إعداد علاء الدين الأعرجي
من سوء حظي لم أتعرف شخصياً على الفقيد الأستاذ الدكتور إحسان البحراني، مع أنني سمعت عنه الكثير من التبجيل والتقدير :
تألقاً علمياً وعملياً، وخُلقاً سامقاً ، وإخلاصاً مهنياً وصداقياً وإنسانياً عالياً. لذلك رأيت أن أكتفي بأن أقتطف بعضاً مما قيل فيه، وما قال عن نفسه لنشره في بعض المواقع الإلكترونية، وذلك تخليداً لذكراه ووفاء لروحه الطاهرة وتمجيداً للشخصيات العراقية المتميزة التي كرّست ْ نفسها لخدمة بلدها ومجتمعها، بل القيم الإنسانية النبيلة .
وفي هذا السياق ، أقترح تنظيم أربعينية لتأبينه سواء في نيويورك و/أو في واشنطن تليق بمقامه. كما يجب لفت انتباه الحكومة العراقية وجامعة بغداد ولاسيما كلية الطب، إلى أهمية تنظيم حفل تأبين للفقيد في بغداد.
وإليكم المقتطفات:
د. حكمت الشعرباف
كم كان نبأ نعيك مؤلماً وقاسياً وأنا أعود بالذاكرة إلى الوراء ما يزيد عن أربعين عاماً يوم التقيتك في الوحدة الباطنية الثالثة في مدينة الطب وفي أروقة كلية الطب بجامعة بغداد.. كان ذلك عام ١٩٧٢ ، ولسنواتٍ عدة بقينا نعمل سويةً ، أراك كل صباح وأستمع إلى صوتك المميز وأرى ابتسامتك المشرقة ، وحين تقاعدت عن العمل كانت جمعية أطباء الصدر والقلب العراقية هي ملتقانا ومحور نشاطنا.
د.عبد الهادي الخليلي
هذه الأرض تحتضن من جديد قامة سامقة من قامات الطب في العراق والعالم العربي. قامة لها حضورها المميز في تطور الطب علماً وخلقاً وخلدت بصماتها على كل من عرفها.
لقد فقدنا أستاذنا وأخينا وعزيزنا أبا علي، الأستاذ الدكتور إحسان البحراني، وبفقده تهدم ركن مهم من أركان الطب وبالأخص طب القلب في وطننا.
كان الأستاذ إحسان عـَـلماً في اختصاص القلب وقد وضع أسس الاختصاص مع العديد من الرموز الخالدة الذين توفاهم الله؛ الأستاذ الدكتور يوسف النعمان والأستاذ الدكتور مؤيد العمري وغيرهم من الأفذاذ.
د. سعاد الربيعي
، لقد فقد العراق جوهرة أخرى من ذوي الأخلاق والمؤهلات الراقية.
رحمة الله عليه وعلى جميع العراقيين الطيبين الذين خسرهم العراق الحبيب وخسر استمرارية خدماتهم الجليلة.
موقع موازين نيوز
طوى اشهر أطباء العراق نبضات الذاكرة والحياة برحيله وبصمت، لينهي مسيرة من العلم والنضال وبصمت أيضا لكنها خلفت اثرا في عقول المئات ممن تتلمذوا على يديه، ومن مريديه، وشواهد على جدار ومكتبة تسجل رحلة 86 عاما هي عمر الدكتور والطبيب العراقي الأشهر احسان البحراني.
وزارة الصحة نعت، الجمعة، البحراني الذي وافته المنية في العاصمة الأردنية عن عمر ناهز الـ86 عاما، فيما أكدت سفيرة العراق في الأردن أن الجثمان سيوارى الثرى في محافظة النجف.
وقالت الوزارة إنها "تعزي الأسرة الطبية بوفاة الطبيب إحسان البحراني"، مؤكدة أن "الطب فقد علماً من أعلامه".
وأضافت الوزارة، أن "الطبيب البحراني الراحل، هو أول من أدخل القسطرة القلبية للعراق عام 1963".
إلى ذلك قالت سفيرة العراق في عمان صفية السهيل في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:
ببالغ الحزن والأسى تنعى سفارة جمهورية العراق في الأردن، احد كبار قامات الطب والجراحة في العراق والعالم وعلمائه، الأستاذ الدكتور إحسان رؤوف البحراني"، موضحة أن "جثمانه سيوارى الثرى في النجف الأشرف".
والبحراني من الرواد الأطباء المتخصصين بأمراض القلب، من مواليد 1930 من القرن الماضي والذي تخرج بإشرافه آلاف الطلبة العراقيين الذين يملئون اليوم مستشفيات العراق والعالم.. ووالده المرحوم "رؤوف البحراني" من وزراء المالية البارزين في الفترة الملكية في أربعينات القرن الماضي. واخوه الدكتور زهير البحراني الجراح المشهور على صعيد عراقي وعالمي.
وكتب عادل عبد المهدي وهو ابن خالة الفقيد:
عانى المرحوم إحسان والأخ الدكتور العزيز زهير الكثير من مضايقات وملاحقات المخابرات والأمن العامة، بسبب نشاطاتنا ونشاطات الكثير من أفراد الأسرة في فترة المعارضة العراقية.. وصدر اسميهما مع بقية الأطباء في تشرين الثاني 1979 في قائمة ضمت 48 منهم، ومن ضمنهم الدكتور فرحان باقر والأخ الصديق الدكتور موفق الربيعي والكثير من مشاهير الأطباء العراقيين. وقد عانيا أكثر بسبب شقيقتهما الشهيدة سلوى البحراني، العضد الأمين للشهيدة بنت الهدى. التي اعتقلت بعد اغتيال الشهيد الصدر واخته العلوية، قُدست نفسهما الشريفة، في الأمن العامة عام 1980 وكانت صائمة.. وكانوا يضغطون عليها لتسليم ولدها الدكتور سعد تاج الدين الذي كان مطارداً من الأمن العامة ولجأ لاحقاً إلى جمهورية إيران الإسلامية.. وبعد يومين من اعتقالها أعطوها لبناً يحتوي على الثاليوم، واطلقوا سراحها.. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى توفت بعد أن عانت ما عانت من الم شديد وتساقط في الشعر ونحول في الجسم. وقد روت لي أخواتي اللواتي امضين الليالي الطوال معها في المستشفى معاناتها رحمها الله. وكنت يومها مطارداً في بيروت.
د.عامر هشام
جاء الكتاب (يقصد "نبضات الذاكرة) –الوثيقة التاريخية ، بصفحاته التي جاوزت ال 230 صفحة ،على عدة محاور يستنتجها القارئ بسهولة رغم عدم تخصيصها في الكتاب نفسه، والذي راجع مادته الدبلوماسي العراقي الكاتب والمؤرخ نجدة فتحي صفوت. ولعل أول هذه المحاور في الكتاب هو ما أدعوه بالمحور العلمي الطبي المهني والذي أفاض فيه الدكتور إحسان البحراني تفصيلاً ببدايات نهضة طبابة القلب وتشخيص أمراضه في العراق. حيث أجرى أول عملية قسطرة للقلب وشرايينه في مستشفى الشعب عام 1963 وهو نفس العام الذي ألتحق به مدرساً في كلية الطب بجامعة بغداد. وحول ذلك يقول المؤلف أنه أجرى عملية القسطرة على مريض مصاب بضيق ولاّدي في الصّمام الرئوي للقلب حيث تم التشخيص بدقة.
وختا ما ً يقول الفقيد د. إحسان البحراني في مذكراته "نبضات الذاكرة :
"لقد مارست الطب في العراق لأكثر من نصف قرن والتعليم الطبي في الكليات الطبية لربع قرن، حاولت طول هذه المدة أن أقدم أفضل ما عندي لخدمة مرضاي وطلابي، حيث كنت حريصاً على أن يحصل مرضاي على التشخيص الدقيق والعلاج الشافي والرعاية الإنسانية والتشبث بالحياة.
أما طلابي فكنت أعاملهم كأولادي وأقدم لهم كل ما عندي من علم وخبرة وممارسة وأحثهم أن يرعوا مرضاهم خير رعاية وأن يحرصوا على الناحية النفسية في علاجهم إضافة إلى الناحية العلاجية والطبية وأن يتابعوا نهلهم العلمي على الدوام لأن العلم لا ينضب".
968 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع