إبراهيم الجعفري رئيسا للعراق ! المهزلة في زمن الغربلة ؟

                                        

                           داود البصري

بعد مرض الرئيس العراقي جلال طالباني وعدم إمكانية إستمراره في منصبه الرئاسي تنطعت الرؤوس و أرتفعت القامات ،

و تزاحمت المناكب ، و تصارعت القبائل السياسية و الطائفية من أجل الوثوب على كرسي الرئاسة العراقية الشاغر منذ فترة طويلة ، رغم أنه منصب فخري محض و لكنه يمثل سيادية إعتبارية مهمة تتعلق بهيبة الدولة العراقية الضائعة أصلا وسط بحار الأزمات و المشاكل و الدماء و عمليات التفجير الإنتحارية ذات البعد الطائفي التي عادت بقوة لتهز العراق وتجعله يسير على خط التقسيم المؤلم و الذي يبدو أن بعض الأطراف تسعى إليه بقوة في ظل الدعم الحكومي الواضح للعصابات الطائفية و الإرهابية المجرمة و التي يسيرها جهاز الحرس الثوري الإيراني الإرهابي لتفعيل كل مسارات الفتنة الداخلية ، كعصابات جيش المختار و عصائب أهل الحق و كتائب حزب الله وعصابة ( سيد الشهداء ) و ( ثأر الله ).. و غيرها من الأسماء و العناوين الخرافية التي عادت لتظهر وجهها القبيح محيلة العراق لهشيم تذروه الرياح ، ويبدو أن رياح التقسيم الطائفية قد زحفت على كل شيء و أبتلعت كل الأشياء الجميلة الباقية من عراق كنا نعتقد بأن ديمقراطية ما بعد الإحتلال قد تؤسس لوضع صحي جديد ، فإذا بالواقع المر يفرز خوازيقا مؤلمة عانى منها الجميع ، و الطريف إنه وفي ظل الصراع على منصب الرئاسة العراقية برز من بين الصفوف وجه من وجوه الفشل السياسي و الفتنة الوطنية وهو رئيس الوزراء السابق و زعيم التحالف الشيعي إبراهيم الجعفري القائد السابق للفرع اللندني لحزب الدعوة الإيراني و الذي ترك منصب رئاسة الوزارة عام 2006 بعد أن تسبب بكارثة وطنية عظمى وحرب أهلية و أنكفأ ملوما محسورا يجر تبعات فشله العظيم ليتحول لقائد للتحالف الطائفي ينظر و يتكلم و يناور أكثر مما يقدمه من نشاط وطني ، و اليوم يعود الجعفري للساحة و الميدان وهو متأبطا لمشروع تقديم نفسه كرئيس إنتقالي مؤقت للعراق بدلا من الرئيس المريض و الذي ونظرا لطبيعة مرضه ( جلطة دماغية ) لايمكن أن يعود و يمارس سلطاته بطريقة كاملة ولا بد بحكم الضرورات و طبائع الأمور من إحالته على التقاعد و بالتالي شغور منصب الرئاسة وحيث يتصارع القوم بالمناكب على ذلك الكرسي ، شخصيا لا أؤمن أبدا بالتحاصص الطائفي و العرقي ، وليس عندي مشكلة في أن يكون الرئيس عربيا أم كرديا أم تركمانيا ، شيعيا أم سنيا أم حتى مسيحيا أو يهوديا ، شريطة أن يكون عراقي الولاء و الإنتماء و متساميا على الطائفية و العنصرية ، وتلك صفات للأسف لا تتوفر في غالبية المرشحين وفي طليعتهم إبراهيم الجعفري الذي يمثل كتلة جامدة من الحقد الطائفي المريض المعجون بالمرض النفسي المقيم و المؤكد ، فمن الأمور التي قد لايعرفها قطاع كبير من الإعلاميين و المراقبين يتمثل في كون السيد إبراهيم الجعفري و الذي كان لاجئا في بريطانيا لمدة 12 عاما من الزمان هو ( متقاعد لأسباب صحية و تحديدا أسباب نفسية ) منعته من العمل في بريطانيا وحصل بموجب تقرير صحي بريطاني رسمي موثق على قرار بالتقاعد الصحي لعدم قدرته على العمل بسبب أمراض نفسية!! لذلك فهو لم يمارس في بريطانيا أبدا مهنة الطب! بل تحول ( لحملدار ) ومرشد ديني لحملات الحج و الزيارة طيلة سنين طويلة!! ومع ذلك فبعد إحتلال العراق عام 2003 تهاطلت عليه المناصب و صبح رئيسا للوزراء!! فالعراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يمكن للمرضى التفسيين و المتقاعدين الصحيين أن يصبحوا فيه قادة ووزراء و رؤساء أيضا!!!؟ لذلك لا نستغرب أبدا حالة التدهور العراقي الشاملة ؟ لا أدري حول الكيفية التي طرح بها الجعفري نفسه ليكون رئيسا لجمهورية العراق سوى الرغبة الجامحة لحزب الدعوة الطائفي في أن يتحكم بجميع سلطات العراق و الهيمنة عليه بالكامل ؟ وإلا كيف يتسنى لمطرود من منصب رئيس الوزراء أن يتحول لرئيس جمهورية في بلد يعيش اليوم أبشع حالات التشظي و الإنهيار ؟... تلك هي المسألة ؟.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

811 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع