د.غازي ابراهيم رحو
الجزء الاول
كما معلوم للقاريء فان المرجعيات الدينية تتحمل دائما المسؤولية الاكبر من تلك التي تتحملها النخب السياسية وغيرها وخاصة في البلدان التي لا تتوفر فيها مقومات السلم المجتمعي والامني ولو المرحلي ، وذلك لأنها الأكثر تأثيرا على الحاكم وخاصة في واقعنا الحالي لاعتبارات عديدة سنأتي على ذكرها في موضع آخر من المقالات اللاحقة..
يعرّف بعض المفكرون ان النخبة هي تلك الطليعة من الناس التي تعتبر أن الانتماء إلى النخبة تكليفا قبل أن يكون تشريفاً، والتي تعيش شعوراً وإلحاحاً داخلياً يمدها بطاقة التحمّل لمواجهة الواقع السيئ في المجتمع وخاصة السياسي ، وتكابد هذه النخبة وتكافح بشكل كبير من أجل تغييير الواقع المؤلم نحو الأحسن؟؟
ولا يشترط حسنة أن تكون هذه الطليعة بالضرورة من العناصر التي تنتمي إلى تلك النخبة من العناصر المثقفة ومتولدة من نخبة المثقفين ثقافة أكاديمية فقط، فكل التخصصات المعاصرة لها نخبة متميزة ومبدعة سواء أكانت تعتمد على العقل أو قوة الساعد او قوة التحليل او اتخاذ القرار ، والأهم أن عناصر هذه النخب يجمعها همُّ واحدٌ، وهو التغيير لتحقيق حياة أفضل لمجتمعاته. ..خاصة المجتمعات التي تعاني من التشرذم والتشتت والتفرق ؟ كمجتمعنا المسيحي الان في العراق ؟؟الذي يعيش على هامش التفرقة والتباعد ؟؟وعدم التوحد ولو بالكلمة وامام الاخرين ؟؟؟؟
ان حاجة التوحد بين الطوائف المسيحية في العراق حاجة فعليه ومطلوبة بكل تفاصيلها لصيانة الحقوق والابتعاد عن التهميش بالاضافة الى حاجتها لغرض ايجاد مرجعية مدنية سياسية عراقية مسيحية عابرة للطواثف لغرض ايجاد مكانة لسماع صوت هذا المكون الاصيل من قبل صاحب القرار على ان يكون هذا الصوت موحدا وليس متفرقا مبني على اساس المصالح الضيقة الانية بل على اساس المصالح الجماعية وليس الصوت المنفرد بل الموحد الذي يمكن ان يعتبر فكر خلاق يتمثل بعصارة العقل المتفتح والضمير المتوازن لنخبة شجاعة ومنظمة تتنبى الفكر وتمتلك رؤية تخطيطية وتنفيذية تستطيع الحصول على الحقوق وتوقف ضياع شعب اصيل نتيجة تفرقة وتشرذمه وعدم توحده ..ان مكوننا المسيحي اليوم يحتاج الى توحد ورص الصفوف لان ذلك يتناغم مع الظاهرة الانسانية العميقة والتي من خلالها تنشأ النظم القوية وتستطيع تكريس منظومة قيم اجتماعية جديدة تعمل وتضغط على الاخرين وخاصة اصحاب القرار في الدولة على احترام صوت هذه النخبة ان كانت موحدة في الروى والهدف وتؤسس متغيرات جديدة تعيد رسم خارطة التوازنات في المجتمع العراقي بالخصوص لكوننا نمر كعراقيين مسيحيين بدوامة الانفرادية والتي اوصلتنا الى ضعف امام صاحب القرار والذي ادى هذا الضعف الى ضياع الحقوق بسبب التشضي والتمزق الذي نعيشه ..وهذه المتطلبات كان من المفروض ان تبدا برجال الدين لجميع الطوائف اللذين اصبحو مع الاعتذار اليوم يبحثون عن التفرد في صناعة القرار المسيحي من خلال روى خاطثة بنيت على عدم التوحد ...ان رجال الدين ورؤساء الكنائس بجميع طوائفهم للمكون المسيحي في العراق اليوم مطالبين لكونهم يعتبرون انفسهم اولياء امور مجتمعاتهم الطائفية ان يعملو على خلق لبنة لمرجعية مسيحية موحدة تضم فيما بينها عددا من المثقفين ووجهاء الطوائف لكي يكون ذلك نواة بناء صوت مسيحي واحد وعدم التحدث باسم طائفة واحدة بافق ضيق لان العالم اليوم والمجتمعات تبحث عن تكامل وتوحد وليس تفرق وتجزئة لغرض مواجهة التحديات الحاضرة والقادمة ...ان مشكلتنا اليوم كمكون مسيحي هو تحول حشود من السلبيين اللذين ينظرون للواقع بعين واحدة منفردة ومجزاءة ولهذا لا يرون ما يكره البعض ويغض النظر عن ما يحب البعض الاخر ...وبهذا فان هذا التشرذم والتفرق اوصل مكوننا الى هدر طاقاته وهدر زخم نشاط مثقفيه ورجاله وهدر قوته وتاثيره على المجتمع ...ان رجال رؤساثنا الكنسيين اليوم مطالبين توفير الفرص لغرض العمل على تشكيل مرجعية مسيحية مدنية تستطيع ان تضع رؤى واضحة وتحليل دقيق لكافة مستويات الاختلاف للتوصل الى اتفاق يعيد صورة الوحدة المسيحية بكل اجزائها ...وهذه الوحدة تقع على عاتق النخب والمرجعيات الدينية لتدفع المدنيين لتكوين هذه المرجعية السياسية المثقفة ؟؟؟وهذه لن تتحقق ان لم تتحمل المرجعيات الدينية مسؤولية ضغطها على النخب السياسية والثقافية للطوائف للتجمع والتوحد وهذه المسؤلية لرجال الدين المسيحين هو الاكثر تاثيرا على وجود هذه النخب والمرجعية المدنية لاسباب سناتي على ذكرها في الحلقة الثانية من مقالتنا هذه.....والى حلقة قادمة
737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع