في ضيافة مناضل ومحطات خمسون عاما

 

                                            

                        حوار جمال برواري

        

   في ضيافة مناضل ومحطات خمسون عاما

   

يتكلم بهدوء واثق وبصدق كل كلمة ينطقها تنبع من تفكير عال من خلال حديثه انسان صبور ودقيق في التفكير وذو كاريزما عالية حيوى مثقف مر بتجارب ومواقف يملك شخصية قوية واسلوب راق في التعامل فرض وجوده واحترامه على المقابل من خلال حديثه والحوار التي اجريته معه يسرد الاحداث بموضوعية وصدق وعفويةوبراءة تلازم شخصيته حديثه مبنى على الصراحة والدقة ورؤيته العميقة والتعامل بصدق مع الاحداث في الطرح سيرة حياته النضالية تدل على الوفاء لقيمه .

اعلاميا لم يتلق تلك الاهمية الكافية المركزة ووزنه ومكانته العالية ولم تسلط عليه الاضواء بالرغم من ذلك بقى مناضلا وثوريا وصادقا محبا لوطنه كوردستان 
لقد حاول جاهدا ملءالفراغ الاعلامي الكوردستاني من خلال المساهمة الفاعلة في تاسيس وتشغيل الاذاعات المختلفة والجرائد والمجلات بتفعيل تحريرها وتوجهاتها التي مثلت صوت كوردستان البهي القوي فتوجه بتاسيس فضائية كوردستان كأول فضائية كوردية ةعراقية وانه لحدث لا يضاهيه سوى ولادة صحيفة كوردستان .

             


ان هم السيد السنجاري يكمن في اعلاء الصوت الكوردستاني بقصد تعريف القضية الكوردية وخلفياتها التاريخية والسياسية وايصال الصورة الواضحة الى العالم من اجل كسب الدعم والتضامن الاممي المنشود لقضية شعبه الكوردي
خليل سنجاري التقيت به لاول مرة في ودن هاوس في دهوك عندما بادرت المديرية العامة للثقافة والفنون بتكريم عدد من الادباء والفنانين والصحفيين والاعلاميين الرواد وفي المرة الثانية التقيت به بشقته في افرو ستي وفي المرة الثانية برفقة الشاعر والصديق عبدالغني كوفلي والشاعر هوشيار ريكاني وكان هذا الحوار :
لنبدأ من المحطة الاولى اين ومتى ؟
المحطة الاولى كانت منعطف تاريخي وفي مدينة الموصل بتاريخ 22 من اذار 1968حيث كنت واقفا في موقف مصلحة نثل الركاب بشارع العدالة انتظر الباص رقم (9)الذي ينقلني الى المجموعة الثقافية كانت هناك امرأة واقفة بجانبي تحمل طفلا صغيرا بحضنها وماسكة بيدها طفلا اخر واثناء وصول الباص رقم (7)المتجه الى الدواسة جاء شخص للحاق بالباص وفي تلك اللحظة تحرك الطفل نحو الامام فاصطدم الرجل الراكض بالمرأة والطفل معا وسقطوا جميعا على الارض فأخذ الرجل يسب ويشتم الكورد ويصفهم بكلمات نابية لانه عرف المراة الكوردية من خلال زيها الكوردي ومن ثم ركب الباص ولم اتمكن من اللحاق به لاصب جام غضبي عليه بسبب مغادرة الباص مسرعا فقمت بمساعدة المرأة والطفلين وهما في حالة يرثى لها بعدها جاء الباص الذي كنت انتظره وجلس بجانبي شخص لااعرفه وهو من الذين شاهدوا الحادثة وقال لي ...رأيتك قد تأثرت بما حصل لتلك المرأةالكوردية وبعد عدة ايام صادف ان جلس الشخص نفسه في الباص بجانبي وفي الوقت نفسه وهو توقيت دوام الدوائر الرسمية تأكد لي انه كان موظفا في احدى الدوائر الحكومية القريبة واخذ يتكلم عن الظلم والاظطهاد الذي يلحق بالفلسطينيين وذلك بهدف فتح الحوار كي يصل الى مبتغاه في الموازنة بين الكورد والفلسطينيين وعدم الاعتراف بحقوقهم القومية وبذلك خلق بيننا جوا من الثقة الممزوج بالحذر وبدأنا نلتقي ضمن مواعيد مسبقة في احدى المقاهي في شارع العدالة وبعد عدة لقاءات ثنائية بيننا وتبادل الثقة طلب مني الانضمام الى تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبدأنا نلتقي ونتباحث ونجتمع واستمر هذا الوضع الى ان كلفني بهمة حزبية وامنية سرية جدا في مدينة الموصل وفي مهمة حزبية تعرضت الى الاعتقال والتعذيب في مركز فاروق وبقيت في السجن ثم اطلق سراحي بعد بيان الحادي عشر من اذار 1970
المحطة الثانية ؟
عملت ضمن تنظيمات اتحاد طلبة كوردستان فرع الموصل ثم الاتحاق بثورة ايلول وتم تنسيبي الى هندسة الثورة وكانت مهمتنا فتح دوراة هندسية وفي عام 1974انيطت لي مسؤولية القاطع الخامس للمدفعية المضادة للجو.
هذه المحطة تحمل تفاصيل كثيرة اهمها نكسة ثورة ايلول حادثة مؤلمة ونقطة سوداء جرح عميق وهذا ما حصل في اتفاقية 6اذار عام 1975في الجزائر اننا عندما نذكر هذه الاتفاقية لا نريد ان نلقي المسؤولية الكاملة على ايران او العراق او كيسنجر انما المسؤولية تقع على الاجهزة السياسية والعسكرية للثورة التي لم تحسب الحساب الكافي لاعدائنا
المحطة الثالثة؟
الهجرة وبدء مرحلة جديدة من النضال هولنده كانت المحطة والانطلاق نحو تكملة المسيرة كما يوضحهها في كتابه (مسار مناضل خمسون عاما من النضال 1968_2018) والعودة مرة اخرى الى كوردستان بعد انطلاق ثورة كولان وثم العودة الى هولندا وبدء مرحلة نضالية اخرى لايصال قضية شعبه الكوردي عبر وسائل الاعلام تمكن من بناء شبكة واسعة من العلاقات مع مختلف شرائح المجتمع الهولندي من اعضاء البرلمان والاحزاب الهولندية والاتفاق مع بعض المتطوعين الهولنديين للعمل معا في مختلف المجالات بما فيها الطبع والنشر ومن ثم عرض فلم وثائقي يحكي قصة الثورة الكوردية والمظالم التي لحقت بجميع شرائح الشعب الكوردستاني
وكيف كنت تشعر ؟
كنت اشعر دائما بانني صاحب قضية عادلةويتحتم علي استثمار جميع الامكانات والطاقات لخدمة قضية شعبي العادلة .
وماذا عن النشاطات الاعلامية الاخرى في هولندا ؟
اسسنا الجمعية الهولندية لمساعدة الكورد وان هذه الجمعية قامت بالكثير من النشاطات ومنها نشر الاصدارات باللغة الهولندية مثل مجلة كوردستان (اولي لاند اي كوردستان وطن النفط ) واصدار مجلة شهرية تحت اسم (قصاصات الجرائد ) ومجلة اخرى (الكورد شعب منسي ) وطبع الاف النسخ من منشور مختصر يلقي الضوء على كافة جوانب الحياة في كوردستان ومنشورات حول عيد نوروز مع ملصقات جدارية وتقاويم سنوية وترجمة الكتب التي تتعلق بتاريخ وثقافة شعبنا الكوردي وترجمة مجموعة من الاغاني الى اللغة الهولندية ورفد الطلبة والباحثين الهولنديين بمعلومات وصور عن الكورد وقضيتهم ومساعدتهم في اتمام بحوثهم ودراساتهم في الجامعات الهولندية اضفة الى نشر المئات من المقالات في الصحف الهولندية حول الكورد وقضيتهم العادلة
هل نسقتم العمل مع المؤسسات الحكومية الهولندية ؟
نعم خلال وجودي في هولندا عملت مع مجموعة من لجان وفرق عمل تضم في عضويتها اعضاءمن المجلس البلدي واخصائين وبرلمانيين وناشطين مدنيين واقمنا معارض فوتوغرافيية متنقلة بهدف تعريف القضية الكوردية بالرأي العام الهولندي وكسب تضامنهم ثم تكونت لدي فكرة عرض سلايدات شو بالصوت والصورة ونفذنا هذا المشروع التي تعبر عن الحياة الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للكورد في الاجزاء الاربعة من كوردستان وعرضنا اول فلم وكان بعنوان (اين وطني كوردستان )وكان مدته 30 دقيقة يروي قصة تقسيم كوردستان والظلم والاضطهاد القومي التي تعرض لها الشعب الكوردي كما عرضنا فلما اخر بعنوان (هه فالي باركران )وقد شارك هذا الفلم في مهرجان الفلم الهولندي الوطني كما كنا نقوم سنويا باحياء احتفالات عيد نوروز وبمشاركة الفنان شفان برور والفنانة كولستان
كمااتفقنا مع اذاعة راديو في ارنهم ببث برنامج اسبوعي خاص عن الكورد تحت مسمى صوت الشعب الكوردي وكنا نمنتج وندبلج البرنامج في البيت بمساعدة عقيلتي ورفيقتي امينه ابراهيم والتي عملت مذيعة ومقدمة للبرنامج وكان الراديو يبث البرنامج باللهجتيم السوانية والبهدينانية كما كان لنا فعاليات ونشاطات عن حلبجة كما نظمنا فعاليات لدعم نساء الكورد باقامة دورات تثقيفية لمجموعة من العوائل الكوردية وشاركنا في المؤتمر العالمي حول الهوية الكوردية .
هل تعرضت الى مضايقات وانت تقوم بهذا الكم الهائل من النشاطات الاعلامية لتعريف قضية شعبك الكوردي ؟
 نعم تعرضت مرتين لمحاولات الاغتيال والحمد لله باءت بالقشل
وماذا عن محطة العودة الى ربوع كوردستان مرة اخرى ؟
بعد انتفاضة اذار 1991عدنا مرة اخرى الى كوردستان والحديث عن العودة حديث طويل تجدون التفاصيل في الكتاب حيث تجدون الكثير من المواقف والمزح والكثير من الفعاليات والنشاطات وتقديم العون والمساعدات والمبالغ للعوائل الفقيرة والمحتاجة والكثير من المبادرات والنشاطات السياسية والاجتماعية .
محطة فتح باب الاعلام الكوردي على مصراعيه واول فضائية في العراق واقليم كوردستان ومشكلات وعوائق لتطوير فضائية كوردستان

 لفضائية كوردستان قصة شيقة ولتاسيها حكاية طويلة اشبه بالمعجزة انجزت هذه الفضائية قي ظروف صعبة للغاية ضمن اجواء مليئة بالصراعات الدولية والاقليمية والمحلية عد السيد مسعود بارزاني تأسيس تلفزيون كوردستان بالثورة الكوردستانية الثالثة .
برزت الفضائية من العدم الى الوجود ومن الخيال الى الحقيقة ومن الحلم الى الواقع انها قصة طويلة تجدونها في الكتاب
+محطات اخرى : مع الايزيدية وهجوم داعش على اقليم كوردستان وفي سنجار وبرفقة ابنه الكتور دارا القادم من هولندا
+محطة الشهادات والاشادات :
_الفنان شفان برور :اعتقد ان اول مطعم باسم كوردستان في اوروبا كان للسيد خليل سنجاري
_ياب زفارت :السنجاري رجل مبدئي على المدى القصير وواقعي على المدى الطويل
_الكاتب سعيد ديرشي :في (منطقة بهدينان )خليل شنكالي هو الذي فتح الباب على مصراعيه للاعلام الكوردي
_النحاتة التشكيلية الهولندية ارزيكة ماري :خليل مناضل من طراز فريد
_الدكتور خيرارت هافركامب :انا مندهش من استمراريته في النضال طيلة هذه السنين دون اللجوءالى المقاومة المفقودة
_الفنانة فاتي :اعد خليل سنجار همزة وصل بين فناني المهجر وكوردستان
+خاطرة نهاية الحوار :يقول السنجاري ....هذا العصر هو عصر العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي ولدينا جيل ناشيء من الشباب المتحمس والنزيه والوطني وذو امكانيات وكفاءات عالية يعرف التعامل مع مقتضيات المصلحة الوطنية علينا ان نفسح المجال لهؤلاءلياخذو ا دورهم الريادي في مؤسسات الحزب والحكومة والبرلمان قبل ان يفوتنا القطار اعتقد بانه انتهى دور المنتفعين والفاسدين وااصحاب المصالح والذين صعدوا على اكتاف البيشمركة والفقراء وذوي الشهداء على غفلة من الزمن .
في الختام والكلمة الاخيرة لك ...استاذ خليل
الشكر موصول لك في الختام اقول بان هناك احداثا مهمة لم يقع التطرق اليها ولو بالتلميح فهذا الجزء من المذكرات في هذا الكتاب لاسباب خارجة عن ارادتي على امل ان انشرها مستقبلا.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع