بكاء التباكي هو سلاح الباكيين في زمن التردي

                                           

    الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيجيى علي عزاوي

وقف الحكيم بجانب رجل متبسما ضاحكا، فاستغرب في ضحكاته ذات طقس هستيري غريب، فانتظر برهة أن يتوقف هياجه الشديد بجنون عصاب، فاعتقد الحكيم أن الرجل الضاحك ربما يتميز بانفعالات تشنجية وهذيان فانسحب بهدوء،وإذا بالرجل الضاحك ينادي الحكيم بصوت مرتفع،فرجع الحكيم تلبية لنداء الرجل الضاحك فاقترب منه وقال ما بك يا رجل الغرباء؟ قال الضاحك: ما رأيك في علامات التشبيه في لغتنا العربية؟ قال الحكيم: إياك والمشبهات في الأمور الغامضة تصيب عقلك بالهلاك. قال الضاحك:ّ

(فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) فاسترسل الضاحك ضحكا بصوت مرتفع بدون توقف.

استغرب الحكيم فأسرع مهرولا خائفا من هستيريا الرجل ظنانا انه مصاب بجنون،فقال للضاحك: كلب العجم والرومي يضحك مبتسما أما كلبنا نحن قوم العربان من كثرة الهم والغم والجوع والفقر المدقع يلهث حتى النخاع... فخرج من شارع ثم دخل في شارع واسع فإذا به يجد امرأة تبكي بصوت مرتفع فوقف بجانبها فتوقفت عن البكاء فقال لها الحكيم ما يبكيك يا امرأة هل أصابك مكروه؟ قالت المرأة الباكية: ألا ترى عيوب الرجال ورذيلتهم سيئة شائبة ضعف أرعن من مثلب معرة النساء اللواتي لهن خزاية خزي وذل ذلة  رذيلة من لدن شيوخ التأويل في مفهوم "جهاد النكاح"؟ وهل جهاد النكاح فريضة أم سنة جارية على الفارضة من النساء العوانس أم أصغرهن عمرا وجمالا؟ فبكى الحكيم بكاء مفعما بالحزن وقال: ما سيلان دموعي معك يا امرأة إلا تعبير عن حزني الشديد في فتوى شيوخ البترو دولار.

الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيجيى علي عزاوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع