بر الوالدين وذم العقوق

                                          

                          عبدالكريم الحسيني


قال تعالى ...بسم الله الرحمن الرحيم (( واعبدوا الله لاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ... وقال تعالى ,وان اشكر لي ولوالدي اليك المصير ... وقال تعالى , لاتقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما )) صدق الله العظيم ..

من اكثر الامور ايلاما في الحياة ان ترى ولدا عاقا يؤذي والديه او يتركهم يجابهون صعوبات الحياة وهم في هذه السن وعمر الشيخوخه وكثيرا ما نرى ونسمع عن هؤلاء وامثالهم في حياتنا المعاصره الموصوفه بالحداثه والعتب ليس على الحياة وحدها ولا التطور والظروف ولكن العتب على الرجل الذي يترك والديه تحت ضغط الحياة وهمومها وصعوباتها ولكن الاكثر ايلاما ان تنتهج الزوجه نهجا يدفع الزوج الى ترك والديه او اهمالهم لغرض الاستحواذ به لنفسها وذلك من اعظم الذنوب واكثر التصرفات التي لايمكن ان توصف الا بااوطأ العبارات واحقرها ..

لم يتعود القراء مني مثل هذه المواضيع ولكني قد كنت مضطرا لطرح مثل هذا الموضوع بعد ان اتصل بي صديق عزيز واخبرني بان احد ابناء صديق آخر لنا قد رمى ابيه في الشارع وهو اقرب الى الموت لانه يعاني من عدة امراض بسبب الشيخوخه هذا الامر ذكرني من خلال حياتي وما شاهدته من هذه الامور اذكر منها مثالين :

الاول في فترة الستينات عندما كنت ابحث عن غرفه للايجار لااحد الاصدقاء في منطقة البتاويين في بغداد صادفني في احد الدور امرأه كبيرة السن يبدو علي محياها الوقار والنعمه وتساء لت مع نفسي هذه المرأه لايمكن ان يكون مكانها هنا وجلست بالقرب منها وبدأت الحديث معها تشدني رغبه في كونها اقرب الى والدتي في ملبسها وهيئتها وبعد الاخذ والرد تبين انها ام احد الاغنياء وهو وكيل شركة فورد الامريكيه في العراق ويملك ماشاء الله ان يكرم عباده .. امه تسكن في غرفه حقيره ويبعث لها كل شهر بيد خادمه ( 5 ) دنانير كنفقه شهريه وهو ينعم بقصر بل بقصور في الكراده وخدم وحشم وكان بمقدوره ان يسكنها بالقرب منه ولكن ابى الشيطان الا ان يجعله عاقا لوالديه ..

والمثال الثاني كان خلال القصف الامريكي على بغداد في شهر كانون الثاني عام 1991 وتحديدا في منطقة عرصات الهنديه واكثر الناس كانت قد غادرت بيوتها الى المدن والارياف او الى الخارج خوفا من الحرب واذا بأمرأه كبيرة السن تجلس على سياج دار جاري وهو احد اغنياء بغداد وهي تبكي ترجلت من سيارتي ودنوت منها ةسألتها ما يبكيك ياخاله فاشارت الى الدار قلت من قالت ( فلان ) قلت وماعلاقتك به قالت انا امه قلت وماذا فعل قالت جئت أأوي بقربه في هذا الظرف ولكنه طردني ورماني على الرصيف ..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اياكم وعقوق الوالدين فأن ريح الجنه تأتيكم من مسافة خمسمائة عام ولايجدها عاق ) ويقول الامام علي رض الله عنه وارضاه ( لو علم الله ماهو ادنى من كلمة اف لحرمه ..فاليعمل العاق ماشاء من العمل فلن يدخل الجنه وليعمل البار ماشاء من العمل فلن يدخل النار ) وقيل ان رضا الله في رضى الوالدين وسخط الرب في سخطهما ..

قيل يارسول الله ,, فلان حج عن والده حجه بعد وفاته ؟ قال صلى الله عليه وسلم كتبت لابيه حجه وكتبت له براءة من النار ,,, صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان رجلا عابد يقبل بطن قدم امه كل يوم فأبطأ على اخوته يوما فسألوه اين كنت ؟ قال اتمرغ في رياض الجنه فقد سمعت ان الجنة تحت اقدام الامهات .

وقد كلم الله سبحانه وتعالى نبيه موسى ثلاثة الاف وخمسمائة كلمه وفي اخرها قال موسى يارب اوصني قال سبحانه وتعالى ,, اوصيك بامك قالها سبع مرات الا ان رضاها رضاي وسخطها سخطي ..

جاء رجل الى الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله تعالى عنه وارضاه ) فقال , ان لي ام بلغ بها العمر عتيا وانها لاتقظي حاجتها الا وهي على ظهري اعمل لها مثل المطيه فهل اوفيتها حقها ؟؟ فقال عمر لا لانها كانت تفعل ذلك معك وانت فعلت مافعلت وتتمنى ان تفارقها ,,

وقيل للامام علي بن الحسين رضي الله عنهما انت من ابر الناس ولاتأكل مع امك في صفيحة واحده ؟قال اخاف ان تسبق يدي يدها الى ما قد نظرت عيناها واشتهت فأكون قد عققتها ..

هذا هو السلف الصالح فكيف بنا نحن اليوم وقد اخذتنا حلاوة الدنيا ومباهجها وكم منا نسي امه وابيه ان كانوا في الحياة بزياره وعطف وسؤال وهديه وكم منا من قدم صدقه وترحم عليهما بمال او دعاء ؟

الايستحقون منا ذلك ؟ هم من افنوا اعمارهم وحرموا انفسهم من ملذات الحياة في سبيل ان ينشأونا ونحن نكبر امام اعينهم يوما بعد يوم وفي كل يوم امل ومعاناة وحب وتضحيه ...الاتستحق هذه الام التي تقف يوميا خمس مرات امام الله سبحانه وتعالى تدعوا لك في الحفظ والرزق والصحه والاولاد الايستحق الاب العجوز منكم ان تزوروه وتعانقوه وهو لايملك لكم الا الدعاء ..

اعتقد اننا جميعا ياشباب اليوم بحاجه الى وقفه واعادة نظر لاننا نسير بالاتجا ه الخطأ ...بادروا فأن رمضان آت ولكم فيه فرصة ان كنتم تحبون الله ورسوله ....

مع تحيات عبد الكريم الحسيني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع