المالكي .. يفقد توازنه

                                       

                             صديق المجلة
في ظهيره ساخنه عندما كنت اراقب القنوات الفضائيه وهي تنقل الاخبار العاجله الواحده تلو الاخرى وهذا المسلسل الدموي الذي يحصد الناس بدون تميز ولا هدف سوى اشباع لرغبات البعض ممن حسبتهم الظروف سياسيين وعراقيين وهم ابعد مايكونوا حتى من الحيوانات في تصرفاتها .

لفت انتباهي خبر عاجل يفيد بان دولة السيد رئيس الوزراء سوف يعقد مؤتمرا صحفيا بعد قليل ينقل مباشرة من القاعه الاعلاميه لمجلس الوزراء واخذتني الاحلام بعيدا فقلت في نفسي انه سوف يعتذر للشعب العراقي او لعله سوف يستقيل ليكبر في نظر الناس وانا انتظر بلهفه لهذا المؤتمر جالت بي الذاكره الى الايام الاولى من شهر تموز عام 1982 عندما صحى الشعب البريطاني على خبر مهم في اخبار الساعه الثامنه يفيد بأن مجهول قد خرق الجهاز الامني لقصر برمنكهام الملكي ووصل الى مخدع الملكه اليزابيث الثانيه ملكة الامبراطوريه البريطانيه العظمى وكان الخبر مقتضبا ولم يذكر تفاصيل سوى القاء القبض على الدخيل ,, وفي اخبار التاسعه افاد مصدر من وزارة الداخليه ان فريق تحقيق من المحققين باشر بالتحقيق في القضيه ,, وفي الساعه الثالثه والنصف يعد الظهر من نفس اليوم ظهر وزير الداخليه البريطاني ( وليم وايت لو ) على شاشات التلفاز البريطاني ليعلن اعتذاره لجلالة الملكه واعتذاره للشعب البريطاني وليقدم استقالته الى رئيس الوزراء معلالا ايها بما يلي ( لم اتمكن من تأمين الحمايه الازمه لجلالة الملكه وبالتالي فأنا غير مؤهل لتأمين الحمايه للشعب البريطاني ) .. وفي هذه التأملات التذكاريه اطل علينا السيد رئيس الوزراء ومعه مجموعه من كل الاطياف ليجعلهم رساله بان اللحمه والتآلف بين مكونات الشعب موجوده والحمد لله ..

لااريد ان اخوض في المؤتمر الصحفي ولكني اقتبس منه مايلي : موضوع البرلمان وموضوع القيادات الامنيه .

لقد ذكر السيد رئيس الوزراء في اتهامه الجديد بعد ان استهلك اخر اتهام تعودنا عليه وهو الموشح ( الارهابيين , التكفيرين , البعثيين , ازلام صدام ) واصبح الاتهام الجديد هو ( البرلمان العراقي ) هو الارهاب وهو الطائفيه وهو البعث وهنا لابد من وقفه جاده مع النفس لنرى ماذا حصل :

اولا . ان البرلمان ولد من رحم الامه وجاء نتيجة انتخابات ديمقراطيه نزيهه باعتراف الكثير واشادة الدول فكيف انقلب بين ليلة وضحاها الى ( ارهابي , طائفي , بعثي ) وهذا موضوع خطر للغايه فاما ان يكون الشعب الذي زين اصابعه بالثوره البنفسجيه قد انتخب ( الارهاب والطائفيه والبعثيين ) عن قناعه وباختيار ديمقراطي .

واما ان تكون الانتخابات مزوره ويعني هذا ان الجميع من في السلطه مزور من رئيس الجمهوريه الى رئيس الوزراء والخ ...

واما ان تكون الانتخابات كانت بدعه وتمثيليه والموضوع لايتعدى كونه صفقه تجاريه بين السياسيين اتفق عليها في غرف مظلمه .وهذا يعني ايضا ان كل مانتج عن ذلك هو باطل .

ثانيا . ان وصف البرلمان بهذه الصفه تعني ان البرلمان غير موثوق به وهو فاقد الاهليه شرعا ومنذ تشكيله وعيله فأن قيام البرلمان بمنح الثقه للمالكي وحكومته هي باطله .

ثالثا . عندما جرت الانتخابات عام 2010 كان السيد المالكي رئيسا للوزراء ( الوزارة الاولى ) وهو مسؤول قانونا عن ماورد اعلاه .

رابعا . مالذي جعل المالكي يتستر على هكذا برلمان ( ارهابي , طائفي , بعثي) طيلة اكثر من ثلاث سنوات وهو يعلم ذلك وكيف كان يجيز لنفسه ان يعمل تحت سلطه تشريعيه بهذا الوصف .

خامسا . قيام السيد المالكي بدعوة النواب الى عدم حضور الجلسه الاستثنائيه هي دعوه تمرد على السلطه التشريعيه ووصف النواب الذين سوف لايحضرون الجلسه بالاحرار وهذا يعني :

1. ان مجموع من صرح انه سيحضر هو اكثر من 200 نائب من كتلة العراقيه والاحرار والكردستاني وبعض النواب وهذا يعني اكثر من نصف لبرلمان يكثير فهل يعني ان هؤلاء ليسوا باحرار أي انهم هم الارهابيون والطائفيون والبعثيون ؟

2. وهل يحق للسيد رئيس الوزراء ان يحرض على مقاطعة البرلمان بحجة ان الجلسه سوف تتحول الى منبر للبعثيين والى سوق عكاظ وحتى وان كانت اليس هو البرلمان العراقي .؟

انتقل الى النقطه الثانيه وهي التغيرات الامنيه وهنا لابد من قول وطني عراقي يوقف ولو قليلا من الدم العراقي المستباح بدون توقف .

تغيير القيادات العليا والوسطيه لن يغير من الامر شىء ولن يخفف العنف لان السبب ليس فيهم وماتقوم به ياسيادة رئيس الوزراء هو جعلهم كبشا للفداء وذرا للرماد في عيون بعض الساسين المطالبين بتغيرهم ظنا منهم ان ذلك هو الحل وهنا اقول وانا ناصحا لان الموضوع هو العراق والدم العراقي وبدون مزايدات ان القيادات الامنيه التي سوف تأتي سيكون حالها حال التي قبلها لان كليهما جهله في تدابير الامن ولايغشون احد بالمظهر والكلام فأن الامن علم يحتاج الى مختصين وذوي خبره وممارسه وعليه فأن خروجهم من المهمه سيجعلهم براحه تامه بعد ان امتلئت جيوبهم باموال الشعب ولن يغيروا من الامر شيئا ..

اذا كنت ياسيدي يارئيس الوزراء جادا في استباب الامن فيجب ان تبدأ بنفسك .. كن عادلا وآمنا ونم قرير العين فأن الامن سيكون متوفرا وانا متأكد انك غير آمن بدليل ان موكبك لايماثله احد من رؤساء ولاملوك العالم ومن 45 عجله وبعددهم تسبق الموكب وبعدده تأتي بعد الموكب وهذا دليل على انك خائف وغير آمن ولااعتقد ان جفونك تذوق النوم .. وهنا ارجو المعذره في اسألتي هذه ولكن لابد منها

1- هلى فكرت يوما ان تزور ملجأ للايتام لترى ماذا يحتاج هؤلاء الذين اوصى الله ورسوله بهم ؟

2- هل زرت مستشفى واطلعت على العلاج واحوال المرضى ؟

3- هل توقفت يوما امام مسطر العمال لترى مابهم واحوالهم واجورهم وبطالتهم ؟

4- هل زرت بيت من بيوت العراقيين وتحسست معاناتهم بالبرد والحر والمطر ؟

5- هل زرت محافظة من محافظات المنتفضه قبل انتفاضها ؟

لقد كنت اتوقع ان تكون سياسيا بعد سبع سنوات من الحكم عندما ظهرت اول اعتصامات في الانبار كنت اتوقع ان تفعل كما يجب ان تفعل وتذهب اليهم ا وان ترسل لهم وفدا ليرى مابهم ولماذا تظاهروا وهنا اذكرك بان الحكم ليس بالقوه فقط ..في حادثه في السبعينات ثارت عشائر احدى المحافظات الاردنيه ورفعت السلاح وقطعت الطرق وبعد ستة ساعات هبط المرحوم الملك حسين في طائرته السمتيه في احدى مضايف العشائر وقال لهم انا ضيفكم ورحبوا به وجلس معهم وتداولوا بالامور وحلت معظم القضايا وانتهى التظاهر بدون خسائر بل بالعكس تعززت مكانة الملك في قلوب المواطنيين .

ياسيادة رئيس الوزراء انت اتخذت موقفا سلبيا من التظاهرات منذ اليوم الاول ووصفتها بالفقاعه والنتنه ولم تكلف نفسك بالسؤال عن الاسباب وهل سألت عن عدد المقبولين من هذه المحافظات في اكاديمية الشرطه والكليه العسكريه وكلية الطيران وهل سألت كم من اهل بغداد الاصليين يعملون في امانة بغداد او محافظة بغداد وهل سألت وزير الداخليه كم مدير عام في وزارته من المحافظات السنيه وهل سألت كم من البعثات خارج القطر شملت الطلبه من هذه المحافظات؟ كيف يمكن ان تقود شعبا وانت لم تعدل بينهم ولم تدري مابهم .

حتى لايفوتني الموضوع الامني اقول طالما هناك آفة الفساد فأن الامن لن يستتب طالما هناك دولارات بامكان الارهاب ان يمر من السيطرات وتصل المفخخات ويقتل ولد الخايبات وطالما ان القائد والضابط والجندي والشرطي مرتشي فتوقع ان تمر مئات من المفخخات والعبوات وكل شىء بثمنه ..

ذهب الملا عبود الكرخي الى علاوي الحله في بغداد وكانت انذاك سوقا عامره واراد ان يشتري سمك ووجد امرأه تضع سمكا في صينيه فسألها عن السعر فأجابته وعند ذاك رفع السمكه في يديه وقرب ذيل السمكه من انفه فقالت المرأه ( حجي اذا تريد تعرف السمجه جايفه اشتمها من راسها فضحك الملا عبود وقال لها ادري الراس جايف بس دااشوف وصلت الجيفه الى الذيل لو لا )

ونستودعكم الله

صديق المجله \ بغداد 21/05/2013

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1074 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع