جيب ليل واخذ عتابه

                                   

                       هناء الداغستاني

ها هي الحياة تمضي بنا من دون ان نقدر على تحقيق كل ما نصبو اليه بسبب الخذلان الذي يعترينا احيانا ويصر على ان يكون سباقا لايقاف اي خطوة لعدم وجود الرؤيا الواضحة للاسس والمبادىء التي ما برحت تبحث عن ماهيتها في مجتمعنا الذي تغير مما يدفعنا الى تأجيل مانريد او ربما الى عدم التفكير به مما يزيدنا الآما واحباطا ويجعلنا نحزن ونتألم..

لان السبل تضيق بنا وتقتل قدرتنا على مواجهة مانصادفه من عقبات او ظروف غير مستقرة ولكن مع هذا كله نبقى نحاول ونحاول عسى ولعل ان نفلح ونحقق شيئا من اشياء كثيرة نتمناها وربما نضحك على انفسنا ونقول خيرها بغيرها لنوهم انفسنا بالامل لاننا عجزنا من الحصول على حقوقنا البسيطة جدا لنعيش كمواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات فكيف بالتمنيات التي تريد باعا طويلا محاطا بالظروف المناسبة ولنرجع الى حق بسيط من حقوقنا الا وهي الكهرباء التي نعاني جميعا من انقطاعها لساعات طويلة وخاصة في الليل الذي جعله الله لنا سباتا وتجعلنا لانستمتع بنوم هادىء يريح اعصابنا ويعطينا القوة لممارسة اعمالنا التي تنتظرنا للقيام بها صباحا يضاف الى هذة المعاناة البق والبعوض الذي يهجم علينا بلا رحمة ليستفرد بنا لاننا لقمة سائغة ويتدلل في امتصاص دمائنا كي يكمل علينا ويساعد القلق والعصبية على تمزيق اعصابنا التي نحاول ان نهدأها بحمام بارد ولكن هيهات ليأخذ الليل نصيبه منا من التعب والارهاق ونجد انفسنا في نهار جعله الله معاشا واعلن عن براءته مما نحن نعانيه لاننا بالكاد نكون فيه سعداء للتعب والكآبة والمعاكسات التي تلف بنا مع اننا نحاول قضاءه بشتى الطرق لاكمال رسالتنا في الحياة ولانعرف كيف ولكننا نحاول؟وليحل الظلام معلنا قدوم الليل الذي يصرخ معلنا براءته ايضا من الآمنا وسهادنا واستفراد البق والبعوض بنا من جراء انقطاع الكهرباء غير المبرر وليستمر تناوب الليل والنهار واكثرنا يراوح مكانه ولايعرف رأسه من رجليه من كثرة الهموم والمشاكل والتعقيدات والصعوبة في العيش واجترار الاحلام والحقائق..وجيب ليل واخذ عتابه.التي ربما هي الاخرى نبذتنا لعدم وجود الواهس..ولان عتابات كثيرة من واقع حياتنا حلت مكانها وبجدارة لتجعل الليل طويلا طويلا تتقافز فيه..حسبة تجيبني وحسبة توديني..مع البق والبعوض ليكون ليلا رائعا وبامتياز حتى الصباح لتضاف اليها حسبات جديدة..حلو..طيب نحن لم نحل الحسبات القديمة فكيف بالجديدة؟الله يكون في عوننا ويعطينا القوة والقدرة على حلها وهنا يرد علينا الليل والنهار بكلمات قليلة ..اسألوا الحكومة.. تصدير الكهرباء بعد توفيرها لكم لاربع وعشرين ساعة؟مع الاسف ليس لدينا اجابة؟؟؟وسنبقى نتساءل الى متى نبقى معلقين بين الارض والسماء؟الى متى نتحمل؟ ولماذا؟ولاجل من؟لنجيب على انفسنا بدمعة وابتسامة بهدوء وضجيج لانعرف لان الحابل اختلط بالنابل وبصراحة ..تاهت علينا..واصبحنا كلنا ندور في فلك عتاباتنا المشتركة التي تنتظر الليل لتشكي اليه همها وهو يسمعها بوجع ويسأل اذا تأخرنا قليلا..انا موجود لعد وين العتابه.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1048 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع