سيف الدين الألوسي
حالة مأساوية
في احدى القنوات التلفزيونية العراقية صوروا حالة مأساوية وهي أحد المرضى الشباب بحالة نفسية حادة وبمظهر مؤلم جدا ،، السبب هو فشله في إحراز معدل عال بالبكلوريا رغم كونه كان الأول على صفه في كافة المراحل الدراسية..
أخذوه بالقوة ورفعوه لغسله وتبديل ملابسه وقص شعره ولحيته أمام الكاميرا .. وتصويره داخل بيته وعائلته وهو بحالته المرضية الصعبة .. ملاحظاتي هي ...
اولا .. لا يجوز إهدار كرامة انسان مريض وفضحه أمام الملايين وهذا المريض حتى لو تم شفاؤه كليا واراد الزواج فمن سيعطيه ابنته بعد أن رأى ما شاهده بالشاشة واكيد حفظ باليوتيوب .
ثانيا .. العالم وين وصل ونحن لا نزال نعتمد على امتحان سخيف يجري في منتصف الصيف اسمه البكالوريا .. وهذا البكالوريا الاغبر يقرر مستقبل بأكمله . ظلم الآلاف طيلة سنوات تطبيقه منذ قرن من الزمان ..وبسبب الغش وبيع الاسئلة ومزاج المصلحين للدفاتر بالصيف ونوعية الاسئلة .. فحرم من يستحق الكلية التي يريدها واعطى المجال لغيره ليكون طبيبا فاشلا مثلا او مهندسا فاشلا وتلك حالات عرفناها في حياتنا .. دورات كثيرة للهندسة المعمارية مثلا لم تبرز ولا معماري واحد فقط بسبب الاختيار الخطأ وهكذا..
في الدول المتقدمة يبدأ بتأهيل الطالب حسب ميوله وقدراته هواياته منذ بداية الصف التاسع أو الثالث متوسط عندنا ..
إلى متى نبقى نحن نراوح كما كنت بإدارة فاشلة بكل الوزارات للاسف الشديد ودون وجود ابتكارات جديدة وحل جدي للمشاكل ..
واخيرا اقول لابني الطالب الذي صدمه عدم دخول كلية بيها حظ .. بأنه لم تبقى كلية بيها حظ في هذا الزمان الخرا كولت الأغنية الهندية ... فلا تحزن لانه لا توجد كلية عراقية اليوم معترف بشهادتها خارج الحدود .. وبعد أن كانوا يأخذون سلام خذ لخريجي الجامعات العراقية ...
الله يكتب لك الشفاء ويعطيك القوة انت وذويك .
491 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع