اوقفوا ماکنة الموت في إيران

                                                

                     علاء کامل شبيب

خلال أقل من أسبوعين و في 19 مدينة إيرانية، قام النظام الايراني ومن أجل خلق أجواء من الرعب و الخوف بين ابناء الشعب الايراني بتنفيذ 82 حکم إعدام أمام الملأ، وهو مايعتبره المعنيين و المختصين بالشأن الايراني رقم قياسي غير مسبوق و يؤکد بأن النظام لايکترث و لايأبه بأکثر من 58 إدانة دولية له في مجال إنتهاك حقوق الانسان.

الاوضاع المزرية و الوخيمة للنظام على أکثر من صعيد، ترکت و تترك آثارا أکثر من سلبية داخل اوساط الشعب الايراني الذي بات العيش تحت خط الفقر حالة تکاد أن تطغي عليه خصوصا إذا ماعلمنا بأن أکثر من 85% من هذا الشعب المظلوم يعيش تحت خط الفقر وان نسبة البطالة تتجاوز 45 بالمائة، وان النظام الايراني وفي ظل إهداره لثروات الشعب الايراني في سياسات حمقاء و طائشة و مجنونة ، ليس أمامه من خيار او طريق للتخلص من أزماته العميقة إلا بأن يلقي بتبعاتها على أکتاف عامة الشعب الايراني، وان هکذا سياسات فاشلة تصب في خدمة أهداف و أجندة سياسية و أمنية و فکرية ضيقة للنظام، تتعارض تماما مع المصالح العليا للشعب الايراني و تساهم في تحطيم صرح الامن الاجتماعي لهذا الشعب و تعريضه لخطر کبير ليس بالامکان تحديد السقف النهائي لأضراره المتعددة الجوانب، وان إيران التي يمکن إعتبارها بمثابة صمام الامان لمنطقتي الشرقين الاوسط و الاقصى، سوف تؤثر تخلخل الاوضاع فيها و بصورة مباشرة على دول المنطقة و العالم و يؤسس ذلك لأوضاع مضطربة و غير مأمونة العواقب يجب على دول المنطقة بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة أن يتحسب من تبعاتها و تداعياتها السلبية، وان مفتاح الحل الاساسي و کلمة السر الفاصلة تکمن في الوقوف بوجه هذا النظام و عدم السماح له بالتمادي في سياساته القمعية و الاجرامية التي يبدو أنها باتت تتجاوز کل الحدود و المقاييس و الاعراف، وان ردع هذا النظام الدموي الهمجي البربري الموغل في إضطهاد و قتل شعبه أمر يخدم السلام و الامن و الاستقرار على أکثر من صعيد.
ويجدر هنا التوقف طويلا عند التصريحات الاخيرة للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بمناسبة هذه الحملة الشعواء الرعناء للإعدامات و التي دعت فيها عموم المواطنين الى ابداء احتجاجات جماعية ضد الاعدامات والاعلان عن دعمهم وتضامنهم مع عوائل المحكومين بالاعدام للحيلولة دون قتل أبنائهم على يد النظام.  وأشارت في جانب آخر من تصريحاتها الآنفة الى الموقف الدولي السلبي من النظام عندما قالت: "الملالي الحاكمون في ايران يستغلون صمت الأمم المتحدة ومجاملة الحكومات الغربية لهم خاصة الطلبات المتكررة للولايات المتحدة للتفاوض المباشر معهم وذلك بهدف تصعيد أعمال القتل هذه"، ان السيدة رجوي تضع يدها على مکمن الجرح و العلة الرئيسية، ذلك أن هذا النظام القمعي إستغل و يستغل الصمت الدولي من تصرفاته الهوجاء الرعناء و يوغل في الجريمة بحق شعبه يوما بعد آخر بسبب من ذلك، ولأجل ذلك فإن السبيل  الوحيد الذي يضمن إيقاف هذا النهج الوحشي الدموي للنظام يتلخص في موقف دولي حدي بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي و تفعيل آلية نشطة و فعالة من أجل إيقاف جرائم النظام و عدم السماح لماکنة الموت التابعة للملالي بحصد المزيد من الارواح البشرية، و حتى ذلك اليوم الذي يحال فيه ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، فإنه من الضروري جدا إطلاق حملة دولية من إيقاف ماکنة الموت و الاعدامات في إيران وهي حملة لابد لکل المنظمات الدولية ذات الصلة و کذلك أصدقاء و أنصار الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من المشارکة فيها.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

415 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع