العراق بحاجة الى رؤية جديدة وليس كما رواه الاخرون

                                                 

                                   فلاح ميرزا

الصورة التى رسمت للعراق ليست صورة فوتوغرافية كالتى تظهرها العدسات والكاميرات والات التقاط الصور...

فتلك تظهر العراق على حقيقته فى حين المقصود بالصورة المرسومة هى التى يريد بها صاحبها ان تظهره على غير حقيقته واراد ان يضع الاشياء فى غير مواضعها وكما يتخيلها فى الالوان والمقاطع والاجناس والمساحات وخطوط الطول والعرض فتلك حقيقة مايبحث عنه هؤلاء الذين لم يتمكنوا من ذلك حتى فى احلامهم الخيالية ولكنهم وبفعل غيرهم من الكفار تمكنوا ان يضعوا اقدامهم المملوءة بما لايليق به ليدنسوا تربته وهواءه وجذوره التاريخية التى لازالت تسطع بنورها لجميع الحضارات قديما وحديثا وقد اغاضتهم واعمت بصيرتهم ولانهم بلا بصيرة حصل الذى حصل فى مكوناته ولكونها تتميز بعمقها واصالتها , فلن يتمكنوا من ذلك ايضا مهما استخدموا من وسائل المكر والخداع ولاشك فان مايبثه الاخرون من تشويه عن الخلاف بين المذاهب التي وفى كل احوالها لاترقى الى الكراهية ونبذ الواحد للاخرولانهم ذو انتماء واحد تحت خيمته فلا فائدة اذن مايرسمه الاخرون ليس له جذور ولا حتى له لون ولا طعم  والحديث عن الذى جرى للعراق ومازال يجرى لايحتاج ان يؤخذ كما ينظراليه المحللين على انه ظاهرة استثنائية تسلق بواسطتها اصحاب الشيطنة والمكر واصحاب المفاهيم التى تداخل فيها من هم دخلوا الاسلام عنوة خلال فترة تمتد الى 1400 سنة هجرية ونتيجة  لسقوط مملكة فارس بعد واقعة القادسية بل انها ظاهرة رسمت وخطط لها منذ عقود من السنين  تعددت المواقف وتغيرت الانتماءات والولااءت والتفسيرات لما جاءت به الرسالة ودعاتها من الخلفاء والصحابة ومن تبعهم الذين اخذوا بما اوصاهم لرسول محمد(ص) طريقا للاجهار بها للناس اجمعين ومن ذلك الحين برزت صيحات مأجورة اطلقها اليهودى عبدالله ابن سبأ ليتناولها من بعدة الاقوام التى تضررت بمجيئ الدين الذى دعى اليه الرسول محمد (ص) وصحابته الاجلال ولاقى قبولا وانتشارا بين الناس ومنذ ذلك الوقت والرسالة تتعرض الى التشويه والتزوير وكثرة الاباطيل والبدع وتدافع كل من يكره مبادئه الساميه الى محاربته علنا او بالخفاء بطرق وبوسائل ماانزل الله بها من سلطان ولكن هيأت لهم ان يتمكنوا من ذلك لان الله اراد بهذا الدين ان يسود العدل والمساواة والرحمة فى كل المجتمعات , كثر الحديث عن العراق وبدات الاقلام تسطر ماتشاء بما وقع عليه ومازال  وما اصابه قديما قبل الالفية الاولى والثانيةوقبل ان يكون للدين والتمسك بالعبادات شئ كالذى نشاهده اليوم   شئ , وشهد من الويلات قبل المنافع مصائب ملئت ارضه دماء وحكايات مثلما عرفنا وقرأنا عنه انه ارسل بعلومه وعلمائه الى كل بقاع الارض ليعلمهم معانى الحياة والرخاء والسعادة والعدل وقيل عن ذلك بما لايستوعبه كتاب ولا مكتبة ولا تاريخ وشهد من الحروب والغزوات كلفته من الدماء انهار واخذ منه ما لذ  وطاب من كل شىء على الارض وتحت الارض وبات يبحث عن ماضيه بلهفة وشوق ولكن امتلئت ا كفه بدموع الحزن والالم على ماجرى له ويجرى وعثبا يحاول ان يتذكر احلامه وايامه وللاسف بدون جدوى ورغم الوف العبر مرت امامه ولم يعتبر( ومااكثر العبر وقلة الاعتبار ) قول لعلى عليه السلام ولم يردع ولم يستكين  بما راه وما وقعت عليه عيناه على  اماخلفته التفجيرات اليومية التى اخذت منه احلامه واسلبت منه ايامه وبدء الياس يدور فى خلده وفى عقله فلم يجد فى الدين نفع ولا فى قوى اخرى ملجأ (واستغفر الله من ذلك) فاراد ان يعود الرجل الذى قالت عنه الروايات بما يشفى الغليل  ويطيب العليل انه  الرجل ااذى لازال سيفه يسمع صليله ولازالت كلماته  راسخة فى رؤؤس  العرب والعراقيين انه الصمصام المجرب والليث المعرب انه الحجاج واليكم منه صفحة ليكون درسا للجميع ترى هل نحن بحاجة الى ذلك ام بحاجة الى الحكمة والموعظة الحسنة وان ندفع بالتى هى احسن فان الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم
حكي عن عبد الملك بن عمير أنه قال لما بلغ أمير المؤمنين عبد الملك اضطراب أهل العراق جمع أهل بيته وأولي النجدة من جنده وقال :
أيها الناس إن العراق كدر ماؤها وكثر غوغاؤها وأملولح عذبها وعظم خطبها  وظهر ضرامها وعسر أخماد نيرانها فهل من ممهد لهم بسيف قاطع وذهن حامع وقلب  
ذكي وأنف حمي فيخمد نيرانها ويردع غيلانها وينصف مظلومها ويداوي الجرح حتى  يندمل فتصفو البلاد وتأمن العباد .
فسكت القوم ولم يتكلم أحد فقام الحجاج وقال يا أمير المؤمنين أنا للعراق قال ومن أنت لله أبوك قال أنا الليث الضمضام والهزبر الهشام أنا الحجاج بن يوسف
قال ومن أين قال من ثقيف كهوف الضيوف ومستعمل السيوف   قال أجلس لا أم لك فلست هناك ثم قال مالي أرى الرؤوس مطرقة والألسن معتقلة فلم يجبه أحد
فقام إليه الحجاج وقال أنا مجندل الفساق ومطفىء نار النفاق قال ومن انت قال أنا قاصم الظلمة ومعدن الحكمة الحجاج بن يوسف معدن العفو والعقوبة آفة  
الكفر والريبة قال إليك عني وذاك فلست هناك ثم قال من للعراق فسكت القوم وقام الحجاج وقال انا للعراق فقال إذن أظنك صاحبها والظافر بغنائمها وإن لكل شيء يا ابن يوسف آية  وعلامة فما آيتك وما علامتك قال العقوبة والعفو والاقتدار والبسط والازورار والادناء والابعاد والجفاء  والبر والتأهب والحزم وخوض غمرات الحروب بجنان غير هيوب فمن جادلني قطعته  ومن نازعني قصمته ومن خالفني نزعته ومن دنا مني أكرمته ومن طلب الأمان  أعطيته ومن سارع إلى الطاعة بجلته فهذه آيتي وعلامتي وما عليك يا أمير  المؤمنين أن تبلوني فان كنت للاعناق قطاعا وللأموال جماعا وللأرواح نزاعا  ولك في الأشياء نفاعا وإلا فليستبدل بي أمير المؤمنين فان الناس كثير ولكن  من يقوم بهذا الأمر قليل فقال عبد الملك أنت لها فما الذي تحتاج إليه قال قليل من الجند والمال فدعا عبد الملك صاحب جنده فقال هيىء له من الجند شهوته وألزمهم طاعته  وحذرهم مخالفته ثم دعا الخازن فأمره بمثل ذلك فخرج الحجاج قاصدا نحو العراق قال عبد الملك بن عمير فبينما نحن في المسجد الجامع بالكوفة إذا أتانا آت فقال هذا الحجاج قدم أميرا على العراق فتطاولت الأعناق نحوه وأفرجوا له عن  صحن المسجد فإذا نحن به يمشي وعليه عمامة حمراء متلثما بها ثم صعد المنبر  فلم يتكلم كلمة واحدة ولا نطق بحرف حتى غص المسجد بأهله وأهل الكوفة يومئذ  ذوو حالة حسنة وهيئة جميلة فكان الواحد منهم يدخل المسجد ومعه العشرون  والثلاثون من أهل بيته ومواليه وأتباعه عليهم الخز والديباج ل وكان في المسجد يومئذ عمير بن صابىء التميمي فلما رأى الحجاج على  المنبر قال لصاحب له أسبه لكم قال اكفف حتى نسمع ما يقول فأبى ابن صابىء وقال لعن الله بني أمية حيث يولون ويستعملون مثل هذا على  العراق وضيع الله العراق حيث يكون هذا أميرها فوالله لو دام هذا أميرا كما  هو ما كان بشيء والحجاج ساكت ينظر يمينا وشمالا فلما رأى المسجد قد غص  بأهله قال هل اجتمعتم فلم يزد عليه أحد شيئا فقال إني لا أعرف قدر اجتماعكم فهل اجتمعتم فقال رجل من القوم قد اجتمعنا أصلح الله الأمير فكشف عن لثامه ونهض قائما  فكان أول شيء نطق به أن قال :
والله إني لأرى رؤسا أينعت وقد حان قطافها وإني لصاحبها واني لأرى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى والله يا أهل العراق إن أمير المؤمنين نثر كنانة بين يديه فعجم عيدانها  فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم بي لأنكم طالما أثرتم الفتنة  واضطجعتم في مراقد الضلال والله لأنكلن بكم في البلاد ولأجعلنكم مثلا في كل واد
ولأضربنكم ضرب غرائب الابل وإني يا أهل العراق لا أعد إلا وفيت ولا أعزم إلا أمضيت فاياي وهذه  الزرافات والجماعات وقيل وقال وكان ويكون يا أهل العراق إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من  كل مكان فكفرت بأنعم الله فأتاها وعيد القرى من ربها فاستوثقوا واستقيموا واعملوا ولا تميلوا وتابعوا وبايعوا واجتمعوا  واستمعوا فليس منى الاهدار والاكثار إنما هو هذا السيف ثم لا ينسلخ الشتاء  من الصيف حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم ويقيم له أودكم ثم إني وجدت  
الصدق مع البر ووجدت البر في الجنة ووجدت الكذب مع الفجور ووجدت الفجور في النار وقد وجهني أمير المؤمنين إليكم وأمرني أن أنفق فيكم وأوجهكم لمحاربة عدوكم  مع المهلب ابن أبي صفرة وإني أقسم بالله لا أجد رجلا يتخلف بعد أخذ عطائه بثلاثة أيام إلا ضربت عنقه  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

748 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع