محنة أن تكون مؤلفاً عربياً

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 07 تموز/يوليو 2025 07:24

كتب بواسطة: د.مليح صالح شكر

الدكتور مليح صالح شكر

محنة أن تكون مؤلفاً عربياً

عندما أردت عام 2910 طبع ونشر كتابي الأول تاريخ الصحافة العراقية في العهدين الملكي والجمهوري أشترط صاحب دار النشر أن يطبع وينشر الكتاب دون أن أدفع له أية مساهمة مالية في نفقات إصدار الكتاب ولكن أن أتخلى تماماً عن حقوق التأليف مقابل خمسين نسخة من الكتاب يرسلها أينما أريد.

وقد أوفي صاحب دار النشر في بيروت وأصدر الكتاب وارسل لي في حينه حصتي من نسخ الكتاب إلى نيويورك.
بعدها ببضعة سنوات عندما أردت طبع كتابين في دار نشر أردنية اشترط صاحب دار نشر طبعهما ولكن مقابل خمسين نسخة لكل منهما يسلمها لي او لمن أريد في عمان.
ولم يوفِ صاحب هذه الدار بنص العقد بيننا ولم استلم الكتابين حتى اليوم اية نسخة لكنه تلاعب على المرحوم سلام الشماع عندما أوكلته باستلامه لحصتي في عمان فلم يسلمه نسخ الكتاب الأول دفاتر صحفية عراقية كاملة لكنه اطعم الشماع المر ففي كل مرة يسلمه نسختين او ثلاثة ويوهمه ان البقية ما تزال تحت الطبع، وهكذا حتى حصل منه على عشر نسخ من هذا الكتاب ولم أستلم حتى اليوم حصتي من الكتاب الثاني صفحات من تاريخ العراق.
أجريت في الشهور الأخيرة أتصالات مع عدد من الناشرين داخل وخارج العراق لنشر ثلاثة مؤلفات جديدة تتحدث كلها عن جوانب متعددة من تاريخ الصحافة العراقية ، فطلب أحدهم مني 800 دولاراً عن طبع ونشر وتوزيع كل كتاب.
وناشر آخر راح يحسب كل كتاب بأصابع اليد، شبر شبرين!
هذه هي محنة المؤلف العراقي هذه الأيام الذي يتسابق أصحاب الصحف والمجلات على نشر مقالاتهم او تحليلاتهم مجاناً دون مقابل مادي!
هكذا كاتب في الدول الغربية يغتني من نشر كتاباته ومؤلفاته في الصحف والمجلات لكن عندنا يستجدي الأجور والمكافآت عن ما ينشره في المطبوعات .
قال أحدهم لصديقه ذات مرة أنه أصبح يملك ما يكفي من ملايين لجميع أولاده لسنين قادمة، فرد عليه صاحبه وعندي ما يكفي الأولاد والأحفاد!
ولم يدفع أيا منهما أجور العاملين معهم ،
هذه هي محنة المؤلفين والكتاب والصحفيين الذين يريدون هذه الايام نشر نتاجهم الثقافي في الصحف العراقية ، فلا يدفع لهم اجوراً على كتاباتهم حتى وإن طلبت ذلك بل يدفعون فقط لم يختارون وهم قلة!
لذلك قررت عدم النشر في الصحف اليوم وأرفض اقتباسها لمًا أنشره في المواقع الالكترونية.