إنها مجرد بداية

                                    

                       علاء کامل شبيب

مع إقتراب العد التنازلي لعملية إنتخابات رئاسة الجمهورية في إيران، و إقتران ذلك بظروف و اوضاع استثنائية غير مسبوقة، خصوصا تصاعد الرفض الجماهيري للنظام و إزدياد حدة الصراعات بين أجنحة النظام و تصاعد نشاط المقاومة الايرانية في الداخل و مبادرتها بتشکيل وحدات جيش التحرير الوطني، بدأت الاجهزة الامنية للنظام کما کان متوقعا بإستعدادات غير مسبوقة لأخذ الاحتياطات اللازمة من کافة الاحتمالات.

التقارير الواردة من جهات مستقلة من داخل إيران، تؤکد بأن سرعة الانترنت في ايران قد إنخفضت بشكل حاد منذ الرابع من مايو ايار وفشلت امكانات تجاوز الفلتره والوصول الى المواقع التي تبث من خارج ايران، وفي الوقت نفسه حدث اضطراب في قسم من شبكات الهاتف المحمول منذ الثامن من مايو ايار، وفي محاولة لتجنب الرد على استفسارات بهذا الشأن قالت شركة الاتصالات الايرانيه المتنقله : " لم نواجه حالة خاصة"، لکن المتابعين للشأن الايراني يشيرون بأن هذا الامر جانب من التحوطات الخاصة للنظام من إستخدام هاتين الوسيلتين في أية إضطرابات او مواجهات او أحداث محددة قد تقع.
يشار الى أن قد خصص قادة نظام الملالي بعد انتفاضة 2009 عددا من المراتب العليا في قوات الحرس تحت مسمى " مواجهة الحرب الناعمه " لتحديد وتشخيص مستخدمي الانترنت وذلك لمنع تجدد اشتعال الغضب الذي يتأجج في صدور المواطنين، وقال محمد علي اسودي المساعد لشؤون الثقافة والاعلام في قوات الحرس :" ان 20 الفا من قوات الحرس تعمل في مختلف المجالات الثقافيه لمواجهة الحرب الناعمه " . وقال ان هذا الاجراء اتخذ تنفيذا لأوامر القائد بخصوص التصدي للحرب الناعمه، أي إستخدام هذه التقنية من جانب المعارضين و الرافضين للنظام، وتؤکد اوساط مطلعة بالشأن الايراني ان تسلط الاجهزة الامنية على الانترنت و الهاتف سيستمر في التصاعد وقد تبادر في بعض الاحيان الى قطعهما نهائيا لعزل إيران عن العالم الخارجي.
غير ان إستعدادات النظام لم تقتصر على الجانب التقني أعلاه فقط وانما تجاوزه الى الجانب الاهم وهو الشعب الايراني، حيث تتزايد حملات الاعتقال التعسفية و المطاردات و الملاحقات بحق المواطنين على أبسط الشبهات و من دون مراعات أبسط مبادئ الخصوصية و حقوق الانسان، بل وان الانکى من ذلك أن النظام قد بادر خلال يومي 8 و 9 مايس أيار، 15 مواطنا إيرانيا و بشکل جماعي لإدخال المزيد من الخوف و الرعب في قلوب و نفوس المواطنين، ويأتي تصعيد القمع و تفعيل ماکنة القتل الدموية للنظام على خلفية تصاعد الرفض الجماهيري و بلوغه مستويات غير عادية خصوصا وان الاضاع العامة في البلاد ومن مختلف الجوانب و بفعل السياسات الحمقاء و المجنونة و غير المسؤولة للنظام، قد وصلت الى حد لا يطاق أبدا ولاسيما الاوضاع الاقتصادية الوخيمة في وقت تزداد فيه الاوساط المنتفعة من النظام ثراءا على حساب عامة الشعب، وان معلومات موثقة من داخل النظام نفسه تشير الى التوجس ريبة من قيام إتنفاضة غير عادية ليس بالامکان السيطرة عليها أبدا بسهولة، وان هذه المعلومات ترکز بشکل خاص على الدور البارز للمقاومة الايرانية في قيادة و توجيه الاوضاع بإتجاه زعزعة النظام و اسقاطه، ولهذا فإن الاجهزة الامنية للنظام قد صارت ومنذ بدايات هذا الشهر تعمل و بشکل دؤوب من أجل إتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقوف"دون جدوى"بوجه کل الاحتمالات الواردة.
الاحتياطات التي إتخذها النظام لحد الان هي مجرد بداية لحملة قمع و حمام دم واسع النطاق ضد الشعب الايراني، ظنا منه بأن ذلك سيعمل على إنقاذه من العاصفة و الطوفان الجماهيري القادم، لکن هذا النظام قد نسي او تناسى بأن الحالات التي يشهدها الان من جانب الشعب و المقاومة الايرانية انما هي أيضا مجرد تمهيد لبداية لاتتم نهاية فصولها إلا بإسقاط النظام، وان غدا لناظره لقريب.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1231 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع