علاقة (العشق الممنوع) بين الفرس واليهود!!

أحمد العبداللّه

علاقة(العشق الممنوع)بين الفرس واليهود!!

إن الصراع العراقي- الفارسي, والذي عمره يناهز الخمسة آلاف سنة, هو صراع وجود, وليس صراع حدود, وواهم من يظنه غير ذلك. وخلال هذه الحقبة الزمنية الطويلة من الصراع كان العراق إمّا؛ شامخًا, إذا كان قويًّا.. أو مسحوقًا, إذا كان ضعيفا, ولا وجود لحالة وسط بينهما. وقد كان الرئيس صدّام حسين دقيقًا في توصيف تلك الحالة, بقوله؛(لقد كان العراق في صراعه التاريخي مع إيران, إمّا تحت سنابك الخيل, أو على أسنّة الرماح)!!.

وكانت المعادلة التي حكمت ذلك الصراع هي كالآتي؛عراق قوي ومقتدر.. فينكفئ الأفعوان الفارسي ويتقهقر. عراق ضعيف ومفكّك.. فيطلّ الأفعوان الفارسي من جحره ليمارس لعبة التقتيل والتدمير والتخريب. فلذلك عندما حكم العراق ملوك أقوياء مثل؛نبو خذ نصّر الأول وحمورابي ونبو خذ نصّر الثاني وآشور بانيبال, كان الخطر الفارسي يتراجع ويضمحل, وتسود حالة من الهدوء(النسبي)تدوم لمدة طويلة قد تصل لقرون. ولو إن صدّام حسين لم يتورّط بمغامرة أو(مقامرة)اجتياح الكويت, لانخمدت إيران في جحرها لمدة مئة عام في الأقل, وهي تئنُّ حسرة وألمًا من(كأس السمّ)الذي تجرّعته!!.

لقد أسدى ملالي الدجل والنفاق في طهران أكبر خدمة لإسرائيل بإشغال العراق بحرب ضروس دارت رحاها لثمان سنوات, رافضين كل المساعي والقرارات الأممية لإيقافها. وكانت علاقتهما من تحت الطاولة خلال عقد الثمانينات(سمن وعسل)!!, رغم الخطاب الدعائي الخميني الفارغ ضدها. وكان الدعم الإسرائيلي للنظام الإيراني بالسلاح والعتاد وقطع الغيار والمعلومات الاستخبارية قائم على قدم وساق. لدرجة إن إسرائيل احتلت الموقع الرابع في قائمة الدول التي تورّد الأسلحة لنظام خميني, وفق إقرار(جاك سترو)وزير الخارجية البريطاني, إذ وحّدهما العداء المشترك للعراق,وفق قول(سترو)نفسه.

إن الخطاب(الديماغوجي)الخميني بالعداء الكاذب لإسرائيل, هو بمثابة قنابل دخانية لإخفاء علاقة(العشق الممنوع)بين الطرفين, ولغرض الضحك على المغفّلين والسذّج من العرب والمسلمين. والأقصى الشريف لا يحتلُّ أيَّ رمزية أو قُدسيّة في العقيدة الشيعية, وعند بعضهم إنه في السماء وليس على الأرض!!. وكلاهما لديهما أطماع في الوطن العربي, مع الفارق إن الخطر الفارسي المجوسي يفوق الخطر اليهودي الصهيوني بأضعاف مضاعفة. كما لا يمكن تجاهل العامل التاريخي, أو التقليل من أهميته, يوم تآمر اليهود والفرس لإسقاط وتدمير الدولة البابلية الثانية قبل(2600)سنة.

وبالرغم من كل تلك الجعجعة الكلامية الصاخبة, فالأمور في السر, غيرها في العلن, فوفق صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إنّ حجم الاستثمارات الإسرائيلية في إيران يزيد على(40)مليار دولار. وإيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش الكبير مخلّصهم. وهناك منهم من يقدّس إيران أكثر من فلسطين, لأنها موطن(شوشندخت)الزوجة اليهودية المخلصة للملك يزدجرد الأول، ولها مقام مقدّس يقصدونه من كل العالم. وكذلك فيها ضريح بنيامين شقيق النبي يوسف(عليه السلام), وعدد آخر من أنبياء بني إسرائيل. ولا يزال حتى يومنا هذا يعيش حوالي(40)ألف يهودي في إيران, ولديهم فيها عشرات المعابد. بينما لا يوجد ولا مسجد واحد لأهل السُنّة في طهران, رغم إن عددهم حوالي ثلاثة ملايين في طهران فقط!!.

لقد مضى ما يقرب من نصف قرن, والنظام الإيراني يرفع عقيرته بالصراخ والعويل بإنه سيُدمّر(النظام الصهيوني)وفق تعبيره, ولكن ما كان يعوق تحقيق هذا الهدف, حسب زعمه, هو وجود العراق الذي يمنع؛(جحافله من الزحف لتحرير فلسطين), لأن؛(طريق القدس يمرُّ عبر كربلاء)!!, وفق شعاره الشهير. وبعد أن أصبحت ليس(كربلاء)فقط, وإنما خمس دول عربية في قبضته, وأحاط وكلاؤه بـ(النظام الصهيوني)من ثلاث جهات تقريبا, ظهر زيف ذلك الشعار, وكذب ونفاق رافعيه. إذ إنه لم يفعل شيئا لإسرائيل, بل إن كل ما عمله هو مهارشات تنطلق من لبنان وغزة وسورية واليمن والعراق, من باب المساومات مع القوى الغربية في ملفّي النفوذ الإقليمي والبرنامج النووي, ليقول لهم ولإسرائيل؛(نحن هنا)!!.

وقد نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالة للكاتب الأميركي مارك هوبلز عمّا سمّاه(الدّين الشيعي)، يقول فيها؛(إن الدّين الشيعي يعمل لصالحنا، وهو من أدواتنا في الشرق الأوسط. ولولا الدّين الشيعي؛ لما استطعنا تقسيم الوطن العربي، وإشعال الحروب فيه، وبفضل هذا الدّين؛ أوقفنا الزحف الإسلامي إلى أوروبا، وقضينا على كل مقاومة إسلامية حقيقية)!!.

ويضيف؛(لذلك ندعم هذا الدّين بكل قوتنا وإمكانياتنا، وهو من حلفائنا المخلصين. لقد تم بفضل هذا الدّين تحريف الإسلام وتشويه التاريخ الإسلامي.لقد استبدلنا بالمساجد الحسينيات التي تقام فيها طقوس تحريضية وثأرية نتيجتها قتل المسلمين. ولقد استبدلنا بالكعبة المقامات والمراقد الوهمية، وجعلنا الشيعة يحجّون إلى المقامات والمراقد بدلًا من الكعبة)!!.

وينقل الكاتب(حمّاد السالمي)في مقاله المنشور بتاريخ 1-12-2019, في صحيفة الجزيرة السعودية, بعنوان؛(شيعة العرب..الموقف من الصفوية), كلامًا خطيرًا للقسّ والمنصِّر الأمريكي صمويل زويمر(1867-1952)؛(الشجرة يجب أن يقطعَها أحدُ أبنائها، وهذا يظهر مدى نجاحنا في تحريف الدّين الإسلامي، وتشتيت المسلمين. ولقد برمجنا الشيعة على شيء واحد وهو الحقد على أهل السُنّة، من خلال تعطيل عقولهم بالعواطف الجياشة بإقامة الطقوس التحريضية والثأرية، وجعلناهم يقاتلون بأموالهم وأنفسهم بالنيابة عنا, دون أن نخسر شيئا، فهم يقاتلون بأموال الخُمس والمقامات. ولقد جعلناهم ينتظرون شخصًا وهميًا، غاب منذ 1200 سنة، وسيأتي آخر الزمان ليقضي على قتلة الحسين، ويهدم الكعبة، ويُخرج أبا بكر وعمر ويصلبهما بعد أن يحييهما. وجميع المراجع الشيعية في طهران على صلة تامة مع الحاخامات، وهناك تنسيق بينهم لهدم الدّين الإسلامي، وكيف لا يكون الدّين الشيعي من صنيعتنا ومؤسسه عبد الله بن سبأ اليهودي. لقد استطعنا برمجة العقل الشيعي، وجعلنا عدوه الأول والأخير هو السُنّي، وهذه البرمجة هي المظلومية، والانتقام من قتلة الحسين ومغتصبي الخلافة وهم أهل السُنّة، وهذه البرمجة من الصعب اختراقها. لأنها تعتمد على الحقد وتحريف القرآن)!!.

وينقل الكاتب العراقي(آسر عباس الحيدري)عن الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر؛[ كنت مقيما في باريس مع الخميني, ففتحت حوارا جانبيا معه حول شؤون المنطقة السياسية, فقال لي الخميني في هذا الحوار؛(‏يا أبا الحسن نحن ليس هدفنا هو إيران فقط, فإيران هي الحاصل المتحصل لنا. ولكن هدفنا الاول هو العراق والشام ودول أقزام المنطقة, سوف نعيد وضعها السياسي والجغرافي الى ما كان عليه قبل مجيئ هؤلاء العرب الأنجاس من صحرائهم القاحلة قبل1400عام, سوف نعيدهم الى صحرائهم القاحلة التي جاءوا منها, فلقد جرّدونا من كل شئ كان معنا)!!. قلت له؛ ولكن هذا أمر صعب تحقيقه, فقال لي؛(يا أبا الحسن؛ إن كل دول أوروبا سوف تكون معنا فلا تخف.. الانكليز والفرنسيون والروس معنا, ومن خلفهم سوف تقف كل دول العالم فلا تخف, إني أراه قريبا)]!!!.

ويؤكد بني صدر في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية في سنة 2000, كلامه السابق نفسه تقريبًا, إذ يقول إن خميني؛(كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، وهذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيّدًا لهذا الحزام, يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي. كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك)!!.

لقد سيطرت إيران في أقل من عشرين سنة على أربع دول عربية مهمة, بالإضافة لقطاع غزة, ونصّبت حثالاتها لحكم تلك البلدان. بينما إسرائيل خلال(77)عاما لم تستطع التمدّد خارج الـ(27)ألف كم2, وهي مساحة كل أرض فلسطين التاريخية. وهذا بخلاف احتلالها للأحواز والجزر العربية في الخليج, سابقا. وهي قد قتلت من الفلسطينيّين والعرب في 40 سنة, أكثر ممّا قتلته منهم إسرائيل بمئات المرات في 80 سنة!!. فأيُّهما أخطر؛ اليهود بملايينهم السبعة أو دون ذلك, وبدينهم المنغلق وغير التبشيري, أم الفرس وحثالاتهم, بملايينهم السبعين, أو يزيدون, وبدينهم التكفيري المجوسي العدواني الفاسد, الذي يريدون فرضه على كلِّ المسلمين, والملتحف كذبًا وزورًا بموالاة(أهل البيت)؟!.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع