لا تخسروا العبادي

                                      

                    جواد عبد الجبار العلي

بعد استلام حيدر العبادي منصب رئيس الوزراء لم يجد شيء  حتى كرسي الرئاسة مفقود والخزينة خاوية والمحافظات محتله والوزارات تباع وتشترى وثمانية مليون عراقي بحاجة إلى مساعدات إنسانية ونازحين لا سكن لديهم وخمسة مليون مواطن تحت سيطرة داعش.

مع كل هذا الكتل والأحزاب لم تقف موقف المساند لهذا الرجل حتى الحزب الذي ينتمي إليه كان هو السباق في وضع المعوقات أمام عمله، إذن ماذا يعمل هل يستمر أو يستقيل وفي هذه الحالة نقرأ على الوضع العراقي السلام، لأن الجميع لم يتعاون مع هذا الرجل لا السياسيين ولا البرلمانيين  ولا أصحاب النفوذ من رجال دين لم يقوموا بالدور الساند لهذا الرجل الذي حاز على الدعم العربي والدولي من أجل انتشال العراق مما هو فيه من حالة التردي والإنقسام والمعاناة التي أصابت جميع العراقيين في ضعف الخدمات ومواجهة الإرهاب الذي نخر الجسد العراقي إضافة إلى الفساد الذي استشرى  في مؤسسات الدولة وغياب الرقيب والنزاهة.

لقد كان العبادي يعمل وبكل إصرار وثبات على أن يقف وقفة رجل امام المتربصين له وبمفرده، لكونه حامل راية الحق  والصدق والإيمان  رافعاً شعار أن العراق واحد وابناء العراق هم جميعاً ابنائه، وخيرات العراق يجب أن تستثمر لجميع العراقيين وفي خدمتهم وليس في جيوب السياسيين الفاسدين، ولكن استمر التآمر عليه وبكل الإتجاهات الحزبية والطائفية وبث الإشاعات ضده، كل هذا من أجل هذا الكرسي الذي لا يحسد عليه لذلك وجد هذا الرجل نفسه وحيداً في بحر مليء بحيتان العملاء والفاسدين وتجار السخط الحرام.

إذن ماهو الحل هل إن خروج العبادي من المنصب سوف يحل المشكلة أم  يعقدها ويعيش العراق في فوضى وانقسامات طائفية لا يخرج منها أي عراقي سالماً لسنوات طوال؟   أم يقف الجميع مع العبادي ويستمر في عمله  والوقوف بوجه كل من يعيق مسيرته وبحزم ومحاسبة الوزراء الذين قصروا او تلكؤوا في عملهم وترشيح البديل وذوي الإختصاص والكفاءة، أما النواب المتصيدين بالماء العكر المتفوعين من قبل اصحاب النوايا السيئة فلا تلتفت لهم فهم ليسوا مخلصين، وسير في طريق الحق لأن العراق أمانة يجب أن نتحمل مشاقها وثقلها وسعتها، ولكن إذا تخليت عنها فلن يرحمك الشعب ولا التاريخ.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

518 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع