منتصف الصوم الكبير

                                                       

                             أسيت يلده خائي

منتصف الصوم الكبير

‏ܦܠܓ __ܦܠܓܐ__ܦܲܠܓܵܓܹ̈ܐ __ܦܸܠܓܘܬܼܵܐ

بمناسبة نصف زمن الصوم الكبير المدعو بالسورث المحاكه بها لفظوها ( بلو او بلكو) ܦܠܓ. ܦܠܓܐ ومعنى الكلمة هو نصف زمن الصوم وماخوذة من كلمة آرامية

-في هذا اليوم توجد صلاة رائعة في ( الحوذرا/ كتاب الصلوات) ترتل خلال القداس حيث تقول هذه الصلاة: " واجب على الجسد والنفس أن يصوما كلاهما سوية، فعندما يصوم الجسد من الخبز، تصوم النفس من الشرور. لأنه باطل هو الصوم من الخبز، إذا لم تتوقف النفس من الشهوة الباطلة للشرور. . بالصوم من الخبز يتكبرون الأشرار بجهل، والنبي يكرز بوصية سيده بين الأمم ويقول، ليس هذا هو الصوم الذي اخترته، أن يصوموا البشر من الخبز والخمر فقط، بل الصوم من الشرور.

" الصوم هو أن تكسر خبزك للجائع، وأن تدخل البائسين المطرودين الى بيتك"

(اشعيا 7:58)
ولب موضوعنا هو شرح مبسط لواحدة من أهم تقاليدنا الموروثة والعديدة واشهرها تكون ما قبل عيد الميلاد المجيد والذي مدته خمسة وعشرون يوماَ , والصوم الكبير ( الخمسيني ) الذي يسبق عيد القيامة والذي مدته خمسون يوما , وللصوم الخمسيني عند شعبنا الاشوري العديد من التقاليد والعادات والمراسيم التي يحرص على احيائها قبل حلول عيد القيامة , حافظ عليها الاباء والأجداد بإعطائها قدسية خاصة , كي يستمر دورها في توثيق العلاقات العائلية والأواصر الإجتماعية وتقويتها بين أبناء الشعب الواحد , من أجل تثبيت هويته المتميزه عن غيره من الشعوب , مارسها اهلنا واجدادنا في مواطنهم وقراهم ومدنهم المختلفة في بين النهرين , من هذه الطقوس والعادات هي (مپلويي ) التي تعني باللغة العربية التقسيم او التوزيع
وهنا لنا هذا التقليد( پلكو )ألذي يقع في الاحد الرابع للصوم الخمسيني , وتحديدا في منتصفه , يحتفل به بطريقة ومراسيم خاصة جميلة , يتلهف لها ابناء العائلة وبناتها لمقدمه لما فيه من خصوصية واثارة وتحفيز للمشاركة الجماعية , وتفاصيله غنية عن الشرح حيث تقوم الام او الاخت الكبرى في العائلة تقوم بتحضير عجينة من الطحين , تضيف اليه الخميرة لعمل رغيف كبير او كما نسميه باللهجة العراقية قطعة خبز او كرصة خبز وبالسورث زيديثا يتم احضار برعم صغير او قطعة صغيرة من شجرة العنب ( الداليثا ) الغير المتفتحة , ( وتكون عادة على شكل صليب ) يتم وضعها في العجينة المختمرة الجاهزة للشي او الطبخ في التنور بعد تسطيحها , حيث يتم اخفاء ذلك البرعم الصغير بشكل دقيق بحيث لا يظهر للعيان , الى ان تستوي العجينة وتصبح رغيفاَ لذيذاَ جاهزاَ للأكل , يقدم في وجبة الفطور الصباحية , حيث تقوم الام بتقسيم الرغيف الى اجزاء وقطع متساوية حسب عدد افراد العائلة , واعطاء كل فرد قطعة منه , يقوم بنبشه والبحث فيه عن البرعم الصغير بلهفة كبيرة , ويكون محظوظاَ من يجده في قطعة الخبز التي من نصيبة
البعض استبدل الخبز بالكليجة او قطعة الحلوة ووضعها داخل ورق الجكليته كما نسميها بالعراقي

ومازالت هذه الظاهرة التراثية الجميلة تمارس في مناطق عدة من تواجد ابناء شعبنا الاشوري في الوطن وخاصة في القرى وبعض المدن الصغيرة , بالرغم من أنحسارها في أماكن أخرى وخاصة في دول المهجر , الى جانب الكثير من العادات والطقوس والممارسات الفولكلورية المختلفة التي هي من ضمن تقاليدنا الجميلة وموروثنا الشعبي والتي باتت في طي النسيان , في ظل التطور التكنولوجي الهائل
تحية لكل أبناء امتنا بكل بقاع الارض والمحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا المتوارثة
أتمنى للجميع صوما مقدسا ومباركا وأن نقربه صافيا لله الآب لاجل السلام في العالم وخصوصا في أرض الأباء العراق .

    

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع