق وهي: ان احد السباحين نسجت عليه بانه سيحطم الرقم القياسي وسيفوز يتلك المسابقة بسهولة، وبعد ان السباق، كان  سريعاً نوعاً ما الا انه بعد ساعة اصبح بطيئا جدا وكانه يفاوج في مكانه ووصل المتسابقون وهو لازال قرب الكريعات مما حدى بعوسي الذي كان في زورق(بلم) المرافقة والمراقبة  برمي كربة من النخل في الماء بجانب السباح وناداه بأنها اسرع منه وتجاوزته، وظل عوسي يهتف "ابن الاخ مثل خيل الشرطة".
اقام بطولة الدراجات من الحلة الى ساحة عنتر في الاعظمية وفاز فيها البطل "قاسم ابو العمبة"، كما ونظم سباق التزلج"السكيت"، كان لجنة اولمبية بحد ذاته.
ظل بطل العراق في المصارعة الحرة و الرومانية على مدى 18 عام.

                 


وفي بداية افتتاح البث التلفزيوني، كان يقدم برنامجا اسمه الأبطال وهو أول برنامج إعلامي رياضي يقدم عبر شاشةالتلفاز، الطريف إن عوسي يبدأ حديثه باللغة الدارجة في هذا البرنامج بقوله: "ايها المباوعون والمباوعات الكرام"، وهذا يؤكد عفويته وسلاسة حديثه وميله للطرافة بضوء علاقاته وبمساعدة من الاصدقاء، اصدر صحيفةً رياضية وراسل بعض الصحف المتخصصة بكمال الاجسام وهو لايجيد القراءة والكتابة.

                                          

كانت مقهى الجسر في السفينة  بالاعظمية مكان سلواه، وهي قريبة من سكناه وفيها يلتقي رواد الرياضة بمختلف ممارساتهم، وشخصيات المنطقة ومعارفهم.
له شعبية كبيرة وعرف عنه خفة دمه وسرعة البديهة التي يملكها ومداعباته التي كانت محل اعتزاز من قبل الجميع.

                                 

كان الفريق صالح مهدي عماش رياضي وممارس لها طيلة حياته أضافة الى دوره السياسي والادبي، وعندما اصبح وزيرا للدفاع عام 1963 كرم الرياضيين ومنهم عوسي الاعظمي.
مسيرة عوسي ليست رياضية فقط فحب المساعدة متأصل به رغم قلة مدخولاته المالية من المحل والتدريب
دجلة الذي كان الرياضيون يجتمعون على ضفافه فى الصيف وهناك تنصب الجراديخ صيفا، بضمنها جرداخ عوسي قرب جفرته، حيث تقام سباقات السباحة والتجذيف والرياضة الشاطئية كالجري والطائرة ، تتخللها جلسات الليل الجميلة مع الطرب والموسيقى.
افتتح له محلاَ تجاريا صغيرا للألبسة الرياضية وبعض من الجوائز الرياضية كالكؤوس والطوايع في محلة السفينة، وكان يتردد عليه نخبة من الرياضيين واصبح مقراَ رياضياَ وملتقى للاصدقاء وعشاق الرياضة وابطالها القدامى.

                

حضي في بداية السبعينات بتكريم مالي من قبل الرئيس صدام حسين عندما كان نائبا،استلم التكريم الدكتور اموري اسماعيل الذي كان يشغل وكيل وزارة الشباب من قبل المرافق الاقدم صباح ميرزا، أوعز الدكتور اموري لمكتبه باستدعاء عوسي صباح اليوم التالي ليفاجئه بالتكريم، وفي الصباح حضر اموري للدوام واذا به يفاجئ بوجود عوسي بانتظاره منذ الساعة السابعة وبادره عوسي ضاحكا اعطني المكافئة يا ابن الأخ لأنني تعبان لم انم منذ ان علمت بالمكافئة من السيد النائب، وكنت اخاف ان اصاب بالجلطة وانا نائم وأحرم منها.

                           

عوسي من النجوم الذين، صنعوا أنفسهم بعرق جبينهم، واستحقوا شهرتهم الواسعة، ومن الذين أثروا الحركة الرياضية في العراق، وهو واحد من أولئك الذين تركوا لهم بصمة واضحة في كل ما يخص الرياضة سواء في الجانب الجماهيري أو الإعلامي، واستطاعوا بإبداعهم ومهارتهم أن يدوِّنوا أسماءهم في صفحات تاريخ الرياضة، وهو من  طينة الرياضيين الذين قلَّ أن يجود بهم الزمن وخاصة في أيامنا هذه، من الرواد الذين يستحقون ان نخلد اسمه في شاطىء الاعظمية في محلة السفينة  في نادي النعمان أو النادي الاولمبي عند ساحة عنتر وفي قاعة المصارعة بالذات، التي عاشها كرياضي وبرز فيها وفاء له ولما قدمه بهذا القدر او ذاك في بناء بعض الفعاليات الرياضية العراقية وتحديد نهجها وافاق تطورها لاحقاً.
 هكذا كانت حياة عوسي اشبه بسحابة مطر روت الارض بامطارها، ثم رحلت تاركة محاصيل نافعة، لم يعد موجودا بيننا لكنه ترك من بعده فريقاً من المصارعين والاتحادات عمل بجهد وبيقين لأستمرار اللعبة والابطال، عاش بطلا ، توفي عوسي  في حادث دهس سيارة  وهو يقود دراجته الهوائية، والتي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة، في ايلول1993 وهو في عمر الثمانين، مات عوسي ولم ترث عائلته سوى دراجته اللتي كان يتنقل بها طيلة عمره ومحله البسيط. هكذا كان قدره، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود

    

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

766 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع