بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة لقد اختطفوا ابنتي(الجزء2/2 )
رابط الجزء الأول:
https://algardenia.com/maqalat/39161-2019-02-23-10-38-56.html
نظر كلود الى اخيه انطوان وقال،
- اسمع مني يا نطوان، سنذهب نحن الاثنان يوم الاحد كي نسلم المبلغ للخاطف. لكنك ستفعل بالضبط ما اقوله لك افهمت؟
- اجل كلود فهمت. دعنا نذهب الى امبير اولاً ونرى كم استطاع ان يجمع من المال. ركب الرجلان سيارة انطوان وذهبا الى بيت السيد امبير مدير انطوان. وعندما دخلا عليه بيته رحب بهما وقال انه استطاع تدبير 150000 يورو فقط اي ان المجموع اصبح 600000 يورو. نظر انطوان الى كلود والقلق بادي عليه الا ان كلود ابتسم واومأ لانطوان بان المبلغ سيكون كافياً. اخذا النقود في حقيبة دبلوماسية ورجعا به للبيت. هناك صار الاخوان يعدان المال ويضعاه كله بحقيبة واحدة حتى اصبح المجموع 600000 يورو.
يوم الاحد استيقظ الاخوان مبكرين وصارا يتباحثان على اسلوب تبادل كليمونس بالفدية. قال كلود،
- يجب ان نكون حذرين وجاهزين لكل الاحتمالات، ارجوك يا انطوان لا تحاول ان تعمل أي شيء دون الرجوع اليّ قبلها، هل فهمت؟ ليس هناك داعي لان تكون بطل، لان ذلك سوف لن يعيد لك ابنتك.
- اجل كلود، السمع والطاعة، فقط ارجع لي ابنتي سالمة.
خرج الاثنان بسيارة انطوان وتوجها الى مطعم مكدونالد فاخذا منه اكياس كبيرة ثم توجها الى كنيسة القلب الاقدس (ساكر كور) وهناك ترجلا وسارا حتى وصلا الى السلالم التي تأخذهما الى مدخل الكنيسة الرئيسي. المكان كان مكتظاً بالسواح لذلك استنتج الاخوان ان هذا هو السبب في اختيار الخاطف يوم الاحد كيوم للتسليم.
وعندما بلغا قمة التل واصبحا بالقرب من البوابة الرئيسية للكنيسة، التفا حولها وتوجها الى الشوارع الخلفية وصارا يرومان باعينهما بحثاً عن شارع القديس رستيك. ولما عثرا عليه اخيراً نظر كلود الى ساعته فوجدها تشير الى الساعة الحادية عشر والنصف فقال لاخيه،
- وصلنا مبكرين قليلاً، دعنا نجلس بمقهى قريب هنا حتى يحين موعد التسليم.
جلس الاخوان باحدى المقاهي المنتشرة بكل مكان في المنطقة وتناولا قهوة اكسبريسو مُرّة ولم يتمكنا من التحدث باي موضوع لانهما كانا بقمة التوتر. عند الساعة الثانية عشر الا خمس دقائق قال كلود لانطوان،
- هيا خذ اكياس المكدونالد هذه التي ملأناها بالنقود وابقى واقفاً هنا خارج محل الانتيكات. سادخل انا واتفاوض مع الخاطف على المبلغ كي تتم عملية المساومة ويعطيني كليمونس ثم اطلب منك تسليمه المال،. لا تسلم الكيس لاي شخص دون العودة لي، مفهوم؟
- مفهوم.
دخل كلود الى محل الانتيكات ونظر حوله فلم يجد اي شخص بداخل المتجر. بقي واقفاً لبضع دقائق فلم يخرج عليه احد. وبعد قليل سمع صوت طلق ناري خارج المحل فخرج مسرعاً واذا بانطوان وهو مشتبك مع الخاطف يتصارع معه. كان الخاطف يرتدي قناعاً اسوداً فوق رأسه وباحدى يديه كان ممسكاً بكيس النقود وباليد الثانية كان يمسك مسدساً بينما امسك انطوان بالمسدس بكلتا يديه وهما يتشاجران ويتبادلان اللكمات. صرخ كلود وهو يوجه مسدسه نحو الخاطف وامره بصوت مرتفع قائلاً، "القي سلاحك، ساطلق عليك النار" الا انه بذلك الجزء من الثانية اطلق المجرم رصاصة على انطوان فسقط انطوان على الارض. وجه الخاطف مسدسه نحو رأس كلود واراد ان يضغط على الزناد الا ان كلود كان اسرع منه فاطلق رصاصة واحدة استقرت في جبين الرجل المقنع فارداه قتيلاً على الحال.
تفحص كلود اخاه انطوان فوجده ما زال حياً لكنه ينزف بغزارة. صرخ على الجمهور الذي احاط بهم من كل جانب كي يتصلوا بسيارة اسعاف فوراً وصار يتفحص جرح اخوه. وجد ان الرصاصة قد اصابت الجزء الايسر من جذعه.
وبعد 10 دقائق اصبح المكان يعج بسيارات الاسعاف وسيارات الشرطة ومئات من رجال الشرطة. وضعوا انطوان بسيارة اسعاف وانطلقت به الى المستشفى القريبة من الكنيسة. ركب كلود معه سيارة الاسعاف حاملاً معه كيس النقود.
ادخل كلود الى غرفة العمليات فور وصوله الى المستشفى وصار الاطباء يحاولون انقاذه. وبعد حوالي 3 ساعات خرج الطبيب الجراح فركضت مادلين وكلود نحوه كي يقفوا على حالة انطوان فقال لهم،
- الرصاصة اخترقت جدار المعدة لكننا استطعنا ان نرمم الضرر. لقد فقد الكثير من الدم.
- هل تعتقد ان زوجي سيعيش يا دكتور؟
- هو كما ذكرت فقد الكثير من الدم وسوف تكون ال 24 ساعة القادمة هي الفاصلة.
كلود: هل نستطيع رؤيته الآن؟
مادلين: اريد ان ارى زوجي يا دكتور رجاءاً.
الجراح: ليس الآن، انا آسف. سيبقى بالعناية المركزة حتى نطمأن عليه غداً او بعد غد عندما تستقر حالته.
تركهم الجراح وسار بالممر. نظرت مادلين الى كلود وقالت،
- ماذا عن ابنتي كليمونس؟ لقد قمت بقتل خاطفها، هو الوحيد الذي يعرف مكانها، فكيف سنعثر عليها الآن؟
- سنبحث عنها بكل مكان يا مادلين لا تقلقي.
- لقد قلت لا تقلقي عندما ذهبتما لمقابلة الخاطف لكنك قتلت الرجل الوحيد الذي يعرف مكانها.
- الخاطف اطلق النار على انطوان ووجه مسدسه الى رأسي وشرع بالضغط على الزناد، ماذا كنت تريديني ان افعل؟
- اجل ولكن كليمونس!
- سنعبر هذا الجسر عندما نصل اليه.
- انا سابقى هنا مع زوجي وسوف لن ابرح المستشفى حتى اراه.
- اما انا فساذهب الى مركز الشرطة كي احاول ان اتباحث مع زملائي عن القضية، وداعاً مادلين.
خرج كلود متجهاً الى مركز الشرطة.
باليوم التالي ومن الصباح الباكر حضر الطبيب الجراح الى مادلين واخبرها ان حالة زوجها اصبحت مستقرة وبامكانها ان تدخل لتراه فقط ولكن دون ان تتحدث معه. دخلت مادلين بكل هدوء الى قسم العناية المركزة فوجدت زوجها نائماً على السرير والكثير من الانابيب والاسلاك مرتبطة بانفه واصابعه وساعده. قبلته قبلة واحدة على جبينه ثم تراجعت الى الخلف. فنظرت الممرضة اليها واشارت بيدها كي تخرج، فخرجت.
رجع كلود الى بيت اخيه انطوان وجلس في الصالة وعندما رجعت مادلين من المستشفى سألها،
- كيف حال انطوان؟ هل سمحوا لك بمشاهدته؟
- اجل دخلت عليه بقسم العناية المركزة وتمكنت من ان اقبله قبلة واحدة فقط ثم قاموا بطردي.
- لدي سؤال مهم يا مادلين، اما زلت تحتفظين بصورة كليمونس التي ارسلها لك الخاطف على هاتفك؟
- طبعاً.
- ارني اياها لو سمحت.
الصورة خالية من اي شيء فارق وليس هناك ما يدل على المكان والخلفية ناصعة البياض. الشرطة ما زالت تحقق بجثة الخاطف. يبدو من فحص الحمض النووي انه لا يملك ملف عندنا مما يشير الا انه لم يسبق له الدخول الى السجن. ولم نعثر على اي معلومات او بطاقات بملابسه تدلنا على اسمه او اي شيء يدلنا على هويته. لكن الطبيب الشرعي يقدر عمره ما بين 30 و35 سنة. ساخذ نسخة من هذه الصورة وسابعثها الى القسم التقني لدينا كي يحاولوا تحليلها.
في المختبر الجنائي، جلس الخبير رادافان ماكسيموفج اليوغوسلافي الاصل يتفحص الصورة امامه على شاشة الكومبيوتر ثم يقوم بتعريضها لبرامج تحليلية كثيرة. كان يركز على خلفية الصورة علها تشير الى المكان الذي اخذت فيه. كان كلود يتابع ما يجري ويتحرق شوقاً كي يعثروا على اي دليل يوصلهم الى مكان حبيبته كليمونس لان عامل الوقت هنا اصبح حرجاً ولان هناك احتمال ان تكون وحيدة وليس هناك من يطعمها او يسقيها وبذلك تكون في خطر الموت.
بعد قليل صرخ الخبير باعلى صوته وقال،
- وجدت شيئاً. اجل كم هو مخفي لكني وجدته يا كلود.
- ماذا وجدت يا ماكس؟
- هناك رقم تسلسلي على الشريط اللاصق الذي فوق فمها. ربما يستطيع ان يدلنا على مصدره.
- هذا شيء رائع.
سجل الخبير سلسلة ارقام طويلة مؤلفةً من 11 رقماً واعطاها لكلود. اخذ كلود الورقة وانطلق بها الى خارج مركز الشرطة ومنه الى سيارته متجهاً الى احدى الشركات الكبرى التي تصنع الاشرطة اللاصقة وعرض عليهم هذا الرقم. تفحصوه وقال له مدير الشركة،
- هذا الرقم يدل على انه من اشرطتنا التي نقوم بتصنيعها لا محال، لقد بيع من هذا النوع ما يقرب من 55 الف شريط لاصق الى اكثر من 800 محل بداخل باريس وحدها. هل تريد قائمة بتلك المحلات؟
- نعم، يجب علي ان احاول كل المحلات فليس لدي دليل آخر استدل به للوصول للمخطوفة.
خرج كلود من المختبر آخذاً معه قائمة كبيرة تحتوي على 800 محل بباريس مع عناوينها وعاد بها الى مركز الشرطة. هناك سلمها الى فريق متكون من 9 من المحققين وطلب منهم اخذ نسخة من صورة الخاطف معهم كي يعرضوها على المحال التي قد تكون باعت هذا الشريط له. بعدها خرج من المركز.
في المساء دخل كلود المستشفى وسأل الاستعلامات فقالت له موظفة الاستعلامات ان السيد انطوان لابيير قد نقل للتو من قسم العناية المركزة الى غرفة شخصية وقامت باعطائه رقمها. تتبع الرقم في الطابق الثامن ودخل الغرفة فوجد كلود نائماً وبجانبه مادلين. حياها واستفسر عن اخاه فاخبرته بانه فتح عينيه وتعرف عليها ثم حدثها قليلاً وعاد فنام.
رجع الاثنان الى البيت في امل العودة باليوم التالي الى المستشفى. وباليوم التالي دخل الاثنان غرفة انطوان فوجداه قد فاق من نومه وهو يبدو بصحة جيدة. سأله كلود،
كلود: كيف حالك اليوم يا انطوان؟
انطوان: انا بخير لازلت لا استطيع ان اكل شيء. هل توصلتم الى اي شيء يا كلود؟
كلود: هناك دليل نتتبعه الآن. لقد عثرنا من خلال الصورة على رقم تسلسلي على الشريط اللاصق فوق فم كليمونس ونحن نسأل كل المحال التجارية التي باعت هذا الشريط ونعرض عليهم صورة الجاني ربما نعرف المنطقة التي اشترى منها الشريط. لدينا اكثر من 800 محل بباريس.
مادلين: يا الهي، ذلك قد يتطلب وقتاً طويلاً يا كلود. ابنتي ستموت خلال ذلك الوقت.
كلود: لقد جندت فريقاً كاملاً من المحققين. المشكلة اننا لا نملك اي خيط آخر كي نتتبعه. ولكن...
مادلين: ولكن ماذا؟ خبرني يا كلود ماذا خطر ببالك؟
كلود: اتذكر الآن حديث كليمونس معي على الهاتف. لقد ذكرت اسم احدى صديقاتها والتي قالت ان اسمها ميدي.
مادلين: بل قالت لك "طمن صديقتي ميتا". ربما كانت تريدك ان تتصل بصاحبتها ميتا او ربما كانت ميتا شاهدة على شيء. دعنا نذهب للمدرسة الآن ونتحدث مع ميتا.
كلود: ساذهب الآن الى المدرسة مباشرة.
مادلين: انتظر، ساتي معك.
انطوان: وماذا اعمل انا؟
كلود: انت ركز على ان تتحسن حالتك. ابقى هنا واسترخي واسمع اوامر الطبيب.
خرج كلود ومادلين وركبا السيارة معاً متجهين الى المدرسة العالمية. وعندما وصلا المدرسة ذهبا مباشرة الى مكتب البيانات ودخلا المكتب. ابرز كلود بطاقته وقال للموظفة. "يجب عليك ان تعطيني بيانات الطالبة ميتا في صف ابنتنا كليمونس حالاً، اريد اسمها الكامل عنوانها ورقم هاتف اهلها".
نظرت الموظفة بحاسوبها وقالت،
- ليس هناك أي طالبة بهذا الاسم بنفس صف ابنتكم كليمونس.
- ربما (ميتا) صديقتها ولكن من صف آخر، ارجوك ابحثي بالصفوف الاخرى.
- ليس لدينا طالبة باسم ميتا باي صف من صفوف المدرسة كلها.
- ارجوك حاولي البحث عن ميدا او ميدي؟
- لا شيء آسفة.
- إذاً فشلنا في مسعانا.
خرج كلود ومادلين محبطان يسيران ببطئ نحو مراب السيارات. وعندما دخلا الى السيارة تجمد كلود للحظة. سألته مادلين،
- ماذا بك يا كلود؟ هل خطرت لك فكرة اخرى؟
- انا اعرف ان كليمونس ليست غبية. هي تعلم ماذا تقول. هي تعلم كذلك ان ليس هناك زميلة لها اسمها ميتا. يا الهي وجدتها. شكراً حبيبتي كليمونس شكراً. انت اذكى طفلة عرفتها بحياتي.
- ماذا وجدت يا كلود اخبرني؟
- عندما قالت كليمونس (ميتا) فهي تريدنا ان ننظر في الميتا داتا للصورة.
- وما هي الميتا داتا للصورة؟
- دعني افسر لك ذلك. إذا اخذت صورة رقمية بهاتف ذكي فان الصورة لا تحمل شكل الصورة فحسب بل تحمل الكثير من المعلومات، هذه المعلومات المخفية تحتوي على اسم الهاتف ونوعه ومصنعه وما شاكل واحدى هذه المعلومات هي المكان الذي اخذت به الصورة وهذه المعلومات تسمى ميتا داتا meta data.
- وكيف عرفت كليمونس بالميتا داتا؟
- الاطفال يعرفون كل شيء هذه الايام، نحن الجهلة يا مادلين. لحظة واحدة دعيني اتصل بالمختبر واسألهم عن الميتا داتا.
اخرج كلود هاتفه النقال وطلب الخبير رادافان ماكسيموفج فسأله،
- ماكس، اسمع مني، هل هناك ميتا داتا في صورة ابنة اخي؟
- لحظة واحدة احقق في الامر.
انتظر كلود لمدة دقيقتين ثم سمع الخبير يصرخ،
- يا الهي هناك احداثيات الموقع الذي اخذت به الصورة يا كلود كيف اني لم افكر بذلك؟ الآن اكتب في جهازك ال GPS الاحداثيات التالية: خط العرض 48.886452 وخط طول 2.343121 . هل ادخلتها عندك؟
- نعم، نعم شكراً ماكس. انا ساتتبع الاحداثيات.
بقي جهاز الـ GPS يقوده على موقع الاحداثيات. فتارة يقول له اذهب الى اليمين وتارة الى اليسار ثم الى الامام حتى اخذه الى مكان الاحداثيات تماماً.
- يا الهي لا اصدق ذلك. انه نفس متجر الانتيكات باول شارع القديس رستيك. لقد كنا بجنب كليمونس طوال الوقت ولم نكن نعرف.
اتصل كلود بجهاز اللاسلكي وتحدث مع رئيسه وقال،
- سيدي اريد ان تبعث لي وحدة اسناد الى نفس المحل الذي وقعت امامه عملية تسليم الفدية للخاطف وبالتحديد متجر الانتيكات باول شارع القديس رستيك.
سألت مادلين،
- ماذا يجري يا كلود؟ ارجوك أخبرني.
- اعتقد اننا توصلنا الى شيء مهم. انتظري قليلاً.
طلب منها ان لا تعيق عمل الشرطة فهم يعرفون ماذا يفعلون. لذلك عليها ان تقف خارج متجر الانتيكات عندما يداهمون المتجر. فوافقت واعطته وعداً بذلك.
اوقف كلود سيارته امام متجر الانتيكات ونزل من السيارة مع مادلين. وقفت هي امام المتجر بينما تأنى كلود قليلاً حتى وصلت سيارات الشرطة وبها قوات الدعم المكونة من خمس عناصر من الشرطة المدججة بالسلاح. اعطى كلود اوامره كي يكونوا على اهبة الاستعداد القصوى بينما يدخل هو وحده كي يستقصي الامر. دخل كلود فوجد رجلاً بالخمسين من عمره فقرب من كلود وقال،
- تفضل سيدي، كيف استطيع خدمتك؟
- اريد ان افتش محلك، لدينا معلومات تفيد بان هناك طفلة مختطفة بمحلك.
- ليس هناك اي احد مختطف هنا.
- إذاً ليس لديك مانع ان نفتش المحل.
- وهل لديك اذن بالتفتيش؟
- انا لا احتاج لاذن، لان حياة الطفلة معرض للخطر وكل ثانية تحتسب علينا.
- انا صاحب المحل وامنعك من التفتيش.
- ما اسمك؟
- اسمي عزرا فريدمان.
وبهذه اللحظة دخلت مادلين الى المتجر عاصية بذلك امر كلود بالبقاء خارج المحل وقالت،
- انا اعرف هذا الاسم (فريدمان). راجل فريدمان انت زوج تلك الساقطة (راشيل فريدمان) مديرة المدرسة العالمية. الآن اتضح كل شيء. انا اعرف من وكيف رسمت الخطة.
ارتبك صاحب المحل وشعر ان المؤامرة كلها قد انكشفت فخرج خارج المحل مسرعاً وبدأ يركض. تبعه كلود للخارج واعطى اشارة لاحد افراد الشرطة كي يطارده ويحضره ثم رجع ثانية وقال لباقي افراد الشرطة "فتشوا المكان جيداً"
فتشوا المكان بشكل مكثف فلم يجدوا اي شيء وبعد قليل صرخت احدى الشرطيات،
- سيدي، هناك باب سري يجب ان نكسره.
كسر الشرطة الباب، وإذا بهم يجدون كليمونس مستلقية على الارض، مكبلة اليدين ومكممة الفم. ركضت امها مادلين نحوها وحضنتها وصارت تفك وثاقها.
- لا تبكي حبيبتي، لا تبكي يا اميرتي الجميلة. ها هي امك جائت لترجعك للبيت. صارت تمسح على رأسها وتحضنها وتقبلها.
جاء كلود وقبل بنة اخاه وقال
- يجب علينا نقلها للمستشفى حالاً كي يتأكدوا من سلامتها ثم نعيدها للبيت بعد ذلك.
قالت امها مادلين،
- ساذهب معها يا كلود.
- حسناً اركبي معها بسيارة الاسعاف.
وبهذه اللحظة دخل الشرطي متأبطاً صاحب المحل وقال،
- لقد أمسكت به بآخر الشارع يا سيدي.
نظر اليه كلود وقال،
- سوف ابعثك الى مكان لا تشرق به الشمس ابداً ايها السافل.
وعندما حل المساء التقى الجميع بالمستشفى وصار الكل يتحدث عن عملية المداهمة وفجأة دخل رئيس الاطباء وقال لهم،
- لدي خبر سيء وخبر جيد. ماذا تريدون سماعه اولاً؟
قال انطوان،
- نريد سماع الخبر الجيد اولاً.
- الخبر الجيد هو ان انطوان تعافى تماماً وبامكانه العودة للمنزل، وكذلك كليمونس فقد كان لديها القليل من نقص السوائل بجسمها وقد عالجناها من ذلك وبامكانها العودة مع والدها.
هنا سأله كلود،
- وما هو الخبر السيء إذاً؟
- انها فاتورة المستشفى، بلغت اربعة آلاف يورو.
- ان اخي انطوان غني جداً الآن ولديه 600 الف يورو. بامكانه دفع المبلغ نقداً.
ضحك الجميع واعطوا كاساً من الشامبانيا الى الطبيب.
1076 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع