الرحيل .. قصة قصيرة

بقلم : جابر رسول الجابري

غربت الشمس وعسعس الظلام وحل المساء،
أقبل الليل وفي إقباله يوم في فناء،
فناء يوم في الحياة ومودعا بلا عزاء ،
أحداثه رحلت تارة السراء فيه وضراء،
إلا يوم العراق يغادر دمار فيحل بلاء،
لا أمن ولا أمان وقتل وتهجير الأبرياء*
قيل في الحياة حضور سيخلف الذكريات،
ومن الرحيل ستولد لنا قصصا وحكايات،
حكايات وطن مفقود بين إتون الظلمات،
ساريته ثلة لصوص وتعصف به العاديات،
وشعب في طائفية نيام كأنهم في سبات،
وهيهات أن تنام الأسود في ضيم هيهات*
حدثتني نفسي أن اخرج مشيا ساعة سحر،
وقد ظهرت على الماء صورة وجه القمر،
بدرا كان حينها ويراقب أمواج البحر،
وللأمواج خرير فكأن شيئا لأمر قد قدر،
ترائى لي ظل على الماء كأنه ظل شجر،
وسرعان ماأدركت هناك إختلاف في الأثر*
تحرك الظل نحو الشاطيء ثم اليه وصل،
وبدا يزحف ثم إنسلخ منه شيء وإنفصل،
بكاء ونحيب ثم أحدهما لبد عني ورحل،

توقفت مستغربا ماالأمر وما الذي حصل،
تسائلت أ أدنو منه أم أمضي على عجل،
فدفعني الفضول لعلي أكتشف أمرا جلل*
تقدمت إليه وقد غلبني الخوف والحذر،
دنوت أكثر وجدته صبيا يجلس على حجر،
عن كثب راقبته فوجدت فيه حزنا وقهر ،
ناديته فإستفاق مرتعبا وخاف وإنبهر،
قلت لا تخف ولكنه لم يفقه قولي ونفر،
بكى ناطقا أماه فادركته عربي المدر*
عجبا اتخذ سبيل البحر وهو طفل غريب،
وحيدا في ظلمة الليل بلا أب أو ربيب،
ما أن عرف عروبتي حتى بادرني بنحيب ،
من أين فقال لي وهو عن مسألتي يجيب،
أنا العراق مهاجرا علي في وطن أصيب،
قد غرقت أمي ثم لحق بها أخ لي حبيب*
وما الذي أتخذ في البحر سبيلا وطريق،
فأجاب ذاك الذي أنقذني هو حوت صديق،
لا تخف إن هنا شعب في إنسانيته عريق،
ليس كما العراق لص بإسم الدين لصيق،
وغوغاء لعمامات الشيطان ناعق لنعيق،
ودستورهم فاسد فج الشعب كل له فريق*
كفكف دموعك وطب نفسا فهنا دار أمان،
أنتم ضحايا فتنة كالطفل الغريق آلان،
وسيذكر التاريخ شبابا هجروا الأوطان،
ضحية الفساد وإرضاء مرجعية الشيطان،
ولنا أمل في ثورة الشعب ضد الطغيان،
فغدا نبني العراق وطن يحترم الإنسان،



المملكة المتحدة*

التاسع من أيلول 2015



أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

939 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع