منبوذون في بلدانهم عظماء في العراق الجديد

                                     

                       الدكتور وليد الراوي

مضى على وجودي في اميركا قرابة العامين ومن الطبيعي ان اسئل من اي بلد قدمت ومن الطبيعي يكون جوابي من العراق, فيسرعون في الرد ماذا فعل بكم بوش الاحمق , حوار طالما يجابهني سواء في العمل او في الجامعة او في مكانات اخرى .

طوال هذه المدة لم اسمع شخصا واحدا يمتدح زمرة بوش المجرمه سواء " دك " تشيني او رامسفيلد او باول صاحب اكبر فضيحة تظليل وخداع في القرن الواحد والعشرين.

لم اسمع شخصا اميركا واحدا عندما يتحدث عن ديك تشيني الا ويضع حال ابنته الشاذة في الواجهة والتي تزوجت زواج مثلي او سرقاته في افغانستان والعراق عبر شركة هالي بيرتون. واخيرا وليس اخرا واجه الجنرال بترايوس تظاهرة عند توجهه الى جامعة نيو يورك حيث اتهم بانه مجرم حرب بالرغم من انه صاحب تبني مشروع الصحوات في العراق والذي ساعد في مواجهة تنظيم القاعدة.

كما سبقه وزيره رامسفيلد عندما واجه تظاهرة عفوية ليلا متهمة اياه بانه "مجرم حرب" عندما يروم الدخول الى احد مسارح مدينة نيويورك.

الشعوب الحديثة دائما تمجد عظمائها, والشعب الاميركي بشكل خاص يمجد عظمائه فنراه يمجد قادة حربالاستقلال والحرب الاهلية والحرب العالمية الثانية ولم نسمع انه مجد قادة حرب فيتنام او غزو العراق, لانهم كانوا على باطل وارتكبوا جرائم حرب عظمى.

اما في العراق "الديمقراطي" فنرى قادة الصدفة والزمن الرديئ يمجدون قادة الاحتلال وينعتونهم بقادة التحرير بل اكثر من ذلك نرى رئيس حزب الدعوة (الاسلامي) السيد ابراهيم الجعفري يهدي احد قادة تدمير العراق سيف الامام علي "عليه السلام" ذو الفقار هذا السيف ذو الرمزيه الكبرى لدى كافة المسلمين بشكل عام وليس عند الشيعة فحسب , يهدى ةهذا السيف الى احد قادة احتلال وتدمير

العراق وانا اركز على تدميره بعد احتلاله فهل هذا هو منهج السيد الصدر مؤسس حزب الدعوة ام هو منهج المراجع الاسلامية الكبرى مهما كان نوعها.

واكاد اكون جازما على ان اي من قادة تدمير العراق سيرحب به وستغدق عليه طائل الاموال من اموال الشعب العراقي اذا ما ضل منبوذا في بلده وسيجد قادة العراق الجدد خير عون وداعم له لانهم هم من اوصل هذه العصابة الى حكم العراق.

الاستقواء بالاجنبي على تغير نظام حكم دتاتوري كان او فردي او غير ذلك من الاسباب والمبررات لا تسوغ لك الارتماء بالحضن الاجنبي وبكل ما تعنيه كلمة "الارتماء بالحضن" فقد افتى بها بعض علماء الدين من الشيعة بجواز التعاون مع الاجنبي ابان الاستعداد الاميركي لغزو العراق , ونرى الان يتكرر نفس السيناريو ولكن باخراج مختلف حيث يفتي بعض علماء الدين السنة فيما يخص الاعتماد على الاجنبي في تغيير الوضع في سوريا.

ان الاغراب عن الاوطان لايهمهم مستقبل الوطن وتراهم يسعون لتدمير البلاد والعباد.

الدكتور

وليد الراوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1189 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع