(لنكولن).. الرجل المحترم

                                           

                           مشعل السديري

لا أتردد دائما على إظهار إعجابي بالزعيم الأميركي (أبراهام لنكولن)، عندما كانت أميركا منكفئة على نفسها، لسبب بسيط وهو أن ذلك الرجل كان يخوض في الحرب الأهلية دفاعا عن قضية إنسانية تدعو إلى رفض العبودية.

وفي هذه العجالة دعوني معكم أن نتصفح الوجه الآخر لذلك الزعيم.

فعندما كان محاميا ناشئا أراد أحد الأثرياء أن يقاضي رجلا فقيرا على دين قدره دولاران ونصف الدولار، انتقاما منه. وعندما أنكر الفقير الدين ورفض دفعه، طلب الثري من لنكولن أن يرفع له القضية، ولم يكن لنكولن ميالا لمباشرة هذه القضية، ولكنه ما لبث أن رضي، ولكنه اشترط على الثري أن تكون أتعابه عنها عشرة دولارات تدفع مقدما، ووافق الثري لأنه أراد أن يمرغ أنف خصمه بالتراب، ودفع الثري الدولارات العشرة.

عندئذ ذهب لنكولن إلى المدعى عليه الفقير وأعطاه خمسة دولارات بشرط أن يدفع دينه منها فورا ويستبقي الباقي لنفسه.

وهكذا ربح لنكولن خمسة دولارات، وربح الفقير دولارين ونصف الدولار، وارتاح المدعي الثري!

كانت تعليماته الدائمة لحراس البيت الأبيض هي: ألا يؤخروا عن مقابلته أي إنسان يأتي حاملا التماسا لإنقاذ حياة شخص. وقد قال يوما: يشكو بعض قوادنا لأنني أعمل على إفساد النظام في الجيش بقرارات العفو والتخفيف التي أصدرها، ولكن هذا العمل يجعلني أحس بالراحة بعد يوم شاق من العمل، إذا استطعت أن أجد عذرا صالحا لإنقاذ حياة إنسان، فأذهب إلى فراشي سعيدا، وأنا أفكر في مدى ما سيشيعه توقيعي من الفرحة في قلبه وقلوب أسرته وأصدقائه.

وعندما رشح نفسه لعضوية مجلس الشيوخ ضد (دوغلاس)، وقد نظم المرشحان سلسلة من الحفلات التي يظهران فيها معا، والتي اشتهرت باسم «مناقشات لنكولن - دوغلاس» وقد حاول دوغلاس أن يبرز كيف كان لنكولن يعمل في شبابه بائعا للويسكي في متجر للبقالة وعندئذ نهض لنكولن قائلا:

- إن ما ذكره مستر دوغلاس صحيح تماما، ولكني أقول إنه كان في تلك الأيام من أفضل الزبائن عندي، وأستطيع الآن أن أقول أيضا إنني ابتعدت عن تلك الحانة بينما لا يزال هو ملتصقا بها إلى اليوم.

ومن قصصه خلال سنوات الحرب المفجعة أنه كان يجد في المرح تخفيفا عن الألم. كان يقول: «إنني أضحك لأنني يجب ألا أبكي».

كانت قصة الرئيس المفضلة عن نفسه، أنه سمع اثنتين من أعضاء جماعة (الكويكرز) الدينية تقارنان بينه وبين (جيفرسون) زعيم ثوار الجنوب، فقالت إحداهن: أعتقد أن جيفرسون سوف ينجح.

فسألتها الثانية: ما الذي يجعلك تظنين ذلك؟

قالت: لأن جيفرسون رجل يحرص على الصلاة.

فردت عليها: ولكن لنكولن يصلي أيضا؟

فقالت الثانية: أجل، ولكن الله سوف يعتقد أن لنكولن يمزح! - انتهى.

غير أن الأيام أثبتت أنه لا يمزح، وأصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، غير أن عشاق العبودية وأعداء الحرية لم يمهلوه، وقتلوه وهو يضحك عندما كان يشاهد إحدى المسرحيات.

وهكذا هي الحياة.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

897 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع