واشنطن وموسكو .. على شفا هوة سحيقة

                                                     

                                 أ.د. محمد الدعمي

” .. إذا كان الكثيرون ممن يراهنون على سياسة الرئيس أوباما القاضية بتجنب الارتطامات العسكرية على أراضٍ خارج الولايات المتحدة، فان المقلق بالنسبة لشعوب العالم وأوروبا خاصة، بواعثه عدم القدرة على كنه نيات وخطط ورؤى الرئيس فلادمير بوتين، ذلك الرئيس الذي جسد نمطاً رئاسياً صدامياً هو أقرب الى نماذج الحقبة الشيوعية منه الى نماذج مابعدها.”

ــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من حرص وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر Carter، على تخفيف عدائية لهجته حيال الروس في الإعلام، عبر مناورات لفظية واضحة المعالم، فان الرعب المنبعث من احتمالات مواجهة عسكرية كونية بات قاب قوسين أو أدنى، بقدر تعلق الأمر بدول أوروبا، والشرقية منها خاصة. وإذا ما جاء ذلك في سياق تحرك عسكري أميركي يهدف الى أن ” تتخلى موسكو عن مسارها”، فان تفاصيل ما ستقدم واشنطن عليه في القريب العاجل لا ينطوي إلا على استفزاز واضح المعالم لرئيس روسي لايمكن عزله عن تراث الإتحاد السوفيتي السابق قط، نظراً
لخطواته”الاستفزازية “بالنسبة للولايات المتحدة ودول أوروبا عامة.
وإذا كان الكثيرون ممن يراهنون على سياسة الرئيس أوباما القاضية بتجنب الارتطامات العسكرية على أراضٍ خارج الولايات المتحدة، فان المقلق بالنسبة لشعوب العالم وأوروبا خاصة، بواعثه عدم القدرة على كنه نيات وخطط ورؤى الرئيس فلادمير بوتين، ذلك الرئيس الذي جسد نمطاً رئاسياً صدامياً هو أقرب الى نماذج الحقبة الشيوعية منه الى نماذج مابعدها. الرئيس فلادمير بوتين هو رئيس لايمكن للأميركان أو لسواهم عبر أوروبا والعالم تجاهله، لأنهم لا يمكن أن يتنبأوا بما يمكن أن يقدم عليه بين ليلة وضحاها، ودلائل صعوبة سبر أغوار عقله تتجلى من آن لآخر، إلا أن اقوى تجليات صداميته كانت في الضم الفوري لشبه جزيرة القرم وتحريك مؤيدي روسيا القاطنين عبر الجزء الشرقي والشمالي الشرقي من جمهورية أوكرانيا، ضد كييف، العاصمة.
والحق، فان أوروبا تخشى هذا النوع من القادة غير القابلين للاستكشاف بسهولة: فمن هؤلاء القادة، أصحاب المفاجآت، كان المستشار البروسي بسمارك، ثم هتلر، ناهيك عن جوزيف ستالين ومن تبعه من قادة الإتحاد السوفيتي السابق، بطبيعة الحال. وإذا كان هؤلاء رجال من عيار القدرة على صناعة الحروب الشاملة، فلا غرابة من أن ينتمي رئيس جهاز المخابرات السوفيتية KBG سابقاً، فلاديمير بوتين، الى ذات الفصيلة التعرضية، غير الميالة للتفاهم أو التراجع.
وهنا ينبغي تفحص التحدي العسكري الأميركي الذي سيستفز الرئيس بوتين، على لسان وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، إذ أنه قال بأن إرسال القوات الأميركية (على نحو دوري الى دول شرقي أوروبا، لاتفيا وبلغاريا واستونيا ولتوانيا، من بين دول أخرى، إنما يقصد منه تقوية حزام دول أوربا الشرقية المحيط بروسيا عسكرياً على سبيل مواجهة أي تجاوز أو عدوان روسي عليها، أي عدوان على نسق ذلك الذي حدث في أوكرانيا على حين غرة العام الماضي.
لذا تحبس شعوب أميركا وأوروبا أنفاسها اليوم لأن غموض شخصية بوتين وخيلاء تفكيره وخططه المستقبلية إنما تكرس الخوف، بل والهلع من احتمال إقدامه على أعمال مفاجئة تهدد كيان وقوة حلف “الناتو” الذي انضمت اليه الجمهوريات السوفيتية السابقة بعد انفراط عقد حلف وارشو، المقابل.
كل هذا يجري تحت أعين رئيس أميركي، ليس من نوع الصقور، اي أن الرئيس أوباما إشتهر دائماً بأنه رئيس الإصلاحات الداخلية والانسحابات الخارجية. بمعنى، أن نهاية عهده، العام القادم، قد تشهد دخول رئيس جمهوري صدامي من نوع بوش أو من النوع الذي يتوثب الى لجم روسيا كي لا تتجاوز حدود نظرية العالم الوحيد القطبية، الأمر الذي قد يحقن أجواء التنافس العسكري بين واشنطن وموسكو بالحياة حد تدشين حقبة حرب باردة جديدة، والعياذ بالله.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع