ودع الياسين*
اليوم العالمي للقطط
اليوم العالمي للقطط هو احتفال سنوي يقام في 8 من شهر أغسطس من كل عام، بدأ الاحتفال أول مرة عام 2020 من قبل الصندوق الدولي لرعاية الحيوانات .
و هو يوم لرفع مستوى الوعي للأفراد و الجماعات بشأن القطط و التعرف على طرق المساعدة و الحماية .
و القطط من الحيوانات الأليفة جميلة، مستقلة ، فضولية ، ذكية ، مغامرة و من أكثر الحيوانات شعبية في جميع أنحاء العالم .
و منذ قديم الحضارات اعتبرت حيوانات مقدسة مرتبطة بالآلهة و حامية للمنازل و ارتبطت كذلك بالجمال و الحرية و الحكمة و السعادة و جالبة للحظ .
أي للقطط مكانة دينية و رمزية و اجتماعية .
و الإسلام تعامل معها بلطف و رحمة و وردت أحاديث نبوية تحث على الرفق بالقطط و عدم الإيذاء.
في هذا المقال لن أتحدث عن الصحة النفسية للفرد بوجود قط و لا أقول لك أقتني قطاً أنه يحسن من حالتك النفسية و المزاج !
سوف أخوض موضوع مختلف ربما أكثر إنسانية يقيم مدى إنسانية الفرد من خلال التعامل برفق مع الحيوان .
الكثير من الدراسات أثبتت أن سلوك الطفل الايجابي مع القط يعكس الشخصية السوية .
و عندما يتعامل الطفل بقسوة مع القط و تجاوز الخطوط الحمراء عندها على الوالدين النظر في سلوك الطفل و خاصة إذا تكرر الفعل .
و هناك علاقة ترابط بين العنف الأسري و إساءة معاملة الحيوان نتيجة التربية الخاطئة ، قد يتعلم الطفل سلوك العنف من البيئة أو من خلال تقليد الآخرين.
و الطفل الذين يسيء معاملة الحيوان يكون أقل تعاطفًا مع مشاعره و معاناته ،حالة التدني العاطفي .
و من ثم يصبح الأستمتاع بتعذيب الحيوان حالة تعرف بالاضطراب النفسي السلوكي و يتم التشخيص في مرحلة الطفولة و المراهقة
التوعية في المدارس ضرورية و عند حدوث أي عنف ضد الحيوان من قبل الأطفال الصغار بالشارع أو في المنزل يجب تدارك الحالة قبل فقدان السيطرة من خلال التواصل مع مرشدين و مختصين .
و هناك الكثير من القضايا المثيرة للجدل يتحدث عنها الاعلام بين فترة و أخرى .
هناك حالات يجب تسليط الضوء عليها تعتبر الأكثر قسوة منها .
شخص يبادر بتبني مجموعة من القطط ثم يقوم بالتعذيب و القتل و تصويرها و بيع الافلام مقابل مبلغ ! بمعنى هناك أشخاص تستمتع بمشاهدة هكذا أفلام عنف ضد القطط و هذا أمر خطير يطلق عليه السادية ضد الحيونات .
و البعض يغش يستغل لحم القطط على أنه لحم أرانب للبيع لتحقيق منفعة مادية .
و تستغل القطط في طقوس السحر و هذا محرم .
و الحالات أعلاه في الدول العربية و يمكن الأطلاع عليها، حاليا لاتوجد احصائية للعنف ضد القطط و لكن لانستطيع نفيها.
و هناك حالات فردية عنف و تعذيب القطط بواسطة الحرق ، الحبس ،التجويع ، الدهس ،هؤلاء الأشخاص لا يشعرون بالذنب تشخص الحالة أضطراب الشخصية المعادية للمجتمع و من الممكن ممارسة العنف على البشر و خاصة أذا أمن العقاب الأول .
و الذي لايعاقب على الأفعال السيئة يكرر الفعل و عندما لايكون هناك رادع حقيقي لتقويم السلوك سوف تتكرر الحالات .
و هنا يفقد الانسان إنسانيته بالكامل . عندما تتدهور القيم الأخلاقية و تتراجع عن الفطرة السليمة تؤدي إلى فقدان الرحمة و التعاطف و العدالة ،و تنعكس تداعياتها على المجتمع بالكامل و العواقب كارثية .
"لا توجد إحصائيات عالمية دقيقة حول العنف ضد القطط، و لكن هناك بعض الحقائق التي تشير إلى أن العنف ضد الحيوانات، بما في ذلك القطط، مشكلة واسعة الانتشار. في الولايات المتحدة، يقدر عدد الحيوانات التي يتم إساءة معاملتها أو قتلها نتيجة للقسوة بحوالي 10 ملايين حيوان سنويًا.
كما أن هناك ارتباط بين العنف المنزلي و إساءة معاملة الحيوانات، حيث تشير الدراسات إلى أن المعتدين في العنف المنزلي غالبًا ما يسيئون أيضًا إلى الحيوانات الأليفة " .
و هناك خبر يثير الانتباه أثناء التصفح الإلكتروني دعوة وصفت "بالغريبة " أذكرها :
((حديقة حيوانات ألبورغ، الواقعة في شمال الدنمارك،
إعلان في الدنمارك
"تبرعوا بحيواناتكم الأليفة لإطعام الأسود. "
في اطار وصفته بالنزاهة المهنية
تهدف الحديقة إلى توفير الغذاء للحيوانات المفترسة ..و أن عملية القتل ستتم"بلطف" .))
هذا هراء…!؟
فعلا عالم متناقض و ازدواجية غير متوازن شعارات و هتافات بين حقوق الانسان ،حقوق الحيوان و الإنسانية المنتكسة !؟
———————
*مختص علم نفس إرشادي
969 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع