عباس العلوي
اصلاحات بطريقة الخوازيق ... على من يضحكون ؟!
نحن نعيش الآن فصول مسرحية محمد الماغوط الشهيرة < ضيعة تشرين > يوم أن احتجت جماهير الضيعة السورية على مختارها المستبد [ نهاد قلعي ] وطالبته بأقالة مأموري الطابو والمالية فاستجاب لهم بأن وضع احدهما محل الآخر ونزع طربوش الاول وألبسه للثاني وحينما أرادوا ان يصلح نفسه قال : اعاهدكم اني سأغيّر فرق شعر رأسي من اليمين الى الشمال واستبدل بيتي الذي اسكن فيه بقصر جديد / ما أشبه اليوم بالبارحة !
احزاب العار اخذت تلعب اللعبة ذاتها بغباء بعد ان وجدت نفسها في موضع حرج شديد نتيجة احتكار السلطة سنوات طويلة وتراكم فضائح الفساد الذي أفلس البلد فضلا عن تواطؤ القضاء العراقي المضروب بجزمة من جاءنا بالقدر المنحوس !
بعد أن < بلغ السيل الزبى > طالب العراقيون بالاصلاح / بالمشاهد التي رأيناها سابقا على شاشات التلفاز / خوفا من المحذور غيّرت احزاب الخنا جلودها وصارت هي الاخرى تطالب بالاصلاح وكأن الشعب وحده كان حرامي الدار / الاصلاح في مفهوم الحرامي لايعني اكثر من ان يبقى في السلطة ويزيح الاخوة الاعداء عن طريقه كي يستأثر < بالجمل بما حَمَل > !
اذن لابد < للسختجية > ان يغتالوا صرخات الشعب / الحيلة وحدها طوق النجاة للبقاء في سدة الحكم / كل ماتريدونه نحن في خدمتكم شرط ان نبقى في مركز القرار / هذا هو لسان حالهم !
انقسم حيتان الاحزاب على انفسهم بسبب طفح رائحة الفضائح وتضارب المصالح / شرعوا أمام هياج الرأي العام بمشهد مسرحي بائس ترثي به عقولهم ! استعرض لك الحالة :
العبادي الذي فرخه حزب الدعوة وجاء به لرئاسة الوزارة / رفع لواء [ التكنوقراط المستقل ] بعنوان الاصلاح وضرورة الخروج من المحاصصة الحزبية الضيّقة / هي تشبه براءة الذئب من دمّ يوسف / عجيب أمور غريب قضيّة !
مقتدى الصدر شحن لنا في مختلف الدورات الانتخابية وزراء شبه اميّين وآخر من الحرامية المكشوفين / وجد فرصته الذهبية في أن يضع احزاب العار امام أمرين احلاهما مُر / اما أن يتم اختيار تكنوقراطه < المستقل غير المتحزب > الذين اعلن عنهم / او أن يهدّم بيوت المنطقة الخضراء على رؤوس ساكنيها !
نوري المالكي الذى طار ثلث العراق على يديه وأفلس خزينة الدولة المتخومة بالمليارات / تحول هو الآخر الى حمامة اصلاح / نوابه في البرلمان لبسوا بين يوم وليلة طربوش < جبهة الاصلاح > / إختبأ وراءهم / ومن بيته وبالرموت كونترول أخذ يسقط الوزراء واحدا بعد الآخر ليبقي غريمه < العبادي > مكشوف العورة في احلك ايامه / لسان حاله يردد :
يالثارات كرسي الرئاسه الذي صودر مني غدرا!
عمار الحكيم الذي لطش جادرية بغداد بشحمها ولحمها / اثقل وزارات الدولة بصولاغ وعادل زويّة دورة بعد أخرى صار يتغنى الآن بالاصلاح تحت شعارات حسينية في خطبه الاسبوعية !
حزب الفضيلة منذ ان خسر وزارة النفط وحتى يومك هذا / يطلق بالون الاصلاح وحاله حال البزون الذي يموت وعينه على الشحمة !
الأخونجي سليم الجبوري / ماأن طربكً الصدريون كراسي البرلمان على رأسه / انتقم من
< متحدون > التي كانت وراء اسقاطه مؤقتا من الرئاسة بسبب تضامنها مع وزير الدفاع خالد العبيدي الذي اتهمه بالحرمنة / ليس له امام هذه الفضيحة غير ركوب موجة الاصلاح ليبقى نفسه في الكرسي المهزوز بدعم من خارج الحدود!
النجيفيّان بحكم العمالة التأريخية لدولة الرجل المريض وجدا في الاصلاح بابا من أبواب الفرج لأعلان جمهورية الموصل لتكون توأما من سفاح لقبرص التركية !
الكرد الذين كانوا متوحدين تقريبا في مواقفهم امام بغداد / اصرار كاكه مسعود على رئاسة الاقليم واخفاء عوائد النفط المباع سرا وبقاء الموظفين دون رواتب / أدى الى تبادل تهم الخيانة والفساد بين احزاب السليمانية واربيل والاستنجاد ببغداد لنصرة احدهما على الآخر/ سبحان مغيّر الاحوال !
الجميع يخوزقق الجميع تحت عنوان الاصلاح دون خجل اوحياء !
جميل ماأتحفتنا به شاعرة العراق ميسون الرومي بهذا الوصف
لابـس اكـْـلاوْ الـخـَـنـّـاس / يـكـنـس الـخـَـزْنـَـه ابـمـكـنـاس
كـلـْـهـَـه تـصيـح .. الـفـِـسـّـاد – انـدَوّر .. اومـامـش أثـَـر
اخـذوه يـانـاس الـحـَـذَر
(الـعـبـادي) ايـگـول .. الـحـيـتـان – و(الـمـالـكـي) .. هـالـحـَـزنـان
(سـَـلـوّمـي) صوتـَـه هـالـعـِـلـَـه – بـاگـَـوْ بـَـلـَـدْنـَـه الـعـمـيـان
نـوّاب والـهـم رَنـَّـه / (عـَـمـار) بـيـدَه الـحـنـَّـه
(مـَـعـصوم) نـسـمـَـع وَنـَّـه
بقت مهزلتان لعلها واحدة من علامات قيام الساعة :
الاولى : بعد تشرذم طويل اختارت احزاب التحالف الوطني المتسربلة بثوب الدين / زعيما جديدا لها بشخص عمار الحكيم / حصل ذلك بضغوط خارجية كي لاينفرط عقده في هذا الظرف الحرج / كلنا يعرف العداء التأريخي المستحكم مابين اولاد المرجعين الحكيم والصدر / كذلك < كسر العظم > الذي حصل سابقا مابين الصدريين ودولة القانون اتباع الولاية الثالثة كما يسمونهم / ومعروف ايضا حجم الكره الخفي مابين الجعفري والمالكي والعبادي الذي سلب كل واحد منهم رئاسة الوزارة من الآخر / تحالف ربما ينذر بظهور السفياني !
الثانية : ماصرنا نسمع به اليوم من تحالفات جديدة < عابرة للطائفية > / تحالفات تشبه العنزة التي تطير بجناحين / أمراء الطائفية في مدى 14 عاما من عمر العراق الديمقراطي غيّروا جلودهم بين يوم وليلة تحت عنوان الاصلاح على طريقة المثل الشعبي المصري < إحنه بتاع كُلّوا > !
في المحصلة عشق الحرامية للسلطة / يذكرنا بما قام به نهاد قلعي في مسرحية محمد الماغوط بتغيير طرابيش مأموري المالية والطابو من واحد الى آخر !
وللحديث بقية
السويد في 14/ 10 / 2016
575 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع