محمود زهرةُ السّلام ونفحاتُ الورودْ

د/ منيرموسى

(بدأ محمود درويش يناجي مفردات الطّبيعة في كينونته الوجدانيّة؛ وكان ذلك  في وسْميّ الشّباب في حارتنا الفَوقاء(الفُوقا) في حيّ آل حزّان خُؤولتي سليلِي المحتد الكريم في أبوسنان بنت الجليل الغربيّ! وكان ندماؤه من الطّموحين للمعرفة، حبّ الشّعر، الأدب، والسّياسة! وهم: جريس شاهين، حنّا حزّان، منير خوري، وحبيب شاهين الصديق المخلص الوفيّ  الأوّل لمحمود. وكان يحضر معهم أحيانًا الشّاعر الّذي عرف سحر البساطة، ولا تزال نَواغِيه تتضوّع حرّيّة في سماء شرقنا، سالم جبران الّذي أحبّ، وأحبّته بلدتنا).
**
محمود
زينُ      الشّبابِ
وفارسُ  الفرسانِ
وشاعرُ  الشّعراءِ
**
منشد مرتّل بقلب طفل مشرّد شريد متعطّف بعاطفة الأحاسيسِ
غنائيّات من صميم حرارة الأطياف والخِيلان. طفرات كشعاعات النّباريسِ
عنده، لا شكل للمادّة. اِرتياد إلى عوالم رسم ملامح الحبيب الغائب، غيرَ قاطف فُلّ القواميسِ
**
ينابيع الشّجويّات حيويّات مترقرقة جمالًا. ذات إنسانيّة، يخامرها حُبورٌ، أشجانٌ، وأفراحُ
ماشَتْه الحضارة فكرًا وتبديلا، لا متوجّسًا، بشجاعة المتفرّد. تغنّت العفّة، والفضائل بوجدان أمّة. هو صوته المزقزق الصّدّاحُ
مارَ مع الكون، والكون به مستنصرًا بوجْد الشّائق المَشوق.
  هُمام غير مدافَع، ملكُ التعابير، فقد أُنطِقت بها الجراحُ
**
وَحدًا، وألفُ فارس، تقدح العيون الشّازرة منهم  شرارًا، أمامه، وقد شُكّت بالحلَق السّوابغُ. عَبَراته تلألؤ الكواكب. مُهجةٌ مِقة للعالَمينْ. لهفٌ، شجَى أمٍّ على الغائبينْ
هِمّة قَعساء، لا رائمة المجد، ولا قمّة الهرم الشّاغرة إلّا ليراع الشّاعر المِسيال. خَدين الشّاردين المنسيّين المتشرّدين!
كم من بثينة وليلى، شردت بُوصَلتها عن شوارده الهافّة على بساط الرّيح من المحيط إلى الخليج، غير آبهة بعسجديّات المتشاعرين الشّعارير الأرستقراطيّينْ!
**
وكان الوطن ارتيادًا لعوالم رسم ملامح الحبيب الغائب.أين كان الوطنيّون الطّارفون، حينما لم يكنْ له إلّا نابغيّته ؟ عبثا حاول الجارح خطْف رُحاق الزّعتر منه، وبسمة ضُمّة الجُوري؟
يصفّق العوسج للبنفسج!  تلمع الصّور كيفما لاح تزوير التّاريخ. سَقيتم كوز ماء بارد لمغلوب على أمره مقهورِ؟
لا لذائقيّة شعريّة موشّاة بعقود النّفعيّة الوطنيّة سادرة عن المعدَمين! تترصّد المنابر باستئثار أقوام منتجعين طالبين الماء، والكلأ، ونرجسيّات الغرورِ
**
ملوك هدروا أفواح الفواغي. حروف ملوّنة برّاقة، تقاليد قبليّة ،قسْرًا، لاشَتْها النّواغي
مستأنسًا بالعصافير، مستعيرًا أجنحة الطّيور. أبكَى، وما بكى، وجدير به أشجَانُ أحباب وحبٍّ، لا غروَ، فقد أهْتنَ مُقلة الباغي
هَمَعتْ دموع الأطلال حين مرّ أدهمُه بها! في كلّ حرف أحاسيس، تحاكي نغمة النّاي رقّة، وضفاف الخيال بجانحتيه،  مجنِّحًا، ومن مرآتها يعُبّ الخُضاريّ  مسقسقًا معَ  الزّاغِ!  

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

696 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع