الحد الادنى من التعايش

                                                 

                                احمد فخري

لكي نستطيع ان نفهم هذه الكراهية يجب علينا وقبل كل شيئ القاء الضوء على تأريخ النزاعات التي نشبت في حينها، وان نتتبع كل حيثياتها ومجرياتها كي نتمكن من البدء بتفهم وتقييم الاسباب والمسببات التي ادت الى تلك الكراهية.

ولكي نغوص في كتب التاريخ وندخل في النزاع المسيحي / الاسلامي مثلاً، فانه يتحتم علينا ان نفتح مجلدات كبيرة تبدأ من ولادة السيد المسيح وحتى تولي الكنيسة الشرقية نشر الدين المسيحي في الشرق الاوسط، ثم المسيحية بالحقبة التي بدأت بها دعوة محمد (ص). ثم حقبة الفتوحات الاسلامية تحت الدولة الاموية بالشام ثم بالاندلس والدولة العباسية ثم الدولة العثمانية.  وعلينا ان نبحث بدقة شديدة الحملات الصليبية التي قامت بها الدول الاوربية "لتحرير القدس من ايدي الكفرة المسلمين". ويجب ان ننظر بالمجهر بزوغ الكنيسة الكاثوليكية بروما والانشقاقات التي حصلت بالمسيحية من جراء ضهور المذاهب الجديدة على المسيحية والتي تارةً كانت تنافي كلياً اللاهوت الكاثوليكي وتارة تنحاز عنه ببعض النقاط الاساسية وتؤيده بالاخرى. كذلك يجب علينا ان نلاحظ الازدراء الذي كانت تنظر به روما الى الكنيسة الشرقية وتتهمها بالهرطقة (الكفر). وكذلك علينا دراسة الديانة المسيحية في مصر وتطورها عبر التاريخ ومدى علاقتها بالمذاهب المسيحية من جهة، والاديان السماوية الاخرة من جهة ثانية. كل هذه الدراسات ستمنحنا شهادات دكتوراه كبيرة وسوف لن نصل بها الى اي حل يشفي الرمق ويجعلنا نضع اللوم على جهة معينة دون الاخرى. لان الكثير من الذين يروون التاريخ استطاعوا ان يؤلفوا تأريخاً ملتوياً يتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم السياسية والدينية والاقتصادية.
اما الصراعات المذهبية بالدين الاسلامي وعلى رأسها المذهب الشيعي والمذهب السني فحدث ولا حرج. فإن هذان المذهبان موجودان على ساحة الصراع منذ بزوغ الاسلام وحتى يومنا هذا. وسوف لن يأتي داعية او تأتي حكومة او محطة فظائية او كتاب او مشروع يوحد هذان المذهبان الى يوم الدين. فالشرخ في الفكر ما بين المذهبين كبير وعميق وغير قابل للالتئام. ولم اجد بكل ابحاثي عن خلاف اساسي ديني اسلامي واحد يبرر ذلك الانقسام ابداً. فالاسلام مبني على اسس خمسة واضحة وهي الصوم والصلاة الحج والزكاة وكلمة الشهادة. هذه المبادئ متفق عليها من كلا الطرفين. اذاً... اذا كانت المبادئ الاساسية محترمة، فاين العيب يا ترى؟ (العيب في جملة واحدة وهي الحد الادنى من التعايش) وساقوم بالاسهاب بهذه النقطة عندما ادخل بصلب الموضوع.
إذا كنت تسكن باوروبا فانك تلاحظ ملاحظة غريبة جداّ. ففي البناية السكنية الواحدة تسكن عوائل مسلمة جنباً الى جنب من عوائل مسيحية كاثوليكية وبرتستانتية وعوائل لا تؤمن باي دين (اثيست) ومعهم عوائل هندية، البعض منهم هندوس والبعض الآخر بوذيين وهناك عوائل سيخ يسكنون بنفس العمارة. وفي حالات كثيرة تجد اليونانيين متواجدون بكثير من هذه العمارات السكنية.
عندما تخرج في الصباح يقابلك احد جيرانك على باب العمارة. تبتسم بوجهه ابتسامة عريضة ثم تحييه تحية الصباح بشكل مهذب جداً ثم تسأله عن عائلته وعن حالتهم الصحية. ثم تودعه على باب العمارة. وعندما تعود الى البيت يقابلك جار آخر فتقوم باداء التحية عليه بنفس الحرارة التي قابلت فيها جارك الاول وتقوم بالاستفسار عن اولاده وزوجته فيخبرك بانه سيحتفل بعيد ميلاد ابنته الثانية فتهنؤه بذلك وتتمنى لها حياة ملؤها الصحة والسعادة. هذه العلاقات تسمى (الحد الادنى من التعايش) minimum coexistence
ولكي نفهم هذه العبارة علينا ان نعلم بان الاول كمسلم لم ولن يتخلى عن الايمان بالله الواحد الاحد ولا عن دينه الاسلامي عندمى تحدث مع الجار الاول الذي قد يكون يؤمن بان الله كـ ثالث ثلاثة (الاب والابن والروح القدس). هذا لا يهم ابداً، لان الاثنان يعيشان بمكان واحد وبينهم شيء مشترك الا وهو العيش بالمكان الجغرافي الموحد (العمارة). فعلى سبيل المثال، ان من الممكن ان يطرح المسيحي على المسلم مشكلة انقطاع الماء الساخن بالعمارة. فتجد المسلم مهتماً بذلك الامر كثيرا ويقوم بدعوة الثاني للذهاب معه بسيارته الى مكتب الصيانة كي يقدما شكوى مشتركة لغرض  تصليح العطب باسرع وقت ممكن. ان ما يجمعهما هو مصير واحد. والاهم من هذا وذاك هو ان مشكلة الماء الساخن لم تفرض على المسلم ان يغير دينه الى المسيحية كي يتمكن من حل الاشكال ولا العكس كذلك، اي ان المسلم لم يفكر بدعوة المسيحي للاسلام كي يتم التصليح. وهذا بالضبط ما اريد الوصول اليه (الحد الادنى من التعايش). ان القاء التحية في الصباح، المجاملة اللطيفة التي يقدمها الواحد للآخر لا تخرج اي طرف من الاطراف عن دينه او ملته او مذهبه. بل هي تدخل في اطار الآدآب العامة التي يتلقنها الفرد من دينه ومجتمعه وتقاليده وحظارته. الاخلاق هي سمة من سماة الانسان المهذب، فكلما ازداد تهذبه كلما اعجب الناس بشخصيته ودينه حتى لو لم يؤمنوا بدينه. فانا مثلاً احترم اليابانيين كثيراً واعتقد بان الكثير من مؤثرات الديانة البوذية قد وضعت بصماتها على تخلقهم في التعامل مع بعضهم البعض من جهة ومع الآخرين من جهة ثانية. والغالبية العظمى منهم يتدينون بالديانة البوذية، فهل انا اصبحت بوذياً عندما ابديت اعجابي؟
ثم دعنا نسأل سؤالاً جريئاً جداً لكل من الاطراف. هل المسيحيين متأكدين 100%  بان دينهم هو الدين الحق الوحيد وان باقي الناس من مسلمين شيعة وسنة ويهود وبوذيين وهندوس ومندائيين ووو كلهم مخلدون بالنار؟  وماذا ستفعل ايها المسيحي لو انك بيوم القيامة ستجد ان الاديان الباقية على حق وان دينك ليس هو الحق؟
ونفس السؤال يطرح على المسلمين. هل المسلمين السنة او الشيعة متأكدين 100%  بان دينهم او مذهبهم هو الدين الحق الوحيد وان باقي الناس من مسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس ومندائيين ووو كلهم مخلدون بالنار؟ وماذا ستفعل ايها المسلم لو انك بيوم القيامة ستجد ان الاديان الباقية على حق وان دينك ليس هو الحق؟ وهذا هو نفس السؤال سنطرحه على جميع الاديان والطوائف والمذاهب الباقية.
من الذي يحكم ومن الذي يقرر هنا؟
ان كل الديانات اجمعت على رد واحد على هذا السؤال المهم والجوهري والاساسي جداً. الجواب هو الله طبعاً وليس غير الله. الله وحده الذي يبت بالامر يوم الحساب. فهو الذي سيعد ميزانه لحسنات وسيئات البشر جميعاً كي يكافئ ويعاقب كما يشاء هو لا غيره. نعم هو ليس انت ولا انا ولا البابا بروما ولا المرجعية الشيعية بالنجف او المرجعية الشيعية بقم ولا شيخ الازهر بمصر ولا امام الشافعية بالسعودية او الحنبلية او المالكية بليبيا. ولا البابا شنودا بمصر. كل انسان سيترك الجمل بما حمل بهذه الدنيا ولا يأخذ منها سوى اعماله، الصالح منها والطالح. وما تكهناتنا نحن بتلك العقوبات ذات اي قيمة او وزن لاننا عبيد لله وليس شركائه.
فقل لي يا اخي بهذه الدنيا ! من انت كي تحكم عليَّ انا بالجنة او النار؟ فهل انزل الله المذاهب عندما ارسل المرسلين؟ اسأل نفسك هذا السؤال وكرره مراراً وتكراراً. انت ايها الكاثوليكي، هل كان هناك كاثوليك ايام سيدنا المسيح؟ وانت ايها السني متى ضهر اول امام سني من الائمة الاربعة المعروفين اي الشافعي والحنبلي والحنفي والمالكي؟ هل ضهروا بزمن الرسول محمد (ص)؟ وانت ايها الشيعي، اتستطيع ان تقرأ كل ما فعله وقاله الامام جعفر الصادق؟ هذا الامام الجليل الذي كان مثالاً للايمان والعلم وقدوة للسنة قبل الشيعة والذي تطلق انت اسم مذهبك على اسمه.
ان ذلك حقاً واقع اليم، واليم جداً. فكلنا نأخذ من ديننا ذريعة كي نضادد ونحارب ونعادي الاخرين ونحن لا نعلم ان العيب كل العيب فينا. ويا حبذا لو رأينا عيوبنا كما نرى وجوهنا في المرآة ونقوم بتعديل تلك الخصال التي نراها شاذة فينا. اليس عجيب يا اخواني ان في الماضي القريب فقط كنا لا نعلم دين او مذهب او ملة اصدقائنا وجيراننا؟ كان الكل يقف وقفة رجل واحد عند شدائد الغير وافراحه بغض النظر عن انتمائه الديني او المذهبي او العرقي. واليوم ويا خجلي من اليوم، عندمى تتعرف على شخص للمرة الولى وتعلم انه من بلدك مثلاً فإن اول سؤال يراود بالك هو (يا هل ترى هل هو من جماعتنا ام من الطرف الآخر؟). فاذا كان من جماعتك فتقوم باخذ حريتك بنقد الطرف الآخر وشتم سلسفيل اجدادهم. اما اذا وجدته من الجهة المقابلة فتقول كلمة المجاملة المعهودة (كلنا واحد... ماكو فرق... انا كل اصدقائي من جماعتكم...  قبل الامريكان لم نكن نعرف الفرق بين هذا وذاك) الى آخره من الكلمات الفارغة التي تدل على الشرخ الكبير. واذا ما قابلت احداً تعرفه حقاً من جماعتك فانك تحذره من فلان وتقول (اياك ان يفلت لسانك، فهذا الشخص من الطرف الآخر). انظروا اخواني، اين وصل بنا الحال؟ هذه درجة منحطة من المشاعر التي تهدم الشعوب والمجتمعات.
دعوني احدثكم عن حالة وقعت لي بالفترة القصيرة الماضية.
في سبعينات القرن الماضي كنت اسكن ببريطانيا، اذ مكثت فيها 10 سنوات، وكان لي فيها اصدقاء من كل الاديان والمذاهب من بلدي العراق وغيره. وكنا متآلفين ومتحابين ولم يعكر صفو علاقاتنا هذا الشرخ الذي نعاني منه اليوم. على كل حال فقد فارقت بريطانيا وسكنت بلداناً كثيرة وتنقلت بين القارات. ولكني لم انسى العِشرة الطيبة لاصدقائي القداما، لذا قررت البحث عنهم. وبعد جهد جهيد وعناء مرير تمكنت من الحصول على رقم هاتف احد اصدقائي القدامى من احبائي المسيحيين. كان ذلك بمثابة عيد كبير عندي لاني لم اتحدث معه منذ قرابة 30 سنة فقمت بضرب رقم الهاتف من هنا من الدنمارك. وعندما رفع السماعة وعرف من انا رحب بي ترحيباً فاتراً وكاني شاهدته قبل نصف ساعة بالشارع. ودارت بيننا هذه المحادثة حول الوضع بالعراق،
انا - اترى يا صديقي كيف آلت اليه الامور بالعراق من قتل على الهوية والتهجير وانقطاع الكهرباء والماء ومشاكل التفجيرات والساسة المحتالين ووو.
- ان كل ذلك بسببكم انتم. فالسني منكم يسب ويلعن الامام علي ويقول عليه (....) والشيعي يسب ويلعن عمر ابن الخطاب ويقول عليه (....). ونحن المسيحيون بالوسط نتلقى الضربات الارهابية من كلا الطرفين.
انا - لا يا رجل من قال لك ذلك؟ ثانياً متى سمعت سنياً يتلفض بكلمات نابية على سيدنا علي كرم الله وجهه؟ اتعلم انه ابن عم رسول الله محمد (ص) وانه شعار ديني كبير وعظيم عندنا نحن السنة. ولا اعتقد ان هناك شيعياً ملتزماً يستطيع ان يقول على عمر ابن الخطاب او يصفه بهذه الكلمة القذرة كما وصفت انت. اعلم يا فلان بانك قد جرحتني جرحاً كبيراً بكلامك هذا وانا غلطان لاني أضعت وقتي كل هذه السنين وانا ابحث عنك. غلقت سماعة الهاتف بوجهه ولم اتصل به ثانية.
والآن اريد ان احاسب كل فئة على حدة:
1 انت ايها المسيحي، قبل ايام دخلت موقعا على الشبكة العنكبوتية فوجدت صفحة تدعى  "مليون مسيحي عربي يحبون يسوع المسيح " هل جننتم ايها المسيحيون؟  هل تصدقون هذه الدعاية الرخيصة التي تستقطبكم للكراهية المقيتة ضد باقي الاديان؟ الا تعرفون ان 280 مليون عربي مسلم يحبون ويقدسون السيد المسيح؟  الا تعرفون ان 1.6 مليار مسلم بالعالم يحبون ويقدسون السيد المسيح؟ اتعلمون ان اسم المسيح (ع) ورد في القران 9 مرات واسم عيسى (ع) (وهو الاسم الذي يطلقه القرأن على السيد المسيح بمعنى جيزوس) ورد 20 مرة؟ بينما ورد اسم محمد (ص) 4 مرات فقط. ما هذا الهراء؟ لماذا تتركون انفسكم عرضة للدعاية السلبية المغرضة والرخيصة؟ لماذا تتلاطمكم الامواج يمين شمال؟ ومتى تعرفون مصالحكم وتمسكون زمام اموركم بايديكن؟
2 انت ايها السني، عندما شاهدت الثورة التونسية والمصرية والليبية واليمنية صرت تهلل وترقص وتؤيد وتدعي انك تساند حقوق الشعوب المظلومة التي تود ان تبلور ربيعها العربي. لكنك وبكل تلقائية وسذاجة مشيت بتيار الدعاية المقيتة وعاديت الثورة البحرينية. هل شاهدت على القنوات الفظائية ما فعله النظام الحاكم بالمتضاهرين في الشوارع والمستشفيات؟ هل كان الاطباء على خطأ عندما عالجوا اناس مجروحين من كل الطبقات والانتمائات؟ هل سألت نفسك هذا السؤال: من هم حكام البحرين؟ وهل سيرحب بك انت اذا ذهبت الى البحرين دون الحصول على تأشيرة؟ ام انك ستعامل معاملة اسوأ مما يعامل بها الهندي والباكستاني في البحرين.  
اليس البحرانيين عرب؟ اليس لديهم حق في تقرير مصيرهم؟ هل هناك شعب يستحق الحرية وشعب يستحق العبودية؟ الا ترى بانك بهذا الموقف تنحاز الى جهة دون اخرى لمجرد انتمائهم المذهبي؟ الا ترى ان جهات معينة تريد ان تستقطبك كي تكون سلاحاً طائفياً بيد الذين يريدون بك الشر؟ إعقَلْ ايها السني وتفكر جيداً فان الله امرنا بان نفكر قبل ان نصيب قوماً بجهالة.  كما قال الله في كتابه العزيز بسورة الاحزاب   
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾
3 انت ايها الشيعي، قمت انت واخوانك بالثورة على حزب البعث عام 1991 والتي سميت بـ الانتفاضة الشعبانية. قدمت فيها الكثير من الشهداء من ابناء مذهبك وتشردت خارج البلاد وعانيت من المآسي (ورفحا تشهد لك على ذلك) كي تبدي موقفاً جريئاً وصريحاً ضد ما كنت تؤمن به بانه ظلم واستبداد. ثم بعد الاحتلال الامريكي للعراق رفعت راية اجتثاث البعث ومطاردة قياداته ورموزه واعوانه. واليوم يجلس فقيه بقم ويضغط مفتاح صغير على جهاز التحكم عن بعد فتصبح بقدرة قادر مؤيداً للبعث بسوريا. لقد استطاع ان يقنعك بدون عناء ان ما يجري بسوريا من قتل وتشريد وتجويع وتهجير هي حرب يشنها السنة على الشيعة. يا لسخرية الاقدار، اين انت الامس من اليوم؟ استفيقوا ايها الشيعة العراقيين، فالعراق هو بلدكم والعراقيين اهلكم بغض النظر عن انتمائاتهم ومذاهبهم واعراقهم ودياناتهم.

هنا علينا ان نقف وقفة طويلة ومعمقة. علينا ان نحاسب انفسنا ونسأل هذا السؤال: الى اين سيصل بنا الحال؟ هل سنبقى بهذا الكره البغيض؟ هل سيبقى فقيه يتحكم باقدارنا وارواحنا واقتصادنا ومصائرنا؟ الا نعود الى رشدنا ونجمع شمل تلك اللحمة الجميلة، ذلك الفسيفساء البراق الذي طالما زين صدر العراق وجعلنا شعباً نمتاز به عن بقية الشعوب بمطاطيته في التعامل مع الذين يخالفونه الرأي. هل سنبقى سجناء لافكار اناس اقل منا عقلاً وديناً؟ ام اننا سنقول لا.
لا للتفرقة الدينية والمذهبية. لا لكل من يريد ان يفرقنا وينال من وحدة شعبنا الذي وقف وقفة واحدة بثورة العشرين ولم يبالي بالخطط المقيتة التي اعدها المستعمر ليفرق بيننا ويسود علينا. واذا لم نستطع ان ندوس على مذهبيتنا فلماذا لا نتحلى بـ (الحد الادنى من التعايش) اليس هذا ما يفعله اغلب سكان العالم؟ الا نستطيع ان نعمل مثلهم؟ ام اننا افضل منهم؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

418 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع