واقع الكتاب.. بين ثقافة الإنترنت وتكنولوجيا العصر

                                            

                        عبدالرضا غالي الخياط*

تشكل المعرفة في عصرنا الحاضر مكانة بارزة،لما يتسم به هذا العصر من سرعة الحركة والتطور المذهل،وتضاعف المعلومات والحاجة لملاحقة الاكتشافات والتحولات،في شتى الميادين.

حتى أطلق على حضارتنا المعاصرة التي جعلت من العالم يبدو وكأنه قرية كونية.وذلك بفضل التكنولوجيا ووسائل الاتصال والإعلام الحديثة،حيث شهدت العقود الأخيرة تطورات جذرية هائلة في مجال المعلومات إذ نشأت مراكز ومؤسسات وشبكات للمعلومات تستهدف تأمين احتياجات العاملين والباحثين في المؤسسات المختلفة من المعلومات والبيانات وتوافرها في الوقت المناسب.تعتمد على استخدام تقنيات حديثة لعل أبرزها الحاسبات الإلكترونية والأقراص الممغنطة واستخدام الأقمار الاصطناعية.فمذ إن  خلق الإنسان وهو لايستغني عن المعرفة،لاستخدامها في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية.والمطبوع الورقي- كتاب- مجلة – صحيفة،يبقى سيد المعرفة إن لم نقل هو الأساس.إذ يحتل الكتاب موقع الصدارة في توعية الإنسان وزيادة معارفه وإدراكه للعالم الذي حوله ،وعلى الرغم من ذلك نجد إن الاهتمام  بالكتاب ضعيفا في مجتمعاتنا العربية قياسا إلى مجتمعات أوربا والغرب.والحقيقة إن الواقع السياسي العام للعراق قبل الاحتلال الأمريكي لم يسمح بأي نشاط يذكر،فقد همشَ الإنسان وألغيّ وجوده بالمرة.ويعلم الجميع  إن الكثير من المثقفين اضطروا إلى بيع مكتباتهم الخاصة إن لم نقل هاجر معظمهم إلى بلاد أخرى.لاسيما إن الكتاب خير صديق للإنسان.فقد كان ومازال الرفيق الأمين،والجليس الأنيس لمن يبغي العلم والمعرفة،وينشد الحقيقة ويتوقى الفائدة المرجوة.والكتاب لايحتاج لغير أدوات الطبيعة البسيطة كي يوصل مادته إلى العقول والأفئدة.وإذا ما أهتم به الناشر،فلن يجابه ولن ترقى إلى مرتبته وسيلة أخرى، فقد رافق الإنسانية منذ زمن موغل بالقدم،أي منذ عصر التدوين حتى يومنا هذا.سيبقى أرث الإنسانية على الوجود.ولايمكن الاستغناء عن الكتاب الورقي لما له من حيوية خاصة تتميز به دون غيره من وسائل المعرفة،على الرغم  من التطور التكنولوجي الهائل،لأسباب لامجال لذكرها وحصرها هنا مع مراعاة وأهمية ألنت والصحافة الإلكترونية والأقراص المدمجة.الذي جعلنا نتواصل مع العالم الآخر بكل ما هو جديد ومثير ومفيد، وبأقل كلفة،وقد استعان العلم به ليعلن ما يستكشفه من أشياء جديدة ويخرجه إلى الملأ في دقائق أو أسرع من ذلك، وانعكس  ذلك على أساليب التلقي واستمتع البعض من الناس أو الكثيرون بمواقع البريد الإلكترونية وبالأقراص الصلبة والحاسوب وتسهيلاته.الإ أن الكتاب لم يفقد رونقه وبهائه وجماليته المشهودة وإمكانية نقله وتصفحه بيسر وسهوله، كلها مميزات تشهد للمطبوع الورقي.ومع تزايد الإقبال على استخدام الشبكة العنكبوتية.لم يزل الجدل قائما في أوساط المثقفين والمشتغلين في حقل الأعلام ودوائر النشر حول مستقبل المطبوع الورقي مع منافسة الكتاب أللإلكتروني.وها هو اليوم في أوربا والغرب وفي العالم العربي،وبالرغم من دخول الحاسوب يطبع بمئات الآلاف وبالملاين أحيانا وينفد.والكتاب اليوم في العراق على الخصوص أكثر إقبالا منه إلى العقود المنصرمة،وذلك يعد نتيجة طبيعية للتغير الذي نشهده اليوم،ولأهمية الثقافة في العراق الجديد الذي يشهد تحولاً نحو الديمقراطية والمجتمع المدني. فمازال الكتاب يعد وسيلة معرفية مميزة.وموقعاً فريداً وهاماً في دنيا المعرفة.فبالكتب والقراءة تمكن الإنسان من بلوغ أرفع غاياته وأعلى طموحاته...

* مدير مكتب الگاردينيا في بغداد

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

659 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع