معرکة الغالب الخاسر

                                      

لاتزال الاوضاع في المشهد السياسي العراقي على حالها، ولاتزال القوى و الاطراف السياسية تتراوح في أماکنها و تسعى من دون جدوى عن طريق المناورات و التکتيکات السياسية إحداث ثمة تغيير او تقدم لحسابها.

المشهد السياسي العراقي، ومع مايحيط به من مناخ إقليمي عليل و ظروف دولية غير مستقرة، ينعکس کل هذا بوضوح على کافة الاطراف و القوى السياسية من حيث تحرکاتها و نشاطاتها و حتى تحالفاتها، رغم أن الحذر و التوجس في الوقت الحاضر يکاد أن يکون هو المهيمن على تفکير و منطق و نهج هذه القوى و الاطراف السياسية.
المسعى الجديد الذي يبذله کل من القائمة العراقية و التحالف الکردستاني بشکل خاص، و أطراف أخرى بشکل عام، من أجل إصدار تشريع يحدد من السقف الزمني للرئاسات الثلاثة، واضح من أن لايلقى هوى او رغبة من جانب إئتلاف دولة القانون، خصوصا وانه عودة مجددة لموضوع سحب الثقة ولکن تحت رداء و تسمية أخرى، إذ أن المقصود و المستهدف النهائي من هذا التشريع سيکون رئيس الوزراء نوري المالکي بنفسه دون غيره، لکن، في بلد کالعراق حيث يکون بقاء الوجه القيادي في الواجهة من سمات و ملامح العمل السياسي فيه، فإنه ومن المؤکد لن يدع إئتلاف دولة القانون تشريع هکذا قانون"مسيس"يستهدف المالکي شخصيا، بل ومن المتوقع أن يبادر الى مناورات سياسية معينة من الممکن أن يستهدف من خلالها وجوه قيادية بارزة في القائمة العراقية و التحالف الکردستاني بوجه خاص.
المواطن العراقي الذي يمکن إعتباره الخاسر الاکبر من حصيلة هذا الوضع السياسي الهش الناجم عن تجاذب و تناحر سياسي عبثي، وان خسارته تکبر و تکبر کلما کان العجز مهيمنا على الاطراف و القوى السياسية و عدم تمکنها من حسم الامور بصورة تخدم الاوضاع الداخلية في العراق، بل وان خسارة المواطن العراقي تتضاعف عندما لايکون هناك من أي مکسب او منجز سياسي للأطراف والقوى تلك بل مجرد حرکات و نشاطات محدودة الافق أشبه ماتکون بمراوحة تقليدية لذر الرماد في العيون.
ليس هنالك غالب في المشهد السياسي العراقي، لکن يمکن و بوضوح و من دون أدنى شك القول بأن کل المشارکين في العملية السياسية الدائرة في العراق خاسرون، والخسارة التي نقصدها هنا، هي أن القلق و التوجس هو المهيمن على الشارع العراقي، في حين أن التجهم و الاکفهرار السياسي، هو الذي يسيطر على الشارع السياسي.
لاغالب و لامغلوب، مصطلح قد يمکن إطلاقه على الاطراف السياسية المشارکة في العملية السياسية الدائرة في العراق، غير أن مصطلح"الغالب الخاسر"، يمکن إعتباره التعبير الافضل الذي يمکن إطلاقه على الطرف الذي يهيمن حاليا أکثر من غيره على مجريات العملية السياسية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع