احتلال العراق لم يكن حلما بل كارثة حسب راى الكتاب والمحللين

                                                                       


                                      فلاح ميرزا
تتزاحم  بل تتراكم الاحداث الدراميتكية  التى مرت على منطقة الشرق الاوسط منذ ان شهد العراق تحولات سياسية واقتصادية كبيرة فى سبعينيات القرن الماضى واهمها قراره الشجاع بتأمين ثرواته النفطية من الشركات الغربية التى احتكرته على مايزيد على النصف قرن وهو بهذا القر اراعطى لنفسه الحرية الكامله فى التصرف بثرواته لتحقيق النمو المتكامل فى القطاعات الانتاجية لهيكلية الدولة وتحريرها من القيود التى كانت تعيق ذلك وبفترة استثنائية خلافا لما هو معروف تمكن ان يقفز فوق التوقعات التى وضعت لهذا النمو وشهدت المنظمات الدولية  التى يعنيها الامر بهذا النمو المتصاعد بل ابتدت استغرابها بهذا التطورقياسا بما عرف عن معدلات النمو فى الدول الاخرى .

وعوضا ان يستمر بهذا النهج الذى هو بأمس الحاجة اليه خصوصا وان تاريخه المعروف جعله يقف فى مقدمة الدول والشعوب التى اغنت الحضارة العالمية بمختلف العلوم التى هى امتزاج لعصور الاكديين والسومريين والبابليين والامويين والعباسيين التي اغنت البشرية بما لم تكن تعلمه ولعل ماوجد فى الاندلس من بحوث فى الكمياء والفيزياء والفلك والطب والقانون واللغة والشريعة ..الخ خيردليل على ذلك وشهدت به الامم الحالية فى غربها وشرقها, اتجه الى التبشيربمشروعه القومي العربي الذى كان فى مقدمة اهداف ثورته فى تموز 1968 التى تتخذ من نظرية حزب البعث العربى الاشتراكى طريقا فى تحقيق اهدافه واولها وحدة الامة العربية ورغم ان هذا المنهج قوبل من الانظمة العربية بشئ من الحذر والخوف لانه يقوض اركانها ويهز مضاجعها ناهيك عن الانظمة الغربية (بريطانيا وامريكا) فانها وقفت وهى تراقب فاتحة ابصارها واذانها لما سينجم ذلك من تطورات للمرحلة القادمة , وتحت تأثير المصالح الغربية التى تضررت فى المنطقة وزيادة نفوذ الاتحاد السوفيتى والمساعدة على تاسيس منظمات ذات صبغة ثورية تطالب بعودة فلسطين تعرض العراق الى ثلاثة حروب قاتلة الاولى مع نظام الملالى بايران اعطى فيها العراقيين ومنهم البعثيين الالاف من رفاقه المدنيين والعسكرين والثانية فى عام 1991 التى قامت بها الولايات المتحدة وحلفائها (32 دولة) وحرب الاحتلال تحت قيادة الولايات المتحدة تحت غطاء الديمقراطية والحرية كما تعرفها كغطاء يمنحها شرعية التدخل فى شؤون الدول  والعدوان عليها كالذى مارسته فى فيتنام والفلبين وكمبوديا واخيرا وليس اخرا افغانستان والعراق وليبيا  ولم يتحقق منها سوى الفوضى والاستبداد والظلم والقتل وتدميرالبنية التحتية للعراق وجيشه وسلاحه كل ذلك حدث من اجل وضع حد لما كان الحزب فى العراق يسعى الى تحقيقه للعراق اولا ومن خلاله للامة العربية واهمها عودة الفلسطنيين الى ديارهم وتحرير اراضيهم الذى  لايروق للصهيونية ان تسمعه او تراه ؟ الامر الذى دعاها الى استنفار كل امكانياتها المعلوماتية والاستخباراتية الى وضع حد لهذا النظام  والعمل على ازالته فى العراق وبشتى الوسائل وابرزها اشغاله فى صراعات مع جيرانه ومشاكل داخلية موضوع الاكراد والطائفية وضغوطات اقتصادية للحد من تقدمه باتجاه استكمال خططه التنموية واذا ما تتحقق لها ذلك يكون الطريق مفتوح امامها وصولا الى مشروعها الكبير فى الشرق الاوسط والغاء المشروع القومى العربى واستبداله بمشروع الفوضى والعنصرية والطائفية فكان لبنان(1975) فاتحة للطريق هذا ومن ثم السودان وتلاها تحويل الصراع العربي الصهيوني الى صراع عربى-عربي وتحت غطاء اخر المشروع الطائفى والعنصرى اشركت به ايران وتركيا تحت غطاء المصالح الاقتصادية  ولتتقاسم لمنطقة فيما بعد بينهما , وبالرغم من وضوح الاهداف والاستراتجيات تلك الى الانظمة العربية و للساسة والمفكرين العرب وكذلك الحكام فانهم لم يعيروا انتباها  لما اشار اليه العراق او لانهم ليسوا معنيين بذلك  فى حين ان اغفالهم عن ماظهر من نوايا للتامر على العراق  يؤكد على انهم طرفا فى هذا الامرعلما بان العراق  قد اشار الى  خطورة ماترسمه القوى الاستعمارية تحت قيادة الولايات المتحدة الامريكية لمستقبل  المنطقة وذلك فى مؤتمر القمة العربى الذى عقد فى عمان فى ثمانينيات القرن الماضى بحجة قيام الاساطيل البحرية الامريكية فى زيارة ودية الى الخليج العربى.ومؤتمرالتعاون العربي واللقاءات الثنائية وبسقوط الاتحاد السوفيتى وحلفاءه فى اوروبا الاشتراكية بات الامر اكثر وضوحا للبدء فى مشروع القرن الامريكي الذى اعلنت عنه الادارة الامريكية بانه سيكون قرنا امريكيا فالذى حصل ومنذ بداية القرن الحالى وابرزها سقوط الابراج فى نيويورك واحتلال افغانستان والعراق يدلل على هذا الاستنتاج  وهو ما يطلق عليه الفصل الاول من فصول السيناريوهات الامريكية لتغيير خارطة الشرق الاوسط جغرافيا وديموغرافيا اى ستكون هناك ولايات جديدة وتحت مسميات تعود بنا الى عصور الجاهلية التى كانت تسودها  القبلية وقوانينها البدائية وتحمل الصراعات على الاموات اكثر من الاحياء ومن هو الاولى بحمل الرسالة الاسلامية؟ اصحاب ابو بكر وعمر او اصحاب على  أو اصحاب بنى امية وسواء كان اصحاب الشان يدركون ذلك ام لايدركون فالصراع الحالى والذى يتمحور فى المنطقة بين القوى الرافضة لانظمة الحكم وما تحمله من تيارات مختلفة والحكومات التاريخية نظرا لطول الفترة التى شغلتها تحت راية السلطة دون ان تقدم ما يمكن ان يوصف بالاصلاحات الجذرية لمختلف نواحى الحياة بدأ  ياخذ منحنيات متعددة اختفت فى ظلها كثير من الشعارات والمطالب المختلفة فى وصفها بين الحقيقى الذى يهدف الى تغير انماط الحكم الوراثى للحكام العرب وبين الوصف الطائفى الذى تبحث عنه القوى الاقليمية الجديدة ( ايران , وتركيا ) التى تحتمى بعباءة الولايات المتحدة واوروبا  ولاول مرة نشاهد بان  الشعوب العربية تركض بسرعة لتحقيق شعارتها دون ان يكون لها خطوط نهاية معروفة فى حين ان خطوط بدايتها كانت واضحة ولاول مرة نرى ان القوى  الكبرى تتصرف و كانها قنابل دخانية تسمع لها صوت ولكنها  لها من المؤثرات النفسيه على شعوب المنطقة فى الامد البعيد عن طريق اشغالهم بوسائل الكترونية وبرامج كمبيوترية ادخلتها الى كل البيوت وتستطيع من خلالها ايصال الراى الذى تطمح للوصول اليه والذى نجحت فيه الى حد ما بتأليب الشعوب على حكامهم دون الحاجة الى استخدام الجيوش تحت غطاء الديمقراطية والحرية والذى اطلقت عليه الربيع العربى  وبنفس الوصف نجد ان الرافضين للانظمة الموروثة تنادى بانها وطنية فى الفعل والتنفيذ وانها ليست بحاجة للتدخلات الاجنبية فى موضوعها التى تنادى به ولكنها فى النهاية تطلب منها انقاذها وتخليصها من الحكام بالتدخل عسكريا وتوجيه ضرباتها الجوية الى المعسكرات والات العسكرية للانظمة  , ان البريق الذى كان يسطع من رؤساء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فى القرن العشرين عندما حققوا ماارادوا فى حرب العراق 1991و 2003  ايام الرئيسين بوش الاب والابن وتاشر ليس هو نفس البريق فى الرئيس باراك اوباما واولان وكاميرون فكل شىء تغير طعمه  فالنفط والاستثمارات اصبحت لها نكهات لذيذة تسحب برائحتها انوف هؤلاء الرؤساء نحوها ليس باسلوب التهديد  وانما باسلوب التصريحات الكلامية التى فى اغلبها تميل الى الجانب الدلوماسي فى حين كان للحكام العرب  تصرف اكثر عقلانيا  فى تسير الامور وحل العقد والمعادلات الصعبة التى لم يتمكنوا عليها فى القرن الماضى فى حين ادركوا طرق فك رموزها فى القرن الحالى فعالجوا الموقف بشىء من القوة  وشىء من الدبلوماسية كالذى حصل فى مصر واليمن والبحرين وتونس , واما مايخص ايران وتركيا فانها موقفهما عن ما يدور فى المنطقة , فانه يشبه الذى يتلذذ برائحة الطبخة ولايستطيع التمتع بها الا بعد ان ينتهي اسيادهم من الوليمة ليتناولوا فتاتها  , وهذا كان ليس سهلاعليهما ان تحققاه فى السابق عندما كان العراق وتحت قيادته القوية وجيشه واقفا بالمرصاد ضد امتداد ايران فى المنطقة   وتحجيم الدور للاخرى, وعودة سريعة نحو التاريخ فان العرب ومنذ ظهور الاسلام لم  يستكينوا على اوضاع هادئة دون ان يكون هناك عدوان عليهم واستمر الى هذا الوقت وبالتاكيد فان الذى يتحمل وزر ذلك هو عدم تمكن القادة والزعماء  والقائمين عليها ان يحصنوا شعوبهم وانظمتهم مما يجرى وسيجرى عليهم فيما بعد ,  لهذا اضاعوا الحضارة التى صنعوها بمرور الزمن والتى تغذت عليها اوروبا ايام وجودهم فى الاندلس ليتراجعوا الى الوراء ليتسابق عليهم الطغاة والمستبدين والجهلاء والمتخلفين الامر الذى اضاعوا فيه قسم من اراضيهم ومياههم فى الخليج العربى الاحواز و فلسطين  والاسكندرونة  كان ذلك فى نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ليبدا القرن الحالى بمشروع آخر وهو زرع الفرقة بينهم والطائفية فى شعوبهم يشاركون بذلك الولايات المتحدة والدولة العبرية اسرائيل . ان المخططات التى وضعتها تلك القوى للمنطقة يؤشر بصورة واضحة بان الدول العربية لن تتمكن من تتحكم فى مصيرها دون الاستعانة بامريكا واسرائيل وعن طريق ايران وتركيا  ولعل ماجرى فى لبنان فى الربع لاخير من القرن لماضى ولحد الان دليل على ماسيجرى لبقية الدول العربية واولها العراق وبعده دول الخليج لينتهى بمصر والسودان وليبيا وان كانت التقارير الامريكية لاتقول بذلك بشكل قاطع  بل تشير بان ايران لاتعمل فقط على تحقيق صراعات  فى المنطقة او تقسيم العراق بل تسعى لاضعافه لان التقسيم خطرا عليها فرؤيتها لمشروعها لقومى تحقيق التوازن وان تؤمن بالحماية المجانية التى توفرها لها الولايات المتحدة واسرائيل فاينما ذهبوا والى اي قارة  اتجهوا  ذهبت  معهم فى المنطقة العربية و افريقيا واسيا وحتى فى اميركا اللاتنيية وبذلك ضمنت الحماية الامريكية والاسرائيلية لوجود تعاون سرى بينها وبين اسرئيل وامريكا ولان ذلك لم يعد سرا  . ولكن ربما تركيا ستشكل خطرا جديدا على تقسيم العراق  وان لم يكن جغرافيا بل قوميا وطائفيا كما يشير التقرير الامريكى لانها لديها مشروع قومى وهو مشروع العثمانيون الجدد  تعمل على التبشير به كما وان ايران تعرف ذلك  بل ان الوضع الراهن فى العراق وسوريا يفرض حالة من التوازن فى المنطقة وان الرئيس الامريكى يدفع الطرفين بهذا الاتجاه ولكن ايران حذرة  للغاية وتطالب بتعهد تركى مكتوب وتطالب بمفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة وبدون شروط , فالرئيس الامريكى على عجلة من امره لان تكون المنطقة وخصوصا منطقة لخليج العربى من حصة واشنطن وتبقى سوريا بمثابة الارض المحايدة  لضمان الامن الاسرائيلى , لذلك فقد استبشر ت بسقوط النظام فى العراق واوباما واردوغان بسقوط حسنى مبارك باعتباره دليل على نجاح رؤيته التى تؤدى ايداع المنطقة ولو بصورة مؤقته لدى تركيا وايران لكى يتفرغ الى اعادة النظر بالاستراتيجية الامريكية للمنطقة فهى التى خططت للحرائق التى اشتعلت فى المنطقة وكانت بفعل امريكى اسرائيلى خفى لهذا لم ترى اى اعتداء على المصالح الامريكية والاسرائيلية ولم تحرق اعلامهم وهذا يحدث فى اى تظاهر سابق وبذلك التقت وجهات النظر الامريكية والتركية فى نزع الشوكة المؤذية لهم وهى مصر فى قيادة المنطقة وعودة الاحلام التركية لتحقيق حلمها نحو العثمانية الجديدة فى حين لم يبقى امامها الا سوريا(العروس الحلوة)  التى تحاول ان تجتمع حولها عدد من الراغبين بالاقتران بها) امريكا وروسيا وبعض الملفات التى تصلح لاثارتها تباعا لتشكل زخما ابتزازيا ضدها وحتى لايجعلها الوضع العربى القائم الان ان تاخذ دور مصر فى قيادة المشروع القومى العربى , ان القوى القومية والوطنية العربية ستكون مضطرة لان تتوقف ايضا لتراجع مواقفها النظرية فى القضايا المصيرية التى تشهدها الامة وان تدعو حكامها وسياسيها وشعوبها لليقضة والحذر لما تشهده بلدان المنطقة لاننا مازلنا فى بداية الطريق وبداية القرن الحادى والعشرون الذى تريده الادارة الامريكية ان يكون قرنا امريكيا والا لماذا استنفرت روسيا قوتها واستعرضتها للامريكان تحت صغية التلويح بانكم لستم اصحاب حق بالغنيمة لوحدكم وكذلك الصين فالبدء كان العرب والان اوروبا وتلك الغنيمة الثانية للتنافس على الاقتران بها فما جرى فى فرنسا وقبلها بريطانيا والمانيا ووضعهم تحت حالة الخوف وتحت غطاء الارهاب الاسلامي لن يغير حقيقة المشاكل التى تعانيها الولايات المتحدة والمعرضة لان تطفوا مجددا على السطح  ولاشك فان كثير من المحللين والخبراء الغربين قد تناولوا تلك الامور بكتاباتهم منذ ان اظهرت الادارة الامريكية خططها لاحتلال العراق وتغير نظامه السياسى بشئ من التحليل العقلاني المنصف معتبرين ان الرئيس بوش الابن قد جر امريكا نحو الكارثة وانه وضع مستقبلها  فى مأزق كبيروانه ارتكب حماقة بحربه على العراق وقد اشار الى هذا الموضوع احد هؤلاء الكتاب المعرفين كابرئيل كولكو وقال عندما نريد ان نحلل التطورات التاريخية للاوضاع الراهنة التى يمربها العالم يجب علينا التوقف عندها  . وذكر  ان المحطات الرئيسية والحلقات المتداخلة التى لاتشكل الازمات الحالية منها غير طريق يسير وان كانت تبدو متنوعة اذا وضعنا بجانيها التغيرات السياسية التى تظهرمختلفة عن سابقتها من الناحية النوعية رغم ان موضوع البحث عن مخرج اصبح يشكل خطرعلى النظام الراسمالى الامريكى الذى كان اساس المشكلة وجوهرها وهكذا اذا نظرنا الى الازمة التى الاقتصادية والمالية والعسكرية والسياسية التى تتخبط فيها الادارة الامريكية لانها اصبحت فى وضع لايسمح لها الحفاظ على مكانتها العالمية بعد سلسلة من الاخفاقات التى خلفت وارائها انحسارا متزايدا باستمرا تراجعها امام المجتمع الدولى, وماذكره الكاتب والمحلل الاقتصادى كابرئييل كولكو فى كتابه نهاية القرن الامريكى الذى لخص بصورة بلاغية المصير المحتوم للقوة الامريكية نحو الافول والاضمحلال كما وان اهمية الكتاب تتأتى من حهة اخرى لانه صدر عن مؤلف اكاديمى بطريقة الباحث المتجرد يمتلك الشجاعة الادبية التى يفتقدها الكثير من الباحثين الغربيين فهو ينشد الحقيقة الموضوعية اولا واخيرا باعتماد لغة البناء والحجج الموسسة على الوقائع والارقام بعيدا عن اسلوب الدعاية المغرضة او التحليل الشوفيني او الدوغمائي العقيم , ويشير الى ان المشكلة الامريكية اصبحت مع مأزق السياسة الدولية الى درجة اصبح معها عمليا اى تغير مهم على الساحة الدولية يتوقف على حل المشكلة الامريكية اولا فهى ومنذ سنة 1945 تغذى فكر الخرافة وللامعقول معطلة  بذلك كل مجهود يبذل لحل المشكلات الداخلية لعدد من البلدان كما ويشير  الكاتب بناءا على اطلاعه باوضاع المنطقة بأنه يرى ان الحربين فى العراق وافغانستان كارثتين كبيرتين فى التاريخ الامريكى وبأنهما ستعجلان على طبع السياسة الامريكية بطابعها الخاص على مدى سنين عديدة خاصة وقد اصبحتا مكلفتين بدرجة لاتطاق سواء من حيث الثمن الباهض والوقت المستغرق غير ان عوامل عديدة غيرها تعمل على ضمور امريكا واندحارها وان الذين دافعوا عن الرأي القائل بان التسويات السلمية المبرمة عند الحرب العالمية الاولى ماهى الا مقدمة لازمة جديدة وان العالم قد يشتد بذلك لعدم استقراره نتيجة تلك التسويات وانه اصل المشكلة صحيح ان الازمات المتعلقة بالشيوعية فى اوروبا والصين قد سبقتها لكن سقوط الاتحاد السوفيتى 1991ازاح الوهم الذى كان بختزل القضية فى كونها مجرد ايدلوجيا بدل كونها مسألة سيطرة لذلك فان التاكيد على سعى امريكاوالتزامها بتوسيع قوتهابدل من محاربة الشيوعية تعتبر قضية اساسية فى الوقت فان الاتحاد السوفيتى كان عامل استقرار لها وانه كان يشكل كيانا يسهل التنبوء بسلوكه , وهذا ايضا جرى بالنسبة لدول اخرى فى ضوء الطموحات الشخصية لصناع القرار والبروقراطين فى اعلى سلم الادارة سواء العسكرين منهم والمدنيين الذين يحدوهم هاجس الترقى والنجاح والتسلق نحو الاعلى داخل النظام مما يشير الى العقلية هؤلاء بابتعادهم عن التفكير العقلاني الرصين وعليه فان الوقت الراهن لايمكن تصورماهو اسوء مما هو لامريكا من هذا السلوك لان البنية المالية هى بصدد الانهيار وتسير نحو الاسوء بالرغم من جرعات الانعاش التى تعطى لها فهناك ركود اقتصادى وازمة تعانى منها البنوك والديون والاضطراب فى نواحى اخرى وهكذا تلتقى تناقضات الاقتصاد مع المصاريف الطائلة للمغامرات الخارجية مما ينجم عنه حتما تراجع واضمحلال ووهن قوة السيطرة الامريكية وهذا يعني فى نهاية المطاف ان القرن الامريكى الذى اتسم بالرخاء والعيش الرغيد ييسير نحو مصيره الغير مفرح , لذلك عملت الراسمالية الامريكية الى افتعال خسائر هائلة غيرت من خلالها ملامح الساحة الدولية ازمة الررهون والعقارات والتامين والمتقاعدين وتحرير  قيود اموال المودعين وانتقال رؤؤس الاموال وعوضا ان ترى فى ذلك تحسنا وحلا مرحليا ولكنها تلقت العكس اهمها انخفاض سعر صرف العملة امام العملات الاخرى

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

863 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع