أين إعلامنا ؟

                                              

                  احمد جبار غرب* / خاص - الگاردينيا

الذي انجح إسرائيل والحركة الصهيونية في نقل صورتها الى العالم وجلب التعاطف الدولي معها  هو استثمارها الإعلامي للهلوكست الذي تعرضت له على يد النازية ومن خلال الصور استطاعت من النفاذ الى العالم وكسب الاهتمام والرعاية وتلك تنم عن حذلقة ودهاء كبيرين تحسب لهم ونحن رغم كل التقنيات المعاصرة والإمكانات المهولة والثروات العظيمة لم نستطيع خلق إعلام ناجح  يحقق أهدافه وشروطه في معركتنا ضد الإرهاب وحتى لم نستفد من التجارب العراقية في الإعلام الناجح والمؤثر ..

وللأسف لا يزال من يعتقد ان الأهازيج والأنشودة يمكن ان تخلق وضعا تعبويا لصالح الجندي وتعطيه شحنة من المعنويات والثبات وزع روح الثقة في داخله لكن الواقع غير ذلك قطعا ويمكن القول ان العامل النفسي في الصراع يمثل المرتبة الأولى ومن يمتلكه يكون الانتصار حليفه وهذا ما لجأ اليه العدو واستخدامه لأساليب بشعة وتصدير المشاهد المرعبة عبر المقاطع الفديوية لكسب الجانب السيكولوجي وتهبيط  معنويات الجنود خلق أثرا سلبيا لديهم  وهم يفتقدون الى الخبرة والكفاءة ، للأسف الإعلام العراقي أجمعه هزيل مع استثناءات قليلة جدا....كان يمكن من خلال معطيات الاحداث البشعة التي يتعرض لها أبناء شعبنا ان نكسب القلوب ونحرر العقول في الالتفات نحونا من خلال ضخ المشاهد وعرض الاحداث الى العالم بكل صدق وواقعية وبأيسر الطرق لكن من أين ؟(يحصره) هل من قناة يتيمة تستغل لاتجاهات معينة !؟...على الدولة العراقية والحكومة أساسا ان تعي دور الإعلام وتأثيره على مجرى الصراع الدائر بين الدولة والإرهاب عليهم إنشاء فضائية ناطقة باللغة الانكليزية على اقل تقدير وإذا قالوا تحتاج الى إمكانيات هل يستطيعون عرض للأخبار باللغة الانكليزية هل ذلك يحتاج الى خبرات ؟ ومالذي يمنع من القيام بذلك ؟..هل إنشاء صحيفة ناطقة بالانكليزية او احد اللغات العالمية الحية وتوزيعها في اغلب عواصم العالم وتطبع في لندن مسالة تشكل إعجازا للدولة التي تملك عشرات المليارات تصرف هنا وهنآك هل نحتاج الى جهد فني او تقني او خبرات في هذا المجال ونحن لدينا أساطين في العمل الإعلامي أم ان مسالة اللامبالاة والإهمال والاتكالية هي التي تتحكم في أساليب عمل الإعلام العراقي .. هل تعلم الحكومة العراقية ان أعدائنا وصلو الى معاقل الدول الأوربية ولبها في السويد والدنمرك والنرويج بفضل الترويج الإعلامي واستغلال كل الطاقات ألمتاحة وتبقى هذه الأسئلة بحاجة الى إجابات شافية من قبل ذوي الشأن
نحن بالانتظار لتفعيل عمل الإعلام العراقي لنقل الصورة الحية الى العالم حتى نكون بمستوى الحدث وألا لن يشفع لنا احد.

*كاتب وإعلامي وناشط مدني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1364 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع