متى يحفظ وزير الدفاع العراقي ماء وجهه وكرامة جيشه؟

علي الكاش

متى يحفظ وزير الدفاع العراقي ماء وجهه وكرامة جيشه؟

قال تعالى في سورة البقرة 11ـ 12 (( وَإِذا قيل لَهُم لَا تفسدوا فِي الأَرْض قَالُوا إِنَّمَا نَحن مصلحون إِلَّا إِنَّهُم هم المفسدون وَلَكِن لَا يَشْعُرُونَ)).


مقدمة
قال الزبوك الولائي فضل الله في حوار مع الاعلامية هيفاء الحسيني بتأريخ 27/7،2025" ان الحشد الشعبي لم يقهر مثل الجيشين العراقي والسوري". إهانة الجيش العراقي مهمة رئيسية للحشد الشعبي، فهم في غالبية لقاءاتهم اعلامي يهينوا الجيش العراقي، على اعتبار ان تقزيم دور الجيش العراقي يعني تعظيم دور الحشد الشيعي الولائي، وان صمت وزير الدفاع العراقي يشجعهم على هذا التمادي.
ذكر أحد العارفين من كبار القوات الأمنية، ان القوات الأمنية في العراق جيدة ولكنها تفتقد الى النوايا الحسنة والشجاعة والانضباط والشكيمة ومكارم الأخلاق. فهم لم يتحملوا وطأة المسؤولية والمتطلبات الوطنية المتزايدة، ولم ينهضوا بأثقالها الملقاة على عاتقهم. ولا يزال عنصر من الحشد الشعبي اكثر قوة ونفوذا من رتبة فريق ركن في الجيش العراقي، ولا يتمكن الجيش العراقي من مواجهة ومجابهة الميليشيات المارقة التي لا تؤمن بقيم المواطنة، بل تنفذ اجندة إيرانية واضحة المعالم، الجيش العراقي يقف متفرجا عن إرهاب الحشد الشعبي، ولا يحرك ساكنا، وان بقي على هذا الحال نجد من الافضل الغاء الجيش او دمجه بعض عناصره في الحشد الشعبي طالما لا فائدة منه، وهو يكلف الدولة المليارات من الدولارات.
الحقيقة المؤلمة انه لا توجد دولة في العالم تسمح كرامتها بان يزور جنرال اجنبي بين آونة وأخرى البلد زيارات غير معلنة (سرية) بلباسه العسكري ويجتمع مع قادة في الحشد الشعبي ويبلغهم بالتوجيهات الصادرة من المرشد الإيراني الخامنئي، بل هو يأبى الاجتماع برئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية والأمن القومي، ولا يشتريهما بفردة نعله، مع ان وزير الامن الوطني كان من مرافقي الجنرال قاسم سليماني وقاتل الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية مع عمار الحكيم وهادي العامري وبقية العملاء والجواسيس. بل ان وزير الدفاع العراقي (ولائي محسوب على أهل السنة) لا يخجل من نفسه وهو يرى توسع نفوذ الحشد الشيعي، وتقلص او انتهاء دور الجيش العراقي، وان بعض المسؤولين في الحشد الشعبي يُعيرون الجيش العراقي بسبب ضعفة ويدعون الى دعمه بالحشد الشعبي. على سبيل المثال قال النائب الولائي (سعد التوب) في حديث صحفي بتأريخ 6/5/2025 إن "هناك حراكا داخل مجلس النواب لتحويل هيئة الحشد الشعبي إلى وزارة، على اعتبار ان كافة الموارد متوفرة، بالإضافة إلى أن عدد المنتسبين في الحشد اكثر من 300 ألف منتسب ـ بما فيهم الفضائيين الذين يشكلون 50%) من مجموع الحشد الشيعي ـ فيمكن أن يكون التصويت على تحويله الى وزارة بدلا من التصويت على قانونها كهيئة، ان تحويل هيئة الحشد إلى وزارة سيكون إيجابي لخدمة مشروع المقاومة الإسلامية وحل وزارة الحشد محل وزارة الدفاع بعد دمج الجيش بالحشد وهذا ما يسعى له زعماء الإطار ونوابهم وبتوجيه من الإمام خامنئي". بالطبع لم يرد وزير الدفاع على هذا التصريح، وقف مخذولا كجرذ أمام قط، دائما ما يتلقى اهانات موجعة من قبل قادة الحشد الشعبي والزبابيك دون ان يحرك ساكنا.
 القوات الأمنية لا تطمئن لها قلوب الشعب العراقي، ولا تثق بهم، فهم عبارة عن شرذمة من الرعاع وثلة من عناصر الميليشيات الإرهابية كجيش المهدي سيء الصيت ومنظمة بدر وغيرها من المافيات التي تم دمجها مع القوات المسلحة ووزعت عليهم الرتب دون خبرة او استحقاق بأمر بريمر، مجرمون من معدن صدأ، وعناصر من طغام الناس وبغاثهم، هم بحق من أحطّ الناس مرتبة، وأنأى الخلائق بعداً عن مكارم الأخلاق، والغيرة الوطنية. سدروا في غيهم، وتمادوا في ضلالهم.
من المواقف التأريخية قيام العقيد الركن حاتم الفلاحي والجنرال فائز الدويري والعشرات غيرهم من مصر والأردن ولبنان وفلسطين المحتلة وهم يتابعون الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ومعارك غزة ويقدمون تحليلات مهمة على مدار الساعة عن الحدث لا يمكن الاستغناء عنها، فهي تبصر من لا بصر له، من معلومات دقيقة، ورؤى حقيقية تعبر عن الثقافة العسكرية وسعة الاطلاع، ومتابعة الأحداث أولا بأول، ولكن لم يظهر أي من كبار الضباط العراقيين من أصحاب الكروش الممتلئة ليقدم لنا تحليلا عسكريا عن الأحداث مع ان علاقتها بالعراق وثيقة، يبدو انهم اوكلوا المهمة الملقاة على عاتقهم الى زبابيك الاطار التنسيقي الشيعي، وهم مبوقون سذج جهلة حمقى، لا يفقهوا ابجدية العمل العسكري، هم من اتباع نظام الملالي، ولا علاقة لهم بالعراق، بل هم عار على البلد، من يبع وطنه مقابل بضعة دولارات، يستحق ان تبصق في وجهه، وتلقم فمه بنعال قديم متهالك.
يبدو ان وزير الدفاع العراقي غارقا في الدفاع عن البلوكرات والفاشونستات، والهجوم على الوطنيين، والانسحاب وراء الستار، والتقدم في طاعة ولاية الفقيه، وتقديم افضل الخدمات لزوار عاشوراء بما في ذلك تدليك وغسل ارجل الزائرين من قبل ضباطه، فقد ابدع في صفحات الهجوم الأربع... هنيئا لك يا عراق على جيش الدمج والخزي والعار. لقد بنى الجيش العراقي بعد عام 2003 صرحا شامخا من الذل والدناءة والضعف والطائفية والرشاوي، حيث تعلو في سارية الدفاع رايات الخنوع والجبن والطائفية المقززة.
هل هناك جيش يمكن ان يقوم بواجبه يقوده معممون وضباط دمج جلهم من المجرمين واللصوص منحوا رتيا عسكرية، بعد قانون بريمر بدمج عناصر الميليشيات بالجيش العراقي؟ الا يصح قول الشاعر:
لا تربط الجرباء قرب صحيحة ... خوفا على تلك الصحيحة تجرب
هل هناك ثقة بضباط من الجيش العراقي يؤدون القسم في العتية الحسينية والولاء للمرجع الشيعي الفارسي بدلا من ساحة الكلية العسكرية، وإعلان الولاء للوطن وليس للطائفة؟ يزعمون ان النظام السابق كان طائفيا، ولكن لم نشهد ضباطا من الجيش العراقي يؤدون القسم بعد تخرجهم من الكلية العسكرية في مرقدي أبو حنيفة او الكيلاني!
بتأريخ 24/6/2025 بعد وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية بأمر الشيطان الأكبر ترامب، قامت الميليشيات لعراقية المتمردة على حكومة السوداني بالهجوم على معسكرات عدة في العراق أهمها معسكر الناجي التابع للجيش العراقي ولا يضم أي جندي من دول التحالف وتم تدمير رادارين من مجموع (4) رادارات متطورة يمتلكها الجيش العراقي، حصل عليهما العراق بمشقة لتعزيز سيادته الجوية، وهما في معسكري علي بي ابي طالب في محافظة ذي قار وآخر في معسكر التاجي، كلفة الرادار (125) مليون دولار، وثلاث درونات أخرى استهدفت ثلاث معسكرات احدهما في قضاء بلد (محافظة صلاح الدين)، وتم اسقاطها من قبل الجيش العراقي. من المعروف ان الجيش العراقي لا يمتلك سوى سرب من الدرونات الصينية محدودة الفعالية. قد ذكر الزبوك الاطاري الولائي عباس العرداوي في تغريدة له" ما كو شيء (لا شيء) رادار فرنسي بقاعدة التاجي قدم خدماته بالعدوان الإسرائيلي، تم احالته الى السكراب (الخردة)".
لاحظ مع أسلوبه الركيك اعتبر معسكر التاجي العراقي (قاعدة)، واتهم الجيش العراقي بالتعاون مع العدوان الإسرائيلي، بمعنى ان الجيش العراقي قدم خدمات كبيرة لإسرائيل. في مسرحية مخزية قامت وزارة الدفاع العراقية، باعتقال الاطاري الإعلامي عباس العرداوي، بتهمة التحريض والإساءة والتشهير بالمؤسسة الأمنية والإضرار بالأمن القومي"، اخذت للعرداوي صورة وهو بلباس السجن، وخرج بنفس اليوم رغم انف وزير الدفاع!!!
من المعروف ان الحشد الشعبي هو من يمتلك تلك الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع، كما ان الطائرات المسيرة يمكن معرفة أماكن واوقات انطلاقها وارتفاعها ومعلومات أخرى من خلال الخوارزميات التي تحتفظ بها بعد سقوطها او اسقاطها، فهي لا تحتاج الى لجنة كما فعل السوداني اللهم الا للتغطية على الجهة المنفذة، ونتائج اللجان في العراق تثير السخرية فهي منذ عام 2003 محفوظة في مجمدات الحكومات المتتالية. ان الغرض من ذلك الهجوم هو اضعاف الجيش العراقي لا غير، وهو من مصلحة الحشد الشعبي. وغالبا ما يتهجم زعماء الميليشيات الولائية على الجيش العراقي ويعتبرونه ضعيفا مقابل قوة الحشد الشعبي، ويمكن الرجوع الى تصريحات زعيم منظمة بدر الإرهابية هادي العامري وبقية الرهط الولائي.
كالعادة لم ينبس وزير الدفاع بكلمة واحدة على أي من التصريحات التي تسخر من جيشه، ، وهذا ديدنه منذ تولى المنصب، كما ورد في الامثال العراقية (ساموط لاموط) او (لا يهش ولا يبش)، (حذاء قبغلي/ بلا قيطان أي لا يحل ولا يربط)، وربما وضع في مكتبه في الوزارة تمثال القرود الثلاثة (لا أرى، لا اسمع، لا أتكلم). فهو مع كل المصائب التي حلت في العراق، لم يخرج في بيان او لقاء تلفازي يوضح الأمور، كأنه وزير بلا وزارة. الاهانات تلاحق وزارة الدفاع من قبل قادة الحشد الشعبي، آخرها ما ذكره المتحدث باسم ائتلاف النصر سلام الزبيدي في بيان بتأريخ 28/6/2025 ان " وزارة الدفاع خصصت لها أموال هائلة طائلة من اجل تطوير المنظومة التسليحية والدفاعية الجوية الا ان ما جرى من اختراقات للكيان الصهيوني كشفت هشاشة نظام التسليح في العراق لاسيما ما يتعلق بالرادارات والصواريخ واسلحة الدفاع الجوي، حيث ان وزارة الدفاع لا يوجد لديها ادنى مقومات الاستعداد لكذا سيناريوهات او تهديدات امنية".

الخلاصة
شهدنا موقفا لا يمكن ان يقبله أي مواطن له ذرة من الغيرة والكرامة، سيما ان كان من جماعة شعارهم (هيهات منا الذلة)، الحقيقة لا افهم شعور وزير الدفاع العراقي وهو يرى فلما وصورا لرائد ركن (علي نهير) في جيشه المقدام وهو يغسل ويقلم اظافر زائر إيراني في موسم عاشوراء؟ هل شعر بالخجل والاهانة وامتهان سمعة الجيش العراقي ام تفاخر وتباهى بذلك العمل؟ علما ان هذا الرائد صعد كالبرق في الترقية واصبح عميد ركن وفق ترقيات حكومة انفاس الزهراء، وهو اليوم مرشح في قائمة الولائي رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، علما انه من الضباط الدمج الذين لا علاقة لهم بالجيش، بل مجموعة من عناصر الميليشيات واللصوص وزعت عليهم الرتب العسكرية بلا وجه حق، فعاثوا في العراق فسادا.

علي الكاش

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع