يوميات رجل عصري : مطحنة في الوادي ... وصاحبه في الوادي

                                                         

                                عبدالله عباس

تم تعريف العلمانية في مصادر المعلومات بانها : ( هي فصلُ الحكومة والسّلطة السّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة أو الشّخصيّات الدّينيّة. وتعني أيضًا عدم قيام الحكومة أو الدّولة بإجبار أيّ أحدٍ على اعتناق وتبني معتقدٍ أو دينٍ أو تقليدٍ معيّنٍ لأسباب ذاتيّة غير موضوعيّة )
بقدر فهمي المتواضع أن ظهور هذه الفكره  في اوروبا ادى الى إنهيار سلطة الكنيسة أذ كانت تتحكم بحيث تسلخ جلد كل من لم يعلن ايمانه بالذين يحكمون الكنيسة لآنهم يعتبرون أنفسهم وصيين على الدين المسيحي وأن الكهنه الذين كانوا يحكمون يبيعون صك الغفران للجهلة والفقراء مبينين لهم بان الكهنه الحاكمين يتكفلون بدخولهم الجنة لكل من يشتري هذا الصك بعد الموت ..!!

ولكن في اوروبا قاد الواعيين والمخلصين لاوروبا ومستقبل شعوبهم  بالدعوة لفصل الدين عن السلطة ولم يكفروا المسيح ورسالته بل بدأت الحملة بتوعية الناس بأن هؤلاء الكهنة ليسوا الا كذابين وان اساس بناء الحياة الحرة والمجتمع السعيد في الدنيا لايتعارض مع رسالة المسيح وان هؤلاء الكهنة يتجهون للانحراف برسالة المسيح .
على اية حال اعتذر ان ماعرضته فقط للتوضيح من مصادر التاريخ فيما يتعلق بـ ( العلمانية ) ‘ ليكون مفتاح مااريد ان اقوله ‘ في زمن الحكم الملكي في العراق كانت الحكومة تعتبر نفسها انها حكومة علمانية ‘ رغم أنها كانت وبحسابات اليسارين كانت تعتبر حكومة عميلة لابوناجي ( الانكليز ) ‘ وتلك الحكومة عندما كانت تلقي القبض على اليسارين عموما والشيوعين خصوصا تتهمهم بانهم من حاملي ( أفكار مستوردة ) باعتبار ان اصل فكرهم قد جاء من روسيا واوروبا ..! رغم أن توجه الحكومة علمانية وهذا يعني انها ايضا تسير الامور في ضوء فكرة مستوردة من اوروبا ...!!
ولكن ‘ كما يقول المثل : الحق يقال ‘ أن تلك الحكومة كانت تتعامل بذكاء مع الوضع الديني وانتماءات اهل العراق الدينية والقومية وحتى المناطقية وعلى سبيل المثال نحن الكرد ماكان لنا لاحكم الذاتي ولا فدرالية مع ذلك ابواب بغداد كانت مفتوحة لنا وكنا ندرس باللغة الكردية وكان كتاب ( القراءه ) في مدارسنا كلها تتضمن الحكايات الكردية وقصائد وطنية ل ( زيور و بيره ميرد ) ولم يصادف في اصعب الاحوال ان ينقطع الراتب من بغداد من مدن كردستان ...!!
ان علمانين اوروبا بنوا  اوروبا كما نراها اليوم ‘ ولكن جل العلمانين في بلدنا عندما يعودون من اوروبا وحاملين ( اويدعون ) الفكر العلماني ‘ في بغداد يعلنون ولاءهم للمراجع الدينية والعشائر بمافيهم من كان غارق في الماركسية ‘ ولكن في كردستان يعملون العن من ذلك يبدون اولا بالهجوم على الاسس الاخلاقية في المجتمع ‘ حيث قبل فترة قرأة وفي هذا الظرف المتعب الذي يعيشة اهلهم في الاقليم ‘ لقاء مع ( فنانة ) عائده من اوروبا تتحدث عن مشاريعها بعد عودتها الى الوطن وتقول : أنها تنوي وضع برنامج لمحاربة قتل الكلاب دفاعاً عن حقوق الحيوانات ....!!
 فتصوروا رقي العلمانيين الواعيين العائدين من اوروبا كيف يقفزون فوق كل مراحل التاريخ ‘ فبدل من ان ينشر الوعي بين الناس كالوعي الذي نشره العلمانين في اوروبا كاولوية لبناء الحرية المسؤولة على البناء ‘ بينما العائد من اوروبا عندنا يغض النظر عن الوضع الاقتصادي والمعيشى و البطالة والتعقيدات الاجتماعية ‘ ويضع برنامج للدفاع عن الحيوانات .... !! ولله في خلقه شؤون .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

818 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع