كيف ساعدت أميركا في تطوير “النووي الإيراني”؟

                                          

                            بثينة خليفة قاسم

جاء في كتاب “حالة حرب” state of war لمؤلفه جيمس رايزن الصادر عن دار “فري برس” في لندن ونيويورك في العام 2006 أن وكالة الاستخبارات الأميركية ذهبت إلى فينا في عام 2000 للإعداد لعملية استخباراتية ضد إيران ولكن غباء منفذي هذه العملية كانت نتيجته مساعدة إيران في تطوير برنامجها النووي وربما سببا في حصولها مستقبلاً على أسلحة نووية.

واستخدمت الـ C I A لهذه العملية مهندساً روسياً وأبلغته بعد تجنيده بأن هذه العملية تهدف إلى معرفة المدى الذي وصل إليه الإيرانيون في برنامجهم النووي.

وكانت المهمة الموكلة إلى هذا الروسي هي أن يظهر للإيرانيين أنه عالم في حاجة إلى أموال وأنه على استعداد لبيع أسرار قنبلة ذرية لمن يدفع أعلى سعر.
وبدأ العميل الروسي الاتصال بالإيرانيين عن طريق البريد الإلكتروني وحضور المؤتمرات العلمية التي تضم علماء إيرانيين.
وقام ضابط السي آي إيه بتسليم المهندس الروسي مظروفاً مغلقاً بداخله مشاريع نووية، وأبلغه ألا يفتحه تحت أي ظرف، وأن يسلمه في “فيينا” لإيرانيين كان قد اتصل بهم من قبل. ولكن القلق ساور هذا العميل الروسي وهو في “فيينا” حول حقيقة هذه اللعبة، وقام بفتح المظروف واكتشف خطأ واضحاً بالمشاريع النووية الموجودة به، وقرر أن يرفق بنفس المظروف خطاباً يحذر فيه الإيرانيين من هذا الخطأ. وقرر الروسي القيام بالتنويه عن الخطأ خوفاً أن يكتشفه الإيرانيون بأنفسهم فيفقدوا الثقة فيه ويقرروا عدم التعامل معه في المستقبل. ثم قام بتوصيل المظروف بطريقة خفية إلى مقر البعثة الإيرانية لدى وكالة الطاقة الذرية.
وكانت المخابرات الأميركية قد طلبت من العلماء بالمعمل القومي الأميركي أن يقوموا بإدخال أخطاء معينة في مشاريع نووية روسية حساسة كان قد جلبها معه ذلك الروسي إلى أميركا، وكان من المفترض أن تكون هذه الأخطاء خفية للغاية إلى حد لا يمكن معه لأحد أن يكتشفها، وبعد ذلك يتم تقديم هذه المشاريع للإيرانيين دون أن يدركوا أنها صادرة عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ومن ثم قامت الوكالة باختيار ذلك العميل الروسي لتنفيذها.
وكان الهدف من هذه العملية كما هو واضح هو جعل الإيرانيين يقطعون شوطا كبيرا في تنفيذ المشاريع التي يقدمها لهم العميل الروسي، ثم يكتشفوا بعد ضياع الوقت والنفقات أن هناك أخطاء في هذه المشروعات وأن عليهم أن يبدأوا من جديد.
ولكن هذه العملية – حسبما حكى مؤلف الكتاب - لم تتم وفقاً للخطة: أولاً: لأن المهندس الروسي حدد أخطاءً بالمشاريع وثانياً: لأن وكالة المخابرات المركزية لم تحتفظ بسيطرة كافية على هذه المشاريع أو على المهندس الروسي الذي كان من المفترض أن يعتقد أنه يسلم مشاريع نووية حقيقية، وبدلاً من ذلك فإن خطابه ربما نبه الإيرانيين لأن يكونوا حذرين من هذه المشاريع، وعلاوة على ذلك فإن الوكالة قدمت المشاريع للإيرانيين دون أن تأخذ في حسبانها أنه يمكن لهم استخدامها بعد تصحيحها لتساعدهم في صنع قنبلة نووية، كما لم تأخذ في حسبانها أن ذلك الروسي ربما يتصل فيما بعد بالإيرانيين، وأنه من الممكن أن يكون الإيرانيون قد عرضوا هذه المشاريع على خبراء آخرين على علم بالمشاريع النووية الروسية وحددوا ما بها من أخطاء.
ولم يذكر الكاتب الكيفية التي عرفت بها المخابرات المركزية C I A أن العميل الروسي قام بفتح المظروف وتحديد الأخطاء الموجودة بالمشاريع التي أوكل إليها توصيلها للإيرانيين.
وبذلك يكون لأميركا الفضل على إيران ليس فقط في الاتفاق النووي الأخير ولكن في تطوير البرنامج النووي نفسه.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

930 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع