العراق يحتضر.. و الحكيم يخطب.. و الجو بديع ؟

                                      

                            داود البصري            

في واقع مأساوي ، و بعد شهر كامل من حصيلة دموية مرعبة كلفت العراقيين أكثر من ألف قتيل غير آلاف الجرحى و المشوهين ،

و بعد تردي أمني و سياسي وقمع سلطوي حاد ضد جماهير المنتفضين السلميين ، و تورط عسكري عراقي في دعم جزار الشام المجرم ، إلتئم عقد الأطراف السياسية العراقية التعبانة و الفاقدة للمصداقية في بيت عمار الحكيم القائد الوارث لتنظيم ( المجلس الأعلى الإيراني للثورة الإسلامية في العراق )!! أو ما يعرف بصيغته التعريقية المستحدثة ( المجلس الإسلامي العراقي )!.. في محاولة كما يقولون لإيقاف عجلة العنف في العراق ودعم الحالة الأمنية!! وقد شرب الحاضرون أنخاب الهزيمة و الفشل بكل جدارة ، وحضروا الإجتماع العام لجمعية القادة الفاشلين و المهزومين و المحميين خلف حصون المنطقة الخضراء في حفل الكوكتيل الرائع الذي لم تتخلله للأسف حفلة راقصة تنكرية!! لأن الحاضرين يحرمون الرقص و الفنون و يكتفون بشرب الدماء و شفط الأموال! وقد ألقى عمار الحكيم خطبته الإرشادية المعهودة وكانه معلم في مدرسة إبتدائية أو لمحو الأمية !! وكان ظريفا وهو يلقي على الحاضرين مواعظه الرثة رغم أن أصغر الحاضرين كان يكبر الحكيم بعقدين من الزمان ؟ لا أدري حقيقة كيف يمكن لإجتماع ( شاي و عصير ) في ذلك القصر الحكيمي الفاره و المكيف أن ينهي حلقات أزمة عراقية مستفحلة منذ أكثر من عشرة أعوام لم ينجح الطبيب و النطاسي الأمريكي في حلها بينما يريد الحكيم حلها عن طريق شرب العصير و ( بوس الخشوم )! و الإكتفاء بالسلام و الكلام العام بعيدا عن إيجاد الحلول الحقيقية و ليس المنافقة لأفظع و أشد أزمة وجودية تعصف بالعراق الحديث و تهدد بنشظيه و تقسيمه ؟ لماذا لم يحاسب المجتمعون وجلهم من قادة الفشل و التردي و بعضهم قد بلغ من العمر أرذله رئيس الحكومة نوري المالك على فشله المقيم وعلى تعديه على دماء العراقيين و على شقه الواضح لطريق الحرب الأهلية و الطائفية من خلال دعمه الصريح للعصابات الطائفية المسلحة و المجرمة من أذناب المخابرات الإيرانية وفي طليعتها عصابات العصائب و جيش المختار ؟ و كيف تنجح الأجهزة الأمنية و الإستخبارية في مكافحة عمليات الإرهاب الأسود و إيقاف عجلة الموت بالسيارات المفخخة ونفس الأجهزة قد عجزت عن ملاحقة و إعتقال المجرم و الإرهابي و زعيم العصابة التافه المدعو ( واثق البطاط ) وهو يدعو و يعمل للحرب الطائفية المريضة ؟ أين المحاسبة و أين مبدأ العقاب و الثواب ؟ وهل بإجتماع شلة من المنافقين و الفاشلين في قصر عمار الحكيم تننهي كل مسارب الأزمة العراقية و تكون الدنيا ربيع و الجو بديع.. و يسلم الجميع بالتالي على الباذنجان ؟ عن أية رؤية سلمية و مواثيق شرف يتحدثون فيما عصابات الموت الطائفي المدعومة من رئيس الحكومة تعيث فسادا في الأرض و تهدر دماء آلاف العراقيين من الشيعة و السنة تحقيقا للهدف الإيراني و الصفيوني المقدس في تقسيم العراق و تدميره و إحالته لمستودع أموات التاريخ ؟ ألا يخجل أولئك المتنعمون و المترفون في قصر عمار الحكيم وهم يصنفون أنفسهم على كونهم ( قادة )! من هم أولئك القادة ؟ و كيف إكتسبوا تلكم الصفة ؟ وماهو دورهم في إسقاط الفاشية البعثية ؟ وهل كان أولئك القادة ليتحولوا لقادة فعلا لولا أحذية المارينز الأمريكي الثقيلة التي أزاحت نظام صدام و سلمتهم العراق بقضه و قضيضه ليتحكموا به و يسلموه بالتالي لسيدهم الإيراني!! أي مهزلة تجري في العراق ؟ و كيف يطلب الحل ممن هم أصل المشكلة و البلاء ؟... لقد بينت حفلة كوكتيل قصر عمار الحكيم ( دام ظله ).. بأن النفاق في العراق هو حالة بلا حدود.. و بأن الشعب العراقي بصمته المخزي يتحمل المسؤولية الكبرى فيما يجري!!... وهنا أتذكر قصيدة أبو العلاء المعري ( قدس سره ) وهو يندب حظه العاثر و يقول : ..                                                
يسوسون ألأمور بغير عقل

فيطاع أمرهم و يقال ساسة!

فأف من الزمان و أف مني

ومن زمن رئاسته خساسة!

وسلامتكم من الآه ياقادة يا كرام... و الله حالة.... و الله طرطره..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1045 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع