اللواء الطيار الركن دكتور
علوان حسون العبوسي
11 / 4 / 2023
الذكرى العشرون لاحتلال العراق بحث موجز باجزاء - الجزء السابع
الانهيار وماجرى في ألايام الاولى للاحتلال
سرعة الانهيار
ارجح ان تكون سرعة الاحتلال والانهيار وفقاً للعوامل التالية:
على ما يبدوا كانت القيادة السياسية العراقية تؤمن بنظرية حافة الهاوية وهي النظرية التي اقترنت بوزير الخارجية الامريكية الاسبق جون فوش دالاس ، وهذه النظرية جعلتها ترفض الانسحاب من الكويت في 1991 حتى آخر المهلة المحددة رغم التأكيدات العديدة من رؤساء الدول ، وقد توهمت هذه القيادة في 2003 وكررت اخطائها بهذه النظرية للمرة الثانية بأوهام التعاطف الجماهيري العربي والدولي المخادع مع العراق مثل مساندة فرنسا وروسيا والمانيا والصين ، واعتقدت هذه القيادة ايضاً بان الضغوط الدولية ستُفشِل المخطط الامريكي لضرب العراق ، وكان لها امل بانفراج الازمة حتى اللحظة الاخيرة وان الأمريكان سوف لا يندفعون حتى بغداد.
- فترة الحصار الشامل الطويلة بعد احتلال الكويت بددت آمال الشعب العراقي بحنكة قياداته السياسية والعسكرية التي خبرها واحترمها .
- في العديد من التصورات الخاطئة للقيادات السياسية ان الحرب لا تقوم وان قامت بإمكان العراق الانتصار بعد قتال داخل المدن وعليه بنيت الخطة الدفاعية على هذا الاساس .
- التفوق الهائل بميزان القوى العسكرية بين دول التحالف والعراق ساعد على تدمير الالة العسكرية العراقية المتهالكة والغير جاهزة للمواجهة من وجهة نظر فن الحرب والعلم العسكري بشكل شبه تام .
- بوقت متأخر جداً ادركت القيادة العسكرية العراقية مدى التفوق العسكري النوعي والعددي الهائل لقوات التحالف على العكس من القيادات السياسية باتت تجامل لدى القائد العام الذي اقتنع معها بهذا الاتجاه بافتراضات غير صحيحة بالرغم من الدراسات ولعب الحرب والبحوث العلمية والمهنية العسكرية التي اعدت في هذا الشأن بالضد منهم .
- الاشتباك مع عدو قوي معاصر يمتلك احدث الاسلحة والمعدات والتجهيزات ووسائل الحرب الاخرى التي ورد ذكرها بالبحث مع قوات لا تملك سوى قوات برية ضعيفة ومتهالكة ودفاع جوي متواضع دون سلاح جو او طيران جيش او قوات بحرية احدث خللا في موازين القوى الاستراتيجية وحسم الامر لصالح العدو بأسرع من المتوقع .
- قاتلت القوات البرية ومعها جيش القدس والفدائيين وجيش الحزب بكل شجاعة واقتدار عالي المستوى لكن صمودها لم يتعدى معنوياتها العالية واسلحتها البسيطة التي لم تسعفه تجاه عدو يقاتلها عن بعد بأسلحة متطورة .
- كان التخطيط العسكري مُكبلاً بأفكار رجال السياسة الذين لم ينجحوا في المجال السياسي وأثرو على الاخرين وجعلوا امامهم مطبات وعقبات أثرت وسرعت في احتلال العراق .
- كانت القيادة العسكرية العراقية لا تنقصها المعرفة النظرية وتمتلك خبرة واسعة جداً ولكن ينقصها الوضوح في التفكير السياسي لقمة الهرم والازدواجية في القيادة، وليس لها حرية العمل والمناورة بالقطعات والتردد في تقديم المقترحات والدراسات الخاصة بالمجابهة الا بعد حصول موافقة القائد العام على تقديم مثل هذه الدراسات او البحوث .
- عدم تقصير جميع حلقات جيش وزارة الدفاع ورئاسة اركان الجيش لانها عملت بالمتيسر لديها لكنها لم تتمكن من تامين جميع متطلبات المعركة الكثيرة والواسعة جداً خارج امكانياتها وتفوق موجوداتها ، أمنت جميع متطلبات القطعات العسكرية من مواد تموين القتال بوقت مبكر قبل الحرب وبذلت جهود عظيمة في هذا المجال بدءً من عام 1992 ولغاية 9 / 4 / 2003 .
- كان راي وزارة الدفاع في ضربة اجهاضية قبل بدء الحرب سليما ولكن رفض القائد العام لهذا الراي غير سليم وهذا حدث ايضا في حرب الخليج الثانية عند احتلال الكويت بتوجيه ضربات جوية ضد القوات الامريكية في الخليج ضنا بان العدو لم ينفذ تهديداته للعراق .
ما جرى في الساعات والايام الاولى للاحتلال
في الساعة 1200 يوم 9 نيسان (ابريل ) 2003 كنت شاهدا لما جرى في الساعات الاولى للاحتلال بعد استعراض الفرقة الثالثة مارينز داخل بغداد محلة الكرادة الشرقية - خارج حيث يقع دار عمي المرحوم عبد المجيد مصطفى العبوسي وكنت قد اخليت عائلتي لها بعيداً عن اجواء منطقة الكاظمية التي اسكنها القريبة من البوابة الشمالية لبغداد التي اخترقها العدو وسقط فيها عدد من الشهداء المدنيين في محاولة لهروبهم خارج بغداد ، خرجت من الدار بعد ان سمعت اصوات جنزير عجلات قتال مدرعة يبدد سكون المحلة وهي تجوب شارع الكرادة خارج لاستطلاع الامر ، وقد هالني ما رأيت ولم اصدقه لحين مشاهدتي استعراض منظم (عجلات ودروع نظيفة لا يغطيها غبار المعركة وكأنها خارجة من ورشة للغسل والتشحيم وكذلك الجنود بقيافتهم وابدانهم النظيفة ، حتى اني خلتهم قد ادركوا ذلك كنوع من المعنويات العالية تجاه من ينظر اليهم ، او انهم لم يجدوا من يقاتلهم فباتت عجلاتهم واجسامهم نظيفة بهذا الشكل ، مسافات منظمة بين عجلة واخرى ، جنود يحملون بنادق الية خفيفة فوق اسطح الدروع واخرين يجلسون بشكل منظم في عجلة لوري كبيرة ...الخ ) ، استمر الاستعراض حوالي الساعة لحين امتلئ جانبي شوارع الكرادة خارج ذهاباً واياباً ، طافت في بالي كعسكري العديد من الذكريات بحضوري عدد من اللقاءات مع الرئيس صدام حسين وكيف كان يسخر بالعدو وكانه ضامن للنصر دون مؤشرات حقيقية له ، وبدون ان اشعر بدأت اكلم نفسي لماذا حدث كل ذلك الم يتعض قادتنا السياسيين لما جرى في حرب الخليج الثانية الم تستحضر دروسها المهمة امامهم الم نتعض من النصائح التي وجهها بعض قادة الدول هم اعرف منا بالعدو الامريكي وأساليبه القذرة في تدمير الشعوب ، ولكن العناد وعدم استدراك المستقبل لهذا البلد بعد المواجهة اغشى البصائر التي هلل لها العدو الامريكي والايراني ودول الخليج لتدمير العراق ارضاً وشعبا .
في الساعة 1600 من نفس اليوم خرجت راجلاً مع بعض اقاربي الساكنين معنا في نفس الدار داخل شوارع الكرادة ( داخل) لاستطلاع ما سيجري بعد الاستعراض آنفاً ، وشاهدت عدد من الجماهير تهرول باتجاه ساحة الجندي المجهول القديم ( ساحة الفردوس ) مقابل جامع 14 تموز ، مشينا ايضاً بذات الاتجاه لحين وصولنا الجامع وهناك شاهدنا المنظر المؤلم الاخر وهو عجلة امريكية اختصاصية تسقط تمثال الرئيس صدام حسين بعد تغطيت راس التمثال بالعلم الامريكي ، وتنهال عليه الجماهير بالضرب بالأحذية والعصي والسب والشتم بكلمات نابية في مسرحية خرقاء قذرة لم نعتد عليها من شعبنا العراقي الذي هزج للقائد صدام حسين البارحة (يوم 8 / 4 / 2003 ) بالروح بالدم نفديك ياصدام وهل هذا معقول ان تتبدل مشاعر شعبنا بهذه السرعة !!!! سلوك مؤلم ولكن يبدوا ذلك طبيعي فلنا ذكريات مع البعض من شذاذ الافاق من شعبنا بعد ثورة 14 تموز/ يوليو 1958 من سحل وقتل رجال الحكم الملكي وفي مجزرة كركوك والموصل عام 1959 عندما هاجمها الشيوعيون ، وقد بدى لي ان البعض منهم غير عراقيين ( قد يكونوا عرب من جنسيات اجنبية هي من بدأت هذه المسرحية المقززة مشجعة الاخرين للحذو بحذوهم ومع الاسف هادنوهم ) .
في اليوم الثاني للاحتلال خرجت في جولة بمنطقة الكرادة (داخل) باتجاه الجسر المعلق وقد هالني منظر السراق الحرامية وهم يحملون سرقاتهم من القصر الجمهوري دون خجل ورادع من ضمير انها ممتلكات شعبكم يا مساكين ويبدوا اصبح هذا الموضوع عرفاً سائداً لدى البعض من العراقيين ، وهناك بكل اسف رجال الدين يصدرون فتوى في تشجيع هذه السرقات فلا فرق عندهم بمثل هذه الامور ، في اليوم الثالث للاحتلال قررت العودة الى داري في الكاظمية مستصحباً عائلتي متسللا بسيارتي الخاصة (شوفرليت موديل 89) ، عبر العجلات الامريكية التي كانت تقف في مفترق الطرقات بحذر شديد تحسباً من استهدافها من الفدائيين العرب وفدائيين صدام وهالني منظر آلمني كثيرا وانا امر عبر وزارتي التربية والتعليم العالي وانا اشاهد سراق من نوع اخر مع عجلات عسكرية عراقية مسروقة تملئ بممتلكات الوزارة من أثاث واجهزة كهربائية ثم حرق الوزارة في بعض اجزائها تحت نظر الأمريكان دون منعهم من ذلك ، اواصل سيري لأصل الى مستشفى الحيدري الخاص في منطقة ساحة الاندلس لكي ادرك شارع محمد القاسم السريع ومنها الى الكاظمية حيث سرقت هذه المستشفى بالكامل من قبل مجموعة دولة الامارات العربية المتحدة هذه المرة واعتقد انهم صاحبوا المحتل ضمن قوات التحالف اسمتها مستشفى الشيخ زايد ال نهيان بلافتة مرتبة اعدت مسبقا لهذا الغرض ، مررت في طريقي بمنطقة 52 ومستشفى العلوية للولادة حيث تكرر عندي نفس المنظر سرقة المستشفى بما تحويه من اجهزة ومعدات دون ادراك لمصير المرضى فيه ، اخيرا ادركت شارع محمد القاسم والمنظر الجديد عجلات مدنية بالعشرات تحمل سرقات الدوائر الحكومية تسير على هداها ، منظر مؤلم ومقزز في ذات الوقت وانت تسرق بلدك دون رادع من ضمير ، في منطقة الاعظمية هدوء يسبق العاصفة الناس تنظر لبعضها ما يجري وهناك تحرك شعبي متوقع لما بدى لي استعدادا لمواجهة القوات الامريكية اسرعت بسيارتي قبل وقوع الحدث باتجاه الجسر المعلق في الاعظمية عبر العطيفية باتجاه الكاظمية ومنه الى ساحة عدن باتجاه الدباش ، وهنا هالني منظر اخر اشد قسوة مما شاهدت سابقاً وهي سرقت غذاء الشعب من مخازن الدباش للغذاء ( شاي ، سكر ، مواد تخص البطاقة التموينية ) ، البعض يسرق حاملا ما يستطيع من المواد والاخر بعربات صغيرة والاخر بعجلات لوري عسكري مسروق ايضاً من القوات العراقية ، منظر آخر اشد قسوة على نفسي تفكيك وسرقة مدافع القوات المسلحة الميدانية المنتشرة ما بين ساعة عدن وبوابة بغداد الشمالية ( سبق ان نشرتها قوات الحرس الجمهوري لمعالجة اهداف في مطار بغداد كما علمت قبل ايام من الاحتلال ) ، البعض يفكك عجلاتها والاخر يسرق امور اخرى يبدوا السارق يعرف ما يسرق منها ، تألمت كثيرا حتى وصلت داري مع عائلتي بسلام والحمد لله وايقنت بعدم سرقتها من هؤلاء اللصوص حيث بات عرف السرقة طبيعي دون رادع اخلاقي حتى لو اضطر السارق الى قتلك لان الفوضى عمت البلد بشكل لا يصدق ، التقيت بعدد من الاصدقاء بالمنطقة وقررنا حماية دورنا بأسلحتنا الشخصية المتوفرة لدينا حينها ( قبل مصادرتها منا) .
بعد ان استقر بنا الحال في الدار قررت بعد الظهر الذهاب لاستطلاع عائلة ابني احمد الساكن في منطقة حي الخضراء واذا اضطر الامر استصحابها معي لداري في الكاظمية ، وفي الطريق هالني منظر اخر جديد وهو سرقت المحال التجارية المغلقة العائدة لأشخاص مدنيين عراقيين الموجودة في شارع الربيع حيث جيء بأعمدة حديدية لكسر اقفالها وسرقة ما بها من مواد تجارية اعتيادية ، شيء مؤلم لا يصدق ان يحدث هذا بهذه السرعة ولم يمضي للاحتلال سوى يوم وساعات محدودة قليلة ، وصلت الى دار ابني احمد وعائلته وقد اطمأننت عليهم وكان بودي استصحابهم الى داري لكنه رفض وقرر البقاء تحسباً لسرقة داره ، عدت ادراجي الى الكاظمية ولم يتغير منظر السرقات فهي تسير بشكل طبيعي دون رادع سواء من القوات الامريكية او الامنية الرسمية التي لاوجود لها . في الطريق شاهدت حريق شامل ولهب متصاعد وعند التحري تبين حرق المكتبة الوطنية في باب المعظم التي تحوي كنوز الكتب والمخطوطات التاريخية الثمينة .
في الايام الثلاث الاولى من الاحتلال وبسبب فقدان الامن وانتشار اللصوص والمجرمين والقادمين مع المحتل وغيرهم من عامة الناس دون رادع من قوات الاحتلال ، حيث تبين حدوث العديد من السرقات وحرق دوائر الدولة وسرقة البنوك والمتحف الوطني العراقي وسجلات الدولة الرسمية الامنية والتسجيل العقاري والمرور والاحوال المدنية والجوازات ومكتبة الاوقاف الاسلامية ودار الوثائق اللتان تضمان آلاف الوثائق الاسلامية التاريخية النادرة ومركز صدام للفنون الحديثة الذي يضم اشهر اللوحات والاعمال الفنية والتشكيلية لرواد الفن العراقي الحديث في الرسم والنحت ، وبيت الحكمة باتت بحوثها الثمينة مبعثرة في الشوارع لمن يشتري باثمان بخسة وغيرها من المسميات الرمزية والحضارية والوطنية التي يصعب احصائها ، ثم ناهيك عن استيلاء الاحزاب القادمة من ايران وممن يطلقون على انفسهم بالمعارضة امثال حزب الدعوة ومنظمة بدر والمجلس الاعلى الاسلامي ، والمؤتمر الوطني والاحزاب الكردية وحزب الله تنظيم العراق والحزب الشيوعي والحزب الاسلامي وغيرها على دور المسؤولين وجعلها مقرات لأحزابهم .
ولعل التساؤل المشروع والممكن حدوثه المتعلق بموضوع النهب والسرقة لدوائر الدولة عقب الاحتلال مباشرة وهو الم يكن بمقدور سلطة الاحتلال ان تمنع وقوع هذه الظاهرة لو ارادت ذلك وبكل سهولة ولكن يبدوا انها كانت مستفيدة منها لتكون الفاعل والمستفيد الاساسي فيها ، في لقاء مع مدير المتحف العراقي السيد جورج يوحنا الذي وصف عملية النهب التي تعرض لها المتحف بكل تفاصيلها منتقداً القوات الامريكية من العملية حيث اشار في لقائه مع شركة (CBS NEWS ) بان السرقات حدثت بينما كانت دبابة امريكية تقف عند سور المتحف تراقب الوضع دون اكتراث او تدخل ، وقد توجه الى الضابط الامريكي المسؤول عن القوة الامريكية المرابطة عند سور المتحف طالباً منه منع اللصوص من نهب المتحف ولو بأطلاق بعض الاطلاقات النارية في الهواء الا ان الضابط اخبره بعد الاتصال بمرؤوسيه انهم ابلغوه بعدم التدخل في هذا الموضوع ، بينما بادر بعض العراقيين من اهالي المنطقة طرد اللصوص بأسلحتهم البسيطة عندما سمعوا بالأمر منتقدا القوات الامريكية في الحفاظ على التراث الثقافي للبلد وفقاً لاتفاقية جنيف وملحقاتها باعتبارها الدولة المحتلة للعراق ، وفي لقاء اخر مع شبكة ( BBC ) تحدث السيد جورج حنا بان عصابة منظمة اجنبية شاركت في عملية سرقة المتحف العراقي وان الكثير من القطع المسروقة عُرض للبيع في اسواق الاثار العالمية ، وقد بلغ عدد القطع المسروقة حوالي 14000 قطعة اثرية تم استعادة 4000 منها تقريباً في السنوات اللاحقة بعد الاحتلال.
في محاولة لطمس اثار جريمة القصف والتدمير الذي سببه الغزو في البنية التحتية العراقية وتحميل الشعب العراقي مسؤولية ذلك اظهر التحالف عبر وسائل الاعلام ضمن حملته الاعلامية المبرمجة صورة العراقيين امام العرب والعالم بمظهر اللصوص المنشغلين عن الاحتلال بنهب بلدهم دون ابداء اية مقاومة في هذا الشأن وهذا ما ورد في كتاب الحاكم المدني بول بريمر ( عامي في العراق)
سلطة الاحتلال وتأسيس الجيش العراقي الجديد
المحتل في أول خطواته حل الجيش العراقي رمز الامن والسيادة الوطنية وحاضن قوى الدولة الاخرى ، ذو التاريخ العريق بأدواره الوطنية والقومية المعروفة وحَلّ معه كافة الدوائر الامنية والسياسية والوزارات المهمة في خطوه لا نهاء كل ذي صله بمفهوم الدولة العراقية بدل الاستفادة منها على اقل تقدير في العهد الجديد الذي أقره واستعاض عنها بجيش ودوائر أمنية ومؤسسات بداياتها مليشيات ونهاياتها طائفية عرقية مستديمة اهدافها وغاياتها خطيرة لخدمته وإحكام السيطرة عليه من خلال عناصر غريبة لا يهمها الوطن والسيادة الوطنية سوى مصالحها الخاصة متسرعة لتغيير الواقع الوطني الى واقع يخدم المحتل ومن تحالف معه بعد تغيير تنظيماته التي اعتاد عليها بتنظيمات أمريكية بعيده كل البعد عن العقائد الوطنية والقومية والدروس المستفادة من الملاحم البطولية التي خاضها وطنياً وقومياً لتتماشى مع الاهداف التي يسعى لها هذا المحتل واعوانه وثم محاولة تأسيس ركائز جديدة بدأ من الصفر مستخدماً سياسة مقيته ممكن ان نطلق عليها سياسة التجهيل وفرق تسد والكره مستفيداً من نهوج فارسية كارهة للعروبة والاسلام بمنطوقها الوطني والقومي الصحيح .
في منتصف أيار(مارس)2003 نسب الرئيس الامريكي بوش السفير (بول بريمر) حاكماً مدنياً لسلطة الاحتلال ، وفي عجالة اصدر في 23 مايس /مايو 2003 الأمر رقم (2) لا دارة التحالف تحت عنوان (حل مؤسسات) والذي شمل وزارة الدفاع وكل الدوائر والهيئات التابعة و المرتبطة بها و التشكيلات العسكرية بما في ذلك جيش الحرس الجمهوري والحرس الخاص ومليشيات حزب البعث وجيش فدائيو صدام وجيش القدس ، كما شمل الامر قرار تشكيل جيش جديد يكون هذا الجيش بمثابة الخطوة الاولى وذو مهنية فعالة عسكرياً وممثله لكل العراقيين (هذا كما يدعي الامر) ، وقد عارض كبار قادة الجيش السابق هذه القرارات وحرروا دراسة شاملة اوضحو فيها خطأ اصدار مثل هذا الامر ومدى انعكاساته السلبية المستقبلية على مستوى الامن القومي العراقي ، سُلمت الدراسة مباشرة الى ( بول بريمر) لكنه برر إصداره للأمر بانه جهة منفذة للأوامر الامريكية ولا علاقه له بذلك في إشارة الى صدوره من الحكومة الامريكية ، وهذا كذب وغير صحيح ففي كتاب مذكراته عامي في العراق يشير بول بريمر في الصفحة 25 ما يأتي ((في التاسع عشر من مايو، أرسلت مذكرة الى الوزير رامسفيلد تتضمن شرحاً تفصيلياً لتوصياتنا بحل وزارة الدفاع العراقية والهيئات التابعة لها بما في ذلك المخابرات والأمن والجيش والوحدات العسكرية وشبه العسكرية الأخرى، وقلت في مُذكرتي ان هذه الخطوة ستكون حاسمة في سعينا الهادف الى تدمير اسس نظام صدام ، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم حين أعطاني رامسفيلد التفويض بالمضي قدما في هذا الموضوع ، أبلغت الرئيس بالخطة من خلال رابطة تلفزيونية بالفيديو...انتهى ما طرحه بول بريمر )) .
في حينها ظهر فراغ أمني مقصود استمر حتى اب / اغسطس 2003 حيث نُهبت كل مقرات واسلحة وتجهيزات ومعدات الجيش العراقي برعاية المحتل وبإشرافه وتخطيطه ، وكان لمليشيا الحزبين الكرديين حصة الاسد بعد ان استولت على اسلحة الفيلقين الاول والخامس وجزء من اسلحة الفيلق الثاني كاملة غير منقوصة بحجة غنائم حرب حصلوا عليها بعد قتال مع هذه الفيالق ، ما تبقى من اسلحة ومعدات الجيش ومنها القوة الجوية والدفاع الجوي وطيران الجيش نهبت وبيعت كحديد خردة الى إيران ودول الجوار من قبل اعوان المحتل ، اما مقرات الجيش والقوة الجوية والدفاع الجوي والقوة البحرية بعد نهبها أصبحت عباره عن سكن لمقرات الاحزاب القادمة مع المحتل والغوغاء والعوائل الفقيرة التي كانت تأمل تملكها لاحقاً .
يذكر بول بريمر أيضاً بمذكراته في الصفحة 23 ما يأتي ( وبينما كنت أناقش المستشار- سلوكومب- حول موضوع الجيش، اتفقنا على عدم استدعاء الجيش القديم الذي كان يخضع لهيمنة السُنة لان ذلك سيثير حفيظة الغالبية الشيعية وسوف يعتبرونه عودة للصدامية دون صدام ، وكذلك عَبَر الاكراد الذين يتمتعون بقدر من الحكم الذاتي والحماية الاميركية من قوات صدام ، عن رفضهم القاطع لإعادة الجيش السابق، وهكذا كان الشعور بعدم الثقة في الجيش السابق ، في أعمق ما يكون، سواء الشيعة او الاكراد، ولا يَسع الولايات المتحدة المجازفة بفقدان تعاون هاتين الفئتين من ابناء الشعب العراقي معها ووجهتنا المستقبلية كذلك ، (. هكذا هو المحتل يضرب على الاوتار الحساسة في تحريك ما هو ساكن وهو الان يعتبر الجيش القديم كله من السنة وبالتأكيد هذا ليس كلامه ولكن كلام حلفائهم ممن ترعرعوا في اميركا واوربا وايران للتآمر على العراق وجلهم من الشيعة الصفوية الحاقدة وليس العربية على كل عنصر عربي محب للعراق ، وهذه فرصة مواتية يجب استغلالها لكسب ولاء هؤلاء لصالحهم ، في إشارة واضحة لبث سموم الطائفية البغيضة في العراق ،الا يعلم بول بريمر ان نسبة الشيعة في الجيش الوطني السابق قد تزيد عنها في واقع الحال وشيعتنا ممن قاتلت في كل معارك الجيش العراقي بكل تضحية واخلاص تشهد لهم ارض الكنانة والشام وفارس كما قاتلت المحتل في حملته الاخيرة على العراق وقلبت موازينه في كل محافظات الجنوب مما أضطر قائد القوات الامريكية طلب المعونة لزيادة قطعاته خلافاً لما صوره له اعوانه بان الشيعة في الجنوب سوف يستقبلوه بالزهور والزغاريد ، يا لبؤسهم وتجنيهم على الشيعة العرب !! ،كما لم يشير بريمر من قام بتدمير مقرات الجيش وسرقة معداته ومن سمح لهم بذلك بل ولم يمنعهم هل هو الجيش السابق ام بموافقة الجيش الامريكي ، هذه هي الحقيقة التي يعرفها المحتل قبل غيره وبات الطفل العراقي يفهمها ويتحدث بها ، اذا كانت المشكلة المقرات فلابأس ممكن اعادة بنائها وهي اسهل من بناء قوات مسلحة بمستوى الجيش السابق ، كلام يصدقه من خان العراق وعمل مع العدو من اجل تدميره).
تشكيل الجيش العراقي الجديد
بعد صدور أمر إلغاء الجيش العراقي جرت العديد من المحاولات لإلغائه لكنها لم تنجح وقد حاول بعضاً من قادته المساهمة الفعلية في الجيش الجديد بعد قناعتهم ان المحتل مصر على الالغاء ولا رجعة في ذلك والسبب من أجل بناء جيش يرتكز على أسس ومبادئ وعقيدة سليمة دون ضياع الجهود الخيرة لمنتسبيه من القادة الضبط والجنود ، احدى صيغ هذه المحاولات إجراء عدد من اللقاءات مع بعض السياسيين في مجلس الحكم امثال أياد علاوي وعدنان الباججي وجلال الطلباني ومسعود البرزاني وغازي الياور وقائد القوات الامريكية في العراق اللواء شانشيس وغيرهم طرحت عليهم العديد من وجهات النظر في هذا السبيل ولكنها ايضاً لم تفلح ، وقد اتضح اخيراً ان غاية الولايات المتحدة الامريكية بناء جيش يرتكز على مرتكزات امريكية مغذات بالطائفية والعنصرية والاستغناء عن كل العناصر الوطنية المحبة للعراق ،وعليه كانت قد خططت لذلك مسبقا وارسلت بعد احتلال العراق مباشرة ً عدد من القادة العسكريين العراقيين المؤشرين لديها الى واشنطن في معهد الدفاع الوطني بغرض ارشادهم للأسس المطلوبة في بناء الجيش العراقي الجديد لكي يسهل التعامل معه طالما ان بقاء القوات الامريكية في العراق بات شبه دائمي وسيكون الجيش العراقي الجديد جزءاً من جيش الولايات المتحدة الامريكية ، (هذا ما كان متضح في الايام الاولى للتأسيس ولكن تبين لاحقا كذب هذا الادعاء ولكن جيش تسيطر عليه ايران خليط من مليشيات شيعية متطرفة ولائها الرئيس لولاية الفقيه ...الباحث ).
في كانون الاول (ديسمبر) 2003 استدعي معظم قادة الجيش العراق السابق من رتبة مقدم فما فوق وأجريت معهم العديد من المقابلات في منطقة الاعظمية ببغداد لاختيار من يصلح منهم للقيادة وفق ضوابط المحتل ، استمرت هذه المقابلات اكثر من خمسة عشر يوماً ، اختير بعدها عدد منهم ( حوالي 50 قائد برتبة عميد فما فوق ) ، حيث اجريت مقابلة أخرى نوعية للنخبة المختارة سُئل القادة فيها اسئلة تمس الشرف العسكري والمؤسسة العسكرية السابقة نعتوها بالطائفية والمكروهة من الشعب والغير نزيهة والمسلطة على رقاب الشعب العراقي مما ولد رد فعل لهؤلاء القادة احتجوا على طبيعة هذه الاسئلة المبرمجة والمعدة سلفاً بشكل نفسي لا فشال المقابلات وهذا هو المقصود منها ، ولم يقبل احداً منهم سوى ضابط واحد هو العميد الركن عبد القادر محمد العبيدي الذي عُين لاحقاً بمنصب قائد القوات البرية ثم وزيراً للدفاع بحكومة نوري المالكي عام 2006 ، باقي منتسبي قادة الجيش الجديد ُقبلوا من خلال الاحزاب التي انتموا اليها بعد الاحتلال أو بتوسط من له نفوذ في سلطة الاحتلال من الاحزاب التي سمح بريمر عملها بشكل رسمي ، وقد بدأت نواة تشكيل الجيش العراقي الجديد في الثلث الاول من عام 2004 .
توغل المليشيات داخل الاجهزة الامنية الوطنية
قبل أن يغادر الحاكم المدني (بول بريمر) العراق بانتهاء مهمته وكبادرة حسن نية كما يدعي وبغرض سد الفراغ الامني والحفاظ على الامن والاسراع بتشكيل الجيش الجديد أصدر أمره المشؤوم ذي الرقم 91 في الاول من حزيران (يونيو) 2004 سمح فيه لتسعة مليشيات كانت تعمل بصفة معارضة داخل و خارج العراق في الجيش الجديد بشرط عدم إشراك اي عنصر من الجيش السابق ولا اياً من حزب البعث العربي الاشتراكي وكافة الاجهزة الامنية الاخرى .
مقتبس من الامر 91
جاء في الامر91 ما يلي( إنشاء القوات المسلحة والمليشيات ، التي يسعى قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية ، والأمر رقم 91 لسلطة الائتلاف المؤقتة للسيطرة عليها ، لخدمة اهداف جيدة ونبيلة لحماية الناس من إرهاب نظام صدام... توصل مسؤولو الائتلاف الى اتفاقية مع مليشيات وقوات مسلحة مختلفة وسيتم تفعيل سياسة سلطة الائتلاف المؤقتة حول تحول وإعادة اندماج القوات المسلحة والمليشيات وسَيُشرح تأثيره على رجال المليشيات في العراق ، نحن نتعامل مبدئياً مع تسعة أحزاب لديها قوات مسلحة /أو مليشيات - وهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ومنظمة بدر وحزب الدعوة وحزب الله العراقي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الإسلامي العراقي وحركة الوفاق الوطني العراقي والمؤتمر الوطني العراقي عدد الافراد الذين نتعامل معهم هو حوالي( 100000 الف) مقاتل من المقاومة السابقة ، من هؤلاء، حوالي(90%) سينضمون لعملية التحول وإعادة الاندماج ، وسينضم أقل من 60% فقط الى أجهزة الأمن العراقية والبقية سيتم إعادة دمجهم في المجتمع المدني ، لم يعد لجيش صدام وجود، لكن التهديدات الخطيرة الأخرى لا تزال موجودة.... يمكن الاستفادة من خبرات ومهارات مقاتلي المقاومة التي اكتسبوها على مدى السنين !!! لجعل العراق أكثر أماناً وازدهارا ، بينما نحن في حاجة الى تحويل وإعادة اندماج هذه المنظمات المسلحة ، نحتاج أيضاً أن نعامل مقاتلي المقاومة السابقين باحترام لتضحياتهم في الكفاح ضد طغيان صدام ....الخ
الغريب في هذا الامر هو فرض واقع لتأسيس الجيش الجديد من قبل المليشيات التابعة لهذه الاحزاب المذكورة في الامر بكل وضوح ومن بعده تشكلت احزاب وتكتلات مليشياوية أخرى اتسمت بطابع قانوني مدعوم من الدولة ، والغريب في الامر تأكيده المطلق بان هؤلاء الاغراب عن العراق بانهم قاتلو النظام السابق ويستحقون الاحترام والتقدير شيء مضحك ومؤلم بنفس الوقت فنحن ابناء هذه المؤسسة العسكرية لم نلمس من هؤلاء اي مقاومة او قتال ضد النظام سوى ما جرى في اذار (مارس) 1991 بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت ، عندما تسللت منهم مجاميع من ايران قامت بتخريب وحرق وسرقة كافة مؤسسات الدولة لعدد 13 محافظة في جنوب وشمال العراق ، بالإضافة الى قتل الجنود العزل المنسحبين من الكويت .
ثم تلى هذا الامر بعض القرارات والاوامر اتاحت لمن شمله غبن من منتسبي الجيش السابق تقديم طلبه معزز بشهود لكي يسترد حقوقه ، وقد أتاحت هذه القرارات فرصة ذهبيه للمتصيدين بالماء العكر للكثير ممن ادعوا الغبن تقديم طلباتهم المفبركة مع شهود زور حصلوا على رتب ورواتب ومناصب عالية وعالية جداً لم يكونوا يحلموا بها واصبح من كان قد أحيل على التقاعد او طرد برتبة صغيرة لأسباب عدم الكفاءة او غير شرعية وفق القانون النافذ آنذاك يحتل مناصب مهمة في هذا الجيش وبرتب عالية ( لواء وفريق ) وهكذا اصبح الجيش الجديد ابان تشكيله يضم بالإضافة الى المليشيات الحزبية مجاميع من العاطلين الغير متدرجين وغير الكفوئين لم يستطيعوا أعادة بناء هذه المؤسسة المهمة كسابق عهدها ، وهذا لا يحتاج لأدلة قاطعة اهمها ما جرى في كافة المحافظات العراقية من ادوار لا تتسم بالدور الوطني لهذا الجيش اقساها انسحابه المخجل في 10 حزيران (يونيو) 2014 من محافظ الموصل دون الدفاع عنها تجاه بضع مئات من الارهابيين والمجرمين اطلقت على نفسها تنظيم الدولة الاسلامية في العرق وسوريا ( داعش ) ، احتلوا هذه المحافظة العزيزة علينا جميعا مدة ثلاث سنوات تقريباً عاثوا فيها فساداً وقتلا وتدميرا باسم الاسلام والعروبة ، دون اتخاذ اجراء مناسب في حينه لطردهم وبات الامر وكانه مدبر ومحاك بشكل دقيق جدا لتدمير الموصل او يبدوا عدم اهمية هذه المحافظة لدى سلطات الدولة ، وسيتم التطرق اليه في الفصول القادمة .
القوات الامريكية تسمح لإيران التوغل في العراق دون ردود فعل مؤثرة منها
منذ عمليات تحرير الكويت سمحت القوات الامريكية لإيران بإدخال عناصرها التخريبية الى العراق من الهاربين من الخدمة العسكرية ومنهم المجرمين والارهابيين عاثوا بالأرض فساداً قتلا بالجنود والضباط العزل المنسحبين من الكويت وتخريب وحرق مؤسسات الدولة في ثلاثة عشرة محافظ ، ويبدوا ان النوايا الامريكية كانت تهدف اسقاط النظام السياسي من خلالهم ولكن خابت ظنونهم وتمكنت القوات العراقية من جيش الحرس الجمهوري وجيش الحرس الخاص دحرهم والقاء القبض عليهم واعتبارهم اسرى ثم مقايضتهم بالأسرى العراقيين المحتجزين لدى ايران .
تكرر واقع الحال مع ايران بعد احتلال العراق في 2003 كما جرى ايضاحه آنفاً حيث تركت القوات الامريكية الحدود الشرقية سائبة دون قوات لمنع التسلل الايراني المتوقع ساعدهم في ذلك منظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الاسلامي الاعلى وبعض عناصر حزب الدعوة تنظيم ايران والعراق .
من هنا بدء موضوع الطائفية يأخذ دوره التخريبي داخل العراق من قتل وتهجير وسرقة دور المواطنين الابرياء على الهوية بتشجيع امريكي ايراني واضح دون مسائلة قانونية رادعة من سلطات الدولة بل تركت حل مثل هذه الافعال على المواطنين بدفع مبالغ كبيرة لمن يتم حجزه لدى هؤلاء او يتم تصفيته او الاثنين معاً .
المصادر
• يقول الكاتب فليب فلأندران في مقدمة كتابه كيف نهب العراق حضارة وتاريخ ما يأتي ( لم نرَ فيما مضى جيشاً ديمقراطياً جراراً مثل جيش الولايات المتحدة، ترك الامور سائبة على مدى الاسابيع الاولى من نيسان، في حين كان العراق ينهب تحت سمعه وبصره، وذلك بسبب الاوامر المعطاة له. فقد انطلقت حينذاك آلة جهنمية، فهل كان بالإمكان ايقافها؟ لقد حاولنا جاهدين ان نفهم ذلك كله، فقمنا بتحقيقات بوسائل كانت احياناً فعالة واحياناً اخرى بوسائل صحافية تثير السخرية ....ويستطرد المؤلف فليب ، ان ما شاهده العالم ليس سوى نهب منظم وتخريب على نطاق واسع، مشهد في غاية القبح والبشاعة، يتمثل في توقيع على بياض صكه رئيس امريكا من اجل اطلاق عملية نهب بغداد. ط1، عويدان للنشر والطباعة ، بيروت .
• مصطفى علي العبيدي : صفحات احتلال العراق 2003 – 2007 : الدار العربية للعلوم ناشرون.
• بول بريمر الحاكم المدني للعراق :مذكرات بول بريمر – عامي بالعراق.
• صرح اللواء جبار ياوروكيل وزارة البيشمركه : ان قوات البيشمركه ليس لديها مصادر تسليح واسلحتها الحالية من غنائم الجيش السابق من الفيلق الاول والثاني والخامس التي كانت في تماس مع كردستان :جريدة الشرق الاوسط العدد 10954 في 24/11/2008 .
• أمر سلطة الائتلاف الرقم 91 في حزيران 2004 : الوقائع العراقية العدد 3984في 1 حزيران (يونيو) 2004 .
• يتبع الجزء الثامن والاخير..
للراغبين الأطلاع على الجزء السادس:
https://www.algardenia.com/maqalat/58294-2023-04-07-08-48-42.html
550 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع