المطلوب سُم العقرب لا قتل العقرب

                                      

                    عبد القادر ابو عيسى

ما يجري في المنطقة العربية حالة من الصراع العربي الاستعماري تحتسب كسلّة واحدة , ومن الخطئ احتسابها على اساس مجزئ ,

ما معناه ان الذي حدث ويحدث في العراق له علاقة بما يحدث في مصر وسوريا أو غيرها من الدول العربية محسوباً على اساس المصلحة الاستعمارية المتكاملة في المنطقة العربية , وسلّم هذه المصلحة لايمكن العبث به , خراب جزء منه يعني خراب السلّم كله . بهذا المفهوم تتعامل الدول الاستعمارية مع مايجري, استخدام الديمقراطية في مصر او غير مصر خطئ يجب تصحيحه وكذلك في العراق التداول السلمي للسلطة ضمن المفهوم الديمقراطي خطئ يجب تصحيحه , ثورة الشعب السوري ضد الحاكم الظالم الخانع لأسرائيل خطئ يجب تصحيحه , تمرد القذافي على مواقف الامم المتحدة السلبية تجاه قظايا الامة العربية المشروعة وتمزيقه لدستورها خطئ يجب تصحيحه , امتلاك العرب لوسائل التطور الحقيقية خطئ يجب تصحيحه . هذه درجات السلّم التي لا يتهاون به المستعمر في مفهومه للتعامل مع الشعب العربي والمنطقة العربية مستخدماً الوسائل التي تناسبه في الحركة والسيطرة والتغيير متخذاً ذرائع شتى في ذلك . الاساليب الاستعمارية في التعامل مع الحالة العربية لم تكن متشابهة , لكنها بالنتيجة هدف واحد . مثلا عندما احتلت اميركا العراق وليبيا من الممكن تمويل هذا الاحتلال ذاتياً من هذه الدول المحتلة كون لهذه الدول مواردها من الثروة النفطية ونهب هذه الثروة كمكسب أضافي آخر . لكن احتلال مصر او سوريا وغيرهما من الدول الفقيرة له حساب مختلف ومنه الاعتماد على مصادرهم من عملاء الداخل . من هذا المنطلق وهذا المفهوم يكون التعامل مع المشكلة السورية . مشكلة بالنسبة للمستعمرين عموماً واميركا واسرائيل وايران والنظام السوري خصوصاً . الثورة الشعبية في سوريا مضى عليها 33 شهراً مستعصية على الحل والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم رغبة الدول الاستعمارية التفريط بالنظام السوري الحالي كونه يشكل مانع وساتر ضد من ينوي الضرر بأمن الكيان الاسرائيلي الغاصب , وذلك واضح على الاقل منذ 30 سنة من حرب 73 الى اليوم , لا حرب غير الحرب الكلامية والشعب يغلي رافظاً ذلك , ومشاعرالشعب المصري يتحرك في داخله نفس البركان وهذا ( الرافض الشعبي ) الخطِر بالنسبة للمستعمرين والصهاينة والرجعية يعيش ويغلي في كل امتدادات الشعب العربي أفقياً وعمودياً . بدايات الثورة في سوريا كانت سلمية هزت النظام والمستعمر والحكام العرب بشكل ارعبهم وزادهم ذهولا وحيرة اضافة الى ما كانوا عليه من ذهول وصدمة بعد الثورة التونسية وامتدادها لمصر ثم الى سوريا , والمتوقع انتشارها في كل الوطن العربي وهذا الذي سيكون , والاسباب معروفة للجميع ( المستعمر فايروس غريب دخل الجسم العربي ) وهذا الفايروس يتشكل ويغير اساليبه طبقاً لحالة دفاع هذا الجسم . أميركا واعوانها تحاول مسك قرون الثور الهائج وايقافه ومن ثم السيطرة عليه , تصاعدت الصيحات لتسليح المعارضة وكثر الضجيج والصراخ داعياً لذلك , تبنت هذا الموضوع دولة قطر وحذت حذوها دول الخليج . قلتُ في حينها على حسابي في موقع التواصل ( تويتر) أن هذه الدعوة كلمة ( حق يراد بها باطل ) وهذا كان رأي آخرين كثر غيري . كانت هذه الدعوة بعد ما قام به نظام بشار من ضرب المتظاهرين وقتلهم , نظام بشار لا يستطيع الاستمرار بقتل المتظاهرين المسالمين والعالم كله يتعاطف معهم فكانت دعوة التسليح . أُدخلت عناصر مسلّحة من جهات مختلفة , وتحولت المظاهرات السلمية بالتدريج الى مقاومة عسكرية غير متكافئة , البندقية والقاذفة الخفيفة مقابل الطائرة والدبابة والصاروخ وادخلوا فيها وعليها جماعات دينية متشددة , فتخرب كل شيئ وكان ما كان . من هذه الدعوة دعوة تسليح المقاومة تطور هذا الحال وهذا التفاعل الى حال جديد أضيفت حلقته الى سلسلة المشكلة السورية وهو ( السلاح الكيمياوي ) بدأ بضرب موقع داخل الاراضي السورية من قبل اسرائيل على انه مصنع لأنتاج السلاح الكيمياوي , ثم الترويج اعلامياً لحالة فزع غير منطقية مثل ما رُوّج على النظام السابق في العراق لأثارة الفزع العالمي , المهم ذريعة اساسية مع بعض التعديلات التي ادخلت عليها في المسألة السورية , بدأت في العراق بمنطقة ( حلبجه ) وأنتهت في سوريا بمنطقة ( الغوطه ) المراد من موضوع السلاح الكيمياوي السوري مسائل عديدة وليس مسألة واحدة كما كان مع النظام العراقي السابق . في سوريا الامر مختلف المطلوب ( سم العقرب لا قتل العقرب ) كل مسؤلي الدول الاوربية ودولة اميركا وحتى اسرائيل صرّحوا بان الهدف هو منع سوريا من امتلاك واستخدام السلاح الكيمياوي وليس الهدف تغيير النظام السوري , جاء ذلك على لسان اوباما والمتحدث الرسمي البريطاني وكذلك الفرنسي وايظاً في أحاديث وتصريحات الساسة الاسرائلين . وهذا يعني وكما قال التصريح الاميركي الاخير من ان الضربة الاميركية أذا نُفّذت على سوريا ستكون ضربة مزدوجة لجهات معيينة في المقاومة السورية وبنفس الوقت للنظام السوري . ويعني ذلك ضرب المقاومة والجهات الفاعلة فيها , وهذ العمل يعني بروز ( المفهوم التيئيسي ) يضاف لذلك المواقف الساندة من ايران روسيا الصين حزب الله والنظام العراقي الحالي , ان يبقى النظام السوري على ماهو عليه , استخدام السلاح السوري في ( الخوطة ) من قبل النظام السوري الذي أنكرهُ , يبعث برسائل كثيرة ومهمة في وقت واحد منها تهديد للمقاومة السورية وللشعب السوري وخلق حالة من التناقض بينهما ومنها ايظاً تهديد امن اسرائيل وايظاً اميركا في حال قيامها بمحاولة اسقاط النظام  أو تهديدها لأيران وايضاً وهذا مهم جداً ( ان تُسَلّم  سوريا سلاحها الكيميائي مقابل بقاء النظام ) وبضمان روسيا والصين وبشهادة ايران وهذا ما تصبو اليه اميركا واسرائيل والحكام العرب , ويعتبر حال سوريا ضوء أخضر لمن يريد ان يتعامل مع شعبه أذا ثارعليه ( خراب العالم ولا زوال حكم فرعون ) ومن الامور العرضية غطى الموضوع الكيمياوي السوري على الجرائم البشعة بحق الشعب العراقي بسبب الاحتلال الاميركي الايراني المجرم ومن جرّائه . هذا وللقصة فصول سنحكيها لأصحاب الأصول
شكراً لكم بتفضلكم قرائة المقال
عبد القادر ابو عيسى : 31 / 8 / 2013

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1095 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع