بعض ما ذكرة التاريخ عن السياسة فى العراق

                                                

                                  فلاح ميرزا

كثر هم من يدعون انهم وطنيون واصحاب مواقف وانهم لاينتظرون من احد ان يؤكد وطنيتهم لان شعاراتهم وخطاباتهم تدل على حرصهم وغيرتهم على الوطن بدليل ان كل البيانات والمناشير الصادرة عنهم تعكس ماهم عليه من مواقف ,

اولها محاربة الاحتلال والمحتلين بكل الوسائل وثانيها ان مؤيديهم  ملئوا السجون والمعتقلات بالالاف وثالثا قدموا شهداء لم تقدم اى قوى سياسية فى الوطن العربى بعددهم ورابعها الملايين المهجرة داخل وخارج الوطن  بحيث باتت حديث اوروبا وامريكا والعالم باستثناء ابناء جلدتهم العرب  وحين السؤال الى متى يبقى الوضع هكذا  او كما هو عليه الان باعتباره ظرفا استثائيا , ياتيك الجواب سريعا ان الامور تسير لصالح القوى الوطنية حتما  برغم من كل الذى جرى  . فعلينا بالصبركما يصبر البعير على الماء والبيداءوعلى احماله , ومرارا حانت فرص لاثبات صدق نوايا هؤلاء ويحدث ماهو افضل مما هو عليه الوضع ولكن للاسف تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن بدعوى ان موضوع العراق اصبح ضمن محاصصة دولية لذلك فان الذين استولوا عليه لايعبئون جهدا بما يجرى فقد اداروا ظهورهم على كل شئ ماعدا الفساد والسرقة واكل  السحت والحرام ,ومقابل ذلك فان اللاعبين من السياسين فى الداخل لم يجيدوا التصرف  لا قبل الاحتلال ولا بعده  ليس لانهم لازالوا يعيشون فى خيالات احلامهم ولايعرفون دروب اللعب السياسى كالذى جرى فى انهيار الاتحاد السوفيتى وحلفاءه وقبلها يوغسلافيا ولكنهم توقفت عندهم الاشياء  من اثر الصدمة التى تفاجئوا بها وتلبدت الامور عندهم  فى حين الشياطين فى ايران وهم  كثيروا الحيل والخداع ادركوا ماسوف يجرى لانهم اصلا مهدوا لذلك  وعرفوا من اين تؤكل الكتف وهذا ديدنهم , ولكنهم فى النهاية سيتذوقون المر وهم الخاسرون والتاريخ مليئ بالمواقف التى قد تكون مشابهة لما نحن فيه ولكن يظل المرء حائرا  لماذا حصل كل هذا؟ ومن المسؤول عن الذى جرى ولنعود الى الوراء قليلا ونرى مادونته الايام والسنوات ونقارن بين ما كان عليه سياسى  زمان الاستعمار (الحكم الملكى ) كما يطلق عليهم وسياسى اليوم ,ولنذكر بعض من ذلك  فمثلا كيف كان نورى سعيد رئيس وزراء العراق  فى النظام الملكى ينظر الى مستقبل العراق وكيف كان يراه , سيما وان العراق كان فى مرحلة التاسيس وبحاجة ماسة الى  الموارد المالية والغذائية اى كيف يكون له جيش لحماية نفسه من اى اعتداء وكيف كان بحاجة للمياة لتنمية اراضية الزراعية فعمل على تحقيق هدفين اساسيين اولهما تاسيس الجيش عن طريق المساعدات  الغربية فاصبح عضو فى حلف بغداد  وثانيها  المياه واحكم الاتراك بتوفير حصص مائية من منسوبى دجلة والفرات لتغطية حاجة الاراضى الزراعية منها ووضع ايران فى زاوية المحافظة على المناطق الكردية المتاخمة معها واعتبرت تلك الامور ثوابت السياسة العراقية للتعامل مع تلك الدول واضعا فى برامجه السياسى مستقبل العراق ولكن شاءت الاقدار ان لا تستمر تلك الامنيات فحصلت ثورة تموز 1958 وسقطت احلامه وجاءت بالجيش ليتولى امور الدولة  بعد فترة قصيرة من سقوط النظام الملكىى وانشغال الدولة بتنظيم نفسها نتيجة الوضع الجديد  والصراع الذى شهدة المجتمع مابين الاحزاب التى وان اختلفوا فى تطلعاتهم بين الوطنى العربي القومى والمستقل  وبين المتاثر بالنظرية الاممية التى تتبع العقيدة الشيوعية ولاسباب عدم القدرة والكفاءة فقد حول طريقة ادارة الدولة كونها تمثل مكوناته الى حكومة مهتزة لادستور ثابت لها ولا قانون بل ضاعت بين تاثيرات الدول التى ترتبط الاحزاب العراقية بها ولتحول لغة الحوار بينهما من تبادل الاراء والتفاهم الى الصراع واستخدام العنف اعقبها اعتقالات وحالات قتل وسحل وتعليق الجثث على الاعمدة ال..خ ولوضع حد لتلك الفوضى حدثت محاولة اغتيال عبدالكريم رئيس وزراء العراق بعد ثورة تموز 1958 الذى سمى بالزعيم الاوحد واوحت له تلك التسمية انه وحده الحاكم بامره وتناسى دوره العسكرى والسياسى و مسؤلية الدولة والشعب فى اعناقه لكنه اخذته العزة بالاثم  رغم ما قيل عن محاولة الاغتيال سلبا او ايجابا لكنها كانت الفيصل التى بواسطتها حسمت غضب الناس  وكانت فورة الشعارات الوطنية تعطى اشارة كبيرة على قوة صناعها وتحول الموقف من حالة الانتعاش  التى تملئ عقول السياسيون الى حالة الخوف والترقب والانصياع الى طلبات المنفذين ,وتحول الخطاب الحكومي من خطاب احادى الجانب فى اللغة والشعارات الى استخدام المرونة وتقديم تنازلات للقوى المغيبة سياسيا الوحدوية والمستقلة وتحولت وسائل الاعلام الرسمية الى التعامل مع الموقف بشكل حيادى وبالتاكيد فان عمل الدولة السياسى هو ايضا قد تأثر بصورة مباشرة تأثرا بتلك الحالة  ومن هنا كانت السياسة مدرسة للذين يمتهنونها  مدرسة فيها الجيد من السياسيين وفيها قليل الخبرة والمعرفة لافرق فى ذلك ايضا بين الانظمة وانما يكون الفرق فى كيفية تطويعها واستخدامها  لتحقيق هدف ما , وهنا يكون  للسياسى الدور المقتدروالمتزن فى الميدان , وبالمفهوم العسكرى تقدير الموقف ومرورا سريعا على سنوات الحرب مع ايران وبعدها احتلال الكويت والغزو الامريكى للعراق ,  يوضح لنا بان اللغة التى استخدمت لتبرير ما حدث فى الجانب السياسى قد ضاع بين الاسباب التى ادت الى وقوعها والنتائج  التى خرجت بها واهم من ذلك كله هو ضياع تماسك العراق وتفرقت مكوناته بين الشمال والجنوب وضاعت ومسيرة اربعون سنة من الانجازات العظيمة التى حولت العراق من عراق متخلف الى عراق حديث خالى من الامراض والامية وانتعشت الصناعة والزراعة والتعليم  , ونتج عنهاالالوف من الشهداء وملايين من المهجرين  ولا زال السياسيون يعتبرون الحرب مع ايران ودخولنا للكويت حقا غير مشروع وان احتلال العراق فى 9\4\2003 من قبل الولايات المتحدة مشروعا رغم ان امريكا قد شرعنته بقانون اطلق عليه (قانون تحرير العراق) وامام تلك المبررات التى سوقتها الاجهزة الاعلامية المتخصصة فى حينه يفترض بالساسة ان يوضعوا امامهم كل الاحتمالات المتاحة منها ( المقاومة او الانسحاب والتسليم بالامر الواقع او وضع استراتجية بعيدة المدى للنتائج التى ستترتب على الاحتلال ) والاهم  من ذلك كله هو سيطرة الاحزاب الطائفية على الامور , وحتما فان اختيار المقاومة كان هو افضلها , ولكن السؤال هنا ايضا بحاجة الى توضيح   مقاومة من؟  الاحتلال اوالمحتلين فقط وهم الامريكان او القوى الاخرى التى قدمت من ايران واذا كان ذلك هدفا  فيعنى ذلك انه يشمل الاثنين ليس فقط الامريكان وانما المحتلين . وان حاربت احدهما  حاربت نيابة عن الاخرين فيعني ذلك انك تركت لهم الساحة ليسرحوا ويمرحوا فيها لحين مجيئ الفرصة لهم للتخلص من المقاومة ومراكزهم  وحين قرر الامريكان مغادرة العراق مهزومين ومضطرين لكثرة مااصابهم من خسائر فى المال والبشربسبب قوة المقاومة  لذلك كان هذا التفكير مطلوبا قبل الاحتلال لا ان ننتظر اكثر من عشر سنين ونعود باللجوء الىهم  وبعد ان سقطت مكونات كبيرة فى الساحة وكان بامكانها ان لاتسقط لو احسنت استغلال الظرف منذ بداية  الاحتلال واصرت  على استمراها بالمقاومة واجتثاث رؤوس الشياطين الذين لم يكونوا على علم حتى بالمدن ولا الازقة  فى حين كان المناضلون يملئون الازقة والقرى والمدن وكانوا قادرين علىهم وليس وضع اليد على الخد بانتظار ما يخفيه القدر لهم  , قدموا انفسهم كخراف النذور والاعياد جاهزة للذبح , فتم لاعدائهم ماارادوا وتمت تصفيتهم بالقتل اولا والاعتقال ثانبا والتهجير وتفريغ مدنهم ثالثا  , ولا يزال مخططهم يسير وفق ماتم الاتفاق عليه بين السياسى الضعيف وبين شياطين السياسة الصفويين وضاع العراق  فى حين يذكر لنا التاريخ الفارق بين عهدين العهد الملكي رغم امكانيته المتواضعة فى المال والبشر وبين العهد الحالى وترليونات الدولارات التى حواها واليكم القصة التالية للمقارنة فى وطنية الاثنين  ففى ايام الحكم الملكى يحكى ان رئيس وزراء  العراق نورى سعيد  وليس النورى الاخر كان داهية فى السياسة وكان مغرم بالعراق وعمل لاجله واوصل صوته الى العالم وكانت دول تهابه مثل تركيا وايران ناهيك عن دول غربية اخرى وحدث فلا حرج بالنسبة للدول العربية وعلى راسها مصر جمال عبدالناصر وكانت الامم المتحدة والجامعة العربية ملبية لكل طلبات العراق وكان يسعى دائما لجمع العرب والايام دول كما يقال والتاريخ سجل حافل بما جرى فيها وعليها وهي مراة ترى فيها مشاهد الذين صنعوا لاوطاونهم وشعوبهم انجازات عظمية ظلت راسخة باذهان الناس رغم محاولات اليائسين طمسها او التلاعب فيها على مر الزمن وتلك حقيقة اثبت صحتها سجلات التاريخ ولكن مع الاسف بعد فوات الاوان فملوك العراق القادمين من السعودية  فيصل الاول  وغازى وفيصل الثانى ارادوا ان يصنعوا للعراق مايذكره التاريخ بفخر ولكنهم جوبهوا بالرفض والقتل والسحل والسب واللعنة فى مناسبة وغيرها لمدة تزيد على نصف قرن رغم انهم اختيروا لحكم العراق ليس بارادتهم  بل نصبوا عليه من الانكليز من بين عدد من الخيارات وقبل ان يكون للعراق  اية مقومات  كدولة ناشئة  كالتى تستوجب توفرها لكل دولة ومع ذلك اصروا وصبروا ورابطوا لحين يأتيهم الفرج وكان همهم الكبير هو حماية العراق وتامين مصادر مياهه فسعوا الى الدول الكبرى للتعاون لاجل ذلك واصبحوا احد اعضاء حلف بغداد الذى اسس من امريكا وتركيا وايران والباكستان ضمانا لامن العراق من اى عدوان ومن الجانب الاقتصادى ولاجل بقاء عملته قوية ارتبط بمنطقة الاسترلينى التى كانت تحكم الاتفاقية الدولية بشان معادلة العملة بالذهب وقد يبدولنا ونحن نتحدث عن هكذا مواضيع ان نمر عليها بسرعة قبل ان ندرك درجة الوعى الوطنى الذى كان يمتلكها هؤلاء  ونظرتهم الى المستقبل وهم يتناولوا هذه الامور مع دول كبرى وهم صغار قياسا بالعراق فى حين اظهر سياسيوا ذلك الزمان والاحزاب امتعاضا بما فعلته الحكومة من تحالفات واتفاقيات على انها مؤمراة وعبودية للاستعمار واقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالبيانات والمنشورات والمظاهرات تندد بالملكية والاستعمار وبمراجعة سريعة لرسالة ماجستير بعنوان نورى السعيد الذى تولى رئلسة الحكومة لعقود من الزمن ووصف الداهية فى اسلوب ادارة الحكم  وجدت ان قضتين اساسيتين كانت قد اعطتها الاهتمام الكبير الرسالة وهما الموقع السياسى للعراق فى الساحة الدولية وموضوع مياة دجلة والفرات وضمان حقوق العراق من حصص المياه والتى تنبع من تركيا ولاشك  فاننا عندما نتحدث عن ذلك فى ظروف كالتى تمر على العراق وانحسار منسبوب المياه فى نهرى  دجلة والفرات وعدم اكتراث الدولة بموضوع كهذه الذى ستكون نتائجه خطيرة جدا على الزراعة وعلى حياة المواطنين ناهيك عن الاوضاع الاقتصادية التى ستنتج عن ذلك  وذكرت رسالة الماجستير بان رئيس وزراء العراق وبعد دراسة  الوضع الجديد للعراق باتحاده مع الاردن وتشكيل الاتحاد الهاشمى وتحمل نفقات العراق اعباء ماليه اضافية نيابة عن الاردن رواتب القوات المسلحة والشرطة والموظفين اراد نورى السيعيد ان تساهم شركة اى بي سى النفطية التى تتوالى تصدير النفط العراق بزيادة النسبة الممنوحة للعراق لتغطية النفقات الاضافية التى ستقع على عاتق العراق او تعويضه بالكويت كان ذلك قبل ثورة تموز بمدة قصيرة فقرر السفر الى  بريطانيا للتباحث مع الشركة حول الموضوع وخلال مروره بالاجواء التركية جوا ارسل برقية  مجاملة الى عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا وبعد انتهاء زيارته لبريطانيا وتلقى اجابة رئيس شركة النفط بالرفض وعودته للعراق وجد رئيس وزراء تركيا ينتظره فى المطار المدنى الامر الذى تفاجئ به الباشا نورى السعيد وحين الاستفسار منه عن سبب مجيئه الى العراق اجابه التركى بان البرقية التى ارسلتها الى اقلقتنى وقدمت الى بغداد لاستوضح من جنابك الموضوع فرد عليه نورى السعيد باننى اردت ان اذكرك بموضوع المياه اى موضوع حصص العراق من مياة دجلة والفرات التى تنبع من تركيا ولان موضوع كهذا يعتبر من اولويات عمل الحكومة لتامين المساحة الزراعية لزراعة المحاصيل التى كان العراق يصدر منها الكثير هذا جانب وموضوع اخر يتعلق بحلف بغداد الذى اراد من خلاله ان يوفر الاسلحة وتدريب الجيش والحصول على المساعدات من امريكا  التى كانت تتراس الحلف انذاك  وبنفس الموضوع تحدث مع جمال عبد الناصر خلال احدى زياراته الى مصر واشار الى عبدالناصر ان يعمل حلف مشابه لحلف بغداد فى افريقيا تلك هى حقائق يجب ان يعرفها العراقيون ليس فقط للمقارنة بين المواقف الوطنية التى اتهم  اصحابها بالخيانة والعمالة , والحالة التى نعيشها اليوم والاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية على انها الوطنية  بينما فى العهد الملكى كانت عمالة وعبودية  للامريكان  وتتوالى الايام والاعوام لتروى لنا وتكشف من هم الوطنيين من العراقين فى العهدين الملكى والجمهورى سواء كانوا رجال دولة او سياسيوا الاحزاب وايهما احرص للعراق فى ارضه ومياه وثرواته وشعبه وكما ذكرت فان الايام دول والتاريخ سجل حافل بالحقائق قسم منها ظهر والقسم الاخر لم يظهر

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

909 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع