عندما يتم تشكيل قوات أمنيه وفق معايير خاطئة

                                            

                        نجم الدين الصميدعي

من اكبر الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق العراق هو حل الجيش العراقي وتدمير ترسانته العسكرية وطمس تاريخه المشَرٌفْ ومواقفه الوطنية وكفائتة القتالية والذي كان يعد خامس جيش في العالم.

واستبداله بجيش طائفي متخلف وغير مهني وقامت الكيانات السياسية برفد تلك الوحدات بالعناصر المؤيدة لها حتى أصبح بعض الأفواج تُكَنى بأسماء قادة تلك الكيانات ,عندما تفاقم الوضع الأمني نتيجة التفرد بالسلطة وعدم مشاركة بقية ألأطراف السياسية ألأخرى في هذه الوحدات والتشكيلات بادر المحتل برفد القطعات الأمنية بعناصر من المكونات الأخرى ممن لديهم الخبرة والكفاءة لإصلاح المسار الخاطئ للقوات الأمنية لذلك تم فسح المجال أمام الضباط والمراتب من عناصر الجيش السابق بالانخراط بصفوف هذه القوات. كون معظم  الضباط الذين يعملون في الجيش الجديد هم ممن منحوا(رتباً فخرية ) من قبل المحتل وقسم أخر يحملون( رتباً  وهميه ) لايمتلكون المعلومات العسكرية  ولا مؤهلات القيادة والسيطرة. عرضتْ عليَّ فكرة الالتحاق إلى الخدمة في قيادة شرطة ديالى  من قبل احد  زملائي الذي سبقني بالالتحاق إلى الخدمة في القيادة أعلاه وكان يشغل منصباً رفيعًا فيها, انتفضت لديٌ المشاعر الوطنية والأنسانيه للمشاركة في إنقاذ المواطنين من الظلم والهتك رغم خطورة الموقف آنذاك وسيطرة الإرهابيين(القاعدة) وغيرها على معظم المدن والقصبات والطرق في المحافظة  وانتشار السيطرات الوهمية هنا وهناك, توكلت على الله واتخذت قراراً بالالتحاق إلى قيادة شرطة ديالى بتاريخ12/3/2007 عندها أُجريُتْ لي مقابله مع السيد قائد الشرطة آنذاك اللواء الركن غانم القريشي وبعد إطلاعه على خط الخدمة والمناصب التي كنت اشغلها في الجيش السابق ,
أوعز بتنسيبي إلى فوج طوارئ ديالى الأول وتحدثَ معي لمدة ساعة واحده تقريبا مع شرح موجز لإعمال الأفواج وواجباتها مؤكدا بان المنتسبين الذين تم تعينهم لايعرفون السياقات العسكرية وقسم منهم لايجيد استخدام السلاح  وطلب بذل الجهود لارتقاء الوحدة بمستوى جيد من الأداء وحذرني من آمر الفوج وقال انه إنسان سيئ ويقوم بسرقة أعتدة الفوج ورواتب المنتسبين ومن خلال كلامه فهمت بأنه لا يرغب ببقائه آمراً للفوج ويبحث عن البديل المناسب لإشغال المنصب وشدد علي وقال (أني اعتمد عليك في الفوج يبدو لي من خلال خط خدمتك انك ضابط كفوء وجيد أشغلت مناصب جيده) وخلال سرد الحديث مع السيد القائد وجدته مليئاً بالوطنية والحرص على الشعب وعلى المصالح العامة نابذاً للطائفية والعنصرية  وله الإلمام الواسع بأدق التفاصيل وعن أداء المديريات الفرعية وأفواج الطوارئ, وكان يسمي الأمور بمسمياتها والأشخاص القائمين بها في جميع أقضية ألمحافظه ونواحيهــا .
في صباح اليوم التالي التحقت إلى مقر الفوج والذي كان يقع بالجهة الغربية لنهر ديالى في بناية نقابات العمال الملغاة, دخلت غرفة آمر الفوج فرحبَ بي وقال استلم منصب (ضابط الميره)لكون هذا المنصب شاغر. قلت له أن هذا المنصب لا يليق لضابط  برتبه عاليه إضافةً إلى أني ضابط مشاة ولستُ ضابطاً إدارياً وأخبرته بأن السيد القائد كلفني بإعداد منتسبي الفوج وتدريبهم والإشراف على أدائهم, قال لي يبدو لي انك تريد أن تستلم الفوج قلت كلا( ولكن السيد القائد طلب مني ذلك) قال لي ( اذهب واعمل ما يحلو لك) يبدو أنه انزعج من التحاقي إلى الفوج .وبعد صمت طويل أوعز لي أن اشغل منصب معاون أمر الفوج.وفي نفس اليوم استدعيت (رأس عُرَفاء الوحدة)وطلبت منه تبليغ  منتسبي الفوج للخروج ً صباح اليوم التالي إلى ساحة العرض ضباطاً ومراتب مع ارتداء تجهيزات القتال مع السلاح , في الصباح الباكر لليوم التالي خرج قسم من المنتسبين والقسم الأخر بدءوا بالرفض والتماهل وعدم الاستجابة للأمر ولم يتم جمعهم إلا بعد مرور ساعة تقريبا بعد قيام الضباط بالدخول إلى غرف النوم وإيقاظهم وكان اللقاء الأول لي معهم  فطلبت منهم حلاقة الذقن مع ارتداء التجهيزات  النظامية والحضور يوميا إلى ساحة العرض.ثم أوعزت إلى ضباط السرايا المباشرة بالرياضة الصباحية  (الهرولة   وبعدها  تمارين اللياقة البدنية) . وخلال مشاهداتي للمنتسبين لاحظت أن قسماً منهم ملتحي بلحية خفيفة ومحدده بالخيط وقسم أخر واضع(سك سوكه )في ذقنه ناهيك عن ارتداء(الأقنعة السوداء) على وجوههم وعند تحدثهم مع الضباط يلفظون كلمة   ( أستاذ )بدلا من كلمة (سيدي) وعند مرورهم أمام الآمر أو الضباط لا يؤدوا  التحية العسكرية , بدأت معهم من (الصفر) رغم تحملي الشتائم والسب واللعنة من قبل بعض الضباط (الفل) كما كانوا يسمونهم.
في احد الأيام قال لي أحدهم سيدي هل صــدام حسين رجع للحكم قلت له كيف ؟ قال أنت تريد إعادة جيش صدام  قلت له العسكرية أدب وقانون وأخلاق وسياقات قبل أن يكون صدام حسين وغيره ويجب علينا أن نتمسك بالآداب العسكرية وأن يحترم بعضنا البعض وكل منا يعرف حدوده ألا تلاحظ إن تنفيذ الأوامر في الفوج ضعيف وألا تلاحظ حين نريد الخروج بأي واجب لانستطيع أن نجمع(20) منتسب من مجموع (500).
ومن الجدير بالذكر عندما يتم تكليفنا بواجب لحدوث عمل إرهابي في قاطع المسؤولية لانستطيع جمع قوه كافيه لان المنتسبين يختبئون في الغرف ويقفلون الأبواب ولا نجد سوى عدد قليل ممن لديهم الشجـــاعة والرجولة .تحدثت للضباط مؤكداً عندما يكون التدريب جيداً سيكون الضبط جيداً ويكون تنفيذ الأوامر بشكل جيد وصحيح وأكدت لهم المقولة المشهورة (الجيش كيان ضعيف يستمد قوته من ضبطه ) وأكدت أيضا كلما كان الضبط عالياً تقوى الوحدة  وتربح المعركة. وجدت إن هذا الكلام لا يلاقي القبول والرضا عند بعض الضباط  والمنتسبين  فاستعنت بأحد ضباط الدمج والذي تم منحه رتبة مقدم رغم جهلهِ بالسياقات العسكرية  حيث كان مقيماً في جمهورية إيران وعاد إلى العراق عند الاحتلال إلا انه كان شخصا محترما  قويم الأخلاق وطيب القلب طلبت منه أن يقف بجانبي في ساحة العرض عند إلقائي المحاضرات التدريبية والضبطية لتخفيف معاناتي ولمنع تذمر المنتسبين من التدريب كونه كان مسؤولاً حزبيا في إحدى الكيانات الحاكمة في السلطة ويتجنبهُ الضباط والمنتسبين باعتباره ضابط أمن ومن الطائفة الشيعية المتنفذه كما طلبت منه عند دخوله ساحة العرض أن يؤدي لي التحية العسكرية وعند التكلم معي يناديني بكلمة سيدي وفعلا تلقى الرجل الأمر برحابة صدر وأيد فكرة تطوير الوحدة ورفع قدراتها القتالية والعسكرية .أستمريت على هذه الحالة لمدة شهر ونصف تقريبا . وعند لقائي بالسيد قائد شرطة ديالى شرحت له هذه ألإجراءات فشكرني وشجعني بالاستمرار على التدريب وقال ( وصلَ لي كل الذي عملتهُ) .بدأت بوادر الضبطية والعسكرية تتصاعد لدى الضباط والمنتسبين يوما بعد يوم.
بتاريخ 30\5\2007 أقصي آمر الفوج من الخدمة وعند الاطلاع  على كتاب إقالته تبين إن رتبته مقدم ومن الدورة (72) وأنا أقدم منه بثلاثة دورات وكان يحمل رتبة عقيد وشارة ركن من غير استحقاق.وبنفس التاريخ أعلاه أسند منصب آمر الفوج إلى (العميد الركن خضير عباس حسن التميمي) الذي كان ضابطاً مهنياً وعسكرياً أكاديميا وعند الحديث معه عن وضع الفوج  والإجراءات التي  اتخذتها أثنى على عملي . واستمرت الوحدة على هذه الإجراءات حتى بلغ الضبط العسكري والتدريب ذروته في نفس كل منتسب.من الذين رضخوا للأوامر أما الذين لم تروق لهم الإجراءات فقد القوا بأسلحتهم وتجهيزاتهم وغادروا المعسكر حتى بلغ عدد الهاربين خلال اقل من أسبوع(200-250) منتسب.عرضنا الموضوع على السيد قائد الشرطة فأمر بفتح باب التطوع على ملاك الفوج بعد اتصاله شخصيا بشيوخ العشائر والوجهاء من كل المذاهب وطلب منهم رفد مديريات الشرطة في الأقضية وأفواج الطوارئ بدماء جديدة  ومن سكنه المناطق ذاتها لحمايتها ونتيجة لذلك التحق عدد كبير من الشباب للفوج وبدأنا بإكمال موجود السرايا والفصائل وبعد التدريب  والتأهيل والتسليح .تم إعداد خطة مسك للقاطع الغربي لمدينة بعقوبة وإناطة المسؤوليات للسرايا وكما يلي:-
1-السرية الأولى مسك قاطع المفرق بدأ من مستشفى الرحمة وحتى سيطرة السايلو
2-السرية الثانية كانت احتياط الفوج أنيطت لها مسك خرائب السويد على طريق خان بني سعد لمدة أسبوعين وعادت إلى احتياط الفوج بعد مسك قاطعها من قبل ف4 ل19 فق5
3-السرية الثالثة مسك قاطع بعقوبة الجديدة بدأ من تقاطع الطرق والجسور وانتهاء بمنطقة خان اللوالوه
4- السرية الرابعة مسك منطقة 7 نيسان بدأً من تقاطع المرور وحتى نهاية السدة خلف معمل المعجون.
بعد فرض وإحكام السيطرة على قاطع المسؤولية ومسك العقد المهمة وفتح السيطرات لتفتيش الأشخاص والعجلات وتسيير دوريات أليه وراجلة في القاطع ليلا ونهارا. أشاع روح الاطمئنان لدى المواطنين وحصل ترغيب لديهم بمد جسور الثقة والتعاون مع الفوج وقام المختارين والوجهاء والمثقفين بالتوافد على الفوج والثناء على أدائه الجيد والمتوازن بعيدا عما كان عليه في السابق وأعلنوا دعمهم وولائهم للقانون وقاموا بتزويد الفوج بالمعلومات الدقيقة عن نشاطات وتحركات الأرهابين ومن يتعاون معهم.هذه الأمور التي تم ذكرها لم تأتي من فراغ أو عن طريق الصدفة  بل جاء بجهود مُضنيه من قبلي وبدعم من أمر الفوج واتساع صدورنا بقبول أي نداء من أي مواطن حتى لو كان الشأن غير أمني حيث أبدينا المساعدة لأعاده معظم العوائل المهجرة وكذلك  تدخلنا في فض النزاعات بين الأشخاص وإجراء المصالحات بينهم وتم إعادة عدد كبير من الدور السكنية المغتصبة بسبب التهجير الطائفي .إذ كانت المناطق التي تم مسكها منكوبة بسبب تغلغل الإرهاب وكانت تفتقر إلى ابسط مستلزمات الحياة  وكان الناس متقوقعين في بيوتهم غالقين الأبواب على أنفسهم يتحسبون لما سيحصل لهم,  بعد مسك المناطق المشار إليها ونمو الحياة فيها نحو الأفضل ونظراً لتقاعس الحكومة المدنية من أداء دورها الرقابي ومتابعتها لعمل دوائرها أوكل لنا السيد قائد الشرطة  مهمة متابعة دوام الدوائر الحكومية الإدارية منها والخدمية  بضرورة التزام موظفيها بالدوام كون جميع الدوائر كانت معطله في حينه  وأوعز لي بأجراء زيارات لتلك الدوائر وحث موظفيها على الدوام وتم التأكيد على سجل الحضور اليومي وطالبت مدراء الدوائر تسجيل غياب موظفيها  الغائبين وتوجيه العقوبة لهم وفقاً للقانون كذلك تم الإيعاز إلى أصحاب المحال التجارية  والمخابز والأفران بضرورة فتح محالهم .بعد أن ساهمتُ شخصياً بنقل المواد الضرورية مثل الطحين والخضروات والفواكه إليهم بعجلات الفوج وبادرت وبالاستعانة بالسيد رئيس مجلس محافظة ديالى آنذاك الأستاذ (إبراهيم باجلان) الذي أوعز إلى مكتب المنتجات النفطية في ديالى بتجهيز المناطق المحررة من الإرهاب بمادتي  النفط  والغاز لحرمانها منها منذ  أكثر من سنه بسبب الإرهاب وفعلا تم تجهيز تلك المناطق بعد أن رافقت دوريات الفوج عجلات وعربات نقل المشتقات . كما أشرفت شخصيا وبالتعاون مع لجنة الهلال الأحمر العراقية بتوزيع المعونة على العوائل وهكذا بدأت علامات الارتياح والاطمئنان تظهر في وجوه المواطنين .إضافة على ذلك  أسند للفوج مسؤولية تأمين الحماية إلى شبكة الحماية الاجتماعية والإشراف على توزيع الرواتب إلى مستحقيها من العجزة والأرامل والأيتام. وكنت أخرج شخصيا بدأ من الضياء الأول وحتى ساعات متأخرة مساء كل يوم للإشراف على هذه المبادرة الإنسانية ولم اترك المكان حتى يغادر أخر مراجع وتغلق أبواب الدائرة حيث كانت تتوجه لاستلام الراتب أعداد غفيره تصل إلى ألفي مراجع يومياً.
 في حزيران2008 ونتيجة  للخلاف الحاصل بين قائد الشرطه اللواء الركن غانم القريشي والعميد الركن خضير عباس حسن .اتخذ السيد قائد شرطة ديالى قراراً  بنقل العميد الركن خضير عباس وإسناد منصب آمر الفوج إلى ضابط أخر. إلا إن  هذا القرار لم يكن موفقا وصائبا  لان الآمر الجديد لم يكن موفقا وعديماً للأخلاق وطائفياً ويفتقر إلى ابسط مفاهيم الإنسانية وكان هدفه الأول والأخير هو إشباع رغباته المادية بأي طريقه كانت .
 وبعد إقالة السيد قائد شرطة ديالى والتحاق القائد الجديد ازداد آمر الفوج بطشا وجبروتا لكون القائد الجديد من عشيرته .حيث قام بتسخير عدد من المنتسبين من ذوي الأخلاق السيئة مثله بابتزاز المواطنين والقبض عليهم بتهم وهميه بغية مساومتهم ماديا. وقام بابتزاز المقاولين وأصحاب المصالح التجارية والصناعية في المنطقة حيث كلف احد الضباط بفرض ضرائب على المواد الداخلة إلى مناطق (المفرق و الكاطون) من الاسمنت والطابوق والحديد وحتى على العجلات التي تنقل الخضار والفواكه وقام بعمليات خطف للأشخاص ومن ثم مساومتهم ماديا.  بدأت علامات الخيبة تخيم على وجوه الضباط والمنتسبين وهم يرون هدم ما تم إصلاحه سابقا وبدأ الناس يستغيثون وأشيعت الفتنه والنفاق بين المنتسبين وعادت الظاهرة الطائفية المقيتة ( هذا من شيعتي وهذا من عدوي) وأساء كل ذلك  لسمعة الفوج, ومن جراء هذه التصرفات وإدانتي لها بالرفض حصل بيني وبينه خلافات ووصل بي الحال حتى مقاطعته وكنت لا أكلمه  وفي حالة الضرورة القصوى اكتب له قصاصه اشرح فيها الأمور التي أريد أن أبلغه بها وهو كذلك يرد علي بالقصاصة. وبدأ يكيد لي المكائد تلو الأخرى للانقضاض عليٌ ولكن مشيئة الله اكبر من كيده عندها تذكرت حديث الرسول الأعظم  (محمد)صلى الله عليه وسلم(ستأتي على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق  ويصدق فيا الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون فيها ألأمين وينطق فيها الرويضه  قيل يارسول الله وما الرويضه؟ قال الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر ألعامه)صدق رسول الله . كنت أتحاشاه وأتحسب منه ومن مكائده, وبعد أن يأس من كل محاولاته ضدي التي لم تجدي نفعا .أخذ يتهجم علي أمام الضباط بكلمات وعبارات غير أخلاقيه وغير مؤدبه  دون معرفتي بذلك وفي احد الأيام التقيت بأحد أمري الأفواج واخبرني بأن (آمر فوجك يتهجم عليك دائما ويقول عليك (كذا  وكذا)؟ عندها كلفت (العميد عدنان الهزاع ) وكان احد أصدقائي وقلت له اذهب إلى آمر الفوج وقل له سمعت بأنك تتهجم على(معاونك) أمام الضباط وأمام أصدقائه وهناك من اخبره بهذا الموقف عاد لي ( العميد عدنان )وقال يحلف بأغلظ الإيمان بأنه لم يذكرك بأي سوء. وبعدها اشتد الوضع بيني وبينه أسوأ مما كان عليه لأني قمت بأفشال إحدى عمليات الخطف التي قام بها مجموعه من  حمايته بعجلة الدورية وتوجههم بالمخطوف إلى إحدى البساتين في قرية (الهويدر) وحالما استعلمت بالأمر ناديت عبر جهاز اللاسلكي جميع الدوريات وطلبت هوية الدورية التي بحوزتها شخص مدني متوجهاً إلى (قرية الهويدر) أرتبك أفراد الدورية حال سماعهم النداء وقاموا بإنزال الشخص في( مقبرة الشريف )وتركوه مقيد اليدين . فتوجه المخطوف إلى الدور السكنية القريبة من المقبرة  شارحا لهم ماجرى له من قبل إحدى دوريات الطوارئ فأتصل احد سكان المنطقة بالفوج واخبرنا بوجود شخص مدني بالقرب منهم ومقيد اليدين فأصدرت أمراً إلى ( المقدم إحسان ) بالتوجه إلى  المكان وجلب الشخص المدني  إلى مقر الفوج. وعند التحقيق مع الشخص المخطوف ادعى بان دورية عائده إلى الفوج قامت بخطفه وعند سماعها لنداء من الفوج قاموا بإنزاله من الدورية وتركه في المقبرة . وبعد التدقيق على الدوريات وسحب أفراد الدوريات إلى الفوج وعرضهم على الشخص للتعرف عليهم .تعرف على أفراد حماية آمر الفوج وكانوا ثلاثة أشخاص الذين قاموا بخطفه. أرسلت المخطوف إلى مركز شرطة (بعقوبة الجديدة) بصحبة ضابط لغرض تسجيل دعوى ضد الأشخاص الذين قاموا بخطفه. وأودعت حماية آمر الفوج السجن ورفعت كشفاً بالحادث إلى الآمر وأوعز بتشكيل مجلس تحقيقي بالحادث ولكن الإجراءات كانت صوريه  من قبل آمر الفوج  وهددوا المشتكي أنه في حالة  إقامة شكوى  سوف يلاقي حتفه المحتوم مما اضطر المخطوف على سحب شكواه  مرغما .وعندها لم يبقى أمام آمر الفوج إلا أن ذهب إلى قائد الشرطة وطلب منه نقلي خارج الفوج واصفا له باني ضابط سيئ ولدي علاقات مع عناصر إرهابيه في المنطقة وأقوم بتحريض الضباط على أمر الفوج, تعاطف السيد القائد معه فأوعز بنقلي إلى فوج طوارئ مندلي وبدون أي منصب.وبما أنني كنت معاون أمر فوج كان ينبغي أن يتم نقلي إلى منصب مماثل أو منصب أعلى ولكن هذا ما حصل.عندها تذكرت عندما سئل سيدنا(محمد) صلى الله عليه وسلم (متى تقوم الساعة  قال إذا ضيعت الامانه ؟ فأنتظر الساعة قيل يارسول الله وكيف تضيع الامانه قال إذا وكل الأمر لغير أهله) صدق رسول الله.  راجعت نفسي وقلت لم يبقى أمامي سوى أن أغادر واترك العمل واترك لهم (الجمل بما حمل) وهذا ما يريدونه فعلا لأني واجهت صعوبات جمة بسبب اعتدالي ورفضي لكل عمل مشين يتنافى مع القانون وهذا التصرف مني لم يجدي نفعا لدى أناس تربوا تربية سيئة وعاشوا على السحت الحرام .رحم الله الإمام الشافعي عندما قال ( نعيب زماننا والعيب فينا . ومالي زماننا عيب سوانا .  ونهجو الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا) وعندها أبلغت السيد رئيس مجلس محافظة ديالى آنذاك  بالإجراءات التي حصلت لي وقلت له بأني ساترك العمل لأني لاقيت المتاعب من جراء استقامتي  ورفضي لتصرفات آمر الفوج فتدخل في الحال شارحا لقائد الشرطة مواقفي الإنسانية واعتدالي ودوري  العسكري في إعداد الفوج  وتدريب متنسبيه  وكذلك اخبر القائد بسوء العلاقة بيني وبين آمر الفوج .طالباً بضرورة نقلي إلى منصب أعلى وليس بدون منصب فاستجاب  قائد الشرطة وقرر إسنادي  منصب آمر فوج طوارئ مندلي. وبذلك طويت صفحة العمل الشاقة والمتشعبة المليئة بالإحداث والمنغصات في فوج طوارئ ديالى الأول لأبدأ صفحة جديدة آمراً لفوج طوارئ مندلي وهناك أحداث وشؤون كثيرة وتجربة جديدة سأتطرق لها في مقال جديد, وما التوفيق إلا من عند الله العزيز القدير
نجم الدين الصميدعي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

996 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع