العراق ، عراقين او دولتين !!!!!

                                       

                         سيف الدين الألوسي

في عمان كنّا في نقاش حول العراق الحقيقي ، وبعد نقاشنا حول خيرات البلد ، وطاقاته العلمية والأدبية ومبدعيه وعلى مر الازمنة ،،

ومقدار التدهور الذي حصل في العراق على مدى عقود عدة ، وكيف بدا الخط البياني بالنزول منذ بدا هجرة العقول منذ سنة ١٩٥٨والى ان وصلنا تحت الصفر اليوم ،،، الخلاصة ان هنالك اليوم دولة للعراق في الداخل ودولة في العراق في الخارج ، تضم الملايين من الكفاءات العلمية والهندسية،هاجروا على مدى عقود ولأسباب مختلفة ، منها سياسية ، ومنها اقتصادية، ومنها للخشية من الخدمة العسكرية او للخوف من التهديدات بعد ٢٠٠٣ !!!
المرحومة زهاء حديد كانت احدى تلك العقول التي هاجرت وحملت اسم العراق عاليا ، المرحوم محمد مكية، رفعت الجادرجي ، قحطان المدفعي ، د فالح عبد الجبار عالم الاجتماع ، د فاطمة المحسن ،، د وليد خدوري ، الفريق الركن محمد عبد القادر عبد الرحمن ،، الفنانين سعدي الكعبي ، عامر العبيدي ، ووووووو والاف الأمثلة لمئات الآلاف من النخب من أطباء ومهندسين واساتذة جامعات وفنانين وضباط وطيارين وخبراء وكتاب وشعراء وأدباء وصحفيين ومثقفين ،، ملأوا قارات الدنيا وبلدانهم بإبداعاتهم ونجاحهم ، والخاسر الوحيد هو وطنهم وشعبهم وحتى هم شخصيا ، لأنهم لم يتمتعوا بزهو نجاحهم في بلدهم ، ولأسباب ذكرناها سابقا .
اما دولة الداخل فهي لا تزال تحتوي ميات الآلاف من المبدعين والجنود المجهولين ولكنهم في حيرة الى اليوم بين تحمل كل شي او الهجرة الى المجهول وخصوصاللشباب ومتوسطي العمر منهم !
المؤلم هو تسلط طبقة سياسية من الطبقات الدنيا على مقادير البلد باسم الطائفية وتشكيل احزابهاعلى هذا المنطق كونه الورقة الرابحة ، وباسم وبحجج مختلفة ،، منها جرايم النظام السابق والتهميش ، او بحجج كاذبة مثل الديمقراطية الزائفة التي أتت للعراق بعد ان تقاسم الجميع الكعكة في موتمر لندن !!!! وبمباركة اميركية !!!
في خلاصة كل هذا الكلام ، ان هنالك الم كبير بفقدان الأجيال الجديدة من اولاد المبدعين في الخارج الامل وتكيفهم مع بلدانهم الجديدة ،، وكذلك بداية التدهور السريع للخط البياني للدولة المؤسساتية التي اختطفوها المافيات السياسية وتدمير الاقتصاد لمنافع حزبية وشخصية .
الامل موجود دايما في ارض معطاة كالعراق وبأهله الطيبين ،،، ولكن العراق بحاجة لتكاتف ومعونة مواطنيه في دول المهجر والتأثير على اصحاب القرار للنهوض مجددا ، بعد اضمحلال تأثير الساسة وفضحهم اما العالم ، والامل في العراق باق للأبد !!!!! اللهم احفظ العراق واهله في الداخل وفي خارجه والصبر مفتاح الفرج !!!!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

816 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع