وهيب نديم وهبة
نص ركيك لحرب طويلة
1-
تركتُ لسيّدة القصيدة، في صدر الدّار، سجّادة الصّلاة... وبقايا من روحي ليستنير قنديل الصّباح بالضّياء. وأمام باب بيت المؤنة المفتوح للرّيح. فاتحًا فمهُ خاليًا غارقًا بالفراغ... تموت العصافير هناك جوعًا أو قصفًا أو من روائح الرّيح المميت، بنكهة الرّصاص ودخّان القنابل.
2-
تركتُ لسيّدة القصيدة، سماء زرقاء صافية. واقفة صامتة، تنظر بخشوع ورهبة. تنقل ملايين المشاهد والصّور، وبشعاعة المناظر، تُلوّن الشّاشة، بقايا عصافير تطير لزرقة السّماء، وصغارها تتلو الخاتمة... انظر عاليًا. لا السّماء سماء، ولا الأرض جنّة الله. هنا؛ السّماء سوداء، شاغرة محايدة. تصوّر بكاميرتها السّماوية البصريّة العالم. والعالم عين عمياء والأخرى تنظر للجهة الثّانية.
3-
تركتُ لسيّدة القصيدة، مسافة، للغابة، للذّئاب، وساحة لميدان القتال.
المدرّج الرّوماني، جاهز للمشاهدة. أسند ظهرك، استرح، وكل كعك العيد... وأنظر... كيف يَقتل أحدهم الآخر والمتفرّجون – تصفيق. انتهى المشهد.
621 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع