لماذا تتأزم الاوضاع في العراق؟

                                              

الجلطة الدماغية التي ضربت رئيس الجمهورية جلال الطالباني جاءت في الوقت الذي کان يحاول فيه بذل مساعيه من أجل التوصل الى صيغة حل و معالجة مناسبة للأوضاع المتوترة في العراق و التي تسير نحو تأزم غير عادي.

التأمل في المشهد العراقي من مختلف جوانبه، لايبعث على التفاؤل و الامل وانما يدعو للإحباط و الشعور بحالة من التشاؤم لکون الضبابية و الغموض تحيط بمختلف جوانب العملية السياسية في الوقت الذي نجد فيه أيضا أوضاعا إقليمية تساعد على إضفاء المزيد من التعقيد على المشهد العراقي لأنها تسعى لجعل الاوضاع في العراق في خدمة أهدافها و أجندتها الخاصة، ومن هنا فإن الصورة تبدو قاتمة لاتسر الصديق أبدا.
تأزم الاوضاع في العراق وان کان من أسبابه غلبة النعرات القومية و الطائفية على الخطاب الوطني في العراق و کذلك سيطرة النزعات الحزبية و الفئوية الضيقة على الصالح العام، لکن تلعب العوامل الاقليمية أيضا دورا مؤثرا جدا بهذا الخصوص، ولاسيما عندما تجد تقاطعا بينها و بين استقرار الاوضاع الامنية في العراق، وليس من الغريب عندما نجد أن الاستقرار الامني في العراق ومنذ عام 2003، کان دائما في حالة مد و جزر و کلما کان هنالك ثمة أمر او مستجد سياسي او أمني طارئ او حساس على صعيد المنطقة، نجد له ثمة إنعکاس في المشهد السياسي العراقي، ومن المفيد هنا الاشارة الى دور و تأثير نفوذ النظام الايراني في العراق الجديد و کيف أنه يکاد أن يهيمن بصورة ملفتة للنظر على ناصية الاوضاع و يمسك الى حد ما بزمام الامور، ونظرة سريعة على الخط العام للمشاکل و الازمات المختلفة التي يعاني منها العراق، نجد أن هناك نوع من الترابط و العلاقة بينها و بين مصالح و أهداف و أجندة النظام الايراني.
هنالك مجموعة ملفات أحداث تؤثر کل واحدة منها بقوة على الاوضاع السياسية في العراق و تلعب دورا في استمرار حالة عدم الاستقرار الامني و مايتعلق بها ولعل أهمها:
ـ الملف السوري: حاول و يحاول النظام الايراني ربط العراق بصورة أو بأخرى بمجريات الاوضاع في سوريا من أجل إضفاء المزيد من التأزم على الملف السوري أملا في حلحلته، وفي مقابل ذلك تسعى أطراف إقليمية أخرى إجبار الحکومة العراقية على تغيير موقفها من خلال لجوئها لإستخدام اوراق خاصة لديها بهذا الخصوص.
ـ ملف العقوبات المفروضة على النظام الايراني: يسعى النظام الايراني و عبر طرق و اساليب مختلفة لجعل العراق معبرا او جسرا إقتصاديا خاصا له للإلتفاف على العقوبات الدولية و إفراغها من مضامينها المرجوة و هذا مايسبب تداعيات قوية على الاوضاع خصوصا عندما نرى أن هنالك مصالح دولية و اقليمية لاتريد لهکذا مساع أن تتم.
ـ ملف صراع النفوذ بين ترکيا و النظام الايراني: حيث يلعب هذا الملف أيضا دورا بالغ الاهمية و الحساسية مما يؤثر على استقرار الاوضاع السياسية و الامنية في البلاد.
ـ ملف أشرف و ليبرتي: هذا الملف وبعد أن تم تدويل القضية بأن صارت للامم المتحدة و الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي دورا في حل و معالجة القضية و بعد أن تم شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الامريکية، صار ملفا بالغ التعقيد ولم يعد التعامل معه ممکنا بالاساليب و الطرق السابقة وفي نفس الوقت فإن النظام الايراني لايريد أن يستمر نجم سکان أشرف و ليبرتي بالتصاعد و البروز أکثر فأکثر للتأثيرات المختلفة التي سيترکها هذا الامر على أوضاعه الداخلية ومن هنا فإن هذا الملف عرضة للإستغلال من جانب النظام الايراني و التعامل معه بالطريقة التي تخدمه و هذا ماسيکون له بطبيعة الحال رد فعل و إنعکاسات لاتکون في المحصلة النهائية في خدمة العراق و أمنه.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

774 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع