بقلم / أحمد فخري
اسلوب جديد للقراءة في القرن ٢١
القراءة في هذا الزمن ومع شديد الاسف اضحت شيئاً من الماضي. فالناس يلجأون الى تحصيل وتحديث معلوماتهم من الشبكة العنكبوتية والمحطات الفضائية وذلك للسهولة طبعاً لانه يفضل ان يستلقي على الاريكة ويترك التلفاز يفكر له ويقرأ له ويثقفه. ونحن نعلم ان المحطات الفضائية وبدون ادنى استثناء لها اجندا معينة. البعض منها معروف ومفضوح والبعض خفي ومستتر. فترى الواحد منهم يجادلك بمعلومة علمية بديهية، وعندما تسأله عن مصدر الهامه يخبرك بانه شاهدها على التلفاز او استلمها برسالة على هاتفه النقال في نظام الواتساب او الفايبر. لم يبقى سوى الاكاديميين والطلاب والاجيال القديمة (الدينصورات) ممن يلجأون الى قرائة الكتب بالطريقة التقليدية.
وكما يعرف اصحابي المقربون مني باني احب القراءة كثيراً لا بل اعشقها عشق المتيم الولهان. ولا يمر علي يوماً الا وقرأت ما يقرب من ساعتين على اقل تقدير. لكننا هنا بالغربة نجد صعوبة في الحصول على الكتب العربية لذا صرت اكتفي بالكتب الانكليزية فقط لانها متوفرة على الشبكة العنكبوتية (الانترنيت) ولكن وكما تعلمون بان الكتب باهضة الثمن وذلك بسبب القيمة المضافة على الكتاب اثناء الشحن مما يجعل من الاستمرار بالقراءة امراً مكلفاً حقاً. والاكتشاف الذي توصلت اليه والذي اود مشاطرتكم اياه اليوم هو قراءة الكتب على الاجهزة اللوحية (TABLETS) فهي توفر لي ما كنت محروماً منه وبشكل افضل بكثير من قراءة الكتب الورقية، والطريقة هي كما يلي:
املك جهاز لوحي من صنع سامسنغ بشاشة حجمها 10 بوصات وهذا الحجم يوازي تقريباً حجم الكتاب الاعتيادي. وبلا شك انتم تعلمون ان الشبكة العنكبوتية فيها مواقع كثيرة جداً تمكنك من تنزيل والحصول على الكتب العربية والانكليزية مجاناً. وإذا ما أنزلت كتاباً على هيئة PDF فان هذا الكتاب بالامكان تخزينه بداخل جهازك اللوحي وتستمتع من خلاله بقراءة الكتب كما لو كانت كتباً ورقية، لا بل افضل بكثير من القراءة بالكتب الورقية، وانت تسأل، وكيف يكون افضل بكثير؟ وانا ساجيبك باختصار شديد وبهذه النقاط التالية:
1 تستطيع ان تخزن اكثر من كتاب واحد بداخل اللوحة الواحدة فانا حالياً قمت بتخزين 80 كتاباً بلوحتي وما زال هناك حيز كبير يمكنني من تخزين المزيد من الكتب فيها. وذلك طبعاً يعتمد على حجم الذاكرة التي بلوحتك. اما لوحتي فهي تحتوي على ذاكرة صغيرة جداً ومع ذلك فان الذاكرة الحالية تستوعب ما يقرب من 600 كتاب. علماً اني استطيع ان اشتري لها المزيد من الذاكرة (شريحة صغيرة) تمكنني من مضاعفة سعة الذاكرة. تخيل انك تحمل 80 كتاباً وتدخل به الطائرة! كم سيكون الوزن عندك؟ وهل باستطاعتك حمل 80 كتاباً؟
2 تتم القرائة باللوحة بشكل سلس، لانك عندما تريد قلب الصفحة فما عليك سوى مسح الشاشة باصبعك من الاسفل الى الاعلى او من اليمين الى اليسار او العكس اعتماداً على اللغة. وبالامكان الرجوع الى الصفحة السابقة او الصفحة الموالية كما تشاء. وكذلك تستطيع الرجوع بضع صفحات او الرجوع الى البداية أو حتى الذهاب للنهاية إن شئت.
3 بالامكان وضع ملاحظاتك ورسوماتك الخاصة بك على صفحة اللوحة مباشرة كما لو كان بيدك قلم وانت ترسم وتكتب كما هو موضح بالصور التالية:
إذا اردت ملاحظاتك ان تبقى بشكل دائم على الكتاب فانت لا تفعل شيء سوى تركها هناك اما إن اردت الغائها فما عليك سوى الضغط على التعديل وتقوم بازالة الملاحظة تماماً. وكما ترى بالصورة فالملاحظات بامكانها ان تكون برسمك او كتابة بخط يدك او بوضع شبح ملون على الكتابة الاصلية (highlight) او ان تكتب ملاحظة باللون الذي ترغب به كما كتبت في المثال السابق كلمة (خطأ تأريخي) باللون الازرق.
والاجمل من هذا وذاك هو لو فرضنا انك كنت تقرأ في كتاب ما ووصلت الى صفحة 120 مثلاً فما عليك سوى الضغط على مفتاح معين كي تتذكر اللوحة اين توقفت، ثم تفتح كتاباً ثانياً وتبدأ بالقراءة. واذا مو وصلت بالكتاب الثاني الى صفحة 54 مثلاً واردت ان تبدأ بقراءة كتاب ثالث ورابع وخامس فان اللوحة ستتذكر كل المواقع التي توقفت عندها لكل الكتب. وستحتفض بتلك المواقع حتى لو بعد فترة من الزمن. فاذا ما قررت الرجوع واكمال الكتاب الاول بعد شهر او شهرين مثلاً فانك ستفتحه على آخر صفحة وصلت اليها وقتها. وهذه الخاصية تهم الباحثين كثيراً. لانهم يستشفون معلوماتهم من مصادر عديدة وكل مصدر فيه موقع معين وقع اختيار الباحث عليه.وبذلك فانا قد تمكنت من اكتشاف اسلوب يمكنني من قرائة مئات الكتب دون الوقوع في مأزق مادي واردت بذلك ان اشاطركم هذا الاكتشاف علكم تحبون القرائة مثلي.
هناك بعض الاصدقاء يخبروني بانهم غير مقتنعين بهذه الفكرة لانهم اعتادوا على قرائة الكتب من الكتاب الورقي. وانا دائماً اقول لهم بان الله خلق الانسان ومكنه التأقلم على الكثير من الحالات خصوصاً وان تلك الطريقة ستوفر عليه الكثير من المال وستطلق العنان لقراءة المزيد من الكتب وحملها خفةً وراحة. فاللوحة عادة ما يكون وزنها اقل من نصف كغم، واذا ما وضعت فيها 100 كتاب فان وزنها سوف لن يتغير اي سيبقى نصف كغم. ناهيك عن صديقك سوف لن يستطيع ان يستعير منك الكتاب ويحتفض به كتذكار. بل سوف تقوم بارسال نسخة من الكتاب له الكترونياً بكل ممنونية وسوف تحافظ على علاقتك مع ذلك الصديق.
ما رأيك؟
أحمد فخري
874 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع